<%@ Language=JavaScript %> الدكتور بهيج سكاكيني هذا كلام خطير يا سيادة الرئيس

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

هذا كلام خطير يا سيادة الرئيس

 

 

الدكتور بهيج سكاكيني

 

في كلمة القاها السيد الرئيس عباس رئيس السلطة الفلسطينية أمام وفد فعاليات القدس قال فيها "أنا لا أريد ان انتقد أحدا ولكن بهذه الطريقة ما النتيجة؟ ان تضرب صاروخا لا تعرف الى اين سيذهب وليس له جدوى...ما هي الحصيلة؟ لذلك نحن حريصون على إيقاف هذا القتال غير المتكافىء...هذا الوضع غير محتمل، فكل عام او عامين تدمر البلد ونبدأ بالتعمير". هذا ما أوردته شبكة القدس الإخبارية.

هنالك الكثير من المغالطات وعدم فهم لطبيعة الصراع مع العدو بشكل عام ومع العدو الصهيوني بشكل خاص، وقضايا تحرر الشعوب والقفز على الكثير من المسلمات التي يدركها الانسان بقراءة وتفهم تاريخ الشعوب. بادئ ذي بدء نقول أن التعتيم الإعلامي الذي يفرضه العدو الصهيوني على وسائل الاعلام العبرية وبالتالي عدم إعطاء أو الإفصاح عن اية معلومة حتى لمواطنيهم، يراد منه الحفاظ على جبهة داخلية هادئة، وذلك بإخفاء حجم الخسائر المادية أو البشرية. وان عدم تناقل الصحف وبقية وسائل الاعلام بشكل أو بآخرعن مدى الضرر الذي أحدثته او تحدثه صواريخ المقاومة، لا يعني على الاطلاق أنها لم ولن تحدث أضرارا. وبالرغم من هذا التعتيم الإعلامي للعدو الصهيوني فقد تناقلت بعض وسائل الاعلام بعض الحوادث التي لا يمكن اخفاؤها وهي متواجدة أيضا على شبكات التواصل الاجتماعي، ولكن سيادة الرئيس او المستشارين من حوله،   ليس لديهم الوقت الكافي للاطلاع على هذا لانشغالهم بمواضيع أخرى. ان المتتبع للأخبار العبرية، والتحليلات للمحللين العسكريين يدرك تماما ان الجميع مبهور بدقة الصواريخ الموجهة ومداها وتغطيتها لكافة أراضي فلسطين المحتلة. وبالتالي فهي ليست عبثية يا سيادة الرئيس وهي تسقط في تل أبيب، وحيفا، والقدس، وبئر السبع، وعسقلان، واشدود، وايلات، وديمونا، ومطارات عسكرية ومطار بن غوريون والعديد من المستوطنات القريبة والبعيدة من قطاع غزة. ولقد أوردت صحيفة يديعوت احرونوت عن العديد من الحوادث التي صاحبت اطلاق الصواريخ ومنها على سبيل المثال لا الحصر، اندلاع حريق كبير في اشدود على اثر سقوط صاروخ على محطة وقود، وقد نقل اكثر من 50 مصابا الى المستشفيات، وكذلك الحريق الهائل الذي شب في الغابات المحيطة بمنطقة عين كارم جنوب مدينة القدس وعلى حسب الصحيفة فان " نحو 40 طاقما من طواقم الدفاع المدني وست طائرات واصلوا جهودهم من اجل السيطرة على الحريق"، وكذلك حرائق في " الكيبوتسات" بالمجلس الإقليمي "شاعر هنيغيف" في النقب الغربي ..الخ. لسنا بصدد التعداد، ولكن هذا يدلل مرة أخرى أنها صواريخ تستطيع ان تصل الى اهداف محددة. ان الروح الانهزامية التي عششت في البعض أعمتهم عن رؤية تحقيق أي تقدم واحراز نصر ولو انه نصرا جزئيا. ولا زلنا نذكر انتصار المقاومة اللبنانية عام 2006، وصمودها الأسطوري لأكثر من شهر في وجه ما قيل انه جيش من أعتى جيوش العالم، أراد المهزومين والمأزومين ان يحولوا النصر الى هزيمة، لأنهم لم يعتادوا ولا يؤمنوا أساسا بانه يمكن تحقيق النصر، ورفع وتيرة الردع وزرع الخوف والرعب في نفوس الأعداء. نستطيع أن نتفهم ان البعض منا قد يكون ضد سياسة معينة، او أسلوب نضالي معين، ولكن ما لا نستطيع ان نفهمه ولا تقبله بالتأكيد، ان ينقلب البعض منا الى طابور خامس تحت يافطة ان لدي وجهة نظر مغايرة. ان عدم سقوط قتلى بأعداد في الجانب الإسرائيلي لا يعود الى عدم الدقة في الصواريخ، التي أصبحت وبحسب كل المحللين تشكل أحد أدوات الردع، بل لان ملايين الصهاينة يلجأون الى جحورهم تحت الأرض لتفادي صواريخ المقاومة او انهم هجروا أماكن سكنهم التي تحولت الى مدن اشباح كما وصفت القناة العبرية الثانية بئر السبع على سبيل المثال، الى جانب ان المقاومة لم تستهدف الاحياء السكنية كما تفعل الالة الحربية الصهيونية لسكان غزة العزل الأمنيين، حيث تقصف وتدمر الأبنية على رؤوس ساكنيها، ولم يسلم من هذا حتى أماكن إيواء المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة الذي وصل البعض منهم أشلاء اليوم الى مستشفى الشفاء نتيجة القصف الهمجي، وما زلت يا سيادة الرئيس ترفض الذهاب الى محكمة الجنايات الدولية لملاحقة السفاحين.

" نحن حريصون على إيقاف هذا القتال الغير متكافئ". أن يأتي هذا القول من مدغشقر ربما نستطيع ان نتفهم ذلك، أما ان يأتي هذا من أي فلسطيني لا يقعل أن نتقبل ذلك، فكيف ان أتى من الرئيس. أولا هذا ليس بالاقتتال. انه وبكل المقاييس عدوان همجي سافر قامت وما زالت تقوم به حكومة مجرمة عنصرية وجيش بربري يرتكب بحق الشعب الفلسطيني ما ارتكبته النازية ضد الكثير من الأقليات والاعراق في أوروبا ومنها اليهود. وفي هذا العدوان هنالك شعب أبي يرفض الا ان يدافع عن كرامته وحريته وارضه وعرضه مهما بلغت التضحيات، وربما هذا ما لا يتفهمه البعض. أما بالنسبة أنه غير متكافئ ولذلك "نحن حريصون على إيقافه"، نحن لا ندعي انه صراع متكافئ، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا إذا ما استعرضنا التاريخ، هل كان صراع الشعب الجزائري الذي قاوم الفرنسي المحتل متكافئا؟ وهل كان صراع الفيتناميين مع الالة الحربية العدوانية الامريكية متكافئا؟ وهل كان نضال شعب جنوب أفريقيا ضد النظام العنصري متكافئا؟ بالطبع الإجابة على كل هذه الأسئلة والاسئلة الشبيه بها هو كلا. وهل عدم التكافؤ منع هذه الشعوب من النضال ضد المستعمر؟ والجواب هنا أيضا كلا. الشعوب التي تريد ان تتحرر تفهم جيدا ان هنالك ضريبة يجب ان تقدم وهي التضحية والاستشهاد في سبيل الوطن، والشعب الحاضن للمقاومة كما هو حال المقاومين الابطال على استعداد للتضحية لأنه السبيل الوحيد للتخلص من العبودية والذل والعيش بكرامة.

 

الدكتور بهيج سكاكيني

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا