<%@ Language=JavaScript %> علي الأسدي تضامنا مع ... الحزب الشيوعي الأوكراني

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

تضامنا مع ... الحزب الشيوعي الأوكراني

 

 

د. علي الأسدي 

 

يتعرض الحزب الشيوعي الأوكراني وأعضاؤه وجماهيره في كييف والمناطق الغربية من البلاد الى حملة ارهابية ينفذها عصابات حزب الحرية اليميني المتطرف والنازيين الجدد أعضاء منظمة القطاع الأيمن. فقد قامت تلك العصابات منذ  هيمنتها على السلطة في شباط الماضي بدعم سياسي ومالي وتوجيه مباشر من قبل السفارة الأمريكية في كييف بالاعتداء على اعضاء البرلمان من الشيوعيين ومنعهم من مزاولة حقوقهم كممثلين عن الجماهير التي انتخبتهم ودفاعا عن مصالح جميع الأوكرانين.

وفي الأيام الأخيرة ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في 25 أيار الحالي قامت عصابات القطاع الأيمن وحلفائهم بالاعتداء بالضرب على ممثلي الحزب في البرلمان واحتلال مكاتب الحزب الشيوعي في العاصمة ومدن أخرى وتحطيم أثاثه والعبث في محتوياته وحرقها. ما نفذته تلك العصابات يعيد الى الأذهان ما قامت به منظمتهم الأم ابان الاحتلال النازي لأوكرانيا عام 1941 ، فحينها أصطف أعضاء تلك المنظمة الى جانب النازيين الألمان الذين احتلوا بلدهم منفذين أوامرهم بابادة الشيوعيين وحرق مقراتهم ومكتباتهم في الشوارع.

الأعمال الفاشية التي تتم بعلم وموافقة وترحيب دول الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة ليس جديدا علينا نحن العراقيون ، فانقلاب  البعثيين في 8 شباط من عام 1963 والمجازر التي نفذوها بحق الآلاف من خيرة مواطنينا قد تم بعلم وتوجيه وتمويل الدوائر الغربية ذاتها لمنع العراق من ان يكون نموذجا تحذو حذوه دول وشعوب أخرى يشكل الشيوعيون فيها القوة الطليعية في التغيير. الأهداف واحدة من وراء انقلاب البعثيين في عام 1963 في العراق وانقلاب حزب الحرية والقطاع الأيمن الفاشيين في شباط عام 2014 في أوكرانيا. ففي العراق حينها لعب الحزب الشيوعي العراقي والقوى الديمقراطية دورا بارزا في التحولات السياسية والاقتصادية ، وفي أوكرانيا يضطلع الحزب الشيوعي الأوكراني بدور مهم وقيادي في التغيير الديمقراطي فيها.

  

الحزب الشيوعي الأوكراني على عكس الكثير من الأحزاب الشيوعية والعمالية في دول الاتحاد السوفييتي السابقة يعتبر نفسه فرعا للحزب الشيوعي السوفييتي. فمنذ تأسيسه في الخامس من تموز عام 1918 في موسكو استمر يزاول نشاطه تحت هذا الاسم حتى السادس من تشرين الأول من عام 1991 عندما تم حظر نشاطه ، لكن الشيوعيين الأوكرانيون لم يوقفوا نشاطاتهم رغم  الحظر.

 

فخلال فترة الحظر التي استمرت من 1991 – 1993 كانوا خلالها يمارسون نشاطاتهم الثقافية والجماهيرية ويعيدون صلاتهم بأعضاء الحزب الذين تقطعت الصلات بهم بسبب التطورات غير المتوقعة التي تعرضت لها الحركة الشيوعية في بلادهم وفي العالم. وفي السادس من آذار من عام 1993 اجتمع شيوعيون من كافة أرجاء أوكرانيا في مؤتمر عام في محاولة منهم لاعادة تشكيل الحزب الشيوعي الأوكراني وفرض وجودهم في الساحة السياسية وبين الجماهير الشعبية.

 

 وبعد مرور شهرين على ذلك اللقاء غير المشروع أصدرت المحكمة الدستورية قرارها بالغاء الحظر وباعادة الشرعية لنشاط الحزب ، ورغم أهمية ذلك القرار من الناحية القانونية لكنه شكل انعطافة بالغة الأهمية في الدور الذي سيضطلع به في حياة الأوكرانيين وفي النظام السياسي للدولة الأوكرانية. وهذا بالضبط ما اثار ضغينة وحقد الأعداء الطبقيين في داخل أوكرانيا والرعب والفزع داخل الدوائر الغربية التي اعتقدت خطأ أن الحركة الشيوعية قد انتهت مع نهاية الاتحاد السوفييتي ومنظومة الدول الاشتراكية. لكنهم كانوا على خطأ كما أثبت الحزب الشيوعي الأوكراني ذلك لاحقا.

 

 لم يضيع الشيوعيون وقتا فقاموا في نفس العام في 19\6\ 1993 بعقد المؤتمر الأول للحزب الجديد الذي أعتبروه بنفس الوقت المؤتمر التاسع والعشرين للحزب الشيوعي السوفييتي وامتدادا له حيث تم فيه انتخاب الرفيق بيترو سيمونينكو سكرتيرا أولا له.

 

وفي عام 1994 أجريت أول انتخابات رئاسية في البلاد دعم الحزب فيها مرشح الحزب الاشتراكي أوليكسندر موروز الذي احتفظ الحزب معه بعلاقات عمل مشترك في القضايا السياسية الداخلية وفي مجال السياسة الخارجية. وفي السنين اللاحقة لم يتردد الحزب في طرح مرشحه للانتخابات الرئاسية ، ففي عام 1999 رشح لها سكرتير الحزب الأول بيتر سيميننكو حيث حصل على نسبة 23% من اصوات الناخبين في الجولة الأولى بينما حصل منافسه على 38،8% .

 

 أما في الجولة الثانية فقد حصل مرشح الحزب على 38،9% في حين حصل منافسه والفائز في الانتخابات على نسبة 57،7% من الأصوات. نتيجة التصويت بينت بجلاء مدى تعلق وثقة المواطنين الأكرانيين بالشيوعيين وحزبهم وهي اشارة تبعث الثقة في نفوس شيوعي بقية أقطار العالم مؤكدة ان التراث الذي خلفه المشروع الاشتراكي مايزال حيا.

 

ولمن لم يتابع عملية تفكك الاتحاد السوفييتي فان أوكرانيا كانت واحدة من الجمهوريات السوفييتية الثلاث التي اعلنت تفكيك الاتحاد السوفييتي عام 1991 وشكلت ما سمي حينها برابطة الدول المستقلة المكونة من روسيا الاتحادية وبيلا روس بالاضافة الى أوكرانيا. وكان الاستفتاء الشعبي الذي أجري في جمهورية أوكرانيا السوفييتية السابقة قد أيد بنسبة 90% من المشاركين قرار برلمان أوكرانيا باستقلال الجمهورية عن الاتحاد السوفييتي. لكن الشعب الأوكراني عاد في عام 1998 ليمنح ثقته للشيوعيين من جديد بعد أن تكشفت حقيقة القادة الذين فرضوا سلطانهم تحت شعارات الاستقلال والديمقراطية.  

 

ففي الانتخابات البرلمانية التي جرت في الأعوام  1998 و2002 و2006 و2007 حقق الحزب الشيوعي فيها انتصارات محسوسة حيث فاز بعدد من المقاعد البرلمانية. فكانت على التوالي 123 مقعدا و66 مقعدا و21 مقعدا و27 مقعدا. وفي آخر انتخابات التي جرت في عام 2012 حصل الحزب على 32 مقعدا من مقاعد البرلمان الحالي ومجموعها 450 مقعدا. حيث صوت له مليونان وسبعمئة الف ناخب بنسبة بلغت 13،18% من أصوات الناخبين.

 

 

للحزب الشيوعي الأوكراني مواقف يندر مثيلها في الحركة الشيوعية ما بعد تفكك الاتحاد السوفييتي. فالحزب يعتبر قرار اعلان أوكرانيا دولة مستقلة عن الاتحاد السوفييتي الذي اتخذ في عهد رئيسها عام 1991غير قانوني ويستمر في التعبير عن احترامه وتقديره العالي لتاريخ وتراث الاتحاد السوفييتي.

 

 وفي احتفالاته بذكرى تأسيس الاتحاد السوفييتي عام 1922يعيد الحزب نشر أطروحات وشعارات الدولة السوفييتية. وعلى عكس الكثير من الأحزاب الشيوعية لم يوجه الحزب الشيوعي الأوكراني انتقادات للدولة السوفييتية السابقة كما فعلت الكثير من الأحزاب طمعا بالحصول على تأييد الاصلاحيين واعداء الاشتراكية في أوساط المجتمع.

 

 ويحتفظ الكثير من اعضاء الحزب والجماهير الأوكرانية بالتقدير والاحترام للقادة السوفييت وعلى رأسهم فلاديمير لينين وجوزيف ستالين وبنفس الوقت يحملون نيكيتا خروشيف المسئولية عن تردي الوضع في عهده. ففي الفترة التي تقلد فيها قيادة الدولة والحزب الشيوعي السوفيتي 1953 - 1964 انتعشت الآراء التحريفية في الحركة الشيوعية بشكل لم يسبق له مثيل.

 

 وكان نيكيتا خروتشوف قد قد انتهج سياسة تشهيرية وانتقامية تحت واجهة نقد عبادة الشخصية التي اتهم بها ستالين بينما كان هو يمهد الطريق للتحريفية التي انتعشت في عهده لتفتك لاحقا بوحدة الحركة الشيوعية العالمية. فلم تنجب التحريفية يلتسنا واحدا بل مئات من أمثاله الذين قادوا احزابهم الى الخراب الشامل ، وما نهاية الاتحاد السوفييتي الا حصيلة لذلك المنتوج الفاسد الذي روجوا له بنجاح فقدموا بذلك خدمة جليلة للرجعية والامبريالية العالمية.

 

 

كان الحزب الشيوعي الأوكراني قد كرر مرارا رأيه الرافض للانتقادات التي وجهها كثير من الاحزاب الشيوعية والعمالية في العالم لسياسة وقادة الاتحاد السوفييتي السابق مبينا انه اذا كانت هناك انتقادات توجه للحزب الشيوعي والدولة السوفييتية فهي تخليهم عن المبادئ اللينية. ويعتبر الحزب لينين  مؤسس الدولة السوفييتية القدوة التي يقتدي بها الحزب وان حزبهم هو الحزب الشيوعي اللينيني الأوكراني وانهم مستمرون على نهج لينين. ويرى السكرتير الأول للحزب بيترو سيمينينكو ان تفكيك الاتحاد السوفييتي كان ( مأساة )  مؤكدا ان الاتحاد السوفييتي قد دمر بطريقة اجرامية. ويعبر عضو قيادة الحزب وعضو البرلمان الأوكراني حاليا يوري سولوماتين عن مدى تعلق الشيوعيين الأوكرانيين بالاتحاد السوفييتي بقوله : نحن شيوعيون سوفييت وشعبنا شعب سوفييتي ونحن مناضلون سوفييت ووطننا وطن سوفييتي.

 

يعتبر الحزب الشيوعي الأوكراني في طليعة الأحزاب الشيوعية الأمينة للمبادئ اللينينية وللاشتراكية ، وما تعرض له أخيرا من جانب النازيين الجدد قد أثار استنكار وغضب 28 حزبا شيوعيا وعماليا من جميع قارات العالم الذين عبروا عن تضامنهم معه واستنكارهم للاعمال الارهابية التي تعرض لها. وكتعبير عن التضامن مع شيوعيي أوكرانيا نهيب بجميع القراء الاعزاء للتعبير عن استنكارهم للأفعال الجبانة للفاشيين والنازيين الجدد ضد الحزب الشيوعي الأوكراني بارسالهم برقيات الاستنكار للحكومة والبرلمان الأوكراني.

المجد والنصر للشيوعيين الأوكرانيين.

والخزي والعار للجبناء الفاشست.

 

علي الأسدي

تاريخ النشر 13.05.2014

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا