<%@ Language=JavaScript %> صالح حسين حكايات فلاحية: الشيعة والشيوعية ... أين الخطأ !؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

حكايات فلاحية: الشيعة والشيوعية ... أين الخطأ !؟

 

 

صالح حسين

 

 أكثر من ( ستة ) عقود من الزمن مرّت على جريمة ( شباط الأسود عام  1949 ) ونحن الشيوعيين وأصدقاء الحزب مازلنا نراوح أو بالأصح تراجعنا كثيراً، بفضل قيادة الحزب الحالية، عن مقولة رفيقنا الخالد ( فهد ) عندما قال: كنت وطنيا  قبل أن أكون شيوعيا، وعندما أصبحت شيوعيا، صرت أكثر وطنيــًة، بهذه الكلمات أستقبل مؤسس حزبنا الشيوعي العراقي الشهيد ( يوسف سلمان يوسف - فهد ) قرار تنفيذ حكم الإعدام، هو ورفيقيه عضوي المكتب السياسي للحزب ( صارم ) و ( حازم )  في الرابع عشر من شباط عام 1949 هذه البطولة الراقية تذكرنا بل وتربطنا بالواقع المرير الذي يعيشه شعبنا وبالطبع منه حزبنا الشيوعي العراقي! هذا من جهة، وإذا ما بحثنا نقاط  التلاقي بين شيعة ( أيران - العرب ) وشيوعية ( الأكراد - العرب ) من العراقيين! من جهة أخرى، والكلام هنا لايعمم على الشيعة العراقيين أو الشيوعيين العراقيين، ونحن لا نتكلم بإسم الشيعة ولا بإسم الشيوعيين الذين يعرفون الحقيقة المرة...! بل هي وجهة نظر خاصة، قابلة للنقاش بموضوعية!

في حوار لوكالة ( نون ) أجراه ( صباح الطالقاني وميثم الحسناوي ) بتاريخ 20 / أيار / 2012  مع رئيس ديوان الوقف الشيعي، السيد ( صالح الحيدري ) ..." أكد فيه على ضرورة الإسراع في إسترجاع الاموال الموجودة في إيران والموقوفة للعتبات المقدسة العراقية". وحسب المعلومات، أن هذه المبالغ تقدر بمليارت الدولارات، وقد تراكمت من زمن بعيد ولحد اليوم، والعائدة أولا ( للعراق ) وثانياً ( لشيعته ) وفي هذه الظروف، فالعراقيون أولى بها من أية جهة كانت، ومصدرها هو: الخمس والزكاة وغيرهما، التي يجمعها ( الشيعة ) وبالتالي هي أموال الفقراء والأرامل والمعوقين العراقيين وما اكثرهم اليوم عدداً وحاجة! وإذا تطرقنا إلى موارد ( الشيعة ) من خلال المناسبات الدينية والزيارات المليونية للمراقد والأئمة والنذور التي يحصلون عليها سنوياً فهي مبالغ كبيرة وطائلة... لكنها غير منظورة، لامن مدارس ولا من خدمات ولا من مساعدات للأيتام والمستحقين، وتشير الأرقام إلى إن أكثر من ( 120 ) مزاراً يديرها الوقف الشيعي، فضلاً عن مئات الأملاك الوقفية، إضافة إلى الأموال والنذور التي تأتي إلى المزارات والعتبات المقدسة الشيعية، سواء من الداخل أم من الخارج! بما فيها عشرات الأطنان من الفضة والذهب سنوياً، التي يتم جمعها بعد فتح شبابيك الأضرحة الساعة 12 ليلاً...لاشك إنها موارد كبيرة، والواضح أن لا العراقيون ولا شيعتهم، يعرفون حجم هذه الموارد الأقتصادية الكبيرة للعراق، وإذا طرحنا سؤالا محدداً هو: هل يعرف شيعة العراق مردوداتهم من العتبات المقدسة والخمس والزكاة سنوياً، وأين تنفق!؟ الجواب على لسان ( الحيدري ) هو : نحن لا نعرف حجم هذه الوقفيات، الموجودة في أيران، وبالتالي لاأحد من العراقيين ولا من عموم الشيعة يعرف حجم هذه الموارد، وكأنما هذه المقدسات ومواردها وما يتبعها هي: مستعمرة " أيرانية " تدار من خارج العراق... في زمن الديمقراطية الجديد، من المفترض أن يعرف العراقيون ( شيعة وسنة وطوائف ) أخرى، الصادرات والواردات من ثرواتهم الطبيعية وغير الطبيعية ومنها المزارات والآثار والمتاحف، وهي كثيرة ومختلفة المصادر! الشي الآخرالذي يجب التوقف عنده هو: أن الإعمار والترميم لهذه المراقد والآثار،على نفقة الدولة العراقية، التي تجمع السنة والشيعة والطوائف والقوميات الأخرى، وهذا ما لاحظناه من خلال برنامج ( ستوديو التاسعة ) في قناة البغدادية هذه السنة 2013. وفي إجابته أي ( الحيدري ) على سؤال لوكالة ( نون  هو: هل هناك نشاطات للديوان فيما يخص دعم ورعاية الفقراء والمتعففين والأرامل والأيتام؟  جوابه هو: ...نقوم بحملة كبيرة في هذا المجال وهناك مبالغ مخصصة لأكثر من ( 5500 ) عائلة ندعمها شهرياً. تعليق: نحن نشك بأن تكون عائلة واحدة من طوائف أخرى من بين هؤلاء العراقيين. وأردف ( الحيدري ) هناك أيضاً دعم مستمر لكافة الأيتام المسجلين في مدارس الوقف الشيعي في العراق بـ( مبلغ خمسون ) ألف دينار عراقي شهرياً لكل يتيم. تعليق: بما يعني، كيلو واحد من التمر شهرياً + علكة أبو السهم! وإذا قارنا هذه المساعدات، بما تقدمه أحدى القنوات الفضائية العراقية المعروفة من مساعدات للأيتام والأرامل بغض النظر عن طوائفهم...، فإننا نلاحظ أن دورهذه القناة خلال خمس سنوات الأخيرة، أكثر بكثير مما تقدمه الجهات المسؤولة والقيمة على ( الوقف الشيعي ) وعلى نفقتها وبدون تمييز بين أي من الطوائف والقوميات، ومثل هذه الأموال العراقية، والعائدة للوقف الشيعي فإن أمرها ومصيرها يناقش من قبل رجال دين شيعة ( عراقيين ) و( مسؤولين إيرانيين ) بعيداً عن أي رقيب، وكأنما هي شركة مساهمة، وليست ثروات وخمس وزكاة خاصة بالعراقيين! ومن المفيد أن نذكـّر الجميع بما أجاب ( الحيدري ) على سؤال لوكالة ( نون ) هو: هل لديوان الوقف الشيعي أوجه تعاون مع ديوان الوقف السني أو ديوان الوقف المسيحي؟ الجواب هو: من جملة الأهداف في مسودة قانون الوقف الشيعي التعاون بين الشيعة والسنة والتعاون بين المسلمين وغير المسلمين، ونحن متمسكون بهذا المبدأ وهذا هو أيضاً رأي المرجعية الدينية العليا المتمثلة بسماحة السيد السيستاني ( دام ظله ) .

 ومن وجهة نظرنا، كلام ( الحيدري ) ينقصه البرهان والعمل المشترك بين الشيعة والسنة وكذلك الطوائف الأخرى في هذا المجال، حيث أن الأسلام السياسي، من جميع الأطراف أخذ دور المحرض والمتبني للطائفية، وأبتعد عن آداء دوره الوطني، الذي نسمعه كثيراً بمثل هذه التصريحات والمقابلات الصحفية! الحالة نفسها نجدها عند ( شيوعيي الأحتلال ) اليوم، فهم يدعون تمثيل العراق بعمومه، نسمعهم في المقابلات الصحفية يتحدثون عن وحدة العراق...لكننا نرى ولاءهم ومنطقهم عملياً للأكراد، حالهم حال بعض من الشيعة، لايناقشون أية أمور تتعلق بالعراق كوطن مع الأيرانيين، وشيوعيي الأحتلال لايناقشون أية أمور مع القيادات الكردية تتعلق بالعراق وثرواته ووحدته! بل على العكس هم المدافعون بأستماتة عن طلبات وأملاءات القيادات الكردية العشائرية الحاكمة! كذلك لم يعرف الشيوعيون أبواب صرف وارداتهم من أشتراكات وتبرعات وغيرها، شأنهم شأن شيعة العراق...حيث نلاحظ اليوم، عدم وجود إذاعة خاصة للحزب يصل بثها خارج العراق، بأستثناء إذاعة ( أبو زاهد - محمد علي محي الدين ) التي لايتعدى بثها محافظة بابل، والمضحك المبكي أن ( أبا زاهد ) مصدق نفسه إنه مدير الأذاعة والتلفزيون !...وكذلك لا قناة فضائية ولا جريدة واسعة الأنتشار، ولا مقر للحزب بصفة ( عقار) رسمي، ولم نسمع أن قيادة الحزب قد كرّمت أو صرفت راتباً تقاعدياً للمناضلين مثل: باقر إبراهيم، آرا خاجادور، عدنان عباس و( قاسم داوود - أبو جاسم ) وغيرهم العشرات بل المئات، ممن كانوا متفرغين في الحزب، عندما أصبحوا من كبار السن، ولم نسمع إنها إي هذه ( القيادة ) قد أعطت راتباً لعائلة شهيد أو يتيم أو أرملة للشيوعيين العرب من العراقيين، من حساب الحزب الخاص! إلا ماندر، أو كما يقول الفلاحون: من (  الجمل ) أذنه، ونقول: إن حصل ذلك فهو لعوائل شهداء الحزب من الأكراد... إذن أين تذهب هذه الأموال والمبالغ الطائلة التي تصل للحزب بشكل أشتراكات وتبرعات من جهد وعرق الفقراء من العمال والفلاحين والكادحين!؟

مشيجيخة: أين الخطأ !؟ في القيادات،  الممارسة والتطبيق، أم في العقيدة والأنتماء... والشي الذي نتوقف عنده، نحن الشيوعيين الوطنيين بمرارة هو: نحن على أبواب الذكرى ( 80 ) عاماً على تأسيس حزبنا الشيوعي العراقي، فهو من الأحزاب القديمة والتي لازالت في الساحة العراقية، لكن الملاحظ على هذا الحزب وخصوصاً قياداته الحالية، إنه لايختلف عن ( الوقف الشيعي ) بما يتعلق بالموارد التي يحصل عليها وسياساته...مثلا: الأشتراكات والتبرعات التي تصل للحزب من أعضائه ومناصريه ومن أحزاب ومنظمات دولية أخرى طيلة تاريخه ولحد اليوم، ومن مردود صحافته وكذلك 10% من تقاعد الأنصار في مكتب محافظة أربيل...هذه المبالغ تقدر بالملايين من الدولارات سنوياً ومنها تجمع بطريقة ( الخمس والزكاة )...مثلا: عام 1975 كانت منظمات الحزب تجمع 5% على شكل أشتراكات من رواتب الموظفين والعمال الشيوعيين في الدولة، إضافة إلى ما يستطيعون دفعه من تبرعات ...الخ

مربط الفرس: أتذكر حالة طريفة تستحق الوقوف بأحترام من أعضاء وأصدقاء الحزب، عام 1976، أحدى الرفيقات ( أم علي ) فلاحة، من قضاء النعمانية، إضافة لأشتراكها الشهري ( 100 ) فلس، تبرعت بـ( ثلاث ) بيضات دجاجة، للحزب... وبدون شك أن مئات الآلاف من المناضلات والمناضلين المنسيين يحملون صفات هذه الفلاحة الكريمة والمناضلة... سبق لي ونشرت عنها ( حكاية فلاحية ) كاملة، واليوم لم يطرق بابها الحزب، حتى من باب المجاملة بالسؤال عن صحتها وأمورها!

ربما قائلا يقول: تصرف هذه المبالغ للدورات الحزبية وما شابهها. هذا الكلام غير صحيح، لأن جميع الدورات الحزبية، كانت تقدم كمساعدات من قبل الجهة المستضيفة! بما فيها العلاجات والأستجمام والدراسات العليا، والأكثر غرابة هو إن هذه الأموال تتحكم بها القيادة، كورقة ضغط على الرفاق المتفرغين، في حالة الخلافات التنظيمية والسياسية، كما لاحظنا ذلك في لبنان واليمن الجنوبي، وسورية في الثمانينات من القرن الماضي! وتستخدم اليوم كـ( مفخخات )  للرفاق والأصدقاء الذين ينتقدون قيادة الحزب، وكذلك أستئجار كتـّاب ( القطعة ) وقت الحاجة... كثير من رفاق الحزب وخصوصاً منهم المتفرغين في الحزب كانوا يعيشون تحت خط الفقر، هذا ما رأيته بأم عيني في لبنان ( الفاكهاني – بيروت ) ومخيم ( اليرموك - سورية ) في الثمانينات من القرن الماضي! بينما قيادة الحزب تسكن بشقق ( خمس نجوم ) في عدن، بيروت، دمشق. وبصريح العبارة، على قيادة الحزب الحالية الأعتذار للشعب العراقي عموماً وللرفاق والرفيقات وذويهم ولا سيما منهم الرفاق: فهد، سلام عادل، حازم، صارم، هؤلاء المناضلون الوطنيون، لو كانوا على قيد الحياة اليوم  لكانت قيادة الحزب الحالية والمصفقين والمرددين لها! خارج صفوف الحزب، بل حتى خارج التيار الديمقراطي المتكون من الـ( 24 ) بين حزباً ومنظمة وشخصاً، تعّول عليهما هذه القيادة، بعملها السياسي والجماهيري اليوم، وهي تعمل وفق مبدأ: العربة قبل الحصان...بما يعني أن هذه المنظمات أو التنظيمات أو الأفراد، هي التي تقود الحزب!

تحية أعتزاز وإكبار لشهداء حزبنا ومناضليه، وعار، كل العار، لمن خذلوا شعبهم وحزبهم، وباعوا وطنيتهم وتنصلوا عن الثوابت الوطنية والمبديئة، وسجدوا بدون قبلة للدولار الأمريكي، فأصبح سعرهم وغيرهم سواء...لكننا على ثقة تامة أن صفحات التاريخ ستكشف أسماء العملاء والخونة في تاريخ العراق ( القديم – الجديد ) وستعرف الأجيال القادمة  بشاعة عملهم!.

 شباط  - 1 / 2 / 2014

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا