<%@ Language=JavaScript %> محمد الهجابي  وها إنّني تقاعدتُ، فماذا بعدُ؟ نص قصصي

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

نص قصصي

 

وها إنّني تقاعدتُ، فماذا بعدُ؟

 

 

 محمد الهجابي

 

أنا متقاعدٌ. صرتُ متقاعداً. منذُ أربعة أشهر خلت، بتتُ كذلك. وهذا اليوم لم أقل إنّني سأسافرُ، لكنّني سافرتُ. فعلتُ من غير توطئةٍ. كأنّ لا أحد يعنيني. وعادتي، لا أغادرُ منْ دون إشعارٍ. بيد أنّني هذه المرّة، لم أخبر. في الغالب، كنتُ أمهّد بإشارةٍ، كأن أقول مثلاً إنّني أشعرُ بالاختناق، وأرغبُ، يا ناس، في جرعات هواء، أو أقول إنّ نداءَ الحافلات بلغَ أذني. أنا ألمزُ بلفظٍ، وهم يفهمون. أحزمُ الحقيبة الجلد، وأتفقّدُ أوراق النقد بحافظتي الجلد أيضاً، ثمّ أطوي الحافظة، وأمسكُ بمقبض الحقيبة. وبعد أنْ أكون عانقتهم واحداً واحداً أتّجه رأساً نحو باب الشقة، وأخرجُ.

القاعدةُ إذن، خرقتها في هذه الجولة. لم أدرك حقيقة ما أقدمتُ عليه سوى حينما استويتُ في المقعد الخلف لطاكسي صغير. وأنا أعيّنُ للسائق الوجهة، وقتها فقط فقهتُ أنّني بارحتُ الشقّة دون علم أحدٍ. في الواقع، لم يكن ثمة من أحد سواي في الشقة. زايلوا منذ الصباح. المدام إلى الوظيف. الأولاد إلى الجامعة. ووحدي بالشقة فتحتُ التلفاز على الأخبار. ثمّ حوّلتُ إلى فيلم، وعدتُ إلى الأخبار. انتقلتُ بالريموت كنترول من قناةٍ إلى قناةٍ. أفتّشُ عمَّاذا؟ لا شيء تحديداً. أغلقتُ الشاشة، وشغّلتُ جهاز الموسيقى. ولا الموسيقى أيضاً أفلحت في تليين عضلات وجهي. الكتابُ الذي كنتُ شرعتُ، قبل أسبوع، في تصفّحه رمقته منْ بعيدٍ، في مكانه هناك، بنظرٍ جانبي، وسرتُ إلى البالكون. سرحتُ ببصري على طول الشارع، وفكرتُ في السفر. فكرةُ السفر طقّت في ذهني على هذا النحو بالضبط، وليس على نحوٍ آخر.

وهأنذا في الطريق إلى محطة المسافرين. مع نفسي قرّرتُ أن أتصلَ بالمرأة عندَ أول محطة استراحة. لنْ أستعملَ المحمولَ. سأستعملُ التليبوتيك. هذه الأخيرة أقلّ تكلفةً. درهم أو درهمان ليس بكثيرٍ. أحتفظُ بالمحمول للطوارئ. والحالةُ هذه أنّني في وضع عادي. وعليه، فلنْ أخبر سوى بعد ثلاث ساعاتٍ على الأقل، ولربّما أزيد. وكلّ شيء متوقفٌ طبعاً على الحافلة. لو أسرعت الحافلة عمّا هو حاصلٌ الساعة سأكونُ بالمحطة عند الظهيرة، بقليلٍ أو بكثيرٍ. وسأهاتفُ منَ الثابت إلى الثابت. منْ ثابت التليبوتيك إلى ثابت الشقة. وبذا، أكون وفّرتُ منْ تكلفة الهاتف دراهمَ، لعلّها تنفعُ في اقتناء ساندويش. وأنا بهذا الصنيع، إنّما أوفّرُ على نفسي، وأوفّرُ على ميزانية الأولاد. أقولُ: إنّ الوقت صعبٌ.

 سيرنُّ الهاتف في الصالون. ليس في الصالون بالذات، بل في موضعه الأليف بعد باب المطبخ. على الكومودينة، بين المطبخ والصالون، سيرسلُ الهاتف رنّاته المموسقة. وفي الحال، سيكلّمني أحدُ الأولاد. والأحكمُ أنّ الصغير منهم هو الذي سيرفعُ ذراع السماعة. سيسألُ: أيْن أنت؟ سأجيبه: هاتِ لي أمك. ستقول لي هي: أيْن أنت؟ سأقولُ لها: أنا في سفرٍ. ستتعجّبُ. من التليبوتيك في المحطة، سأرى حاجبيها ينتصبان إلى فوق وعينيها تتوسّعان. بعد حين، سيرجعُ الحاجبان إلى موقعهما (أينهما الآن منْ ذلك الحاجبين المزجّجين المقوّسين الخلابين؟)، وستضيقُ العينان منْ جديدٍ (أينهما اللحظة منْ تلك العينين النجلاوين الكحيلتين؟). لنْ أطيلَ الكلام مع المرأة. لم أعد أطيلُه معها. سأقولُ لها إنّني سأرجع غبّ أيام، وأقفلُ. وبهذا فحسبُ، أكونُ أعلمتُ بسفري. لا حاجة كبيرة لشرح قراري. مذْ تقاعدتُ لم أعد أشرحُ العديد منْ قراراتي. لم أصر مضطراً. آتي الفعلَ أولاً. وأوجزُ التفسيرَ لاحقاً، إذا طاب لي ذلك طبعاً. حلا لي أن أفسّرَ أو لم يحلُ لي، ففي جميع الشروط أنا حالياً متقاعدٌ.

أنا في راهن حالي رجلٌ متقاعدٌ. ويلزمُ أن يفهمَ هؤلاء أنّني لم أعد أخدمُ أحداً. لا أقولُ إنّ على الهؤلاء خدمتي، ولكن أقولُ إنّ لا أحدَ بات يملكُ عليّ سلطةً ما. خدمتُ بما يكفي. أزيد منْ نصف العمر صرفته أراوحُ المشي بين مطرح البيت والإدارة.

يوم تقاعدتُ قال رئيسُ القسم: هنيئاً السي محمد، أنت الساعة حرٌّ. لم يقلْ كلامه في الخطبة التي ألقاها خلال الحفل الصغير والبسيط الذي نُظّمَ بالمصلحة على شرفي. الكلام أفضى به لحظةَ توديعي له. الرجلُ عانقني بحرارةٍ بالأحضان. لم يعانقني كذلك من قبلُ. وأثناءما كان يضعُ حَنْكه على حَنْكي طبطب على ظهري، وقال قوله ذاك في صغو أذني: أنت حرٌّ. أحدُ الموظفين، قال لي: أنت يا أخي، منَ اللحظة هذه، حرٌّ منْ كلّ القيود، يا لحظّك يا السي محمد! أولى القيود هذه الدخول إلى الإدارة في الثامنة والنصف، والخروج منها على الساعة الرابعة والنصف. لا ساعة ولا نصفها بعد اليوم. ثاني القيود هو خدمة الزبائن. لا زبائن بعد الآن. يا لحظّك!

والحقيقة أقولُ، إنّني لم أتحرّر بعد. فكرةُ الاستيقاظ مبكراً، وحلق ذقني وشاربي، وارتداء بذلتي المكوية بربطة العنق الملوّنة، وتناول فطوري، فيما أنا أفكّر في الأعمال التي تنتظرني بالإدارة؛ هذه الفكرة، ظلّت تدهمُ ذهني لمدّة طويلة. ولا أخفيك أنّني في الأيام الأولى صَعُب عليّ حقاً أنْ أقتنع بأنّني تقاعدتُ. أكثر منْ ذلك، أصرّحُ بأنّني وجدتني، في أكثر منْ مناسبة، أرومُ الإدارة بالخطوات نفسها، وبالمشية ذاتها، وسالكاً المعابر عينها. كيف تريدني أن لا أفعل، وهذه الإدارة أخذت منّي العمرَ كلّه؟

هُمْ أعلنوا جهاراً: تقاعدتَ يا السي محمد. وأنا أسرّ في خاطري: هل تقاعدتُ فعلاً؟

الحافلةُ بارحت الكيلومتر 9، عند مفترق الطرق. على الشمال، الطريق المؤدية إلى طنجة. على اليمين، الطريق الواصلة إلى فاس. منْ مقعدي، أنظرُ إلى الغابة، غابة البلوط. ثمّ أنظرُ إلى غابة أشجار الكاليبتوس. خمّنتُ لو كان لديّ منَ المال ما يكفي لاقتنيتُ هكتار أرض، واستقررتُ بها. أبني لي داراً وسط حوش، ولتكنْ داراً بالطوب حتّى، ثمّ أتولّى ما تبقى منَ المساحة بزرع أنواع الخضار، منْ جزر ولفت وطماطم وبطاطس وفلفل. أعني بالخضار، تلك التي تفيد في الاستعمال اليومي. وقطعاً، لن أرشّها بأدوية للتّقوية. سأتركُها تكبرُ على مهلٍ وتنضجُ، وعلى طبيعتها. فلاحةُ بيو، يقولُ آخرون. ولربّما زرعتُ أشجار تين ورمان وليمون وعنب، وزرعت النعناع والشّيبا. وقد أربّي دجاجاً وأرانبَ. ولم لا أربّي نحلاً؟ نعم نحلُ عسلٍ. إيييييييه! لكم أحتاجُ في هذا السنّ إلى عسلٍ حرٍّ (حرٌّ هو الآخر!)، ويذبحُ الزلعوم. أكونُ غير مبالغ إنْ أجزمتُ بأنّه لوْ، أقولُ لوْ، توافر لدي المال لأقدمتُ على إنجاز هذا المشروع. حتماً أنجزُه. في داخلي، كنتُ دائماً فلاحاً. أحبّ الأرض. أحبّ رائحة التربة والأعشاب والنبات والحيوانات الداجنة والبرّية.

لم تكن الحافلةُ تسيرُ بسرعةٍ. والطريق لم تكن مستويةً. المنعرجاتُ تجبرُ السائق الشاب على السير ببطء ملحوظ، أحياناً. شابٌ، ويسوقُ بتعقّلٍ!

الظاهرُ، أنّني ألاقي راحةً في السفر. كنتُ هاوي أسفار. قبل الزواج، إبّان العزوبية، كنتُ أمضي نهاية الأسبوع بمدينة. والعطل أقضيها متنقلاً بين المدن. زرتُ مدناً كثيرةً. بعد الزواج، غُلّت قدماي. بعد الأولاد، لم أعد أفكرُ سوى في السوق وكنانيش المدرسة والطبيب. صحيحٌ، سافرتُ مع الأولاد في عطلٍ. عطلةُ عائلة، هل هي عطلة؟

الأسبوعان الأوّلان منَ التقاعد أمضيتهما بالشقّة. أخرجُ قليلاً، ثمّ أعودُ. أخرجُ وأعودُ. تفقّدتُ كتباً لي. نفضتُ عنها غبار سنين، ومسحتُها. متى لم أقرأ كتاباً؟ لا أتذكّرُ. بجدٍّ حاولتُ أنْ أطالع. أركبُ نظارتي الطبّيتين فوق أرنبة الأنف وأحاولُ، ولا أعتمُ فأبارحُ إلى المصعد. أقولُ في سرّي: يجبُ يا محمد أن تضع لك برنامجاً. أنت في حاجة مسيسة إلى استعمال زمن كي تضبطَ وقتك. لا تسقط يا محمد في الرّوتين. لا بدّ لك من شغل تجزي به الوقتَ. عدوّك الآن هو الزمن. عدتُ إلى مطالعة الكتب. عدتُ ولم أعدْ. حاولتُ ولم أفلحْ. آخذُ الكتاب بين يديّ الاثنتين، وأسمّرُ عينيّ منْ وراء نظارتي في الأسطر. أقرأُ فقرةً أو صفحةً، ثمّ لا ألبثُ فأطويه. وأرمي به إلى المقعد بالجانب.

بلغتِ الحافلةُ سيدي يحيى الغرب. منْ يصدّقُ أنّ هذه البلدة كانت جميلةً قبل أربعين سنة، وباتت اليوم كأنّما هي قرية منسية. بلدة يسكنها الشينوا. أنا أقولُ لهم إنّهم فيتناميون. لكنّ آخرين يصرّون على أنّهم صينيون. نساء فيتناميات بقبعات مقبّبة واسعة دائرية، يَسُقن عربات منْ طراز خاص. أنا أقطعُ بأنّهنّ فيتناميات تزوّجن مغاربة محاربين بالهند الصينية. لكن منْ يصدّقُني؟ يقولون إنّهم شينوا، فأجيبُهم: وهو كذلك، كما ترون. وأغلقُ الملف. عبرتِ الحافلةُ الشارع الرئيس، ولمْ تتوقّف. هذه ليست محطة. والوقتُ ليس ظهيرة بعد. ليس كذلك حتّى أهاتف الأولاد. ولنْ أفعلَ سوى بفاس. بهذه الأخيرة، عقبَ أزيد منَ الساعتين، يكون وقتُ الغداء حلّ. وسيكونُ الأولاد مجتمعين بالشقّة. أغلبُهم سيكونُ حاضراً. آنذاك، سألجُ التليبوتيك، وأهاتفُهم. منْ هاتف ثابت إلى آخر ثابت. سأطمئنُهم، ثمّ أقفلُ. درهمان كافيان. أنا أراهنُ أنّ الأولاد سيتفهّمون لا محالة الموقف. الأولاد والمرأة، أقصدُ. ربّما احتجّت المرأة قليلاً، بيد أنّها ستستخذي في النهاية. ثمّ إنّني لنْ أطيل في الكلام. سأخبرُ وأغلقُ. درهمان اثنان، ولن أزيد عنهما بآخر. هي سومة مكالمة إخبار، وليست سومة مكالمة حديث. وأنا متيقّنٌ منْ أنّ الأولاد سيتفهمون، وسينوبون عنّي في تقديم الوافر من المبرّرات. سيقولون لأمّهم: هو الساعة متقاعدٌ، وإذن هو حرٌّ. في خاطري لا أكفُّ عن التساؤل هل فعلاً أنا حرٌّ؟

لا أرغبُ في حرق أعصابي مع السؤال. ما يهمّني اللحظة هو أنّني في حافلة تنهبُ الأسفلت بين سيدي يحيى الغرب وسيدي سليمان. تركنا معمل لاسيليلوز خلفنا. في الأفق الآن، تظهرُ دور القاعدة الجوية العسكرية. أشجار الكاليبتوس التي تغذّي معمل الكارتون لا تكاد تنتهي. وهذه الرائحة المقرفة التي تبثّها مدخنات المعمل متى تزول؟ السماءُ زرقاءٌ. والفصلُ فصلُ خريفٍ. أشعةُ الشّمس جعلت تغمرُ وجهي، وتناوشُ بصري. داخل الحافلة دفءٌ، وبعضُه خارجها. ضيعاتٌ شاسعةٌ في ملك رجال المخزن وضباط تعبرنا، في تخالفٍ، منَ الجهتين. أشجارُ برتقال وكليمنتين. آلاف الأشجار. وعاملاتٌ، بقبّعات من الدوم مقعّرة ومزوّقة ومدوّرة كالصحون، منحنيّات بيْنَ المزروعات ينقّين التربة ويقلبنها. عرباتٌ هنا وهناك تجمعُ المحصولَ. فكّرتُ في هكتاري؛ الهكتار المفترض. وقدّرتُ أنّه لو نلتُه لما احتجتُ، بالتأكيد، إلى عاملة أو مساعد. سأتدبّرُ شؤونَه بمفردي. باستطاعتي أن أفلحَه بساعديّ الاثنين معاً، حتّى وإن ارتخت العضلات منهما عمّا كانت عليه منْ صلابة في السابق منَ العمر. أرغبُ في شمّ رائحة روث البهائم، فيما أكون ألقمُ به جذور النباتات. الحقّ أنّني أفتقدُ إلى هذا القبيل منَ الروائح. روائحُ فضلاتِ البهائم وزبلِها. روثُ البقر بخاصة، روثُها اليابس! يا ما حملته بيدي إلى المواقد بالمدشر. ومنْ ناره، كانت الوالدة تصنعُ لنا خبزنا وطعامنا. حقاً، اشتقتُ إلى رائحته في يدي. اشتقتُ إلى الرّوث بقدر اشتياقي إلى عرير الصراصير، وهي تصوّتُ فوق عروش الأشجار. أز أز أز أز..

هذا الشابُ الذي يسوقُ الحافلة أقولُ إنّه متعقّلٌ في المنعرجات، لكنّه ليس كذلك إذا ما استقامتِ الطريقُ. ما به يضغطُ على دوّاسة السرعة كما لو كان يسابقُ الرّيح، أو كما لو كان يريدُ أن يزرطَ الإسفلت دفعةً واحدةً، ويكونَ بفاس في وقتٍ أوجز منْ خطف الرّمش؟ قبل قليلٍ فقط، قلتُ إنّه شابٌ ومتعقّلٌ. وهأنذا أقولُ بالعكس. سائقٌ شابٌ ومتهوّرٌ. هذا هو الصوابُ. هؤلاء الشباب لا ينفعونَ لسياقة الحافلات. سبعون راكباً يلزمُهم سائقٌ ناضجٌ. رجلٌ كهلٌ يقدّرُ المسئولية. هذه أرواحٌ ووراءَها أرواحٌ. فكّرتُ في أنْ أقفَ، وأتقدّمَ إليه خطوات كي أنبّهه. لا بدّ منْ أن أقولَ له: يا ابني أنا متقاعدٌ. قبل أسابيع، تقاعدتُ. أنا متقاعدٌ، ولا أرغبُ في أنْ أصيرَ مُقعداً. يا ابني.. لكن ماذا دها هذه الحافلة تسيرُ يمنةً ويسرةً. ما هذا؟ كيف؟ ما.............................................. لعلّ ما أرى بعيني اليمنى هُمْ رجالُ دركٍ. قطعاً، هذه بذلاتُ رجال دركٍ. وهذه سيارة إسعافٍ. هلْ منْ أحدٍ، يا ناس، يخبرُ بما حدث؟

 

سبتمبر 2011

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا