<%@ Language=JavaScript %>  الدكتور بهيج سكاكيني معبر رفح ومصر الى أين؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

معبر رفح ومصر الى أين؟

 

 

د.  بهيج سكاكيني

 

مع تزايد حدة العدوان الهمجي على قطاع غزة المحاصر برا وبحرا وجوا، وتصاعد عدد الشهداء والجرحى والنقص الشديد في الادوية والمستلزمات الطبية وعدم قدرة المستشفيات في غزة التعامل مع الحالات الصعبة وذلك لعدم توفر الامكانيات الطبية، هنالك ضرورة ملحة على فتح معبر رفح المتنفس الوحيد لأهل القطاع. ان إبقاء هذا المعبر مغلقا والقيام بفتحه لبضع ساعات بين الحين والأخر لا يجدي نفعا وخاصة مع تزايد الإصابات الى ما يزيد عن 1000 إصابة واعدا الشهداء قد وصلت الى 150 تقريبا وهي في ازدياد مستمر. اليس من العيب أن يقوم بان كي مون بالطلب من السلطات في مصر بفتح معبر رفح أمام الحالات الإنسانية؟ الشعب الفلسطيني في غزة ثابت وصامد على أرضه ولن ينزح عنها، نقول هذا لان البعض في مصر يروج لفكرة أن الالاف من الغزيين سيهربون الى مصر من القصف الصهيوني. لقد أثبتت كل التجارب وسياسة العدوان والحصار والتجويع المفروض على غزة أن شعب غزة بمجمله لن يترك الأرض ويفضل ان يستشهد على أرضه. هنالك الكثيرون من الفلسطينيين العالقين على الطرف المصري ويريدون الدخول الى القطاع، ولكن ما زالت السلطات المصرية تمنعهم من ذلك والمعبر يفتح لبضع ساعات في اتجاه واحد فقط للمصابين إصابات بالغة ولحملة جوازات السفر المصرية والأجنبية فقط. وعدد المصابين الذين سمحت لهم السلطات المصرية بالدخول في يوم الخميس الماضي هو 11 مصاب فقط على حسب ما ورد على لسان المتحدث الفلسطيني المسؤول عند المعبر، وقامت السلطات المصرية بعدم السماح لبعض المصابين بالدخول الى الأراضي المصرية. والغريب ان حقد بعض وسائل الاعلام المصرية قامت بعكس الآية، بمعنى انها قالت إن حماس رفضت عبور بعض المصابين الفلسطينيين للعلاج في مصر. أي حقد هذا والى أي مستوى وصل بنا الحال.

نحن ندرك بشكل جيد ان الكيان الصهيوني يريد ان يتخلص من قطاع غزة، وقد عرض على مصر ربما اكثر من مرة أن تعود مسؤولة عن القطاع من جميع النواحي، مع إبقاء الترتيبات الأمنية بينها وبين الكيان الصهيوني قائمة لمراقبة ما يدور في القطاع، وان مصر رفضت هذه العروض. ونحن لا نريد أن يعطى الانطباع بأي شكل من الاشكال أن قطاع غزة لا يقبع تحت الاحتلال الصهيوني، وبالتالي عدم تحمله مسؤولية توفير كل الاحتياجات الإنسانية المعيشية كقوة احتلال وهي مسؤولية تنص عليها كافة الأعراف والمواثيق الدولية وخاصة اتفاقيات جنيف الرابعة بهذا الخصوص. ولكن نقول ان مصر كدولة مسؤولة  أيضا عن تقديم الاحتياجات في حالة نشوب الحرب والعدوان الحاصل الان، نظرا لوجود الحدود المشتركة اذا لم نقل لأننا جزء من الامة العربية والإسلامية، بالإضافة الى انه واجب أخلاقي وانساني بالدرجة الأولى، بعيدا عن السياسة والخلافات. الجميع يعلم ودون لف ودوران أن قطاع غزة محاصر منذ سنوات والكل يعلم أن تضييق الخناق على القطاع ازداد بعد أن استلمت حماس السلطة في غزة وحدوث الشرخ والانقسام الفلسطيني. نحن ليس بصدد مناقشة هذا هنا، ولكننا نعيد ونؤكد ان القطاع يقطنه ما يقارب من 2 مليون فلسطيني وأن غزة ليست حماس بل هي جزء من الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال مهما اعتقد البعض وتوهم ان هنالك سلطة هنا وسلطة هنالك، فالكل في نفس القارب وان التفاوت هو تفاوت نسبي ليس الا. وبالتالي ان أي سياسة تؤخذ لتضر بالقطاع وصموده أمام الاحتلال الهمجي الذي يمارس ويرتكب المجازر اليومية ضد شعبنا، وسياسة تزيد من معاناة شعبنا، أو سياسة متساوقة مع الاحتلال ومحاولة التهدئة "المتبادلة" ووقف اطلاق نار "متبادل" وكأننا نحن المعتدين، هي سياسة موجهة لكل الشعب الفلسطيني بجميع أماكن تواجده وللقضية، بغض النظر عمن يأخذ وينحى وينفذ هذه السياسة سواء بالعلن أو بالخفاء، وهي في نهاية المطاف سياسة منصبة ومنحازة الى العدو الصهيوني وسياساته المجرمة، بغض النظر عن محاولة تغليفها بإطار منع المزيد من الشهداء والدمار والخوف على الشعب الفلسطيني.

يؤسفنا ويؤلمنا أن لا يكون هنالك موقف رسمي مصري حازم وصريح من العدوان الصهيوني البربري على الأراضي الفلسطينية المحتلة بمجملها، ويؤسفنا ويؤلمنا أن تسكت الحكومة المصرية على التمادي في الحملات الإعلامية التحريضية ضد حماس والتي تنعكس بالطبع على الفلسطينيين بقصد أو بدون قصد، وفي هذا الوقت بالذات الذي يتعرض له شعبنا في القطاع الى حرب إبادة نازية بامتياز من قبل الالة الحربية الصهيونية، ويؤسفنا ويؤلمنا أن تصمت الرئاسة والحكومة المصرية على بعض وسائل الاعلام المصرية  التي تحمل المقاومة الفلسطينية مسؤولية العدوان الهمجي الصهيوني على غزة ، وذهاب احد العاملات في جريدة الاهرام الذي أعماهم الحقد الدفين في توجيه الشكر الى نتنياهو لعدوانه على غزة ومحاولة القضاء على حماس متناسية أن غزة أكبر بكثير من حماس فغزة جزء من  الشعب الفلسطيني، وهي التي تحتضن المقاومة المسلحة الفلسطينية بكل اطيافها، وهي التي أبقت القضية الفلسطينية حية حاضرة، وليس المباحثات العبثية، وهي التي أرقت مضاجع العدو الصهيوني. يؤسفنا ويؤلمنا ان هذه المواقف التي ترقى الى مرتبة خيانة الأمة والأمن القومي العربي أو ما تبقى منه، وتشكل الطابور الخامس بيننا، لا تجد كلمة تعليق رسمي من قبل القيادة المصرية. ويحق لنا ان نتساءل هل أصبحت الخيانة وجهة نظر؟ ويؤسفنا ويؤلمنا أن نرى في بيان وزارة الخارجية المصرية المساواة بين الضحية والجلاد. ويحق لنا ان نتساءل اين تقف مصر الان؟ وما هو مفهوم النظام الجديد من الامن القومي العربي؟ وهل يختزل الموقف من القضية الفلسطينية بالموقف من حماس والخلافات معها؟ وهل الدور الريادي لمصر سيكون دورا غير مختلف عن سابقيه؟

الدكتور بهيج سكاكيني

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا