<%@ Language=JavaScript %> محمد احمد الروسان "إسرائيل" جديدة في الشمال العراقي نتاج خمسة عقود من العشق الممنوع

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

                       عاجل:

"إسرائيل" جديدة في الشمال العراقي

نتاج خمسة عقود من العشق الممنوع

 

 

المحامي محمد احمد الروسان

عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية الأردنية

 

المستفيد الوحيد من الذي يجري في الداخل العراقي من مكوناته المعروفة للجميع هم الكرد والكرد وحدهم فقط، أضف اليهم الطرف الثالث في الحدث العراقي الحالي من محور واشنطن تل أبيب استراتيجيّاً وبعض عرب تكتيكيّاً، وهذا من شأنه أن يدفعنا لتحفيز العقل على التفكير من خلال التساؤلات التالية:-

هل دخل الوضع والحال في العراق حالة من الأستنقاع السياسي والعسكري؟ العراق الى أين في ظل قعقعة السلاح وقعقعة المصالح؟ ما يجري في العراق هل هو نتاج مؤامرة خارجية، تستهدف العراق وتستنزف ايران، وتمهّد لأشعال الساحة السعودية عبر شمالها الشرقي وتهديد وحدة الكويت عبر استقطاعات من شمالها وضمها الى دولة الجنوب الشيعي المراد تأسيسها حسب وجهة نظر البلدربيرغ الأمريكي، ومزيد من استنزاف الدولة الوطنية السورية، ثم تفجير تركيا من الداخل التركي عبر الملف الكردي ككل، ثم نقل نسخ من داعش الى الداخل الأردني لتعم الفوضى وجعله مخرجات لساحات أخرى، حيث تجاوز الأردن مرحلة البيئة المنتجة الى مرحلة البيئة الحاضنة عبر تعقيدات ديمغرافيته وعبر اشتباكاته بالحدث السوري عبر سنوات اشتعاله وما زال؟

 أم أنّ الحدث العراقي الحالي هو نتاج حراك عراقي داخلي يستهدف التغيير وتحت عنوان داعش وتسربله ببعثية البعض ونقشبنديته؟ وكون الدواعش نواتج استخباراتية هل أدركت الثالوث الخطير في كسب الحروب من عامل اقتصادي واستثمار الأعلام واجادة فنون القتال؟ هل دقّة ساعة الهولوكوست العراقي؟ لماذا استقبلت بعض العشائر العراقية أبو بكر البغدادي وكأنّه خالد بن الوليد كمخلّص لهم من سلطة المالكي وطائفيته واقصائه كما يقولون؟ ولكن أيّ خلاص هذا يقوده هؤلاء البرابرة الجدد؟ لماذا بعض عرب وبعض مسلمين تنشرح صدورهم للمشهد العراقي الحالي؟ وهل تستنسخ صيغة الأقاليم السبعة في اليمن في العراق النازف ولكن بثلاثة، دولة كردية في الشمال ودولة شيعية في الجنوب يضاف لها مناطق شمال شرق السعودية واستقطاعات مناطق حيوية من الكويت لها ودولة سنيّة في الأنبار بمحاذاة سورية، حيث اقليم كردي مزدهر ومنتعش واقليم شيعي مضطرب واقليم سني ضعيف؟ لماذا "اسرائيل" جديدة في الشمال العراقي بفعل الملف الكردي؟ لماذا تعمل واشنطن وبعض عربها على الأيحاء بأنّ الأرهاب في العراق نتاج خلل في الحكومة العراقية؟

 هل نجحت أمريكا في فك عقدتها العراقية بارسالها مستشاريها العسكريين والأستخباراتيين؟ ان كانت حقوق الطبع محفوظة لأبي مصعب الزرقاوي بما يخص الأخ داعش ومنظومته، فمن سنّ أنبوبة تشريعه وتأسيسه غير الأمريكي؟ دعوة المالكي لواشنطن في تنفيذ الأتفاق الأمني عام 2008 م خطأ استراتيجي! فلماذا ضغطت ايران عليه لتغير موقفه؟ لماذا آعاد مقتدى الصدر جيش المهدي من جديد بعد حله ولبس البزّة العسكرية العراقية، وهل وحّدت داعش الشيعه وعمّقت المذهبية في العراق؟ الغلبة في العراق لمن؟ هل هي لقعقعة السلاح أم قعقعة المصالح؟ هل هدّدت السعودية العراق في آخر اجتماع لما يسمى بمجلس وزراء الخارجية العرب بقولها: لن يبقى عراقاً ان بقي المالكي؟ ما هي المواقف الكاريكاتورية لجلّ العرب ازاء المشهد العراقي؟ لماذا بالغ الأعلام العراقي والصديق للعراق في انتصارات الجيش العراقي والقوّات الداعمة له من العشائر؟ ولماذا بالغ الأعلام المعادي للعراق ولنظام الحكم فيه هو الآخر في انحيازاته للدواعش وحلفائهم الأرهابيين من بعض بعث ونقشبنديّة، وفاحت من هذا الأعلام الروائح الطائفية وكفل بشن حرب نفسية لصالح داعش وغطائها من بعض بعثية ونقشبندية حيث خرج هذا الأعلام عن كل القيم الأخلاقية والمهنية؟.

للمسألة الكردية مفاعيل وتداعيات وهي مقدمة لتغير شكل المنطقة والجغرافيا السياسية فيها، بعقابيل على الصراع الكوني في الشرق الأوسط وعلى الشرق ذاته وعلى العراق جرح الأمّة النازف بشكل خاص، وبعمق وباستمرار بروزاً وتصاعداً، وعبر متتاليات هندسية سياسية وأمنية وعسكرية، من خلال سعي حثيث محموم لزعماء الحركات الكردية الأنفصالية في الأستقواء بالخارج واستغلال حركة الدواعش، عبر بناء تحالفاتهم الأمنية السياسية العسكرية مع الأرهابيين من دواعش وغيرهم ومع القوى الخارجية وخاصةً "اسرائيل" وغيرها، كونه يريحهم الذي يجري في العراق الآن، هذه القوى الأرهابية في الداخل العراقي والخارج العراقي هي ذات التوجهات المعادية لشعوب وتاريخ منطقة الشرق الأوسط وللعراق تحديداً، ودول جواره الأقليمي والعربي، تركيا، سورية، ايران، السعودية، الكويت، والأردن.

تقول المعلومات، أنّ عناصر البشمركة الكردية، تلقت وما زالت تتلقى التدريب العسكري النوعي الأحترافي، وتحت اشراف عناصر النخب في الكوماندوز الأسرائليين، وفي مناطق بعضها سرّي في مناطق اقليم كردستان الجبلية النائية، وبعضها في مناطق معلنة للبعض، واعطاء دورات تدريبية لهم على يد خبراء اسرائليين وأمريكان وبريطانيين، تشمل العمليات الأعتراضية المتعلقة باعتراض ومهاجمة الدوريات العسكرية، وعمليات حماية المطارات، ومن خلال الأتفاقيات التي وقعتها حكومة كردستان العراقية الأقليمية، مع الشركات الأمنية والعسكرية الأسرائلية، بحيث يتم الأشراف على تدريب عناصر البشمركة ضمن أحدث المواصفات العسكرية، والعمل على بناء مطارات صغيرة لأداء مزدوج للأغراض العسكرية والمدنية.

 ومع تدريبهم على أعمال "القنّاصة" وآداء المهام الخاصة، من حيث تنظيم وتخطيط الأغتيالات وعمليات "فرق الموت"، وكيفية جمع المعلومات وارسالها سواءً داخل اقليم كردستان العراق، ولجهة جمع المعلومات عن الداخل التركي والداخل الأيراني، عبر أكراد تركيا المتواجدون في جنوب تركيا وجنوب شرقها، وعبر أكراد ايران المتواجدون في شمال ايران وشمال غربها، وعن الداخل السوري، عبر بعض أكراد سوريا (المرتبطون بالخارج) وغيرهم المتواجدون في شمال شرق سورية.

وتؤكد بعض المعلومات الأستخبارية، أنّ حكومة كردستان العراقية الأقليمية، تعاقدت مع شركة "انتاروب الأسرائلية"، ومع شركات مسجلة في سويسرا كفروع لشركات اسرائلية أخرى هما: شركة "كيودو" وشركة"كلوزيوم"، كي يتم تزويد المطارات الصغيرة ومطار أربيل الأممي، بأجهزة أمنية حسّاسة ذات تقنيات عالية، مربوطة بالأقمار الصناعية الأسرائلية والأميركية التجسسية، والأشراف على تجهيز وتركيب وتشغيل نظام الأتصالات الأمنية في المطارات الأخرى ومطار أربيل الدولي، وكذلك تعاقد آخر مستمر مع شركات اسرائلية متخصصة في مجالات الأمن وتكنولوجيا مكافحة الأرهاب، تعد وتشرف على معسكرات تدريب باقليم كردستان العراق- سريّة ومعلنة - تحت شيفرة اسم كودي أمني هو:(Z  )، كل ذلك من أجل اعداد جيش"نظامي" كردي محترف متحالف مع قوى خارجية، بعقيدة عسكرية كردية قومية، تهدف الى قيام دولة كردية فدرالية مركزها شمال العراق، وحكوماتها المحلية في الجيوب الأقليمية لأقليم كردستان العراق، الجيب التركي في جنوبها، والجيب الأيراني في غربها، والجيب السوري في شرقها).

بحيث يجيىء بناء هذا الجيش "الكردي النظامي"، عبر رؤية استراتيجية لجهاز "الموساد" الأسرائيلي كفرع خارجي، بدعم من جهاز المخابرات الأسرائيلي الداخلي، بالتنسيق مع السي أي ايه وجهاز المخابرات البريطاني الفرع الخارجي MI6، وبالتعاون والتنسيق مع (مجمّع) مخابرات أممي له مصالحه الأستراتيجية في المنطقة.

وتتحدث المعلومات، أنّ ضابط الأرتباط بين تل أبيب والأكراد وحركاتهم السياسية وأذرعها العسكرية، هو رئيس جهاز الموساد السابق(داني ياتوم) وبعض رفاقه من مجتمع المخابرات الصهيوني.

وتستمر المعلومات المخابراتية، بسرد الحقائق والوقائع في المشهد الكردي في شمال العراق، حيث يقدّم الأسرائليون المعلومات تلو المعلومات الأستخبارية للأكراد، ضمن برنامج تبادل المعلومات الأمنية بين الحركات الكردية والأسرائليين، فمهمة الأسرائليون ودورهم في الشمال العراقي المتاخم، لكل من تركيا وسوريا وايران، مهمة خطيرة جداً متشعبة، من خلال اعداد وحدات خاصة من نخب البشمركة الكردية، لتعمل كقوّات كوماندوز ذات تدخلات سريعة ومهمات خاصة، بحيث يتم استخدامها في شمال العراق وفي وسطه وجنوبه، وكذلك الحال لدى جواره الأقليمي والعربي.

نعم العلاقات الأسرائلية – الكردية، تدخل في صميم وجوهر مذهبية الحركات الكردية الأنفصالية المعروفة، حيث تتوافق مع استراتيجيات حلقات الدور الأسرائلي – الموسادي في اقليم كردستان العراق، اقليم ظلّت وما تزال "اسرائيل" حاضرة فيه على الدوام.

وتؤكد تقارير مخابرات اقليمية، أنّ واشنطن وتل أبيب تقدمان دعماً غير محدود لأكراد العراق، من أجل فرض سيطرة شاملة على اقليم كردستان، وجعله اقليماً كرديّاً بامتياز لجهة سكّانه، وتطهيره من أي أعراق واثنيات أخرى، عبر طرد السكّان العرب والآشورييين والتركمان، والمطالبة ببقاء القوّات الأميركية وعودتها من جديد.

 هذا وقد جعلت واشنطن واسرائيل من كردستان العراق( محمية كردية)، مما جعل من الأقليم الموصوف أعلاه، ملاذاً آمناً لكل الحركات الكردية الموجودة في المنطقة، ولهذا الإقليم أدوار عميقة لجهة الداخل السوري تتساوق مع رؤوس المثلث الأفعواني في الحدث السوري( لندن، باريس، واشنطن) ومن يغذيّه من بعض العرب.

ورغم أنّ الأكراد في العراق يمثلون حوالي 16 % من سكّان العراق، الاّ أنّ الحركات السياسية الكردية وبفضل الدعم الأميركي والأسرائيلي، صار لها حصة كبيرة في البرلمان العراقي ومنذ احتلال العراق عام 2003 م وذلك بنسبة مقاعد تعادل ضعف استحقاقاتها الديمغرافية، كما عملت وتعمل واشنطن على استيعاب أفراد وضباط الميليشيات الكردية في الجيش وقوى الأمن والشرطة في العراق، بحيث صار الأكراد يشكلون أكثر من 51 % من تكوين عناصر هذه الأجهزة وبدون أدنى مبالغة.

وفي مقارنة سريعة، بين ما تقوم به الحركات الكردية الأنفصالية في شمال العراق، وما تقوم به "اسرائيل" لوجدنا الآتي:

تعمل الحركات الكردية الأنفصالية في شمال العراق، على طرد السكّان المحليين واقامة دولة كردية، وهي بذلك تطبق ذات النموذج الأسرائيلي الذي ما زال يركز، على أطروحة الحق التاريخي في الأستيلاء على أرض العرب، باعتبار أنّها تمثل آراضي دولة "اسرائيل"، في حين يقول الكرد: أنّ هذه الآراضي تمثل مملكة(مها آباد الكردية) التي كانت في الماضي, فالتساوق والتطابق واضح, بين المنطق الكردي والمنطق الأسرائيلي الأحتلالي في نفي الآخر وتاريخه.

ومرةً ثانيةً الأخطر في النموذج الكردي لكردستان العراق, يقوم بالأساس على نفي التاريخ, حيث هناك الآشوريون والكلدانيون وهم أصحاب حضارة مدنية تاريخية, بأفق سياسي أقدم من كيان مملكة الكرد ( مها آباد).

الدولة العبرية والولايات المتحدة الأميركية, ليس المهم والمطلوب بالنسبة لهما بالمعنى الأستراتيجي (كردستان), وانما الذهب الأسود بالمعنى الأستراتيجي الأقتصادي, فكانت ملحمته\ ملحمة الذهب الأسود \ عبر اسقاط نظام الرئيس السابق صدام حسين, كما المهم بالنسبة لهما بالمعنى السياسي الأستراتيجي, كل من تركيا وايران وسوريا, ويهدفون الى تفريغ المنطقة الكردستانية من سكّانها, وبدأ ذلك في دعم الكرد في عملية طرد العرب والآشوريين والتركمان, عبر المحطة الأولى في مخطط وسيناريو التفريغ, عن طريق قوّات البشمركة الكردية و وحدات الكوماندوز الخاصة فيها, حيث قامت وتقوم بعملية تطهير أثني- ثقافي, وستأتي المحطة الثانية من هذا المخطط, وهو طرد الأكراد أنفسهم عندما تحين اللحظة التاريخية المناسبة.

كما تفصح المعلومات, عن تطورات خطيرة بطبيعة ونوعية الدور الأسرائيلي – الموسادي في كردستان, بحيث لم يعد منحصراً الأمر, بالتعامل فقط مع الحركات الكردية, وانما بتنفيذ الكثير من العمليات السريّة عبر استهداف منظم وممنهج للمسيحيين الآشوريين والكلدان, وذلك من أجل استعادة المناطق التي يزعم الأسرائيليون أنّها تتضمن آثاراً اسرائيلية قديمة, وتحديداً الآثار والمواقع ذات الطبيعة المقدسة بالنسبة لليهود, من خلال شراء الأراضي من العراقيين المالكين لها, واستخدام الترغيب والترهيب لأبعاد السكّان عن المناطق المستهدفة اسرائيليّاً.

وكل ذلك يتم بموافقة ودعم حكومة كردستان الأقليمية, عبر صفقة كردية – اسرائيلية تتمثل, في اعادة توطين اليهود الأكراد في المناطق المستهدفة, أيضاً عبر اغراء السكّان المحليين وكلّهم من المسيحيين(الأشور والكلدان), بالأموال وتسهيل الهجرة لهم الى الدول الغربية وأمريكا وكندا واستراليا, مقابل التنازل عن ممتلكاتهم, وفي حالة الرفض يتم استهدافهم بعمليات القتل والأرهاب, بما يدفعهم ذلك الى الهجرة والنزوح القسري.

ومخططات التفريغ الآنف ذكرها, تتم بدعم المنظمات الكنسية المسيحية – الصهيونية, لتنفيذ هذا المشروع الموسادي, في تهجير طوعي ونزوح قسري للمسيحيين من مناطق شمال العراق, حيث رؤية المسيحية الصهيونية تتساوق, مع وجهة ومنظور الجماعات الحاخامية لبعض أجزاء العراق, باعتبارها ضمن خارطة مملكة "هرمجدون" التي وعد بها الرب اليهودي, وعملية اعادة توطين اليهود الأكراد في المنطقة من خلال مشاريع الموساد الأسرائيلية, ليس الهدف منها العودة الى مناطقهم بالدرجة الأولى, وانما سيطرة اليهود على المناطق المقدسة, وكل هذا يندرج ضمن وعد الرب اليهودي بحق العودة اليهودية اليها.

وعلى هامش معلومات استخبارية أخرى ذات مصداقية, يفصح صندوق المعلومات, على أنّ زعيم اللوبي الكردي في واشنطن العاصمة هو قوباد جلال الطالباني, حيث يقوم بدور كبير في تنفيذ مخططات الموساد – الأسرائيلي في كردستان العراق, والجارية لطرد المسيحيين من مناطقهم, وحتّى والده جلال ورغم مرضه, صار أكثر حماساً لتنفيذ مخططات الموساد وخاصةً وأنّ زوجته اليهودية(هيرو إبراهيم احمد) والدة قوباد, تفرض على زوجها المزيد من الضغوط ةتستغل حالته الصحيّة, لجهة القيام بدعم مخططات الموساد في تلك المنطقة من العراق المحتل.

ومسألة قتل المسيحيين في شمال العراق, تمت وتتم بواسطة الوحدات السريّة الخاصة بقوّات البشمركة, التي أشرف ويشرف الموساد على عملها, لكي تكون على غرار "فرق الموت" التي أشرفت وتشرف عليها "السي أي ايه"والموساد, حيث تم استئصال الحركات اليسارية في السلفادور وجواتيمالا وهندوراس.

انّه مخطط أميركي – اسرائيلي, بأدوات سياسية وأمنية واقتصادية وثقافية واجتماعية كردية وغير كردية, يسعى الى فتح صناديق الشر الكامن الجديدة والمستحدثة, مرةً واحدةً في اقليم كردستان العراق, فنجد واشنطن وباستمرار تدخل في عمليات اقناع للحركات الكردية الأنفصالية, بأن أميركا سوف لن تتخلّى عنهم وعن دعم طموحاتهم الكردية القومية, في دولة كردية فدرالية في المنطقة, مع طمأنة اسرائيل لزعماء الكرد بأنّها, قادرة على ممارسة الضغوط على الأدارة الأميركية من أجل حماية الكرد أينما وجدوا.

وأعتقد أنّ الأستراتيجية التركية لجهة العلاقات مع اقليم كردستان العراق,تتموضع وتتنمط من خلال ممارسة أنقرة, استراتيجية سياسية بحيث صارت أكثر ميلاً, للعمل وفق استراتيجية الأغلاق المبكرللأبواب قبل اشتداد العاصفة وريحها ومطرها, أو من خلال مواصلة الأسلوب الذي كانت تقوم به تركيا سابقاً, ازاء التعامل المبكر الأستباقي مع الأزمة الكردية.

صحيح أنّ حزب العمّال الكردستاني, وبعد دعم الموساد والسي أي ايه وجهاز المخابرات البريطاني, صار قويّاً وذو عتاد عسكري, لكن الأخطر من ذلك, هو ذلك الكيان الكردي الجديد في المنطقة وهو ما يطلق عليه باللغة الكردية( حكومة تي هه ريمي) حيث تعني بالعربية(حكومة كردستان) وعاصمتها أربيل.

فأنقرة ترفض رفضاً مطلقاً اقامة دولة كردية في شمال العراق, مع تعاظم لفيتو اقليمي رافض لوجودها, وترفض أنقرة ضم منطقة كركوك الى اقليم كردستان, والحرب ضد حزب العمال الكردستاني.

مقابل هذه الأستراتيجية التركية, هناك ثوابت ومبادىء كردية, تتمثل في اقامة مناطق حكم ذاتي كردية في جنوب تركيا, غرب ايران, شمال سوريا, على غرار اقليم كردستان العراق, مع ضم كركوك الى الأقليم الكردستاني, مع عدم قيام أي جهة بالتدخل سياسياً أو اقتصادياً أو عسكرياً في اقليم كردستان العراق, كي يكون الأقليم ملاذاً آمناً للحركات الكردية التركية والأيرانية والسورية المعارضة, كما أسلفنا في السابق من القول.

كما أنّ أنقرة تؤكد, أنّ الوجود العسكري الأميركي في العراق وعودته من جديد, أدّى ومن شأنه أن يؤدي الى المزيد, من تقييد حرية حركة تركيا الدولة والمؤسسات, في مواجهة الخطر الكردي المحدق بها, فملف العراق بالنسبة لتركيا أهم من ملف الأنضمام للأتحاد الأوروبي, هذا ما أكّد عليه أكثر من مرة رئيس الوزراء التركي طيب رجب أرودوغان, في حين دعا رئيس الأستخبارات التركية أكثر من مرة, الى ضرورة أن تدخل أنقرة الدولة كلاعب رئيسي في العراق.

وكل المؤشرات السياسية والأمنية تشي، بأنّ استراتيجية أنقرة ازاء العراق, أصبحت تسير بعمق وباتجاه المحافظة على وحدة العراق وسيادته الكاملة غير منقوصة، حيث مصالحها تكمن هنا، في حين نجدها ترتكب حماقات في الحدث السوري، كما تسعى أنقرة إزاء العراق إلى تصحيح خلل توازنات المجموعات العراقية الطائفية والدينية والعرقية, اشراف الحكومة المركزية العراقية على عائدات النفط العراقي, واشرافها على أداء مهامها السيادية من ادارة المعابر الحدودية, ومنح التأشيرات للداخلين والخارجين, وعقد الأتفاقيات الدولية, ضرورة مراجعة الدستور العراقي, والغاء كل فقرة أو بند يتضمن أبعاداً انفصالية تكرّس التقسيم والأنفصال, حل مشكلة مدينة كركوك وحماية السكّان المحليين من عرب وتركمان وأشوريين وكلدان, وانهاء أي تواجد لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق, والعمل على انهاء التواجد الأسرائيلي الموسادي في كردستان وفي العراق نفسه.

لقد قام ويقوم حزب العمّال الكردستاني\وتحديداً جناح الصقور فيه, بعمليات عسكرية إرهابية في منطقة تومسيبي وغيرها من مناطق جنوب شرق تركيا, مستهدفاً عناصر من الجيش التركي مخلّفاً قتلى وجرحى, حيث الخلافات تعصف به لجهة تحديد موقفه من ما تسمى بمبادرة المسألة الكردية, حيث رأى جناح الحمائم في الحزب, وهم من كبار السن وقدامى المحاربين, أنّ المبادرة تشكل تطوراً ايجابياً يجب التعامل معه بايجابية وانفتاح, من شأن ذلك أن يؤدي الى تحقيق جزء من مطالب الحزب الملحّة وحسب وجهة نظرهم.

لكن الجناح الصقوري العسكري بالحزب العمّالي الكردستاني, ذهب باتجاه اعادة انتاج مسلسل اشعال بؤر الأزمة التركية – الكردية, وبتحريض ودعم من محور واشنطن- تل أبيب وداخل الأراضي التركية نفسها هذه المرة, كونه يرى هذا الجناح أو الأتجاه الصقوري, أنّ مبادرة المسألة الكردية لن تحقق له كيان كردستاني يتمتع بالأستقلالية في تركيا, فكانت عملياته الأخيرة لكي يعيد بناء وتقوية قوته الرمزية السياسية وأمجاده العسكرية الأولى, لكي يحصل على دعم ومساندة السكّان المحليين الأتراك, مما يسهّل عليه نقل عناصره وعتاده وقواعده الموجودة في شمال العراق, الى داخل المناطق التركية الجنوبية الشرقية, حيث تتميز ببئتها الجبلية الوعرة.

 كما يحاول قادة هذا الحزب العسكريين والسياسيين, لتوظيف الخلافات التركية – الأرمنية لصالحهم, وعبر اقامة قواعد عسكرية للحزب داخل الآراضي الأرمنية, لخلط الأوراق وفتح صناديق الشر كلّها مرةً واحدةً, وبمساعدة حدثيثة من محور واشنطن – تل أبيب, عبر تساوق اللوبيات في واشنطن العاصمة, من اللوبي الأرمني المعادي لتركيا, اللوبي الأسرائيلي المعادي لأنقرة, الى اللوبي الكردي بزعامة قوباد جلال الطالباني ابن هيرو إبراهيم احمد وزوج شيري كراهام المعادي لتركيا, واستراتيجيتها الجديدة ازاء العراق.

 وبالتعاون والتنسيق التام مع النسخ الجديدة من المحافظين الجدد، من صقور الأدارة الديمقراطية الأميركية الحالية الثانية والأخيرة، ذات الأجندات الفوق جمهورية – بوشية، لجهة العمل المشترك المتوازن وحل الخلافات، للوصول الى تفاهمات وعناصر مشتركة لمواجهة العدو الأستراتيجي الأول بالنسبة للمكون الكردي, والمتمثل في حكومة حزب التنمية والعدالة التركي، بقيادة الثلاثي غول – أرودوغان – الدكتور أوغلو.

نعم اسرائيل جديدة في الشمال العراقي، لضرب محور المقاومة والممانعة في خاصرته العراقية، ولتشكل دولة حاجزة تفصل ايران عن العمق العراقي وعن سورية ولبنان، ولكي تكون نموذجاً للدويلات الأثنية العرقية الطائفية في المنطقة وليسهل على "اسرائيل" تسويق نفسها كدولة يهودية.

 

www.roussanlegal.0pi.com

mohd_ahamd2003@yahoo.com

هاتف \ عمان:5674111   خلوي : 0795615721

سما الروسان في 29- 6 – 2014 م   الأول من رمضان 2014 م

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا