<%@ Language=JavaScript %>  فهد عامر الأحمدي الحياد السويسري

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

الحياد السويسري

 

 

 فهد عامر الأحمدي

   

 

قامت في أوربا عشرات الحروب الطاحنة

وغزا نابليون وهتلر معظم القارة

وأحرقت الحربان العالميتان معظم الدول

ومع ذلك لم يعتد أحد على سويسرا

وظلت لخمسمائة عام واحة سلام وسط جحيم ملتهب

 

وهذه الأيام يتكتل العالم في أحلاف اقتصادية وسياسية وعسكرية

ومع هذا ترفض سويسرا الانضمام لأي حلف أو منظمة عالمية

بما في ذلك الاتحاد الأوربي ومنظمة الأمم المتحدة؟

 

 

 

في كتاب (أحجار على رقعة الشطرنج) يتحدث وليام جاي

عن دور اليهود في ظهور نابليون وهتلر

وفي نفس الوقت سعيهم لعدم الاعتداء على سويسرا

 

وفي كتاب (حكومة العالم الخفية) يشرح شيريب فيتش

 

 

فسويسرا كانت ومازالت الوجهة المفضلة

للثروات المهربة منذ القرن السادس عشر

 

ومنذ 400 عام والثروات تتراكم فيها

- مابين أرصدة مجهولة

- وأموال مسروقة

- وثروات لم يعد يطالب فيها احد!!

 

وعامل الجذب الاساسي في سويسرا هو الحياد والسرية

  فالسويسريون اتخذوا مبدأ الحياد منذ عام 1515

بعد هزيمتهم النكراء من الجيش الفرنسي

 

وحينها وضعوا دستورا للحياد

يرفض الميل مع هذا الجانب او ذاك

ولا حتى بإبداء الرأي أو التعاطف

(هل سمعت مثلا رأي سويسرا بخصوص احتلال العراق

أو حصار غزة أو حتى تفجيرات نيويورك؟)

 

وحتى اليوم ماتزال سويسرا ترفض الانضمام

الى منظمة الامم المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي

أضف لهذا لم توقع أي معاهدة لتسليم المجرمين

او تبادل المعلومات الأمنية مع أي دولة

(وهو مايجعلها بمثابة جنة لطغاة العالم الثالث)

 

أما الأغرب من هذا كله

فهو أن سويسرا لا تملك حتى جيشا من شأنه استفزاز الآخرين

وتملك فقط قوة دفاع مدنية

وعددا هائلا من اتفاقيات عدم الاعتداء

أما عامل الجذب الاقتصادي الذي ساهم بالفعل

في بناء سمعة سويسرا كملاذ آمن فهو

قانون السرية المصرفية

الذي يصعب اختراقه

 

فالقانون السويسري

يمنع الاطلاع أو إفشاء أي معلومات مصرفية

لأي سبب وحجة

أضف لهذا أن البنوك هناك تتعامل بنظام مشفر

يزيد عمره الآن عن مئتي عام لا يتيح حتى للموظفين

معرفة أصحاب الحسابات التي يتعاملون معها

وفوق هذا كله يملك العميل

حرية إيداع ثرواته بأسماء مستعارة

او استبدال الاسماء بارقام سرية لا يعرفها غيره.

 

واذا اضفنا لكل هذا خمسمائة عام

من المصداقية والحرفية المصرفية

نفهم كيف أصبحت سويسرا

ملاذا للأثرياء والطغاة واللصوص

من شتى أنحاء العالم!!

 

والآن أحسبوا  نتائج كل هذا على مدى خمسة قرون:

 

فرغم ان الحياد والسرية هما ما يميزان النظام السويسري

الا انهما ايضا قد يعملان على

حجز الثروات في سويسرا الى الأبد

فحين يموت احد

(مثل صدام حسين أو شاه إيران)

قد تمنع السرية المصرفية والحيادية الصارمة

من عودة الرصيد الى مصدره الأصلي

 

فبعد هزيمة ألمانيا مثلا بقيت فيها الى اليوم ثروات منسية

لقادة المان قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية

وحتى يومنا هذا تعيق الميزة السويسرية (في الحياد والسرية)

إعادة الملايين التي نهبها ماركوس من الفيليبين

وسيسيسيكو من زائير

وأباشا من نيجيريا

وزعماء الانقلابات العسكرية في العالم العربي وأمريكا اللاتينية

وفي المحصلة .. تشكل اليوم الثروات المجهولة والمنسية

جزءا كبيرا من رصيد سويسرا العام

الأمر الذي انعكس على المواطن السويسري

الذي يتمتع بأعلى مستوى من الرفاهية ورغد العيش!!

 

ولا بد من الاشارة الى حادثة استثنائية وحيدة

قد تفسر علاقة المنظمات الصهيونية

بالجهاز المصرفي في سويسرا:

 

فبضغط من اللوبي اليهودي الامريكي

اعترفت سويسرا لأول مرة بوجود أرصدة مجهولة

تخص يهود قتلوا في الحرب العالمية الثانية

وقبل عشرة أعوام وافقت ليس فقط على اعادة تلك الاموال

بل والفوائد المتراكمة عليها منذ 1940.

 

السؤال الموازي هو :

كم يبلغ حاليا حجم الثروات المنسية

(لغير اليهود) في البنوك السويسرية

وكم وصلت فوائدها حتى اليوم !!؟



 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا