<%@ Language=JavaScript %> عبد الجبار نوري وعاظ السلاطين ----قراءة في تحليل الشخصية العراقيّة

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

وعاظ السلاطين ----

 

 قراءة في تحليل الشخصية العراقيّة

 

 

عبد الجبار نوري

 

توطئة/ وعاظ السلاطين هو عنوان كتاب الباحث الأجتماعي العراقي الدكتور علي الوردي سنة 1954 ، يدور الكتاب حول أطار البحث الأجتماعي وفهم الطبيعة البشرية للطبقتين الأجتماعيتين الموسرة والفقيرة ، وتحليل الظواهرالأجتماعيّة ذات الطابع الحداثوي والبحث في جذورها القديمة – أي من أين جاءت ؟ ولماذا ؟ - بشكل دقيق ورصين وموضوعي ومؤطر بالقرائن والأدلة والشواهد التأريخية والجغرافية ، والمؤلف علي حسين محسن عبد الجليل الوردي 1913-1995 فهو ألى جانب أختصاصهِ عالم أجتماع فهو مؤرخ معتدل وموضوعي ، وعلماني الهوى ومن روادها .

فلسفتهُ/ * فهو أول باحث عراقي يغور في طبيعة الأنسان العراقي ونزعاته الأصلية الموروثة والمتمسك بها حين لا تقبل البديل ،  *وأثبت أنّ الأخلاق ما هي ألا نتيجة من نتائج الظروف الأجتماعيّة في كتابهِ ( خوارق أللاشعور) * ونقد المنطق القديم في كتابهِ (مهزلة العقل البشري) ، وبحث في الأحلام وأعتبرها العقل الباطني للأنسان وتأثيرها على عقائد الناس وعاداتهم في كتابهِ (الأحلام بين العلم والعقيدة) ، * أكد على ظاهرتي البداوة والمدنية في الفرد العراقي ، * كشف زيف وأنتهازية "وعاظ السلاطين"  وميكافيليتها وهواجسها السلبية الشريرة عند تشخيصهِ هذه الفئة الأجتماعيّة التي لها حضور دائم في كل وقت ومكان .

تحليلات الوردي للشخصيّة العراقيّة

1-أزدواجية الشخصيّة العراقيّة القائمة على تباين مؤثرات البداوة والزراعة والمدينة ، فنشأت فيها  : قيمة البداوة والقيمة الحضرية ولكن حياتهُ أجبرتهُ الأنصياع لقيم التحضر( موسوعة المورد/ منير البعلبكي1991). 2- ظهور نخبة ( وعاظ السلاطين) في المجتمع العراقي كوباء أنتقالي يحمله الزمن عبر الأجيال لأضفاء الشرعية والقدسية على فساد وأنحراف السلطة المستبدة وتبرير كل سياساتها الجائرة يلجأ البعض – ممن يعرفون بوعاظ السلاطين- الى نشر وبث ألأوهام المباركة السماوية للسلطان المستبد وسلطتهِ الظالمة ، فأولئك المتعاطين بأسم الدين يعلنون من منابرهم : يا بؤساء هذا قضاءٌ من السماء لأمرٍ لهُ فالواجب تلقيه بالصبر والرضا وألألتجاء الى الدعاء وأربطوا السنتكم عن اللغو!! (طبائع الأستبداد/ عبد الرحمن الكواكبي).3- وأنّ العراقي شخصيّة مثيرة للجدل ، ودائمة الأعتراض ، وعدم الرضا من الحكام لذلك بحث في نفسية الشعب العراقي على ضوء علم الأجتماع الحديث . 4- وسريعو الغضب ومستعدون دائماً للأنتفاض والثورة كما علق ونستون تشرشل رئيس الوزراء البريطني  في 1941 أذبان أنقلاب رشيد عالي الكيلاني" أنّ العراق وُلِدَ في لحظةٍ من لحظات الغضب " ( / بيتر كلارك/ كتاب- مهنة السيد تشرشل)  . 5-العراقيون متطرفون في الطاعة والمعصيّة( الكامل في التأريخ / لأبن الأثير)6- وتأثر الوردي بأبن خلدون في نظرتهِ للعربي ذو النزعة التخريبية حين هدم البدو في تدمر والبتراء صروح وبقايا حضارة الرومان وعملوا منها ركائز لخيمهم ( كتاب الوردي / منطق ابن خلدون في ضوء حضارته) وكذلك خرب العراقيون قصور الملوك في 1958، وقصور الطاغية صدام والمتحف والأرشيف العراقي في 2003 بالوقت الذي أبقى المصريون قصر عابدين في 1952 .وحولوه الى متحفٍ يحكي زمن الملوك.6- الى جانب شجاعته وصرامته لجأ الى المهادنة والبراغماتية . 7- يتميّز بالكرم والعطاء ولكنه عانى العوز والحرمان . 8- يتميّز العراقي – بنظر الوردي-بالزعامة والقيادة والتسلط انهُ لايرغب أن يقاد بل يقود لذلك لم يرضا ولم يحب ولم يقتنع بأي حاكم خلال قيام الدولة العصرية في 1921 لحد الآن. 9-  ويقول الوردي : أنّ نزعة الشر موجودة وكامنة في أعماق كل أنسان فأنْ وجدتْ لها متنفساً أومنفذاً أو مجالاً ظهرت وأندفعت الى ذلك المجال لا يردعها دين ولا ضمير . 10- وخلص الوردي في أبحاثهِ في النفس البشرية العراقية : اكتشف ظواهرسلبيّة في عمق الشخصّة العراقيّة ومن أخطرها التردد والتناقض والتعامل بالبراغماتية والميكافيبلية التي تغلب على البعض حاكما كان ام محكوماً وهي نظرية الوردي الذي سموها الباحثون ( نظرية واقعية التأريخ) الذي هو منهخ أبن خلدون/ المقدمة حين عرض حقائق المجتمع العربي مهما كانت معيبة وسلبية ، لذلك ذكر في كتابهِ ( شخصية الفرد العراقي) : أنّ الشعب العراقي منشقٌ على نفسهِ، وفيهِ من الصراع القبلي والطائفي والقومي أكثر ما في أي شعب عربي آخر بأستثناء لبنان.

المؤثرات التي صقلت الشخصية العراقية

1تعرض وادي الرافدين الى عدة غزوات عبر تأريخه الطويل – بسبب موارده وأنهاره وموقعه- ابتداءً من غزو المغول 1245 م الذي دمر معظم مدينة بغداد فعليا وأباد الآلاف من سكانها ، الغزو الجلائري في 1336م ،الغزو الصفوي في 1508 ، الغزو والأحتلال العثماني في 1534م ولمدة 400 سنة، الأحتلال البريطاني في 1914م ، وأخيراً الغزو الأمريكى البغيض في 2003م ، وكل هذا الماضي التعيس عكس بتداعياته في صقل الشخصية العراقية على ما هو عليه الآن( تأريخ بغداد الدكتور حسين أمين).2- فيضانات دجلة والفرات المدمرة للزرع والضرع كفيضان سنة 1914 ، وفيضان 1917 ، وفيضان 1952م. 3- المجاعات التي أجتاحت العراق بسبب حصار الغزاة .4- الطاعون أجتاح بغداد سنة1831 كان يموت في كل يوم 9 آلاف فرد وكان يتكرر كل عشر 10 سنوات تقريباً ،5- الجهل والأمية . 6-  فوبيا  الحاكم المستبد الذي أدى الى تشظي وتشرذم المجتمع العراقي جعله  من الصعوبة أن يأخذ موقفاً سليما حتى لا يفقد رأسه – وهي العقوبة السائدة في كل العصور- حيث الظلم والأستعباد بالرغم من أنه هو الذي أوجد القوانين والقيم والعدالة لذلك لجأ الى المثل: الصلاة مع علي أثوب ، الطعام مع معاوية أدسم ، والجلوس على التل أسلم ( التأريخ الأسلامي / العهد الأموي / محمود شاكر) .7- التباين الطبقي الهائل والعميق في المجتمع العراقي والذي أفرز النزعات  الجرمية واللصوصية والتخريبية(تأريخ العراق السياسي/ عبد الرزاق الحسني، مقتطف من مذكرات الملك فيصل الأول 1933).

الخاتمة/ وجد على الوردي في أنهيار حكم الدولة العثمانية في العراق حينها فرصة أطل العراقي على الحضارة الغربية خصوصاً في ( التعليم الحديث) ، وقدم الدكتور علي الوردي لنا تحليلا منهجيا علميا في الشخصية العراقية ، وعلى العموم قد نتفق معه في بعضها ونختلف معه بأخرى حين أبتعد عن التحليل الماركسي للصراع الطبقي في أدلجة القيم المادية  السليمة الملموسة  في بودقة المواطنة والولاء للعراق، ولاحظنا الأنهيار المجتمعي بعد السقوط وأعزي أسبابه الى* النظام الشمولي مدة 40 سنة ،*الحصار الدولي لمدة 13 سنة،*المحاصصة ،*الأسلام السياسي في دمج الدين بالسياسة والذي لم ينجح في النظام الكنسي للعصور الوسطى ، ولامع الدولة الأسلامية وفي بداياتها حيث أغتيل 3 خلفاء راشدين وموت الرابع حيث كان الصراع على السلطة وليس على برنامج سياسي أو فكري أو فقهي—

 

عبد الجبار نوري/ السويد

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا