<%@ Language=JavaScript %> فالح الساعدي العداء للحكومة العراقية لا يبرر الإستقواء بإسرائيل

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

العداء للحكومة العراقية لا يبرر الإستقواء بإسرائيل

 

 

فالح الساعدي

 

من غرائب أمور هذه الدنيا أننا صرنا ملزمون لأن نذكر الناس بماهي إسرائيل و ما هي نياتها السيئة وعدائها لشعوب المنطقة، لأن كبريات وسائل الإعلام العربي صارت تهمل الإشارة لجرائم إسرائيل لكي لاتحرج قوى سياسية في المنطقة حليفة لها وحليفة لإسرائيل في آن واحد. فالبعض صار يحاول فسح المجال للنفوذ المخابراتي و العسكري الإسرائيلي في المنطقة بحجة تطبيع العلاقات معها.

ماهي إسرائيل وماهي مواقفها؟

إسرائيل دولة عنصرية مستبدة ولها أطماع في المنطقة، تثار حولها الشبهات وتوجه لها الإتهامات بإن لها يد شريرة بأمور عديدة موجهة لضرب شعوب المنطقة بعضها ببعض. والساسة الإسرائيليون لا يخفون ذلك ولا يأبهون بردود أفعال هذه الشعوب المغيبة إرادتها.

فنتياهو على سبيل المثال  طالب من حلفائه الأمريكان أن يسعوا لتقسيم العراق بغض النضر عما يسببه ذلك من دمار ويأتي به من وييلات. وقد قال ذلك علانية، لأنه يعتقد أن تدمير العراق هو من مصلحة إسرائيل، حسبما جاء مراراً على لسان الساسة الإسرائيلين. وكأن العراق بحاجة الى دمار أكبر، ولكنها قساوة العنصرية الصهيونية.

لكن من غرائب الأمورأيضاً اننا صرنا نفاجأ بأن مايجري من تنسيق وعلاقات بين إسرائيل و بين بعض القوى السياسية والدينية العراقية على أرض الواقع يفوق بكثير عما كان يؤمن به حتى مروجو نظريات المؤامرة بخصوص هذه العلاقة.

هذا بما يخص إسرائيل. دعونا الآن نلقي نظرة قصيرة على الولايات المتحدة ونفوذها في العراق.

نفوذ الولايات المتحدة وقدراتها

لا يخفى على أحد أن للولايات المتحدة نفوذ كبير في العراق مبني في الوقت الراهن على الشبكة الجبارة من المخابرات  وشبكات وأجهزة تجسس عملاقة  في العراق (أعتقد أنها أكبر شبكة لها في العالم).

 هذه الشبكة تمكنها على الأقل من التأثير على السياسين العراقيين عندما تعمل سوية مع قنواتها الدبلوماسية في المنطقة، من خلال نفوذها في دول الجوار السنية، التي لها هي الأخرى نفوذ أوعلى الأقل تأثير على العديد من ساسة العراق وشخصياته الدينية السنية منها وحتى بعضاً من الشخصيات الشيعية.

لا ضرورة للتطرق طويلاً للقدرات العسكرية لهذه الدولة، فمعروف أنها تفوق بقدراتها العسكرية وتسليحها كافة دول العالم الأخرى بمرات عديدة.

الدولة الوحيدة التي يمكنها التأثير على سياسة الولايات المتحدة هي إسرائيل!!

مالمصقود بالإستقواء بإسرائيل؟

لقد كنا نعتقد حتى فترة الأحداث الأخيرة التي صاحبت إحتلال الموصل وكركوك وتكريت ومناطق أخرى أن راعي مصالح السيد مسعود البرازاني في العراق هي الولايات المتحدة، لأن لها علاقات جيدة معه. فالولايات المتحدة هي التي فرضت منطقة الحكم الذاتي بعد حرب تحرير الكويت من جيوش صدام حسين 1991. السيد مسعود البرازاني وقف من جانبه ضد خروج الجيش الأمريكي من العراق وطالب بحماية قانونية خاصة لجنوده و منتسبي سفارته في العراق. كنا نعتقد أنه لايستطيع التضحية بعلاقته هذه لأنه مقبل على الإنفصال عن العراق كما يهدد به منذ سنين عديدة.

لكن ما أثار التساؤل هو تصرف السيد مسعود البرازاني الأخير تجاه الولايات المتحدة. فعندما طلبت الولايات المتحدة بعد الأحداث الأخيرة من كافة القوى السياسية العراقية الإلتزام بوحدة العراق ، عارض ذلك رئيس إقليم كردستان السيد مسعود البرازاني وأبن أخيه نيجيرفان البرازاني علانية، ضاربان عرض الحائط رأي ونصائح الولايات المتحدة بهذا الخصوص. مثل هذه التصرفات أغضبت سياسيو البيت الأبيض مما دعاهم لتوبيخه علانية عندما بدء بالإستحواذ على النفط العراقي في بعض المحافظات الشمالية.

لكن ظهور الساسة الأسرائيليون في وسائل الإعلام في اليوم نفسه للدفاع عمن سموه حليفهم الستراتيجي في المنطقة ، ورفضهم أي نقد محتمل من قبل الولايات المتحدة، وأعلنوا تأييدهم  لموقف السيد مسعود البرازاني وطلبوا من الولايات المتحدة دعمه والوقوف الى جانبه في سعيه لتقسيم العراق، كشف الأسرار التي كانت وسائل الإعلام المعادية للعراق تحاول التعتيم عليها.

لقد تبين أنه يعتمد بمواقفه الغريبة وتحالفاته على مساندة إسرائيل له. للإطلاع على الوثائق التي تتطرق بالتفصيل لهذه العلاقة يمكنك الرجوع لمانشر بهذا الخصوص في الإنترت في اللغة الإنجليزية. ثم أن الوجود الإسرائيلي في بعض مناطق كردستان صارأمراً واقعاً، كما يحلو للبرازاني أن يسمي أمور كثيرة يعتقد أنه فرضها على العراق الجريح.

هل تعلم القوى التي تستقوي بالبرازاني مثل الشيخ علي حاتم السليمان والشيخ رافع الرافعي ومحافظ الموصل أثيل النجيفي أنهم في حقيقة الأمر يستقوون بإسرائيل نفسها التي ترعى حالياً مصالح البرازاني في المنطقة؟؟

إن إستغلال جرح العراق والعداء لدولة القانون أوللمالكي أو لأية جهة سياسية أخرى لا يبرر أبداَ الإستقواء بإسرائيل على العراق!

الفصائل المسلحة التي تحارب الجيش العراقي و الحكومة العراقية الآن عليها أن تعلم أن الإمدادات التي تصلها عن طريق البرازاني ملطخة بدماء أطفال فلسطين لأن إسرائيل تقف من خلفها بشكل مباشر أوغير مباشر.

حلفاء البرازاني من السنة أو الشيعة عليهم  أن يعيدوا النضر بتحالفهم هذا لكي لا يحرقوا تأريخهم بتهمة التعاون مع إسرائيل ضد مصلحة العراق. عليهم الآن أن يتخذوا موقفاً واضح من التحالف الستراتيجي بين إسرائيل والبرازاني.

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا