<%@ Language=JavaScript %> أحمد الناصري أسئلة بشتآشان

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

أسئلة بشتآشان

 


أحمد الناصري


ستبقى جريمة بشتآشان جرس هائل يدق في تاريخ العمل الوطني، حيث لا حركة أنصار من دون بشتآشان المكان والمذبحة، تلك الجريمة التي خطط لها ونفذها جلال الطالباني ونوشيروان مصطفى وبعض قيادي وكوادر الاتحاد الوطني الكردستاني في الأول من أيار عام 1983، بالتنسيق والتعاون مع النظام الفاشي، ضد رفاق وأنصار الحزب الشيوعي العراقي، وباقي الأحزاب الكردية المتواجدة في قواعد ومقرات بشتآشان، الواقعة في حوض سلسلة جبال قنديل. والتي راح ضحيتها العشرات من الرفاق الشهداء والجرحى والأسرى الذين جرى إعدامهم بخسة ودناءة وحقد، الى جانب المئات غيرهم في سلسلة المعارك والصدامات الداخلية والصراع الداخلي الطويل والمرير.
لقد كانت مجزرة بشتآشان منعطفاً خطيراً في تاريخ العمل السياسي الوطني، وهي عربون طاعة وخدمة وتنفيذ لأوامر أوصلها برزان من الدكتاتور الى جلال الطالباني عبر عمر دبابة في لقاء شهير في وادي باليسان عشية المجزرة. كما كانت المذبحة جزء من محاولات الإقصاء والتحجيم وفرض سياسة الإقطاع السياسي والعسكري السائدة في المنطقة الكردية والصراع التقليدي القديم!.
الجريمة الدموية الرهيبة في بشتآشان يتحملها جلال الطالباني ونو شيروان مصطفي وجميع من شارك فيها من الاتحاد الوطني الكردستاني بالكامل، لكنها حصلت بالطريقة التي حصلت بها نتيجة أخطاء ونواقص داخلية كثيرة وكبيرة، درسها وشخصها بشكل موضوعي وجرئ بعض الأصدقاء المخلصين، بينما يلوذ الطرف الرسمي بالصمت المخجل كما هي عادته القديمة في التعامل مع أخطاءه الكبيرة والكثيرة. فما عساه أن يقول؟ وهل يكترث لشيء؟ ويبدو أنه لا يحتاج لشهداء وضحايا بشتآشان في دعايته الفارغة والمهزومة اليوم، بسبب الاصطفاف الحالي مع القاتل، لذلك أهملهم وتناساهم وتخلى عنهم، بدعوى إن الوقت والظرف غير مناسبين بعد، مثل حالات كثيرة سابقة، وحتى لا يستفز (الحليف) وصاحب النعمة، حسب أسطوانة مكررة ومستهلكة؟
ستبقى أسئلة كارثة بشتآشان الملحة والمحرجة، معلقة في مكان وفضاء الجريمة، تسجل وتعلن أسماء الشهداء- الضحايا، وأسماء القتلة، وأسباب وتفاصيل العدوان والجريمة، والصمت المخزي والمريب الذي يمارسه ويلوذ به البعض، تجاه أخس وأحط جريمة ومجزرة وحشية قادها ونفذها جلال الطالباني ونوشيروان مصطفي وعدد من قيادي وكوادر الاتحاد الوطني الكردستاني بحق الأنصار الشيوعيين.

أسئلة قضية بشتآشان:-

هل كان موقع بشتآشان صالح لقيام القاعدة العسكرية الرئيسية للحزب أصلاً؟
هل كان من الممكن تفادي هجوم بشتآشان بالطرق السياسية أو العسكرية الأخرى؟
هل وضعت القيادة خطط دفاعية عن لقاعدة بشتآشان؟ وهل توجد خطط انسحاب من القاعدة؟ إلى أين مثلاً؟
هل كانت قيادة الحزب الشيوعي العراقي تخطط للهجوم الشامل على قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني بالتنسيق مع الأحزاب الكردية الأخرى كما يدعي أوك؟
هل توقعت القيادة هجوم واجتياح شامل لقاعدة بشتآشان، من قبل السلطة أو الاتحاد الوطني الكردستاني؟ وماذا أعدت لذلك؟
هل كانت القيادة تعرف بالجهة المهاجمة في بداية الهجوم والعدوان؟
إذا لم يكن هناك توقع للهجوم من قبل أوك، وعدم وجود خطط دفاعية عن قاعدة بشتآشان، كما هو معروف وكما حصل على الأرض، فهل يمكن الحديث عن معركة دفاعية وقتال ودفاع حقيقيين عن قاعدة بشتآشان؟ أم أن الأمر كان عشوائياً ومرتبكاً مما تسبب بتلك الخسائر الفادحة؟
هل كان الفشل الأساسي أمني ومخابراتي (الى جانب الفشل والعجز السياسي والعسكري) في تحديد وكشف نوايا وخطط أوك لاجتياح قاعدة بشتآشان، بالتنسيق الكامل والمباشر مع النظام؟
هل كان أتفاق شباط عام 83 بين الحزب والاتحاد الوطني الكردستاني، هو للاستغفال والتغطية من قبل الأخير على نواياه العدوانية المبيتة؟
هل مرت القوات المعتدية من بين مقراتنا وربايانا العسكرية المتقدمة؟
هل كانت خطوط الانسحاب من بشتآشان عبر سلسلة جبال قنديل الى إيران طبيعية ومستطلعه ومؤمنة؟ وهل توجد خطوط انسحاب احتياطية أخرى؟ وهل وقعت خسائر كبيرة وغير مبررة بسبب الانسحاب العشوائي؟
هل كان هناك عجز وخلل وقصور في العمل القيادي في بشتآشان؟
هل جرت محاسبة العناصر القيادية والكوادر العسكرية المقصرة (المستسلمة والمنهارة على الأقل) فيها؟
هل كان التعاطي اللاحق للقيادة بمستوى كارثة بشتآشان؟
هل كان الرد في بشتآشان الثانية ممكناً وضرورياً؟ أم كان رد فعل غير مدروس بصورة كافية؟ وهل هو مرتبط بخطط (حدك) للمشاركة في الهجوم الإيراني على محور حاجي عمران وقلعة دزة بإشراف إدريس البارزاني (عملية استغلال واستدراج)؟ من هو المسؤول عن الخسائر الجديدة؟ وهل حوسب أحد؟
كم هو عدد الرفاق الشهداء؟ وكم عدد الرفاق الشهداء في عموم القتال الداخلي، الذي أفتعله ونفذه أوك في أغلب الأحيان؟
ما هو حجم الخسائر المادية و(المالية) الحقيقية؟
هل قام الحزب الشيوعي العراقي بتجميع جثامين الشهداء وقبورهم في مقبرة خاصة تليق بشهداء بشتآشان؟ وهل تم تسجيل كل أسماء الشهداء وتسجيل سيرهم وإبلاغ عائلاتهم بمصيرهم؟
هل تابع وأهتم الحزب بمجزرة بشتآشان، بما يليق بعدد الشهداء وحجم الخسائر وآثارها العميقة، وطبيعة العدوان وأساليبه الوحشية وأهدافه، أم إنها خضعت لاعتبارات وحسابات سياسية غير مبدأية لاحقة؟
هل المطلوب فتح ملف بشتآشان وتحريكه وطنياً، أم إن الصحيح تركه أو نسيانه أو تأجيله (خدمة للوحدة الوطنية والمصالح الوطنية) كما يقول البعض؟.
هل إثارة قضية بشتآشان بين الحين والآخر، هي لدوافع وأسباب سياسية وإعلامية ولكسب منافع ذاتية ضيقة، أم إنها قضية وطنية وإنسانية، كبيرة وخطيرة، تتعلق بحياة عشرات الشهداء والجرحى والأسرى، تستحق المتابعة الدائمة؟
هل هناك علاقة مؤكدة وموثقة بين أوك والنظام في تخطيط وتنفيذ مجزرة بشتآشان؟ وهل حصل الحزب على وثائق جديدة تتعلق بهذا الموضوع؟ فهل عمل وحرص الطرف الرسمي مثلاً للحصول على الوثائق والمراسلات بين النظام السابق وجلال الطالباني بصدد بشتآشان؟ وهل حصل على محاضر ووثائق اللقاء بين برزان ممثلاً للدكتاتور وبين عمر دبابة ممثلاً لجلال الطالباني في منطقة باليسان، والذي تقرر فيه القيام بالعدوان الغادر على مقرات بشتآشان وتصفية رفاقنا؟
هل هناك حق وإمكانية لرفع دعوى قضائية أمام القضاء العراقي والعالمي ضد القتلة؟ أم إن ذلك أصبح من الماضي الذي تجاوزته الأحداث والواقع والواقعية، حفاظاً على (الوحدة الوطنية) المهلهلة والمفقودة بسبب الاحتلال والطائفية والانعزالية ومشاريع التقسيم؟
هل يمكن رفع وتقديم ملف بشتآشان الى القضاء الوطني العراقي المستقل والى القضاء العالمي، الآن أو في المستقبل؟ وما هي الخطوات القانونية المطلوبة؟ وهل يمكن اعتبار الجريمة مرتبطة بجرائم النظام السابق الكبرى، من خلال التنسيق المباشر والكامل بينه وبين جلال الطالباني؟
لماذا لم يعتذر الجناة القتلة بشكل رسمي وعلني عن جريمتهم الدموية الى الآن؟
هل شكل الحزب لجنة خاصة لمتابعة الموضوع وجمع الوثائق وكل ما يتعلق بالجريمة؟
هل جرى تقييم التجربة بشكل موضوعي دقيق، مع تسجيل وقائع وتفاصيل الجريمة بشكل رسمي؟ وهل ما كتب للآن كاف ويغطي الجريمة وحجمها الرهيب؟ وهل هناك صمت وتناسي مقصود أو غير مقصود؟

هذا جزء هام من أسئلة بشتآشآن وليس كلها، وستبقى تلك الأسئلة مفتوحة ومطروحة على الجميع وتلاحق الجميع، تبحث عن الأجوبة الحقيقية والشافية، وسوف نساهم في الإجابة عليها بحرص شديد. وهي أسئلة كثيرة ومحرجة وقاسية لأطراف عديدة، ستظل تتردد في ساحات الوطن من أقصاه الى أقصاه، لأن طابعها وجوهرها وطني وإنساني وقانوني وحقوقي وسياسي مأساوي، لا يمكن تجاوزه أو السكوت عنه أو إغلاقه بسهولة أو بصفقات وتسويات تافهة، لأن لا أحد يمتلك هذا الحق.
* هذه الأسئلة ورادة في مشروع دراسة بعنوان (محاولة تأسيسية لإعادة فتح ملف تجربة الأنصار في أعوام 79-88) ضمن محور مذبحة بشتآشان، نعيد تكرارها ونشرها لأهميتها في تحديد طابع القضية والبحث في تفاصيل المجزرة، كوني أحد الناجين بالصدفة من المذبحة، وشاهد عيان على هول ما حصل.
إذن القضية قضية حق وواجب. ولكي لا ننسى، ولكي لا يفلت القتلة من الملاحقة والعقاب، مهما تفاقمت الفوضى الراهنة، ومر الزمن وتراكمت الأزمات والكوارث على شعبنا ووطننا.

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا