<%@ Language=JavaScript %> كمال القيسي المحاور النفطية الأقليمية !

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

  

 

المحاور النفطية الأقليمية !

 

 

كمال القيسي

 

لأسباب إستراتيجية، دعمت  الولايات المتحدة الأمريكية  مجموعة شركات في بناء أنبوب النفط باكو – سيحان وأنبوب الغاز العابر لبحر قزوين في محاولة لمنع أوروبا من الأعتماد على الغاز الروسي الذي يغطي  حوالي  ثلث أحتياجات أوروبا من الغاز! في 18 نوفمبر1999 قرّرت ( منظمة الأمن والتعاون الأوروبي) في أسطنبول المضي ببناء خط لأنبوب نفط يربط حقول بحر قزوين بالبحر الأبيض المتوسط( باكو- سيحان) !أعقب ذلك قرار آخر يدعو إلى إنشاء أنبوب للغاز  تركمانستان -  باكو – تركيا! في 13/7/2006 تم افتتاح الأنبوب  (BTC)/أذربيجان(باكو)- جورجيا/تبليسي – تركيا/سيحان طوله 1760 كم لنقل أكثر من مليون برميل يوميا من حقول بحر قزوين/ Azeri- Chirag-Guneshli / إلى البحر المتوسط! حضر الافتتاح وزير الطاقة الأسرائيلي بنيامين بن عزرا نظرا لتملّك أسرائيل حصة في حقول(Azeri) / بحر قزوين وبلغت أستيرادات أسرائيل من الأنبوب بحدود 20% من احتياجاتها النفطية ومن المتوقع أن تزداد هذه النسبة في المستقبل ! إسرائيل لها دور استراتيجي رئيسي في هذا المجال يتمثل في "حماية" مناطق مرور أنبوب النفط خارج سيحان ! بمعنى آخر أن لها دور يتعلّق " بأمن"  المنطقة العليا لشرق البحر الأبيض المتوسط ! أنبوب نفط باكو – سيحان غيّر من الوضع الجيوسياسي لمنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط المرتبطة بممر حوض بحر قزوين!الأنبوب صمم في الأساس لتحويل نفط وغاز وسط آسيا إلى شرق البحر الأبيض المتوسط (تحت حماية إسرائيلية) بهدف إضعاف دور روسيا في وسط آسيا وعزل الصين عن المصادر النفطية لوسط آسيا كما صمّم لتحويل جزء من العرض النفطي في حالة تعرّض مصادر التجهيز في منطقة الشرق الأوسط للانقطاع ! ومن أهدافه أيضا عزل إيران وجعل إسرائيل لاعب جديد  في سوق الطاقة العالمي من خلال تحالف أذربيجان- جورجيا- تركيا- إسرائيل! أسرائيل جزء من المحور الإنكليزي – الأمريكي، الذي يخدم مصالح شركات النفط الغربية العملاقة العاملة في الشرق الأوسط ووسط آسيا ! تهدف إسرائيل من وراء ذلك أيضا أن تلعب دورا رئيسيا في إعادة تصدير نفط بحر قزوين وأرجاعه إلى الأسواق الآسيوية من خلال مينائها على البحر الأحمر والدليل على ذلك التنسيق  والمفاوضات الجارية بين تركيا و إسرائيل حول ربط ميناء سيحان في تركيا- بميناء أشكلون في إسرائيل من خلال إنشاء مشروع لنقل النفط،الغاز الطبيعي،الماء،الكهرباء،  بواسطة أربع أنابيب تمر تحت البحر متخطية الأراضي السورية واللبنانية ! في ضوء ذلك سيتم نقل نفط باكو  إلى ميناء أشكلون في أسرائيل والعودة به إلى الهند والشرق الأقصى من خلال البحر الأحمر! أما نقل الماء إلى إسرائيل فهناك اتفاقية تعاون موقعة بين تل- أبيب وانقرا تدعم تجهيز إسرائيل بالماء من أعالي نهري الفرات ودجله في الأناضول في أطار استراتيجي بعيد المدى يهدف من وراءه تحجيم سوريا والعراق وتعظيم تأثير إسرائيل عليهما ! لبنان جزء من التخطيط المتعلّق بأنابيب النفط الإستراتيجية! المشاريع مدعمة من قبل شركات النفط الغربية العملاقة التي تسيطر على ممرات الأنابيب ومن حكوماتها الداعمة وعلى وجه الخصوص الولايات المتحّدة الأمريكية وانكلترا!  روسيا تسعى وتدعم وصول الغاز الطبيعي الروسي الى أسرائيل ( بواسطة أنبوب روسيا – تركيا Blue Stream ) لزيادة التأثير الروسي على تركيا وإسرائيل من أجل موازنة التأثير الأحادي للولايات المتحدّة الأمريكية على كلا الدولتين !

لم تعد الطاقة في عالم اليوم  قضية وطنية فقط نظرا لصعوبة سيطرة  الدولة الواحدة على المشاكل المتعدّدة الأبعاد التي تنشؤها دينامية محاور الطاقة والتغيّر الحاصل في وسائل الهيمنة !

العديد من الوثائق تشير وتؤكد استعداد الولايات المتحدة أستخدام القوة العسكرية في حرب أو حروب من أجل النفط والغاز ( أفغانستان والعراق لمواقعهما الاستراتيجية وأحتياطيّاتهما الكبيرة في منطقة وسط آسيا والشرق الأوسط )!

هدف السياسة الأمريكية العمل على منع خضوع المنطقة الجنوبية(الشرق الأوسط،الهند،إيران،باكستان و دول جنوب روسيا) لسيادة لاعب واحد وأن تمنع تحالفاتها بأتجاه إزاحة أمريكا من قواعدها الموجودة على سواحل الجنوب ! المنطقة الجنوبية هذه تجمع بين مصادر الطاقة الغنية والفوضى السياسية  ممّا يجعلها منطقة جاذبة لصراعات الهيمنة! أمريكا تعمل بكل الوسائل على منع سيطرة وفرض سيادة روسيا والصين والهند واليابان على الجنوب!  الهيمنة سلوك يزداد حدّة وأتّساعا كلما ازدادت  قوة  الدولة أقتصاديا وسياسيا وعسكريا وتوسّعت دوائر مصالحها الجيوبوليتيكية خارج حدود جيرانها المباشرين ! قديما قال نابليون " إن معرفة جغرافية الدولة تؤدّي الى معرفة سياستها الخارجية "!

أما آن لنا نحن العرب ،أن نثقّف انفسنا بجغرافية دولنا وأقليمنا وأن نعي حدود امكاناتنا وطموحاتنا وأن نسعى مخلصين لتشكيل "محور جيوبوليتيكي" متوازن  قادر على الحوار والتنسيق والتعاون مع دول ومحاور جيوستراتيجية أقليمية ودولية حول شؤون الأمن والطاقة وتعشيق وتنمية المصالح المستدامة للجميع ؟؟؟ !!!

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا