<%@ Language=JavaScript %> نزار رهك   حركة الأنصار الفاشلة (3) أرهاب القيادة الشيوعية في مواجهة القاعدة الحزبية

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

حركة الأنصار الفاشلة (3)

 

أرهاب القيادة الشيوعية في مواجهة القاعدة الحزبية

 

 

نزار رهك   

 

أحد أهم الأسباب التي دفعت بالشيوعيين العراقيين للألتجاء الى الجبل وإعلان المقاومة .. كان بسبب إرهاب الدولة الديكتاتورية  وهمجية سلطات البعث التي لم تدع أي مجال للحياد أو الوسطية ...

أما أن تكون شيوعيا حتى الشهادة أو تهرب الى خارج البلاد  أو تتعاون مع أجهزة الأمن العامة ... لأعضاء الحزب وكوادره  لم تتوفر حلولا وسطية والأدعاء بعدم إنتماء و مستقل وما شابه ذلك ... وكانت كرامتهم وعزة أنفسهم تدفعهم الى المزيد من التحد والصمود وعدم التنازل والخضوع ... ومن هؤلاء الشيوعيين قادة ميامين .. يكفي ذكر أسماءهم أن تكون شرفا ورفعة لعوائلهم وأهاليهم و أبناء مدنهم وقراهم .. من أمثال عايدة ياسين وصباح الدرة ومحمود عسكر وقاسم موزان وخليل تعبان وصفاء الحافظ و قاسم حسين وسميرة جواد وتغريد خوري والآلاف من الشهداء الأصدقاء والمرشحين والأعضاء والكوادر والقياديين ..

 في هذه الأجواء التي لا تدع مجالا للتراخي والتساهل يخرج قياديون عبر مطار بغداد .. وفخري كريم يلتقي وفودا في مقر الجريدة ويتوعد بقيادة عمل الداخل من خارج العراق !! (فخري كريم - الثقافة الجديدة العدد – 273- 1996 ص - 78-)  وكمال شاكر يخرج من المعتقل ويتم إيصاله الى كردستان .. وتمنح له صلاحيات التحقيق مع الرفاق الجدد الملتحقين من الداخل عام 1979 وكان حريصا على مطالبتهم بالأسماء والعناوين وبدقة .. رفض البعض وقبل البعض الآخر ..

وبعد سنوات دخل العشرات من القياديين الى كردستان وتذاكر العودة في جيوبهم .. البعض منهم كانوا أشبه بالسواح أو رحالة أجانب .. تم تجهيز أحسن ما يمكن لهم وللضيوف من غرف نظيفة مفروشة بأحسن فراش و أدفأ الأغطية ... وتم تسليمهم الصولجانات مباشرة ليقوموا بدورهم كقياديين لمرحلة جديدة ..

وقبل ذلك كان الصولجان بيد جماعة ملا علي و أبو آسوس وبهاء الدين نوري ومن كان عريفا  في الزمن (العصملي ) أصبح ضابط أركان والآمر الناهي . .. وبقينا نحن خريجي الجامعات (المدنية) والفنانين والعمال واصحاب الحرف جنودا حتى إنهيار الحركة. نحن الجنود المجهولين وهم الأبطال في العلن , نحن المتقاعدون وجيش البطالة الآن وهم الآن الضباط والوزراء ووكلاء الوزراء .. لقد مارسوا الأرهاب ضدنا وضد قناعاتنا وأمضينا في مواجهته وأرهاب سلطة البعث أجمل وأغلى سنوات الشباب .. والآن هم يقفون مع الأرهاب في العراق سواء كان مع المحتل أو مع أذنابه  من داعش والقاعدة ..

الأرهاب هوأن يجبر الأنسان أن يمارس سلوكية دون إرادته بأستخدام القوة .. فقد كانت كردستان العراقية في أسوأ حالاتها أفضل من السجون والمعتقلات في الأمن العامة والمخابرات ..  

الألتحاق بالأنصار كان مقبولا شرط أن لا تناقش بروح نقدية الوضع الذي كان قائما والوضع الذي كان ومستقبل الوضع القائم  بل بروح الثقة العمياء  بما كان مهيأ من مسؤولين وقادة ونظام وهو ما لم يتناسب مع رفاق الداخل وهو مانتج عنه سريعا قادة حزبيين وعسكريين مع شرطتهم وكتاب تقاريرهم ومخابراتهم وهم على الغالب الأكثر حظا في التدرج الحزبي والأستفادة من الأمتيازات والعلاج والزمالات وغيرها وكانوا أين ما يحلون تأتي معهم تزكيتهم الخاصة  وعلى الجانب الآخر رفاق معارضين لا يمتلكون سوى مبادئهم ولا يهمهم من يواجهوا بها ..( بعد إن تعدوا عقبة تحدي نظام البعث وهمجيته وخرجوا منها سالمين ) كانوا يعتمدون على معلوماتهم الخاصة  وكانوا يعمموهاعلى جميع الرفاق وفي جميع القواعد عبر شبكة غير منظمة ... كان قد أطلق عليها قادة الحزب ب(الليبرالية والتسييب) والمعارضون أصبحوا  ليبراليين في نظر قيادة الحزب أو ممثليهم القياديين في قواعد الأنصار .. في قاعدة ناوزنك تركز المعارضون في الفصيل الرابع وكان إسمه قبل ذلك فصيل بغداد  وبعد ذلك تم تجميعهم في فصيل المدفعية  ( في هذا الفصيل رفض الرفاق تعيين عميل السلطة  أبو هيمن مستشارا سياسيا لهم  وبدلا منه  تم تعيين أبو طه وآمر الفصيل العسكري كان الشهيد أبو فيروز وأنا كنت الأداري بعد إن كلف الرفيق سعيد – الفنان مكي حسين- بمهمة أخرى ) ...وقد كان لرفاق المعارضة كتابهم وفنانيهم ومسرحهم وتم تدوين بعضا منه في صحافة الحزب الرسمية الحالية ومواقعه الألكترونية ولكنهم يحاولون إلغاء الآخر – الشيوعي المعارض -  ونتاجاته وإبداعاته.. حتى أصبح شرطتهم وأتباعهم هم الأدباء والصحفيين و الفنانين وقادة العمل الثقافي الأنصاري الوحيدين . وكأن لا أحد  سواهم ...  هل قرأ أحد عن موسيقى وأغاني الأنصار؟؟ .. لا أحد ... والسبب يكمن في كون أولى فرق الأنصار كانت لها أغان تسخر من قيادة الحزب وشرطتها  وتوطد وحدة الرفاق وتماسكهم وكانت إحتفالات الرفاق الأنصار صاخبة وممتعة بأغانيهم .. كانت قيثارة الرفيق رائد (حنتاو) تعزف بأجمل وأدق ما يكون ويصاحبها أيقاعات وصوت (أبو الصوف) صفاء العتابي .. و جئتهم أنا بعد ذلك مصطحبا معي قيثارتي  التي كانت ترافقني في القسم الداخلي في الجامعة .. وفي عام 1982 جاءنا الفنان كوكب حمزة  وحمودي شربة وتم تأسيس فصيل الفنانين وكانت لنا أغانينا الخاصة  وتألق الشهيد (شهيد عبد الرضا ) بمسرحياته الجميلة  والتشكيليين بمعارضهم . وعلى أرض كردستان تم أصدار طريق الشعب بأيدي هؤلاء الرفاق ... لقد كتب عن العديد من البطولات الزائفة  لأشخاص كذابين إدعوا دورهم في إصدار الجريدة في كردستان .. ولكنهم نسوا الأبطال الحقيقيين ( عبوسي - عبد الكريم متي-  ورزوقي – جابر سفر - وأبو الصوف – صفاء العتابي - .. وغيرهم ) فقط لأنهم ليسوا ضمن عصاباتهم البوليسية ..

لا تمتلك قيادة الحزب الشيوعي العراقي أي قاعدة ثقافية  .. بل لقد كانت تريد المثقفين وتعظم من شأنهم وتعطي للبعض أكثر من حجمه لأنها كانت بحاجة اليهم  وفي وقت كان التنافس على أشده بين الأحزاب المتنافسة وهي تمتلك القدرة على الأستغناء عنهم عندما تنتفي  حاجتهم ويجري البحث عن بدائل ليست بالضرورة ثقافية .. كما هو الحال بعد 2003 فقد إنتهت الثقافة ومؤثراتها لان الأحتلال قد أوجد ثقافته البديلة  وبرعاية وزير ثقافة شيوعي وأوجد أعدادا هائلة من المحطات التلفزيونية والأذاعية  , أفضل كوادرها الأعلامية  كان ومازال دون الهابط ... كانت شرطة قيادة الحزب اول العاملين فيها و المرتزقين من أموالها كما كان البعض منهم وكلاء وزارات الأحتلال دون أن نجد أحدا من هؤلاء من الفريق المعارض (الليبرالي سابقا !!) في أي وظيفة تذكر .

والغيت ثقافة الحزب بالكامل كما الغيت إلتزاماته الأيديولوجية و إنتماءه الطبقي في الوقت الذي لم يستغني عدونا الطبقي عن أيديولوجيته  وثقافته بل عولمها و فرضها في دستور الأحتلال وكان من ضمن كتبة دستور بريمر (شرطة) ومثقفي قيادة الحزب ...

وفي العودة الى المعارضة الشيوعية داخل قواعد الأنصار تم تطور العلاقة الى درجة التخطيط  المسبق لعملية  تصفية  الشيوعيين الجسدية .. فكان إختيار موقع بشتاشان خاطئا وساقطا عسكريا وأختيار القيادات العسكرية متعمدا وعندما جد الجد وجدوا أنفسهم  أيضا في نفس المأزق .. ولأجل أن لا أخوض في تفصيلات مجزرة بشتاشان ونترك لها مواضيعا مستقلة تليق بها وبأهمية أحداثها ولكنني سأتناول موضوعة مهمة وهي الأرهاب التي مارسته قيادة عزيز محمد و كاظم حبيب وكريم أحمد بحق رفاق الحزب وقاعدته وشبيبته المتمردة على القيادة الخائنة والمتورطة في الجريمة .

 كانت النتيجة الطبيعية  لإسترخاص الدم الشيوعي من قبل هذه القيادة ومساهمتها الشخصية في الجريمة والأتفاق مع المجرمين وعقد الأتفاقات معهم وأستهداف الشيوعيين العرب دون أخوتهم ورفاقهم الأكراد ... هو تفاقم الخلافات والفجوات القديمة والتركمات التاريخية ولكنها لم تصل حد عزل هذه القيادة بالقوة وكانت القاعدة الحزبية قادرة على ذلك وكان عليها القيام بذلك حينذاك .. ولكن المبدئية العالية  والالتزام العالي بأهمية وحدة الحزب وتجنب الأنجرار الى حرب داخلية  الخاسر الوحيد فيها سيكون الحزب ومستقبله رفض الجميع الأنجرار بهذا الأتجاه ... لقد كانت قيادة الحزب وشرطتها و كوادرها التابعة بأضعف حال والأكثر إنهيارا  وهزيمة .. وكان الجميع بأنتظار تغييرات حاسمة وسريعة  .. وبدلا من ذلك إبتدأ النزوح الجماعي لرفاق القاعدة وبعد فترة قصيرة  وفر الفرصة للقيادة بأنتهاج الأساليب الأرهابية والتحقيقات الجنائية  وكما هو معتاد في التكتيك السياسي تم إستغلال حادثة قتل رفيق من قبل رفيق آخر موتور ومريض نفسيا , لتفسر بأعتبارها جريمة قتل منظمة تقودها مجموعة إنشقاقية تريد (الأطاحة بالقيادة .. بالقوة ) وبنفس الوقت تم تعميم الأساءة الى الرفاق في جميع القواعد بكون هناك قوة من  متطرفين ومتهورين يسيئون الى وحدة الحزب وقيادته تم إعتقالها والتحقيق معها ... لذلك كانت سمعة رفاق أربيل من العرب في بهدنان سيئة وبدأ التعامل مع الضيوف القادمون من هناك بأسوء ما يكون عليه التعامل والضيافة بين الرفاق ...

لقد جرى إعتقال مجموعة الشهيد منتصر في يوم 31 – 1 – 1984 ، من قبل قيادة الحزب ، وتعرضوا للتعذيب حتى إستشهد منتصر (الشهيد  مشتاق جابر عبدالله) في آذار تحت التعذيب ، بينما إستمر إعتقال الرفاق الباقين حتى 30 حزيران 1684 ، بعدها جرى إبعادهم تحت الحراسة المشددة الى الأراضي الإيرانية ، بغرض تسليمهم الى السلطات الإيرانية ، بواسطة مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني في مدينة نقده الإيرانية .

الشهيد منتصرهو من مواليد بغداد / مدينة الثورة عام 1958 ، أستشهد في آذار  1984 في منطقة بارزان على أيدي لجنة التحقيق والتعذيب التابعة لقيادة الحزب الشيوعي العراقي ، ولايزال قبره مجهولاً لحد الآن ، ولم يعلن أي موقف رسمي من قبل الحزب عن الجريمة وعن تاريخ وقوعها وأسبابها ومنفذيها حتى هذه اللحظة .

أما الرفاق  أمين ( أحمد الناصري) وسامي حركات ( الشهيد ستار غانم )  فقد تم إبعادهم الى أيران .. ومن هناك توجهوا ثانية الى العراق وتوجه الرفيق ستار غانم (سامي حركات ) الى بغداد  قبل أعتقاله كنت قد التقيته في بهدنان وطرح علي فكرة النزول الى بغداد وقد زودته بما كان لدي من هويات ودفتر خدمة مزور قد تفيده عند توجهه الى الداخل... ولا أعرف ما حصل للوثائق بعد إعتقاله من قبل (الرفاق)

وقد إنقطعت أخباره ويقال إنه تم أعتقاله من قبل سلطات النظام البائد وتم تصفيته ولا يعرف له أثرا حتى لحظة كتابة هذه السطور . أما الرفيق أمين (أحمد الناصري) فما زال حيا يرزق وأتمنى له الصحة والعافية .. وهو الأقدر على كتابة المزيد من تفاصيل عملية الأعتقال هذه و الممارسات الأرهابية للقيادة الشيوعية وشرطتها الخاصة وكوادرها التابعة .

لقد أخضعوا جميع الرفاق للتحقيق من قبل هيئة ليست لها علاقة بالقانون ولا حتى الشرطة المسلكية ولا حتى الثقافة السياسية أو الحزبية .. حدثني الشهيد مؤيد وهو رسام وله لوحات جميلة  سألوه بما يعنيه في أحدى اللوحات من حركة سقوط لشخص مازال يمسك بالراية ؟  والشهيد أبو تغريد ( باسل الطائي) عما يعنيه في إحدى نكاته وتعليقاته اليومية الساخرة ... وتحولت الأحاديث اليومية والنقاشات السياسية المعتادة الى أحاديث سرية ...

والبعض قال عن تواجده في كردستان ب(كمين العمر) .. حيث تم إغلاق جميع الطرق أمام الرفاق لترك القواعد وحياة الأنصار وغلق المنافذ  أمام الرفاق المعارضين من المرضى والمتعبين وذوي القناعات الجديدة في جدوى التواجد في كردستان والمستقيلين وتاركي الأنتماء الحزبي والأنصاري .

 ....

 

 

وللموضوع بقية

Rahak@t-online.de

08.02.2014

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا