<%@ Language=JavaScript %> حمزة الحسن " قاموس البارزاني"

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

" قاموس البارزاني"

 

 

حمزة الحسن

 

عندما يقول البارزاني ان المالكي فقد صوابه وتوازنه،
فالجانب المخفي والمسكوت عنه من العبارة،
وهو الأهم، يعني ان المالكي كان قبل العاشر من حزيرا
ن واحتلال الموصل وغيرها،
حكيماً وعاقلاً ومصيباً،
ولم يكن دكتاتوراً،
لكنه فقد صوابه بعد أن هوجم المجتمع والدولة،
وانتهكت أعراض النساء والرجال،
والاجيال الماضية والحالية والقادمة،
وتعرض الوطن العراقي لزلزال مدمر هدد أسس البناء الكياني للعراق،
رغم اننا، منذ البداية، ضد العملية السياسية شكلاً ومضموناً.

ليس الوقت مناسباً لمناقشة موضوع صواب أم عدم صواب المالكي،
الذي " بُرمج" بالمعنى الحرفي من قبل خبراء البنتاغون وأعوانهم في الداخل على ذهنية الترضيات والتسويات والتنازلات والسكوت من دون ادراك لمخاطر هذه البرمجة النفسية والسياسية التي هي نوع من الترويض الناعم عن طريق التخويف او الحملات الاعلامية،
أو عن طريق الاغراء بسلطة جديدة،
حتى انه صار يتردد في أي قرار مصيري بعد وضعه في " صندوق سياسي" منجور له بدقة ودهاء.
وشلت قدرته على المبادرة والفعل الخلاق الجرئ واختيار لحظة الحسم بصرف النظر عن أهواء ورغبات وحملات الردح عندما يتعلق الامر بكرامة ومال ومصير الناس،
مما جعله غير مدرك تمام الادراك ان دولة عميقة مسلحة تتأسس في المدن والوديان والقصبات والجبال،
واصيب بنوع من رهاب النقد المبرمج المشل من كبت وقمع الاحتجاجات الشعبية المشروعة التي شكلت غطاءً لسلطة ارهابية مسلحة اجتاحت مدن العراق في لحظة غفلة تاريخية غير مبررة أبداً.

فهل أخرجته الازمة العاصفة من فخ البرمجة الى القرارات القيادية المسؤولة؟ وبعد أن عجزوا في أن يغير المالكي صورته الحقيقية، صاروا ، عن طريق الوعيد والتهديد والنصائح والمراوغات، برسم صورة مغايرة له حسب مصالحهم.

وهو اسلوب استعملته السي آي أيه مع حكام كثيرين من بينهم الزعيم السوفيتي بريجنيف بعد ان عرفوا المحل الذي تشتري منه ممرضته الخاصة الورق الناعم ـــ مناديل ـــ لمسح الوجه ووضعوا نسخة طبق الاصل مشبعة بالهيروئين حتى بُرمج وأدمن على المخدرات من دون ان يدري،
وعندما كشفت الكي جي بي اللعبة وطردت الممرضة صار الزعيم يبكي طالبا عودتها وشراء المناديل نفسها.

وحاولوا مع خاتمي وروحاني بالتكرار الملح عن " الاعتدال" والعقلانية" و" ازدهار اقتصادي وشيك مع العالم" و " صراع قريب مع المحافظين " والخ وهلم جرا، لكن اسلوب البرمجة والترويض الناعم فشل مع زعماء اذكياء ومسؤولين.

اسلوب برمجة الحاكم العراقي ليست جديدة،
فلقد" بُرمج" صدام حسين عن طريق خبراء البنتاغون والموساد وعلماء الترويض النفسي المتدرج على وهم ان الجيش العراقي هو أقوى خامس جيوش في العالم،
كي يوغل في مزيد من الحماقات حتى الانتحار النهائي.

قاموس البارزاني خاص واستثنائي وملكية خاصة ـــــ كالسلطة التي تربع على عرشها عشرات السنوات، حزبا وكيانا ــــ والصواب عنده هو الرضوخ والطاعة والسكوت بل القبول بالامر الواقع،
ورفع الراية البيضاء أمام كل هذا الهتك العام.
ومن منا امتلك صوابه وتوازنه أمام هذه البشاعات؟

ونحن، مثل البارزاني ، أيضا، واعجابا بمنطقه عن الصواب، نخشى أن يوغل المالكي في فقدان الصواب ويؤسس حرسا ثوريا
وفرقا من المتطوعين،
ويمنح عصائب أهل الحق والصدريين وقوات ابو فضل العباس وقوات بدر وغيرها اسلحة ثقيلة، من مدافع ودبابات وراجمات،
تحول نهار البارزاني الى ليل خاصة وانه بلا عمق استراتيجي فاصل مع السلطة المركزية،
ونخشى خشية حقيقية من أن يوغل المالكي، بعد اليقظة من البرمجة ورهاب التخويف، في شراء طائرات حديثة من روسيا،
وصواريخ بعيدة المدى،
ومن يدري قد يوغل أكثر في فقدان الصواب ويستدعي الانصار الشيوعيين الذين خرجوا من الوهم الايديولوجي،
بعد ثمن فادح قدموه في ريعان الشباب،
ويساعدهم في تشكيل فرقة مسلحة بكل الاسلحة الحديثة،
كما كان في الحرب الفيتنامية عندما قاتل اكثر من ثلاثمئة طائفة وقبيلة وحزب تحت راية التحرر الوطني بعيدا عن الايديولوجيات والقناعات الخاصة،
وكما هو" لاهوت الثورة" في امريكا اللاتينية في حركات مسلحة تجمع بين الرهبان والادباء واليساريين والعلماء.

بل نخشى، مثل البارزاني، ان يفقد المالكي صوابه ويؤسس" محاكم ثورية" لمقاضاة " الشركاء" الذين شاركوا في التخطيط والتنفيذ والصمت وخلق المناخ والدعاية لهذه الجريمة،
واستعمال السياسة كوسيلة لتقويض الدولة والمجتمع ــــ وليس السلطة فحسب.

وقد يفقد صوابه أكثر ويصدر قرارا بحرمان هؤلاء " شركاء الجريمة" من العمل السياسي نهائيا،
بعد اعدام من تثبت ادانته،
وان توضع صورهم مع الاسماء في كتاب مدرسي للاطفال عن خونة مأجورين تاجروا بتاريخ الماضي والحاضر والمستقبل.

ومن يدري قد يكون البارزاني على صواب والمالكي فاقده ويقدم على تحويل حقول نفط كركوك الى رماد يوما،
وان يستعمل" صواب البارزاني" نفسه ومنطقه نفسه في تخريب كردستان بذريعة دكتاتور قبلي طائش،
يدفعه" صوابه" لتحطيم كل المكتسبات الاستثنائية للشعب الكردي النجيب والمظلوم،
بالشعارات نفسها والذهنية نفسها،
لأن شر البارزاني ليس هو الشر التقليدي نقيض الخير،
بل هو نقيض حتى الشر القديم.

ومن يعلم اذا استمر المالكي بفقدان الصواب من الاقدام على تشكيل" حكومة حرب مصغرة" من خارج " الشركاء" شركاء الجريمة،
تقرر قضايا الحرب والسلام،
وقد يندفع أكثر في فقدان الصواب ويمنع وزراء البارزاني ونوابه من دخول العراق ويعتبرهم الجناح السياسي للارهاب،
وزراع مسامير في بناء الدولة،
والدولة ليست السلطة:
الدولة مؤسسة خدمات والسلطة ايديولوجيا سياسية.

وقد يكون المالكي، عندما فقد صوابه حسب منطق الاغا، قد لمح الى هذه الاجراءات عندما قال ان هناك خطوات" جراحية " قادمة،
نأمل ان يكون من بينها وضع الفاسدين في حكومته وحزبه وغيرهم وسراق مال الناس في شاحنات ــــ قلابي ـــــ ورميهم في حاويات النفايات في اربيل،
التي لم تعد تتسع للكثير.

 

حمزة الحسن

عن صفحة الكاتب على الفيس بوك

https://www.facebook.com/hmst.alhasn?fref=nf

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا