<%@ Language=JavaScript %> لؤي الزاهر بعد 11 عاما على إحتلال العراق.. القتل والتفجيرات.. الفوضى والفساد الى متى؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

بعد 11 عاما على إحتلال العراق..

 

القتل والتفجيرات.. الفوضى والفساد الى متى؟

 

 

لؤي الزاهر

عن موقع الشعلة

 

تقديم: مر يوم التاسع من نيسان اليوم الأكثر سواداً ومؤساوية في تاريخ العراق مذكراً بسقوط بغداد تحت الأقدام الوحشية وسقوط نظام دموي قمعي مسخ معه الوعي الوطني وشوه الثقافة والتاريخ والمجتمع ورسخ حالة الأحباط وأوصل العراقيين الى حالة من الأعياء الشديد بفعل الحصار الأقتصادي والحروب الخارجية والداخلية وتصفية مئات الآلاف من العراقيين، التي أوصلت العراقيين الى قناعة أن لامخرج من الحالة العقيمة. أذكر مرة في حديث كان لي مع الرفيق أحمد (جنكال) في مدينة الحرية في بغداد، حيث قمت بزيارة المدينة بالرغم من حالة تطويقها من قبل قوات النظام وتفتيشها بيتا بيتا بحثا عن السلاح والأشخاص المطلوبين – في فترة الأنتفاضة عام 1991- لتفقد الوضع والأطمئنان على وضع خلايا الحزب الشيوعي وجاهزيتها في حالة المواجهة مع قوات النظام، تطرق أحمد قائلاً ليس المهم كيف نتخلص من هذا النظام فليأت الغازي الأمريكي ويسقطه ومن ثم يسهل علينا التعامل بالقوة المسلحة مع الغازي وتحرير بلادنا واقامة النظام الوطني الأمر الذي عارضته شارحاً موقفي بينما كنا نتجول ببطيء بين الدرابين ورفاقنا الآخرين كانوا يقومون بعملية نقل الأسلحة من فوق أسطح البيوت. سردت هذه المحادثة لأن مئات الآلاف من العراقيين آنذاك كانوا على استعداد للقبول حتى بالحكم الأسرائيلي ليتخلصوا فقط من المجرم المنحرف صدام حسين وحزب البعث وهذا الموقف ناجم عن عقم وغياب الحركة الوطنية الفاعلة. واليوم ويجني العراقيون فظاعات هذا الموقف وسيرهم خلف القوى والأحزاب التي جائت وتحالفت مع المحتل ومن انخراطهم في مجرى العملية السياسية وانتخاباتها التي أوصلتهم الى الجحيم. ولذات السبب، غياب الحركة الوطنية، العراقيون يساقون من نار الى نار ومن جحيم الى آخر العن وأشد وطواف رياح الموت السوداء منها والصفراء.

احتلال العراق

كان احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بصفته محور وصمام أمان الشرق الأوسط هو مرحلة اولى للغازي لتنفيذ مشروعه الشرق أوسطي. وتلا تلك المرحلة تمدد الذراع الأمريكية بمايسمى بالربيع العربي (كأنهم أعطوه هذه التسمية عمداً لأظهار مدى سخريتهم واحتقارهم لشعوب المنطقة) لتعم الفوضى تونس ومصر وتدمير سوريا وغزو وتخريب ليبيا التي أمست مركزاً لتجمع المرتزقة الأرهابيين وتصديرهم الى قارتي آسيا وأفريقيا.

جاء المحتل الأمريكي جالباً معه كل أشكال الموت والدمار، وأول خطواته كانت السيطرة على المواقع النفطية (هدف الأحتلال) ومن ثم حلّ قوات حرس الحدود فاتحاً حدود العراق لكل من هب ودب وحلّ الجيش العراقي وجهاز الشرطة وجعل العراق ساحة مفتوحة امام اجهزة المخابرات الأقليمية والدولية. ثم قام بتصفية القطاع العام وأسس للطائفية والعنصرية وشرّعها سياسياً وقانونياً من خلال الدستور الذي وضعه الحاكم برايمر ومن نظام المحاصصة الذي أرساه مع وسيلتها ومحركها العملية السياسية، هذا النظام الذي دفع الطائفية الى الواجهة ودحر الثقافة الوطنية وقوض الحس الوطني والقيم الأنسانية والأجتماعية. وأستهدفت الإدارة الأمريكية بالتعاون مع الصهيونية في الأيام الأولى للأحتلال تصفية العراق من كفائاته العلمية التي تم اغتيال ماينيف على 5500 منها وتدمير ونهب المتحف العراقي وباقي مكتبات العراق المهمة وأطلقوا يد القوى والأحزاب الأسلامية، بعدما تحالف الأحتلال المرجعية الدينية في مدينة النجف، لتعيث فساداً وخراباً وتشعل الحرب الطائفية جنبا الى جنب مع سياسة المحتل بفصل المناطق والأحياء البغدادية بكتل الأسمنت الضخمة المترافقة مع الفرز الطائفي بالتعاون مع فرق الموت التي بدأت بمجموعات أمريكية بريطانية والتي سرعان ما تبنتها القوى المتحالفة مع الأحتلال لتصبح عراقية التنفيذ وامريكية القرار والتوجيه. هذا من جانب ومن جانب آخر، فأن البيئة العراقية ملوثة بشكل خطير بسبب حربين (1991 و2003) يضاف اليها تدمير البنى التحتية وتحكم ايران وتركيا والقوى القومية الكردية بمصادر المياه الشحيحة.

 ومع تزايد وهج المقاومة العراقية الباسلة كان رد فعل المحتل وأعوانه من العراقيين وبعض المرتزقة (بغطاء القاعدة وغيرها) شديداً وغاية في القسوة والبشاعة حيث أبتدؤا موسم قطع الرؤؤس وشنوا حملة شعواء من التفجيرات والقتل على الهوية وإتهام المقاومة العراقية بذلك وببقايا حزب البعث وهي الشماعة والفزاعة التي يتم بها لإبتزاز العراقيين للرضوخ الى واقع الحال، وقد نجحوا الى حد بعيد في ذلك من خلال عملية خلط الأوراق.

لايستطيع من وصل الى السلطة بقوة أمريكية وصاغ منهجها وسياستها ممثل الأدارة الأمريكية السيد برايمر أن تخرج العراق من أزماته. طالما أنهم لايملكون قرارهم الوطني وطالما انهم يمثلون طوائف وجماعات وليس وطن وطالما يتحركون ضمن إطار السياسة الأمريكية في العراق والمنطقة. بمعنى آخر طالما أنهم مابين تابع للقوى الخارجية وصنيعة هذد القوى ومنساقة لتحقيق الأهداف الأمريكية.

وبما أن السلطة مبنية على أساس المحاصصة الطائفية والقومية فأن العراق بدأ يفقد وحدة أراضيه ويتفكك، من خلال الفدرالية والقضاء على مركزية الدولة بحجة تأسيس النظام الديموقراطي، ديموقراطية الفوضى والتدمير والتناحر وغياب حقوق الأنسان. النظام السياسي الذي أرساه وصاغه المحتل الأمريكي يرتكز في كل خطوة على أزمة وللخروج منها يتم ترحيلها الى أزمة مركبة وبدورها تفرخ أزمات. أي أن النظام الحالي في العراق مبني على الأزمات وبما أن السيد الأمريكي يدير الأحداث في المنطقة فأن جل مايحدث في العراق مرتبط بما يجري في كل من سوريا ولبنان. لذا لارجاء من تحسن أو إستقرار الأوضاع بالعراق.

غياب الدولة

بناءاً على أسس المحاصصة وحل حرس الحدود وقوات الشرطة والجيش، وإطلاق العنان لميلشيات الأحزاب والقوى السياسية والدينية في ظل غياب القانون، فأن الدولة فقدت شكلها وبدأت بالأضمحلال ومن ثم غيابها. وهذا الغياب دفع بدوره الى سقوط الجماهير في أحضان الطائفية واللجوء الى العشيرة والعائلة، وبذا تنحى مفهوم الوطنية لصالح الطائفية والعنصرية. في مثل هذه البيئة المريضة والمنحرفة التي تغيب عن جنباتها القيم الأنسانية والأخلاقية، يتصدر تجار الحروب والأرهاب والنفط المشهد العراقي ويتقاسمون الغنائم والسلطات تاركين كل من ايران والكويت يقضمون الأراضي العراقية وينهبون نفطها مشكلين قاعدة للفساد ينخر العراق أفقياً وعمودياً وأرضية لكل فاسد ووضيع. لم يعد هناك علم وشعار وطن الذين أنبثقا عشية استقلال العراق عام 1958 وخروجه من السيطرة البريطانية، بل اصبح في العراق أعلام شتى لاتمثل إلا عقائد منحرفة لفصائل قوى ديدنها خدمة المصالح الشخصية لقياداتها. وهذا المشهد يبرز بشكل مخجل عند لقاءات المسؤولين العراقيين مع الأيرانيين في ايران حيث لايرفع إلا العلم الأيراني؟ نعم ليس هناك إعتراف بسيادة العراق ولا باستقلاله. وهذا الموقف على مرارته يعكس حقيقة الأمر الواقع، فزيارات المسؤولين الأمريكان مفاجئة ولاتعلم بها السلطة العراقية بل وصل الأمر الى أن رئيس الوزراء او الجمهورية أو من ينوب عنهما يتم استدعائهم لمقابلة ذلك المسؤول الأمريكي بقصره في المنطقة الخضراء.

تحت وطأة ضربات المقاومة (التي تآمر عليها جميع القوى في الساحة العراقية) أنسحبت القوات الأمريكية من قواعدها لتعيد انتشارها في أقصى غرب العراق والأردن وقطر والكويت وأبقت على نحو من عشرين ألف، خمسة عشر آلف عسكري والباقي موظفين ومستشارين، تضمهم أكبر سفارة في العالم وسط العاصمة العراقية بغداد ضمن إطار الأتفاقية الأمنية الأستراتيجية التي تضمن للولايات المتحدة الأمريكية نفوذها السياسي والأقتصادي والعسكري. وبدلاً من السيطرة الفاضحة لأمريكا والتحكم المباشر بالشأن العراقي أصبحت سيطرتها بعد الأتفاقية أكثر شفافية.

غياب الثقافة والتربية الوطنيتين

التاريخ، الرموز الوطنية والثقافة الوطنية والعمل والنشاط الأجتماعي والسياسي والثقافي المشترك للأنسان العراقي هي العناصر الأساسية المكونة للهوية الوطنية. وتقع المسؤولية في التربية والثقافة الوطنيتين على عاتق الدولة المركزية ومؤسساتها في المقدمة منها وزارات الأعلام، الثقافة، التربية والتعليم العالي. وهذا الأمر غائب بغياب الدولة وبحضور الأقطاعيات السياسية وثقافاتها العنصرية والطائفية المحرضة.

لايمكن لهذا الحال الشاذ الأستمرار لأن غياب العراق يسبب قلقلة وعدم استقرار لكل من ايران وسورية وتركيا والحل يكمن في بناء المنظمات والأحزاب الوطنية والأنتفاض على الدستور البرايمري والنظام السياسي الذي أسسه والعودة الى دستور العراق وعلمه الذين أنشأتهما ثورة 14 من تموز 1958 التحررية كبداية للنهوض وإعادة بناء الوطن. ومن الجميل ان نعتبر بتجربة لبنان الذي أرسى قواعده السياسية والقانونية المستعمر الفرنسي. ولحد الآن لم يستطع لبنان التخلص من مشاكله سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية او ثقافية او سياسية أو مايتعلق بالبنى التحتية ولم يحل أي منها وفي أي مجال كان. المحاصصة ومافيات السياسة وتجار الحروب تنهش في البلد ولا قرار وطني هنالك بل جل القرارات هي إملائات خارجية وتعبر عن توازنات قوى إقليمية ودولية فرئيس الدولة تعينه قوى خارجية. والحال هو عينه في العراق بل والعن حيث هنالك مراكز ومواقع مسؤولية الأدارة الأمريكية هي التي تعين الأشخاص المناسبين لها ومنها رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية ووكلاء الوزير (لبيد عباوي عضو المكتب السياسي للقيادة العميلة للحزب الشيوعي) ووزارة النفط ورئيس أركان الجيش ناهيك عن المستشارين الأمريكان لكل وزارة.

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا