<%@ Language=JavaScript %> عبد الجبار نوري حركة الزنج------ قراءة تحليلية نقديّة هل هي ثورة أم حركة نهضويّة ؟؟

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

حركة الزنج------ قراءة تحليلية نقديّة

 

هل هي ثورة أم حركة نهضويّة ؟؟

 

  عبد الجبار نوري

 

أنّ تعريف الثورة عند جميع قادة الفكر السياسي ، وكتاب التأريخ يجمعون على إنّها تعني التغيير الجذري والهرمي ، ونقلة  سياسية  أجتماعيّة وأقتصادية وموضوعية  ونوعيّة جادة ألى وضع جديد فيهِ الحداثة في تغيير الواقع القديم( روسو/ العقد الأجتماعي) على سبيل المثال ثورة أكتوبر البلشفيّه 1917 في روسيا القيصرية، و ثورة 14 تموز 1958 في العراق ( د- عقيل الناصري/ 14 تموزالثورة الثرية)، وثورة يوليو 1952 في مصر، والثورة الفرنسية 1789 ، فحركة الزنج حركة نهضوية تصحيحية كانت غايتها تغيير وضع هذه الفئة من المجتمع نحو الأفضل من حيث المعيشة والمعاملة السيئة التي كانوا يعاملون بها بسبب لون بشرتهم ، وليسوا أصحاب فكرة أو آيديولوجية  كما يقول(أبن خلدون)----

فحركة الزنج حدثت عام 255-270 هجري/869 -883م ، منتصف القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي ، المكان / جنوب البصرة ، وأسسوا حكومة لهم مقرها مدينة المختارة ، دامت لعقدين ، وكانت أطول ثورات العصر العباسي وأخطرها ( الكامل في التأريخ / لأبن الأثير/تحقيق علاء العميدي).

عوامل قيام حركة الزنج

عوامل سياسيّة: التسلط التركي على الخلافة العباسية ، حيث إنّ الحل والعقد بيد الأتراك يولون ويعزلون وليس للعرب والمسلمين وعامة الناس أي سلطة والذي خلق تذمراً عند الناس مما جعل الكثير من العرب والمسلمين أنْ يكونوا قادةً لهذهِ الثورات وخاصة ثورة الزنج وقائدها "علي ابن محمد" ولكن غلبت عليها التسميةب( حركة الزنج)، عوامل أقتصادية : عاش الزنج أوضاعاً مزرية وبائسة حيث الجوع والفاقة والعوز وعمل السخرة في تجفيف الأهوار وجمع الملح ثُمّ نقله الى مكان البيع وبعمل مضني طوال النهار وأجزاء من الليل لقاء وجبة واحدة من الطعام تكاد لا تسد الرمق ، عوامل أجتماعية: يعاملون معاملة سيئة ( عنصرية) وبعنف مفرط حيث الضرب والجلد والأخصاء والأهانة الغير مبررة وبدون سبب ، على يد أسيادهم ملاك الأراضي والأقطاعيين وكانوا يسجنون بعضهم كعقوبة في غرفٍ من طين ويغلقون ابوابها ومنافذها بالطين ويبقى فيها الزنجي المملوك (الأبق) أي العبد المتمرد حسب رأي ومزاج الأقطاعي مالك الأرض . أما  العوامل الذاتيّة: فهي بدأت سنة 61 هجرية بالنهضة الحسينية بواقعة الطف الأصلاحية والنهضوية---  والتي بقيت مشتعلة بالرغم من أستعمال القسوة المفرطة ضدها و مثل ثورة زيد بن علي سنة 122 هجرية/ 740 م التي حدثت في زمن هشام ابن عبد الملك الأموي في الكوفة(الزيدية/ الحجة محمد المؤيدي) ، ومجمل هذهِ العوامل ألقت تداعياتها على الوضع الراهن للزنج المضطهدين ، وبما أنّ الحركات الثورية الأنتفاضية تكون شرارتها من بؤر الجوع والفقر وخاصة عندما تكون مؤطرةً بالوعي والأحساس بالوضع المزري(كما ذكر ماركس إنّ الجوع والفقر لا يصنعان الثورة بل الوعي والأحساس بهما) وهذا الوضع المزري والبائس الذي فيه الزنج يكفي التفكير في تكسير قيودهم ويبحثوا عن من يقودهم ، ومن المنطقي أن أي توجه من هذا النوع يرعب الطبقات المتنفذة التي تسيطر على الأراضي الزراعية والبساتين والضياع والثروة الحيوانية التي كانت في ذلك العصر هي وسائل الأنتاج ، أضافة الى السلطان والجاه الذي يتمتع به السلاطين من  الأتراك والعباسيين في الوقت الذي يعيش العبيد الفاقة والحرمان والجوع والتعنيف والأحتقار، وعندما يرفضون الظلم ويكسروا أغلالهم ويقفون بوجه مستغليهم يواجهون بالتهمة الجاهزة(الخروج عن طاعة أولي الأمر) كما حدث في بلاد الأسلام في واقعة كربلاء حين كتب وعاظ السلاطين في ذلك العصر" خرج سيدنا الحسين على سيدنا يزيد" ، وخارجين عن القانون كثورة العبيد في فرنسا بقيادة  (سبارتكوس) الذي أختير ليقاتل مع أبناء جنسه ، وكان الهدف أنهاء الرق في الجمهورية الرومانية سنة 71 ق- م ( سمير شيخاني / صانعو التأريخ) وتتشابه مع ثورة الزنج في البصرة في الكثير من النقاط كالمعاناة الأجتماعية والأقتصادية والسياسية من بؤس وحرمان وتهميش وأقصاء ،  أما الأختلاف : هو إنّ قيادة الزنج في البصرة جاءت من خارج الزنج المتمثلة ب( علي ابن مجمد) لم يكن من الزنج ولم يُسترقْ من أحد وإنما كان طليقاً ، بينما محرر العبيد ( سبارتكوس) كان من أبناء جنسهِ( وقد وثقت أنتفاضة العبيد بقيادة محررهم الأسود بفيلم انتاج أمريكي باسم سبارتاكوس سنة 1960 بطولة كيرك دوكلاص وجين سيمون)

قائد الزنج

لابد من الأشارة إلى قائد الزنج( على ابن محمد) هو علي ابن محمد ابن عيسى ابن زيد ابن علي ابن الحسين ابن علي ابن أبي طالب  كان شاعراً وعالماً يمارس في سامراء تعليم النحو والخط والنجوم ، وكان واحداً من المقربين الى الخليفة المنتصر بالله العباسي ولما قتل الأتراك المنتصر بالسم ومارسوا الأعتقال والسجن والنفي والأضطهاد لحاشيتهِ ، وشمل ذلك علي ابن محمد فأعتقل وشاءت الصدف أنْ يخرج من سجنهِ وتمرد على الأتراك ليشعل ثورةً قضّتْ مضاجع العباسيين مدة 14 عاماً من 255-270 هجري(تأريخ الأمم والملوك/الطبري)، وأنظمّ تحت لواء ثورته،الزنجُ،، والفراتيون الفقراء، والعلويون ، والخوارج، ويصف ( ابن خلدون) أقبال الزنج الى الثورة وزحفهم للأنظمام لقائدها :هو أدعاء على ابن محمد تحرير الرقيق من العبودية وتحويلهم الى ساده لأنفسهم ، وأعطائهم حق أمتلاك الضياع والأموال ومناّهم أمتلاك سادتهم – سادة الأمس- الذين كانوا يسترقونهم، وجعلهم عبيداً عندهم ، ووعدهم أيضاً بضمان مساواتهم في ثورتهِ ودولتهِ التي تعمل على ضمان أجتماعي هو أقرب إلى النظم الجماعية التي يتكافل فيها ويتضامن مجموع المجتمع ، وأستطاع أنْ يكسب ثقة  جماهير الزنج والفراتيين الفقراء وخاصةً عندما رفض مطالب الأشراف والدهاقين الفرس والوكلاء بأن يرد عليهم عبيدهم لقاء خمسة دنانير عن كل رأس ، وعاقب هؤلاء السادة الذين قدموا العرض فطلب من الزنج جلد  ساداتهم فتقوّت الثقة بين القائد والزنج ، وأنظموا با لالاف بالثورة الموعودة( أبن خلدون) ، أما كسبهُ للعلويين هوأدعاءهُ نسباً علوياً بأنتسابه إلى زيد ابن علي، وتشبه بالمهدي محاولاً أنْ يستثمر ما للشيعة من عطف وتأييد بين الناس ، وأدعى العلم بالغيب وإنّ فكرة المهدي المنتظر رافقتهُ في جميع مراحل حياتهِ السياسية ، فأستعملها بذكاء ليكسب نفوذ العلويين الذين كانوا يطمحون الى ظهور المهدي ليخلصهم من بؤسهم وشقائهم وتهميشهم وأقصائهم من قبل السلطة العباسية المدعومة بالأتراك ، أما الخوارج: فأنهُ جهر بمذهب الخوارج ( الشوريّة) وأنكر الوراثة في الخلافة العباسية ولو أنّها مسّتْ العلويين  بمسألة الوراثة ولكنهُ تداركها حين كتب شعاراتهِ على الرايات باللونين الأخضر والأحمر وهما لون العلويين ولون الخوارج( محمد عماره/مسلمون ثوار).

التقيّمْ التأريخي للحركة

لقد انطلقت حركة الزنج من واقعها البائس والمزري وكانت في بداياتها ناجحة حين أنسجمت فيها أهدافها مع أفعالها لولا الأمراض الثورية  الطفيلية ومعطيات ردود الفعل في مواجهة التيارات المعاكسة و التى سأوجزها بما يلي: **أفتقارها برنامج ثوري يصوغ أهداف وتطلعات القائمين بها **النزعة الفوضوية التي طبعتها وهي في قمة مواجهتها والتي أدت الى تقلص أبعادها السيايبة والأجتماعيّة:  مثلاً:الهجوم على بيوتات الأغنياء وقتلهم وتدمير ممتلكاتهم ، حقداً فوضوياً يقوم على أساس لماذا أنتم منعمين ونحن جياع وعراة؟؟؟ **هوّةٌ سحيقة بين القيادة والأتباع ، القيادة هدفها سياسي تعني القضاء على الدولة العباسية المدعومة من الأتراك ، في حين الأتباع يبغون تغيير وضعهم الأقتصادي والأجتماعي ، الى الأفضل والأحسن ** كما أنّ رجالهم أستهدفوا الأنتقام لا الأصلاح الأنقلاب الأجتماعي لا التقويم أي أنّهم سلكوا فلسفة منطق القوّة --- لا قوّة المنطق **لقد تعارضت أفكار قائدهم على ابن محمد حول مفهوم الخلافة عند الشيعة التي تؤكد على مبدأ الوراثة  وبين رأي الخوارج القائم على الشورى ، مما نفر منهُ الأعراب البسطاء وعرب البصرة والأهوار وواسط ، ** وهذا التشظي في العقيدة والتشرذم الفكري في أصطياد الهدف المنشود جعلت الكثيرين التخلي عنهُ ** أستعمل القائد على ابن محمد الشدة والقسوة المفرطة مع عدوهِ، وعامل أسرى الحرب معاملة الرقيق --- قد جعلتهُ خارجياً متطرفاً .

وأخيراً "المجد للثورات التي سجلت في تأريخ الشعوب صفحات مضيئة من أجل أقامة عالم متحررمن الظلم والطغيان وأستبعاد واسترقاق الأنسان الذي هو أثمن رأسمال الى عالم تسودهُ الحرية والديمقراطية والعدالة الأجتماعية "

 

عبد الجبار نوري/ السويد

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية [2][3][4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا