<%@ Language=JavaScript %> حميد الحريزي في إي قطار سيركب اليسار في الانتخابات القادمة ؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

في إي قطار سيركب اليسار في الانتخابات القادمة ؟؟؟*

 

 

ضوء على موقف قوى اليسار العراقي في الانتخابات البرلمانية القادمة في كانون 2014

 

 

حميد الحريزي 

 

منذ انتهاء انتخابات مجلس المحافظات العراقية التي أحدثت بعض ألانزيحات في بعض المساحات والأطياف المتماثلة المهيمنة على العملية السياسية في العراق حيث أحرزت قائمة رئيس الوزراء _دولة القانون _ تقدما ملحوظا في العديد من المحافظات العراقية او على الأقل حسنت من بقيها في عدد مقاعدها في هذه المجالس.

نرى ان قائمة((دولة القانون)) أحرزت هذا التقدم في جني الأصوات لا يتعلق فقط بكون رئيس القائمة السيد رئيس الوزراء وتوظيفه للعديد من إمكانيات وقدرات  مؤسسات الدولة المادية والفنية لصالح قائمته، وإنما أيضا كون دولة القانون رفعت شعارات تدعو إلى نبذ التوجهات الطائفية وإرساء  أسس وطنية لبناء مؤسسات الدولة ومحاربة ولجم  او تحجيم المليشيات الطائفية المسلحة من مختلف الألوان،رفع شعار تفعيل  مفوضية النزاهة ومحاربة الفساد، والوعود بتوفير فرص عمل كريمة  لكل العراقيين،وهنا لسنا بصدد البحث في هفوات ونواقص او صدقية او موسمية هذه الشعارات ولكنها بحق تعبر عن المطالب الأهم لأبناء العراق في الظروف الراهنة.

لم تحرز القوى اليسارية المشاركة في العملية الانتخابية وخصوصا _ الحزب الشيوعي العراقي_ اللجنة المركزية بقيادة حميد موسى نصرا يذكر لا بل حصد تراجعا كبيرا في عدد المقاعد الذي حصل عليها في الدورة الانتخابية السابقة لمجلس المحافظات.

وقد سبق لنا ان تعرضنا بالتفصيل لمثل هذه الاحباطات والنكسات التي مني بها الحزب الشيوعي العراقي في الانتخابات البرلمانية او في مجالس المحافظات.

الآن ستشهد الساحة السياسية العراقية حراكا واسعا نشطا او تفكيك كيانات او جبهات سابقة من اجل بناء وتأسيس كيانات وجبهات جديدة وفق سعي كل منها للحصول على مناصب أكثر ومكاسب اكبر مما كان عليه.

ولكن المراقب لا يستطيع ان يلمح أي تغير مهم او جذري في اصطفاف القوى والحركات والأحزاب قلم تنزل صفة الطائفية والعرق هي السائدة على التكتلات الكبرى حتى وان أدخلت _ الوطني _ بين عناوينها ، كما أبرزت صفة _ المستقلة _ في انتخابات مجلس المحافظات.

لاشك ان هناك أكثر من سبب ذاتي وموضوعي إلى بقاء الوضع راكدا محافظا على ما هو عليه ، ومنها خواء وهشاشة لا بل دمار البنية التحتية الصناعية والزراعية في البلد مما انعكس على واقع الحركات الاجتماعية والاصطفاف الطبقي للمجتمع العراقي حيث الميوعة والتداخل وعدم الوضوح  إلا فيما يخص بروز وهيمنة قوى البرجوازية الطفيلية من خدام الرأسمالي العالمي وشركاته الاحتكارية فوصل بنا الأمر إلى استيراد الماء  والخيار من ارض الصحراء، هذا الحال افرز طبقة سياسية اولغاركية تابعة ومتخادمة ومحمية من  قبل قوى المال والاحتلال والاستغلال  تحرص كل الحرص  على بقاء الحال على ما هو عليه وافتعال الأزمات الاقتصادية والأمنية والثقافية المختلفة لتكون حائلا وجدارا مانعا أمام أية محاولة نهوض واسترداد العافية للاقتصاد العراقي او نمو وتطور طبقة سياسية وطنية منتجة جديدة تسعى من اجل اكتمال السيادة الوطنية وبناء مؤسسات الدولة الديمقراطية الحرة.

كما ان هذا الوضع خلق جيوشا من البرولتاريا الرثة التي تتخبط في دهاليز  الغيبية والخرافية والبؤس والتسول المادي والروحي، فتحولت مستودعا لا ينضب يمد  الطبقة الأولى وكل هوامشها من قوى الإرهاب والجريمة والفساد والإفساد بما تحتاجه من ذراع وعقل ولسان لتنفيذ مخططاتها وقمع مناهضيها وتصفيتهم جسديا او  نبذهم اجتماعيا.

وبذلك فقدت القوى اليسارية والوطنية الديمقراطية واللبرالية موضوعها فأصبحت معلقة بين السماء والأرض فلا حامل اجتماعي لأفكارها وبرامجها وتوجهاتها التي  تقع خارج دهاليز الطائفية والعرقية  والسمسرة  لقوى خارجية ، فلا توجد طبقة برجوازية منتجة ولا طبقة متوسطة مستقلة- كونها مرتبطة ومصنعة من قبل الدولة الريعية – وبالتالي ضعف وهشاشة الطبقة العاملة حاملة لواء البناء والتغيير والتحرر باعتبارها الركيزة الأساسية للقوى اليسارية.

هذا ما يمكن وصفه وبيانه للأسباب الموضوعية للوضع الراهن وتردي موقع قوى الديمقراطية واليسار والقوى الليبرالية في عراق اليوم.

أما في الجانب الذاتي والذي بالتأكيد كان نتيجة شبه طبيعية للعامل الموضوعي وهو ضعف وشرذمة وتشتت قوى اليسار العراقي وبالذات اليسار الماركسي العراقي وبالخصوص قوته المنظمة الرئيسية الحزب الشيوعي العراقي –اللجنة المركزية.

 ان امتلاك نظرية ومنهج عملي وعلمي لهذه القوى يفترض ان يكون عاملا قويا ومضادا فعالا في دعم عامل الذات وتفوقه على تردي موضوعه  ففي الوقت الذي ذكرنا فيه ضعف الطبقة العاملة  ركيزة قوى اليسار ففي ظل العولمة الرأسمالية وواقع الاحتلال  الأمريكي للعراق يمكن ان يصنف  اغلب  الشعب العراقي  يسارا فاعلا نظرا لمعاناته الوطنية من الاحتلال وما يتعرض له من البؤس والحرمان والإذلال وفقدان الرفاه والأمن والأمان  ،فان تبني  هذه المطالب  ورسم  برامج  عملية تتضمنها  يمكن ان تنضوي تحتها  اغلب جماهير العراق الحرة من عمال وفلاحين وطلبة ونساء  ومثقفين .

 ولكن واقع الحال والخط السياسي والفكري لهذه القوى لا يدل على وجود عقل سياسي  مدرك لهذه الحقائق  ومتمكن من تمثل وفهم واستيعاب منهجه الفكري ليطبقه بإبداع في التعامل مع موضوعه ولا نريد ان نطيل ونسهب هنا في تعداد نقاط الضعف وسلوك التخبط ولا واقعية المنهج الفكري والسياسي للحزب الشيوعي العراقي وخصوصا بعد سقوط النظام على يد قوى الاحتلال الأمريكي وحلفاءه ولكننا  سنشير وباختصار شديد إلى بعض هذه التخبطات والهفوات والنواقص ومنها:-

*حالة الإرباك الفكري وعدم الوضوح في النهج السياسي بسبب التناقض الصارخ  الذي  وجد أعضاءه ورفاقه وأصدقاءه وجماهيره فيه بين المبادئ الأساسية للحزب في مناهضة قوى الرأسمال والاحتلال وبين دخوله  مجلس الحكم والاشتراك في الحكومة تحت هيمنة وقيادة

 بريمر ممثل الاحتلال ورأس المال  الأمريكي المسلح.

* إقدام الحزب على  الدخول في تكتلات وتحالفات يضم قوى سياسية وأفراد ذوي ميول  متناقضة ناهيك عن عدم نظافة تاريخها السياسي وغير مرحب بها من قبل جماهير اليسار وأنصاره بشكل خاص وجماهير الشعب العرقي بشكل عام،مما ابعد الناخب العراقي عنها  والترفع  على العملية الانتخابية  او الانحياز مضطرا صوب قوائم  ذات صبغة طائفية او عرقية.

* حالة الإرباك والفوضى التنظيمية للحزب  تحت ذريعة  -حزبا انتخابيا- وإتخامه بقوى وعناصر انتهازية ونفعية محملة بالعديد من المثالب حد الخيانة والعمل مع الأجهزة  الحزبية والأمنية للنظام السابق مما  جعل أعضاء وأصدقاء ومؤيدي الحزب  تنفر من  تنظيمات الحزب لتركن إلى  حالة اللامبالاة او الانخراط في الأحزاب الأخرى تبعا لدرجة الحصانة والوعي الذي يتمتع به الفرد.

* قلة الكادر المثقف المثابر المناضل المتمرس للعمل بين الجماهير في ظروف العمل العلني وسيادة عقلية وثقافة وأساليب العمل السري.

*هيمنة روح الوصاية والقيمومة والتعالي على قيادة الحزب واغلب كوادره القادمة من الخارج في التعامل مع جماهير الحزب ومناضليه في الداخل وتحجيم دورهم والتشكيك في قدراتهم وعدم الاستفادة من خبرتهم في فهم وابتداع الأساليب النضالية مع الواقع العراقي الراهن.

*تمسك اغلب قوى اليسار الماركسي خصوصا بمختلف مسمياته  بوحدانية الحزب واحتكاره للعمل   في الساحة الوطنية واتهام غيره من الحركات والأحزاب  بالارتداد والانحراف او التحريف،مما افقدها  القدرة على اللقاء وتنسيق الجهود وفق برنامج مشترك.

إننا إذ نستعرض النقاط أعلاه  كونها  أسباب مهمة في ضعف وتشظي قوى اليسار العراقي  لا يمكننا ان نغفل ما حل بالكونفورميا الاجتماعية والرأسمال الاجتماعي الايجابي كنزعة التضامن والتكافل ورفض ومقاومة الظلم وقيم الإحساس بالعزة والكرامة والوفاء والشجاعة والانتصار للحق وقيم القرابة والجيرة والوطنية، هذه القيم وألا عراف الايجابية التي عملت الأنظمة السياسية المتعاقبة على دست الحكم في العراق وخصوصا في زمن الديكتاتورية الصدامية على تفكيكها واستبدالها بقيم الأنانية واللامبالاة والإحساس بالدونية والجبن...الخ. مما افقد أعداد كبيرة من أفراد المجتمع العراقي الاستعداد الروحي والنفسي والقيمي للانخراط في صفوف الحركات والأحزاب اليسارية المبنية أساسا على قيم التضحية والإيثار والتكافل والاعتداد بالنفس والوفاء والشجاعة.

وهنا يجب ان نعترف ان الأزمة ليست أزمة حزب او حركة بل هي في الأساس أزمة مجتمع يعاني من حالة تخلخل وانجراف وتآكل  قيمه وأعرافه وتقاليده الايجابية الرافضة  للاستبداد والاستعباد؟، هذا المجتمع الذي أغرقته ثقافة العولمة الرأسمالية من قبل المحتلين وتوابعهم بقيم النفعية والانوبة وهيمنة غريزة التملك والاستحواذ والقردنة والثعلبة والغدر والتسول الأخلاقي بكافة أشكالها ومن أكثرها دناءة حيث  نجتهد قوى الرأسمال  الأمريكي خصوصا وتبذل الجهد والمال  وتجند العقول المتخصصة لتصنيع طبقة سياسية جديدة يمكن ان تكون الضامنة لمصالحها في المدى القريب والبعيد حيث لا يمكن ان تبقى إلى ما لانهاية  بجيوشها الجرارة في العراق.

هذا الواقع يوجب على قوى اليسار العراقي باعتبارها ضمير الشعب الحي الذي لا يموت ان يعطي المثل العالي في التضحية والجرأة والصلابة بالإضافة إلى نظافة اليد والجيب  والإيثار لكي تتمكن من  ترميم وبعث القيم الايجابية المختزنة في لاوعي الغالبية العظمى من أبناء الشعب العراقي.

ويمكن ان تكون مسيرة  المناضلين والشهداء  من اجل الحق والحرية والعدالة والمساواة ومقاومة الغزاة والطغاة ان قدمت بأساليب مشوقة  ورصينة ان تساهم في ذلك.

العمل على التنسيق بين العقول الإعلامية وما يصدر من جرائد ومجلات ومعارض فنية وفكرية  وإقامة  الندوات  والدورات الثقافية والسياسية  بجهد مشترك   إلى سعة رقعة التأثير  وفعاليته بين الناس.

العمل الجاد والفوري لقيام قناة  فضائية تعمل وفق نهج قوى اليسار والديمقراطية وتروج  لأفكاره وبرامجه وأهدافه. اليس من الغريب والعجيب ان لا تكون لقوى اليسار العراقي مجتمعة او منفردة قناة فضائية واحده؟؟؟؟

ما تشهده الساحة السياسية العراقية  يتطلب عمل وجهد جماعي فوري لكل قوى اليسار والديمقراطية مستفيدين من تجاربهم السابقة سواء الايجابية او السلبية، ووضع دراسة مفصلة وواقعية لطبيعة الحراك  الاجتماعي الراهنة ومن هي الطبقات المؤثرة او المستأثرة والمهيمنة من اجل وضع البرامج  الناجحة لإنقاذ البلد من  مأزقه الحالي وتجنبه كوارث  قادمة.

لتكون برامج وتحليلات قوى اليسار مصباحا كاشفا لكل عصائب التضليل والتجهيل التي تحاول القوى الطائفية والظلامية متخادمة مع قوى الرأسمال  والاحتلال ان تضعها على عيون وعقول  الجماهير.

ان مشهد التحالفات والتآلفات السياسية المعلنة الآن و التي تستعد لخوض الانتخابات القادمة لا يرسل رسالة تفاءل او أمل للمواطن العراقي في قدرة مثل هذه القوى على بناء عراق ديمقراطي مستقل موحد وتوفير مستلزمات العيش الأمن السعيد والمستقر لأبناء العراق بل هناك مؤشرات مستقاة من تجارب سابقة تؤشر على دوام وتأبيد حالة اللاأمن وحالة التبعية وحالة البؤس ومزيدا من الاحتراب والخراب.

ومن الملفت للنظر غياب أي فعل او برنامج عمل او عمل تنسيقي بين قوى اليسار العراقي وعناوينه التي تزداد فرقة وقلة عدة بشكل طردي مع ازدياد وتنوع عناوينها.

ففي الوقت الذي يوجب الواقع السياسي الراهن تآلف  او تحالف او تنسيق واسع بين مختلف قوى اليسار العراقي بمختلف عناوينه وتدرجاته الفكرية والطبقية ومن ثم العمل على قيام جبهة تحالف وطني ديمقراطي عراقي وفق برنامج الحد الأدنى الممكن المشترك لخوض العملية الانتخابية في دورتها القادمة والتحلي بالجرأة والوضوح في تبني مصالح الوطن والمواطن العراقي والتوظيف الغير نفعي لاحباطاته من سلوكيات الطبقات السياسية  المهنية على السلطة طيلة  السنوات الستة الماضية لتكون أصوات دعم وقوة في صناديق قوى اليسار والديمقراطية من اجل إنقاذ الشعب والوطن من واقع مؤلم ومستقبل أكثر إيلاما ان بقي الحال على ما هو عليه.

في الختام لا يسعنا إلا ان نتساءل في اي قطار سيركب اليسار العراقي في هذه المحطة الانتخابية المزدحمة بأنواع القطارات المعدة من قبل دول شقيقة وصديقة وحليفة قريبة وبعيده وتعرض اغلبها إغراءات وخدمات  لا يحلم بها المواطن العراقي المحروم، فهل يستطيع ان يصنع اليسار العراقي قطارا تتكون عرباته من قوى الشعب العراقي حامل لواء الديمقراطية والعدل والحرية، هل هو قادر ان يوصل القناعة لغالبية أبناء العراق  الأحرار بان يصعدوا قطاره لتمتلئ بهم مقاعد عرباته وان اختلفت ألوانها ولكنها تسير خلف قاطرة ماكينة واحدة متجهة صوب محطة الحرية والسلام ودولة المؤسسات الديمقراطية فلا عرقية ولا طائفية ولإفساد ولا إفساد ولا بؤس ولا إذلال وطن الجميع وللجميع أرضا وثروة ماءا وسماء بغض النظر عن الجنس واللون والعرق والمعتقد والطائفة.

أم انه سيحشر نفسه في إحدى عربات الطائفية والعرقية وملحقاتها البعيدة كل البعد عن مصالح الشعب والوطن قبل ان تكون بعيدة كل البعد عن مبادئه وشعاراته وأهدافه ومسيرته الكفاحية والنضالية المعمدة بدماء ودموع مئات المناضلين من رفاق وأصدقاء قوى اليسار والديمقراطية ومناصري توجهاته وأهدافه .

 

*لانرى  ضرورة  لتحديث المقال الذي كتبناه  عام  2010 لان الاوضاع متشابهة تماما  ان لم تكن اكثر سوءاً.

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا