<%@ Language=JavaScript %> المبادرة الوطنية الأردنية ما يسمى خطة كيري "تكتل البحر الأبيض - بحر العرب"

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

ما يسمى خطة كيري "تكتل البحر الأبيض - بحر العرب"

 

 

المبادرة الوطنية الأردنية

 12 / 2 / 2014

 

يحفل الإعلام الرسمي والشعبي والمجتمعي بحوارات ومعلومات وتحليلات حول ما يسمى خطة كيري، ويتم التطرق إليها إما بشكلٍ منعزلٍ عن السياق العام للمشروع الأكبر والأشمل ، مشروع الشرق الأوسط الجديد، وكأن خطة كيري مشروعاً  قائماً بذاته ولذاته، أو بكونها مشروعاً يتعلق فقط في مشكلة "فلسطينية - إسرائيلية" ، أو بالأحرى مشروع يعالج العلاقة "الفلسطينية – الإسرائيلية " بشكلٍ مشوه، يختصر المجتمع الفلسطيني وقضية تحرره الوطني، في السلطة الفلسطينية مقابل دولة يهودية تمثل مجتمعاً .

في المقدمة، هناك مجموعة من المعطيات، قد يساهم طرحها في فهم واستيعاب أبعاد خطة كيري، خاصةً الجانب غير المعلن منها :

·       كيري وزير خارجية دولة مركز المركز الرأسمالي العالمي، وهو بهذه الصفة موظف لدى المركز، ينفذ مخطط المركز الرأسمالي العالمي، الذي يرسم بدم بارد مخططات للإنفاذ، بهدف واحد ووحيد تعظيم ربح الشركات العملاقة متعدية الجنسيات، على حساب الدول والشعوب، وخصوصاً على حساب الدول والمجتمعات التابعة، وتحقيق مصالح هذه الشركات العملاقة، التي تسيطر سيطرة محكمة على حكومات ودول  المركز، وحيث المركز الرأسمالي أداة  تنفيذ مصالح هذه الشركات، حيث حصل خلال العقدين الماضيين، إنزياح طاغٍ  لرؤوس الأموال من الدول إلى الشركات ومن المجتمعات إلى الأفراد؛ فكافة الدول تقريباً مديونة وجل المجتمعات مفقرة.
فما هي مصالح الشركات العملاقة؟
أليس السيطرة على ثروات ومقدرات المجتمعات في كافة دول العالم؟
أليس السيطرة على طرق التجارة والمواصلات البرية والبحرية والجوية؟
أليس السيطرة على مصادر الطاقة وخطوط نقلها؟ خاصة وأن التحكم بمصادر الطاقة وخطوط نقلها، بات يشكل عنصراً  رئيسياً  في معركة عالم جديد آخذ بالتشكل، صراع بين المركز الرأسمالي الغربي المأزوم  ومركز البريكس الصاعد.

·       مركز الصراع في العالم، برغم كل الحديث عن إنتقاله إلى أسيا، يبقي إلى فترة منظورة في المنطقة العربية وجوارها، إيران وتركيا وأفريقيا:حزام وسط القارة  ، حيث الثروات الطبيعية الهائلة :  مالي تشاد الصومال...الخ، وحيث سياسة الهيمنة على هذه المناطق الغنية بمصادر الثروات الطبيعية، وسوق إستهلاكي واسع، من جانب، مقابل مقاومات ضد هيمنة المركز تشتعل في بعض هذه المناطق، و قد تتطور إلى حركات تحرر وطني بدخول قوى إجتماعية أخري تحمل مشروعاً تحررياً، يزاوج ما بين مهمات التحرر الوطني ومهمات التحرر الإجتماعي.

·       المشروع المعلن من قبل المركز الرأسمالي العالمي، لضمان إستمرار هيمنته على منطقتنا العربية، يتمثل في مشروع الشرق الأوسط الجديد/ الأكبر، القائم على تفكيك الدول وتفتيت المجتمعات، والعودة بها إلى مجاميع ألماقبل رأسمالية: الطائفية والمذهبية، والأثنية والعشائرية والجهوية والمناطقية، ومن ثم الإنقضاض على الدولة الوطنية ليحل مكانها بناء ما يسمى دولة المذهب ودولة الطائفة ودولة المنطقة ودولة الأثنية المتناحرة فيما بينها، وهو ما نلمسه ونشاهده في كثير من الدول العربية ، وسبق أن شهدناه وعشناه في منطقة البلقان، والدول السلافية الأخرى.

·       طبعية الصراع القائم فعلاً على أرض الواقع، وفي الحقيقة، هو صراع تناقض تناحري، بين مشروعين، صراع بين مشروع حركة تحرر وطني ومشروع إستمرار هيمنة قوى المركز الرأسمالي العالمي، ومعه كافة مجموعات التبعية في الحكم وفي السوق وفي المعارضة، بكافة صورها وأشكالها، مسلحة أو غير مسلحة، كامنة أم ظاهرة، منغمسة أو على مقعد الإحتياط، يظهر هذا الصراع التناحري في أوضح صوره في الأزمة السورية، وفي القضية الفلسطينية، وفي الصراع القائم على أرض العراق ولبنان ومصر واليمن وتونس.

·       تشكل فلسطين بؤرة صراع التناقض التناحري بين المشروعين: الهيمنة والتحرر،  وموقعها الجغرافي، بين المشرق والمغرب العربي، هو الذي حدد خيارها "دولة قومية لليهود" من قبل معسكر الاستعمار الغربي، في مطلع القرن الماضي، وإختيار منطقة شرق الأردن، منطقة تابعة في هذا المشروع.

 

تتميز هذه اللحظة الراهنة، بفرصة حسم ذهبية بين المشروعين، على حد السكين، أي لصالح أي من المشروعين يمكن أن تميل الكفة، بناءً على المعطيات التالية في المنطقة :

واقع دول الطوق: مصر التي خرجت من جبهة المواجهة مع المشروع الصهيو-إمبريالي، منذ عهد السادات، دخلت مرحلة الأزمة الداخلية المتفجرة إقتصادياً وعسكرياً وأمنياً، ليظهر بشكلٍ ساطع مدى الدمار الذي لحق في بنية الدولة والمجتمع، نتيجة نهج التبعية بعد حرب تشرين المجيدة الذي إعتمده النظام، وعلى إعادة انتاج مشروع تحرر وطني وبلورة الحامل الإجتماعي لهذا المشروع، تعتمد سيرورة المواجهة القادمة مع المشروع المعادي،

 سوريا غارقة في خضم معركة وأزمة مركبة ومعقدة تتداخل عوامل خارجية مع عوامل داخلية، ففي الوقت الذي أُضعف دور الجيش السوري في مواجهة العدو الصهيوني، اكسبته هذه المعركة الداخلية خبرات عسكرية وميدانية هائلة تمكنه لاحقاً، بعد انتصاره على مجاميع التبعية المسلحة، من مواجهة المشروع المعادي، وعلى خيار الدولة والمجتمع السوري في مواجهة المشروع المعادي، عبر مزاوجة مشروع التحرر الوطني مع مشروع التحرر الإجتماعي من أجل ضمان إنجاز وضمان الاستقلال الوطني الناجز،  وخيار الدولة والمجتمع بخصوص بناء حركة تحرر وطني عربي كضامن إنجاز وحدة وتحرر الأمة العربية.
 

لبنان تعيش حالة صراع بين المشروعين على أرضها ، تساهم قوى المقاومة وقوى وطنية في المعركة الدائرة  رحاها على الأرض السورية، إنطلاقاً من ترابط مصالح ومبادئ بين الحركتين وبين مصالح سوريا الوطنية العليا، في حين تصطف قوى التبعية اللبنانية في صف القوى المعادية لمصالح الشعب اللبناني ومصالح أمتنا العربية، واستعدادها لإدخال لبنان في أتون حرب أهلية مدمرة لصالح المركز الرأسمالي واتباعه في الحكم وفي السوق، وما مواقف قوى الرابع  عشر من أذار داخل لبنان وفي سوريا إلاَ دليل ساطع لهذا النهج، ومع إعتراف كافة الأطراف الداخلية والخارجية بأن الكفة تميل بشكل واضح لصالح قوى المقاومة والحركة الوطنية اللبنانية، فإن قوى المقاومة والحركة الوطنية اللبنانية لا تزال تحجم عن حسم الصراع لصالحها لأسباب متعلقة بالخوف المفرط من الفتنة المذهبية،

الأردن المنطقة الهشة في دول الطوق، بسبب استسلام مجموعة التبعية في الحكم وفي السوق وفي المعارضة للإرادة الأمريكية وأتباعها بشكل مطلق، بحجة الحاجة الماسة للمساعدات الخارجية لإدارة شؤون الدولة والمجتمع، في الوقت الذي يمتلك الأردن الإمكانات والثروات الوفيرة لبناء الازدهار الاقتصادي وبناء الدولة المنتجة، في حال تحرير الإرادة السياسية وتحرير الثروات والمقدرات المحتجزة، أي إن بناء الأردن مرتبط بالتحرر من هيمنة المركز الرأسمالي العالمي، وفي الجانب الأخر، الاستقلال لا يمكن تحقيقه إلاَ من خلال بناء حركة تحرر وطني، وهي مهمة يجب أن تطرح على جدول أعمال كافة الشرائح الوطنية الكادحة والمنتجة.

فلسطين واقع بائس، حيث بدأت "الثورة الفلسطينية المعاصرة" بحركة تحرر وطني لتنتهي إلى مجموعة تبعية في السلطة ومجموعة تبعية في المجتمع، مجموعة  NGO,s  في المجتمع وسلطة من أل NGO,s في "الحكم" وقوى وطنية في حالة إضمحلال، والسبب الواحد والوحيد، والباقي أعذارغير مبررة، فقدان بوصلة مهمات حركة التحرر الوطني الفلسطيني، بدءاً بفك التحالف مع حركة التحرر الوطني العربي، والتحول إلى التحالف مع أنظمة الحكم التابعة، وفي مقدمتها السعودية،وصولاً إلى نواح  ( يا وحدنا)، في مواجهة المركز الرأسمالي والحركة الصهيونية والتبعية العربية، ألتي تضغط في كل خطوة ومنعطف على الحلقة الأضعف في الصراع، وهي السلطة الفلسطينية، وهو منطق الأشياء، في مسيرة التحرر، الخطوة الأولى في طريق الاستسلام تحت شعار     " الواقعية، والتكتيك، وموازين القوى ...الخ" تقود إلى السقوط التام.

 

مما سبق من معطيات، من الهبل عدم استغلال  قوى المركز الرأسمالي هذه الفرصة، بأن لا تفكر بأنها الفرصة المناسبة لتصفية القضية الفلسطينية من جانب، ومن جانب آخر ترتيب أوضاع دول التبعية، دول الخليج والأردن والسلطة الفلسطينية، ودولة الكيان الصهيوني، بتحالف جديد يخدم مصالح المركز الرأسمالي في صراعه مع محور البريكس الناهض.

كما ذكرنا  أنفاً  فأن المعركة على الصعيد العالمي بين المعسكرين: المركز الرأسمالي المأزوم الهابط ومحور البريكس المتعافي الصاعد، تدور حول مصادر الطاقة وطرق نقلها.

في بداية المعركة في سوريا كانت مراهنة المركز الرأسمالي وأتباعه، بناء على دراسات مراكز الدراسات الغربية، تنطلق من إمكانية إسقاط النظام السوري خلال شهرين، من أجل إنفاذ مشروع ناقل الطاقة – النفط والغاز - وخاصة بعد اكتشافات  كبيرة من الغاز في منطقة الربع الخالي في السعودية - من قطر عبر السعودية ثم الأردن إلى سوريا ومنها إلى أوروبا، من أجل منافسة خطوط نواقل الطاقة من روسيا إلى أوروبا، ومنافسة روسيا في سوقها الأساس – أوروبا –  

لتحقيق مجموعة من الأهداف وعلى رأسها، محاصرة روسيا اقتصادياً عبر محاصرة اسواق تصريف الطاقة التي يعتمد عليها الإقتصاد الروسي بنسبة حوالي 70% ، والتحكم بمصادر الطاقة للاقتصاد الصيني المنافس للأقتصاد الأمريكي، وضمان إخضاع أوروبا لفترة غير منظورة ، وبالتالي حماية مواقع الدولار في الإقتصاد العالمي.

هل فشلت هذه المخططات والأهداف التي اعتمدت بالأساس على سقوط سوريا؟

الجواب  ، نعم فشلت في هذا الجانب المتعلق بخطوط الطاقة، هل يستسلم المركز الرأسمالي للفشل؟ الجواب كلا، الدروس علمتنا بأن المركز يتمتع ببرجماتية عالية، حيث يفشل في خطة أ فإنه ينتقل فوراً للخطة ب، فما هي الخطة ب ؟:

الخطة ب تتمثل في بناء تكتل "البحر الأبيض المتوسط – بحر العرب " الذي يبدأ في بناء " فدرالية الأراضي المقدسة" بين الأردن والسلطة الفلسطينة يتبعه دخول دولة الكيان الصهيوني، ومن ثم دخول دول الخليج في هذا التكتل، الذي آخذ بالظهور للعلن من خلال إعلان المحور "السعودي - الإسرائيلي" في الأونة الأخيرة، الذي يخدم من بين أمور أخرى كثيرة ناقل الطاقة:

" من قطر إلى السعودية إلى الأردن إلى شواطئ البحر المتوسط في " اسرائيل" ثم إلى أوروبا، للهدف ذاته، الصراع حول شكل العالم الجديد.

 

" كلكم للوطن والوطن لكم"

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا