<%@ Language=JavaScript %> الدكتور حكيم العبادي النائب العراقي ... تذكر الجهاد ، ونسي الغنائم

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

النائب العراقي ... تذكر الجهاد ، ونسي الغنائم

 

 

 الدكتور حكيم العبادي

 

خاطب الرئيس العراقي الأسبق ، عبد السلام عارف ، أهالي البصرة في أحد خطاباته بقوله : ( يا اهالي البصرة ... يا من تزرعون النومي بصرة ... أشكركم وأرجو أن تقدمو لي بعد الخطاب شاي نومي بصرة !!! ) ... ثم وصف البصرة ، في نفس الخطاب ، بأنها : ( طاسة ببطن طاسة ، وبالبحر رقاصة !!! ) .

لم يكن الرئيس العراقي الأسبق عبد السلام عارف ، غبيا ً جدا ً ، ليستخدم هذه العبارات المغرقة في سذاجتها ، وسخفها ، وصبيانيتها ، ولا ملائمتها وهو يخاطب الجماهير ... ولم يكن صدام حسين غبيا ً كذلك ، حين كان إعلامه ، الموجه جيداً، يقنع الجماهير بأن المهيب ، لا يمتلك إلا بدلتين ، يرتدي إحداهما ، في الوقت الذي تكون فيه نظيرتها في الغسيل !!! ... و حين يخرج ولده عدي على الناس ليقول أن والده ، لم يكن يملك ما يدفن به والدته ، عند موتها ، وقد إستعان ببعض أعمامه ليدفعوا عنه حصته من مصاريف الدفن !!! .

 

ويختتم ذلك الإعلام المقرف ، تهريجه الفاقع ، بمقابلة أجراها إعلامي كبير مع احد المصريين في العراق ، تحدث فيها عن مقابلته للسيد الرئيس ... وكيف أن السيد الرئيس قد منحه دارا ً ليسكن فيها...

 

فقال له بعد ان شكره : (سيدي الرئيس ، أطمع بأن تكمل معروفك ، وتؤثثها لي) ... فأجابه السيد الرئيس الى ما طلب ، وأوعز لمن ينفذ : (أثثوها له ، مثل أثاث بيتي تماما ً !!! ) ...

 

فإعترض المصري العبقري على ذلك قائلا ً : ( سيدي الرئيس ، إذا كان الأثاث مثل أثاث منزلك ، فإسمح لي أن أرفضه ... فأنا اعرف كيف يكون أثاث منزل شخص زاهد مثلك !!! ) ... فضحك السيد الرئيس وقال لهم : ( حسنا ً .. أثثوها له أثاثا ً جيدا ً !!! ) .

 

كلاهما لم يكن غبيا ً ... لكنهما ببساطة كانا يستهتران بالشعب العراقي ... ويستغبيانه ... ويفرضان عليه نمطا ً من الخنوع ، والرضا بما يسمع رغم أنفه !!! ... ويعلمانه مفهوما ً سياسيا ً ، إستبداديا ً ، معروفا ً ، دعونا نسميه : ((إقبل ، وصدِّق رغم َ أنفك )) !!! .

 

قصة الخدمة الجهادية لأعضاء مجلس النواب العراقي لا تختلف عن هذا الصنف من السلوك ... بل تتجاوزه في الإمعان في الضحك على ذقن الشعب والنصب عليه !!! .

 

جهاد النواب غيرالمقدس

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الجهاد في اللغة هو القتال في سبيل الله ... وما يسلبه المجاهد الغازي ويغنمه بسيفه هو الغنيمة .

في سنين ما بعد الحصار أضطر العراقيون لأكل التراب ...

 

نعم التراب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى !!! .

كانت الحكومة تزود أصحاب المطاحن بكميات محدودة من الحبوب وتطالبهم بضعف وزنها من الدقيق !!! ... وكان على صاحب المطحنة أن يتصرف او يفقد رأسه !!! ...

 

لذلك كانوا يمزجونها مع الاعلاف ، ومع نوى التمر ، وحتى مع التراب ، ليقدموا للحكومة الوزن المطلوب !!! .

باعنا الأشقاء العرب ، خلال الحصار ، شايا ً رديئا ً مخلوطا ً بنشارة الخشب المصبوغة بأصباغ الأحذية !!! ... ولم يعترض صدام حينها ... فقد كان يؤمل أن تساعده هذه الدول في رفع الحصار في الأمم المتحدة .

وباعتنا الدول العربية الشقيقة ، مساحيقا ً للغسيل ، وحليبا ً للأطفال ، ودقيقا ً ، مكونا ً من مساحيق الجبس الذي يستخدم في البناء !!! .

 

وأرسلو لنا سكرا ً ، ودقيقا ً ، وأدوية كانت للسموم أقرب ... أو كانت هي السموم !!!.

 

كانوا حينها يقبضون ثمنها مرتين ... يقبضون أسعارها من برنامج النفط مقابل الغذاء مرة ... ويقبضون ثمن غشها لإيذاء العراقيين من الكويت !!! .

 

بعد سقوط النظام ، أغلق في بلد عربي بعينه ، 55 ألف مصنع كانت تنتج بضائعا ً حصرية للعراق ، من البضائع التي لا يمكن تسويقها حتى إلى الجحيم !!! ... وكان المسؤول عن تنفيذ إتفاقياتها مع النظام العراقي عضو مجلس شعب معروف إسمه : ( عماد الج...) ، ورجال أعمال فاسدين آخرين .

 

خلال هذه السنين ، كان السادة أعضاء مجلس النواب العراقي ، يعيشون في بريطانيا ، ودول اسكندنافيا ، وبعض الدول الاربية الاخرى ، وأميركا ، وكندا ... وسوريا وايران .

 

الآن تذكرالسادة النواب أنهم كانوا يجاهدون هناك من أجل العراق ... وأن عليهم أن يغنموا شيئا ً من الكفار الذين سقطوا في هذه المعركة ... ولقد أسموا بعض هذه الغنيمة ( خدمة جهادية )... أما العراقيون ... الذين أكلوا التراب في تلك السنين ، فليأكلوه مرة ً اخرى !!! .

 

هؤلاء النواب ليسوا أغبياءاً ... صحيح أنهم صنف غريب من المخلوقات التي لا تعرف الحياء ... وصحيح انهم لصوص من الدرجة الاولى ... وصحيح انهم دجالون من طراز لم يعرفه تأريخ الإنسانية ... لكنهم ليسوا أغبياء قطعا ً .. حالهم حال الرئيسين العراقيين السابقين .

هم يستهترون بالشعب العراقي لثقتهم أنه لا يستطيع فعل شيء!!! .

 

نحن من حفظ العراق من السقوط

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حضر في عام 2006 إلى دبي ، وفد رسمي حكومي للمشاركة في أحد المؤتمرات الإقتصادية التي أقيمت هنا ... كان الوفد برئاسة عادل عبدالمهدي ، نائب رئيس الجمهورية انذاك ... وعضوية كثيرين أذكر منهم خضير الخزاعي ، و وزيري المالية والكهرباء وعدد آخر من المسؤولين .

 

أقيمت في فندق البستان دعوة عشاء ولقاء مع رجال الأعمال العراقيين ... وكنت ممن دُعي إليها .

سمعت قبل ذهابي إن الوفد العراقي قد أجرى بعض الإتصالات مع بعض المستثمرين الخليجيين لغرض بيعهم بعض المؤسسات الحكومية على طريقة الخصخصة .

في اللقاء طلبت الأذن بالكلام ... و مما قلته لهم : من حفظ العراق من الانهيارالتام بعد الحصار هم نحن ... الشعب العراقي ...

 

الشعب الذي استطاع بتضحياته الجسام ان يمتص ، جميع تبعات سياسات صدام الكارثية ، ويحافظ على تماسك البلد... دفعنا مليون شهيد ولم تحتل ايران العراق ... وعملنا بدولار واحد في الشهر ولم ينهار البلد ... لم تحافظ عبقرية صدام على العراق ... ولا حكومته التافهة من أبناء العمومة والرفاق ... نحن من حفظ العراق ... وصان المؤسسات بعيونه ، وعرقه ، وجهده ، وجوعه ، وألمه ، وتضحياته ... المؤسسات الموجودة حاليا ً ليست ملكا ً لكم ، وليست ملكا ً للدولة ، ولا لأي كان ، لتفكروا في خصخصتها ... هي ، بكل ما فيها ، ملك للعاملين فيها ... هم من أنقذها من الإنهيار وجعلها تستمر ...

 

قلت لهم : أنا كنت طبيبا ً في مدينة الطب ... كان راتبي فيها دولاراً واحدا ً في الشهر... وكان راتب الممرضة نصف دولار ... وراتب المنظفة ربع دولار ... وراتب سائق الإسعاف مثلها ... نحن من جعلنا مدينة الطب تستمر... لنا بذمتها ما معدله : ( مجموع شهور خدمتنا مضروبا ً في معدل مرتباتنا في الظروف الإعتيادية ) !!! ... هذه المؤسسة ملكنا ... وملك اطفالنا ... ولن نسمح أن تصادرأملاكنا وتباع ونحن احياء !!! .

 

وكذا باقي المؤسسات ... معمل النسيج ملك ٌ لعماله وموظفيه ... ومعمل السمنت ملك ٌ لعماله وموظفيه ... ومعمل الإطارات ملك ٌ لعماله وموظفيه .

من أنتم لتقرروا بيعها لأهل الخليج ؟؟؟؟ .

 

يكفي أن صدام باع أرض العراقيين في خيمة صفوان ليبقى على الكرسي ... لا تنصبوا للعراق خيمة اخرى تبيعوننا فيها !!! .

 

تحدثت ما يقرب من العشرين دقيقة ... زعل حينها بعض اعضاء الوفد ... وكنت على وشك الرد على وزير الكهرباء ، الذي تشنج في تعقيبه ، وإنزعج من كلمتي وقال : (( يتهمنا دكتور حكيم بأننا ننصب للعراق خيمة اخرى لبيعه )) ... لكن رئيس الوفد الديبلوماسي و الهاديء عادل عبدالمهدي أنقذ الموقف قائلا ً : (أنا أؤيد دكتور حكيم بالكامل ... ولا حق لأحد بالإعتراض ) .

 

قال احدهم أننا نريدكم أن تدخلوا البلد كمستثمرين !!! ... ضحكت وقلت له : هؤلاء ال 300 شخص الجالسون في القاعة يلفهم بأجمعهم ( عقال خليجي واحد ) !!! ... هل تعتقد أن الظروف السابقة سمحت للعراقي ان يكون ثروة؟؟؟ .

 

لا يخفى على لبيب ، إن جميع الثروات الكبيرة التي ظهرت بعد سقوط النظام ، ظهرت بطرق مشبوهة ، ولأسماء بعينها !!!.

 

في حديث جانبي على العشاء ، إقترحت إقتراحا ً على خضير الخزاعي ... قلت له أقترح عليكم حلا ً منصفا ً إن كان ولا بد من الخصخصة ... إجعلوها مساهمة ... وإدفعوا ثمنها من ميزانية الدولة ... ومن دخل النفط ... ووزعوا الاسهم على كل من خدم فيها من أطباء وممرضين ومنظفين وموظفين وسواقي وطباخين ، وحتى الشهداء وحسب نسب مرتباتهم ... وسجلوا الباقي أسهما ً لدور الأيتام ولدور العجزة ولأرامل العراق ...

 

هكذا سنتفق معكم ... ولا نعترض ... وسنديرها لكم كمؤسسة اهلية ، ونخلصكم من تبعات إدارتها ، ونحولها إلى مؤسسة ربحية تنفع شرائح واسعة من المجتمع ... أما أن تباع لمستثمري الخليج ، فلن يحصل هذا وفينا عرق ينبض !!! ... وإذا أصرت الحكومة على البيع ، سنبيع كل ما نملك ونتشارك ونشتريها ولن تذهب لغير عراقي !!! .

 

لا جهاد بلا غنائم

ــــــــــــــــــــــــــــ

تذكرت هذا اللقاء وأنا أسمع بعض لصوص مجلس النواب ، وهم ينصبون للشعب خيمة جديدة ، ويطالبونه بخدمة جهادية ... وكان أولى بهم ان يأخذونا وأطفالنا غنائم من جهادهم هذا ويبيعوننا في أوطانهم الاخرى ... بريطانيا أو الدانمارك أو كندا ، أو ربما في ساحة السيدة زينب في دمشق !!! .

 

ربما فاتهم هذا ... فليس من جهاد دون غنائم ... وعليهم أن لا يتنازلوا عن حقوقهم ... وهنا أدعوهم لتثبيت هذه الحقوق خوفا ً من أن يأبق عبيدهم ...فالعراق وما فيه ، بأديانه ، وطوائفه ، وقومياته ، وأطفاله ، و خيراته ، وأراضيه ، وكل ما يملكون ، إنما هم غنائم للمجاهدين من أعضاء البرلمان العراقي ... ولهم مطلق الحق بالتصرف بنا كيفما شاءوا .

 

هل علمتم أيها الناس لماذا يجب رفض أي حكم ديني ؟؟؟ .

ولماذا يجب قطع الخطوط الساخنة بين الله والحكام ؟؟؟.

ببساطة لأن الخط الساخن بين الله والحاكم يلغي كرامة الناس ... ويجعل الناس طبقتين ... أبناء الله من رجال الدين ... وأبناء الشيطان من مساكين الشعب !!! .

 

الشعب هو يد الله الأقوى

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 النواب العراقيون ، والأحزاب ، والمليشيات ، وأصحاب الاجندات ، يعلمون جيدا ً إن الشعب العراقي غير قادر حاليا ً على صناعة حكم ديمقراطي حقيقي ، وبناء دولة مؤسسات وعدالة إجتماعية حقيقية ... لإنعدام وعي الشعب أساسا ً ...

 

ولهذا ، فقد أوغلوا بالفساد ، والإستهانة بالشعب ، وإستغباءه ، وسرقته ، بطريقة صار بها حكام العراق السابقون من الملائكة !!! .رجال الدين الكبار ، وشيوخ العشائر ، والإعلاميون ، والمثقفون ، شركاء في هذه الجريمة بسكوتهم عما يجري ...وكل من موقعه

 

إن تفسير ملاحقة النظام السابق لهؤلاء بانها جهاد في سبيل الله ، نوع من الحيل الشرعية التي يتقنها رجال الدين ... وقد تفتقت عنها أذهان هؤلاء اللصوص ، لأنهم يتقنون هذا الفن ... فن الحيل الشرعية ، والتي يعتقدون انهم يضحكون بها على الله ... وأذكـِّر من في حزب الدعوة منهم ، أن مرشدهم لسنين طويلة ، محمد حسين فضل الله يحرم هذه الحيل القوانين عادة ً تسبق الواقعة ... والقوانين التي تشرع بعد واقعة ، لسد نقص ، او ، ثغرة في القانون ، لا يجوز ان يشرعها المستفيد ... فيفصل قانونا ً على مقاسه ، ووفق هواه !!! ... لكنهم يعتقدون أنهم اذكياء ... وإن هذا الشعب هو الغبي الوحيد في هذه الدنيا قوانين كهذه لم يفكر فيها ، حتى طيب الذكر قراقوش ، في وقته !!!

 

لم نسمع في التأريخ بمن قام بعمل وطني وطلب من اجله مكافأة ... وقوات المقاومة الوطنية ضد النازية ، عملت في جميع دول اوربا ... ولم نسمع ابدا بمن طالب بخدمة جهادية !!! .

 

إذا كنتم تعتبرون انفسكم من المجاهدين ... فأغلب الشعب العراقي لا يراكم كذلك ... بل إن بعضه يعتبركم من الخائنين ... لان بعضكم قاتل فعلاً ، او نية ً ، أو لوجستيا ً ، مع أعداء العراق ... ولهذا نقترح ان يجرى إستفتاء بين أفراد الشعب العراقي لنتعرف على هويتكم أولاً...وأي صفة تنطبق عليكم في رأي الشعب ... بعدها سيكون لكل حادث حديث أيها المجاهدون لم ينتخبكم الشعب لتبحثوا في كيفية الضحك عليه ومحاولة سرقته ... وبيع العراق بكل ما فيه غنيمة لكم ولجواريكم ...

 

وهنا أطالب أي عراقي يمتلك ذرة من الوعي ... أو يستطيع التأثير على ناخب عراقي ... أن يمنعه من إنتخاب أي نائب سابق ... خصوصا ً أصحاب الخدمة الجهادية ... وأصحاب اللحى ... وأصحاب المحابس ... وأصحاب العمائم ,,, ومن يتركون أعمالهم ووظائفهم لأداء الصلوات الخمسة ... ومن ذهب الى الحج ... ومن وزع بطانيات ، أو كارتات موبايل ، أو صفائح زيت ، أو اي هدية اخرى ... ومن جعل الناس تقسم على القرآن ... ومن تطاول على غيره من الضعفاء في إجتماعات البرلمان السابقة ... ومن تغير حاله ماديا ً ، وصار بين ليلة وضحاها من المليارديرات ... ومن ذهب مشيا ً إلى كربلاء ... ومن وزع الطعام في المشاعر الحسينية ... ومن إعتصم مع المعتصمين في الساحات الطائفية ... ومن شيوخ العشائر الذين يوالونهم ... ومن صعد منبرا ً ... ومن ينتمي لأي حزب ديني أو طائفي أو ذي أجندة خارجية مشبوهة ... ومن لا يخجلون ... ومن افسدوا ... ومن عينوا اقاربهم ... ومن طالبوا بالخدمة التقاعدية .... ومن كشفوا وجوههم القبيحة وأخلاقايتهم المتردية بأي سلوك... أو أي وسيلة ... وبهذا أشك أن سيفلت منهم أحد !!! ... فمن لم يشاهده الناس يسرق ، شاهدوه يسيرإلى كربلاء ... أو يعتصم في الساحات الطائفية !!!...

 

العراق ليسوا هؤلاء ... لكنها قلة الوعي للأسف

النواب العراقيون يعملون وفق مبدأ :

إذا هبت رياحك فإغتنمها ***** فعقبى كل خافقة ٍ سكون ُ

وهم يطبقونها دون أي حياء ... خوفا ً من سكون لا يعرف إلا الله نتائجه ... وعلى الشعب أن يريهم في الإنتخابات القادمة بداية هذا السكون ... وأن لا ينتخب مجاهدا ً أبدا .

أذكركم ، من باب عسى أن تنفع الذكرى ، أن مظهر الإنسان لا يعتمد على أناقته وعطره وسيارته ... فهذه الامور يمكن شراءها بالقليل من المال ... المستحيل أيها السادة هوشراء السمعة النظيفة ... وكثير من الناس تدفع الملايين ، لو إستطاعت ، من أجل أن يقال عنهم انهم من اصحاب الأخلاق الحميدة ، ونظافة ذات اليد ... ومن أجل أن يورثوا أبنائهم وبناتهم هذه السمعة ... ولكن هيهات ، فهذه أشياء لا تشترى ...

 

ولقد أثبتم أنكم من اقذر الناس يداً ، وتفكيرا ً ، ودينا ً ، ونية ً ، في موضوعي الرواتب التقاعدية والخدمة الجهادية ... وفي مختلف ملفات فسادكم الأخرى ... لكنكم صم ، بكم ، عمي ، بلا إحساس ... ولا تسمعون ما يقوله الناس عنكم ... حتى ديدان الأرض تخجل مما يقال عنكم ... ولا أدري كيف هي أخلاق بناتكم وأبنائكم ليتحملوا كل هذه القذارة ؟؟؟ .

 

حكومتكم ، ومجلس نوابكم أيها الاعزة ، يستحقان الصفع بعد 11 سنة من تخريب العراق وآلاف ملفات الفساد ... ما الذي فعلتموه لتفكروا بسرقات أخرى بكل هذه الوقاحة ؟؟؟؟ أحد عشر عاما ً ، وعشرات المليارات من الدولارات المنهوبة في قطاع واحد هو الكهرباء ، والنتيجة مولدات كهربائية تعمل على الغاز غير الموجود إلا في ايران ؟؟؟؟؟؟؟ ... أهذه حكومة ومجلس نواب يستحقان ان يقال عنها أنهما وطنيتان لكي يفكرا بخدمة جهادية ، ورواتب تقاعدية ، وإعادة إنتخاب ؟؟؟؟

 

هل صدقتم الترهات التي وعدتكم أن من يحج بيت الله الحرام يعود طاهرا ً من الذنوب كما ولدته امه ؟؟؟؟ ... فتسابقتم للذهاب لبيت الله مثنى وثلاث ورباع ، كأعداد نسائكم ... أما سمعتم القصة التي رواها يعقوب بن يوسف الكوفي ((حججت ذات سنة ... فإذا أنا برجل عند البيت ، وهو يقول اللهم اغفر لي ، وما أراك تفعل!!!! .

فقلت: يا هذا : ما أعجب يأسك من عفو الله !!! . قال : إن لي ذنباً عظيماً ... فقلت: أخبرني

قال: كنت مع يحيى بن محمد بالموصل ( شقيق أبو العباس السفاح ، وأبو جعفر المنصور لمن لا يعرفه ... وكان واليا على الموصل ... وسار بها سيرة من أقبح السير ) ... فأمرنا يوم جمعة ، فاعترضنا المسجد ، فقتلنا ثلاثين ألفاً ، ثم نادى مناديه : من علق سوطه على دار، فالدار وما فيها له ... فعلقت سوطي على دار ودخلتها ... فإذا فيها رجل وامرأة وابنان لهما... فقدمت الرجل فقتلته ... ثم قلت للمرأة هاتي ما عندك !!! وإلا ألحقت ابنيك به ... فجاءتني بسبعة دنانير.

 

فقلت: هاتي ما عندك ، فقالت : ما عندي غيرها ، فقدمت أحد ابنيها فقتلته ... ثم قلت : هاتي ما عندك ، وإلا ألحقت الآخر به ... فلما رأت الجد مني قالت : أرفق!!! ... فإن عندي شيئاً كان أودعنيه أبوهما ... فجاءتني بدرع مذهبة لم أرَ مثلها في حسنها ... فجعلت أقلبها فإذا مكتوب عليها بالذهب :

 

إذا جــــــــارَ الأميــرُ وحــــاجـبـــــاه ُ ***** وقاضي الأرض ِ أسرفَ في القضاء ِ

فــويــــــلٌ ثــمَّ ويــــــل ٌ ثــم ويــــــل ٌ ***** لقاضي الأرض ِ من قاضي الســماء ِ

فسقط السيف من يدي وارتعدت ... وخرجت من وجهي إلى حيث ترى .

فكم يحي بن محمد فيكم ؟؟؟ ... وكم حجاجا ً فيكم ؟؟؟ ... وكم زيادا ً فيكم ؟؟؟ .

وكم حسينا ً في العراقيين ؟؟؟ ... وكم رضيعا ً فيه ؟؟؟ ... وكم زينبا ً لم يعرف حقها أحد ؟؟؟؟؟ .

 تقول الدايلي ميل البريطانية إن رجال البرلمان العراقيون يقبضون (1000) دولار امريكي في الدقيقة الواحدة ... وإن هذا البرلمان هو افسد مؤسسة في التأريخ !!! ... هل قرأتم ذلك ونصفكم يحمل الجنسية البريطانية ؟؟؟.

 

لا تأمنوا الشعب العراقي أبدا ً ... فإن جميع شعوب الأرض لا تؤتمن حين تجوع ، إلا الشعب العراقي ... فهذا الشعب لا يؤتمن حين يجوع ، وحين يشبع ... والسائرون إلى كربلاء ليسوا رصيدا ً لكم ... وإنما عليكم ... ولكن لم تحن الساعة بعد ... فالغباء السعودي جعلها تتأخر!!! ... تقول الآية : (( إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ً )) ... والحكماء يعرفون إنه قد جاء في هوامش هذه الآية إن الشعب هو يد الله الأقوى !!! ... فاحذروا!!!

 



 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا