<%@ Language=JavaScript %>  زيد عبد الصمد نعمان رجائي سليم حنا يوسف أغابي  - 757

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

رجائي سليم حنا يوسف أغابي

 

 

  زيد عبد الصمد نعمان

 

عرفت الفقيد رجائي لاول مرة بعدما انضممت لاتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية في الاعدادية المركزية ببغداد.  كان ذلك عام 1973.  كنت في الصف السادس الاعدادي و عرفت انه من والدين فلسطينيين لديهما محل للخياطة النسائية.  كنا نجتمع بدارنا في منطقة المسبح ثم نذهب الى المدرسة التي كانت بدوامين (صباحي و بعد الظهر بسبب العدد الكبير للطلبة)

 

كان رجائي (جان) سليم أغابي ضخم البنيان قويّه ذا شعر اسود كثيف.  وُلد في بغداد و كان الابن البكر تلته شقيقته فيفيان ثم اخوه الاصغر.  كانت عائلته تسكن في شقة بالطابق العلوي لعمارة في مطلع حي دراغ بالمنصور. كان يساعد اهله في الحياة اليومية.

 

كان رجائي عراقيا و فلسطينيا في وقت واحد.  فحياته الشخصية اليومية عراقية كأي شاب عراقي بعمره بينما كان فلسطينيا في الدار و بين افراد عائلته. بسبب نشأته في بغداد كان شغوفا بتفاصيل الحياة اليومية البغدادية منحازا الى الطبقات الفقيرة.  لم يكن منغلقا في اهتماماته اذ كانت تجمعني معه اهتماماتنا الادبية بالقصة و الشعر لكنه كان يفضل كتابات يوسف الصايغ لاستعاراته الانجيلية و التوراتية بينما كنت افضل اشعار سعدي يوسف.  في السياسة كان يناقش الامور برأيه الخاص بدون اللجؤ الى اقتباس نصوص و اقوال الآخرين باستثناء كارل ماركس.  كان شغوفا بروايات جاك لندن و الادب الفرنسي الكلاسيكي. 

 

بعد امتحانات البكلوريا ذهبت الى كلية الهندسة بينما ذهب رجائي الى كلية الادارة والاقتصاد لكن لقاءاتنا بالمصادفة كانت لها الحميمية و الالفة ذاتها خلال علاقتنا في اتحاد الطلبة.  فقدت السنة الاخيرة من دراستي الجامعية 1979 بسبب توقيفي في مديرية الامن العامة و لكن بعد تخرجي في 1980 غزا صدام الجارة ايران.  التقيته بعد شباط 1981 و صرت اتردد على داره لاقضي وقتا ممتعا باحاديث عامة في الحياة. علمت انه بعد تخرجه لم يحصل على وظيفة فاشتغل مع مجموعة من اصدقائه في محل حدادة بشرق بغداد. كنت احب قهوة أمه و احاديثها.  في آيار 1981 ذهبت الى دارهم و فتحت شقيقته الباب و طلبت مني ان ادخل قبل ان تجيبني عن رجائي.  دخلت و رأيت أمه و قد افترشت الارض.  لم أر رجائي. أخبرتني أمه ان رجائي لم يعد من شغله احد الايام.  ثم زارهم افراد من الامن العامة و فتشوا دارهم.  علموا ان المجموعة التي عمل معها كانوا شيوعيين يعرفهم من ايام الدراسة الجامعية. لم يعرفوا عن مصيره شيئا.  كانت الحرب مع ايران قد طالت في اشهرها الاولى و سعى اهله بجميع الوسائل لمعرفة ما حل بابنهم فاتصلوا بحنا مقبل ( الامين العام لاتحاد الادباء و الكتاب الفلسطينيين و كان في زيارة للقاء مع المكتب الثقافي في القيادة القومية) فلم يفلحوا بجواب ثم اتصلوا ببعثي فلسطيني و لم يكن حظهم افضل.  اغتنموا زيارة عرفات للتوسط بين صدام و الخميني لانهاء الحرب فبادر عرفات بالرد على المتوسطين " دشّروا الموضوع الوساطة اهم و اطبعوا قبلاتي على رأس امه و اخبروها انها لن تكون الام الفلسطينية الاولى او الاخيرة التي تفقد ابنها".

 

لا اجد كلمات تصف شعور الغضب و الالم اللذان يعتصراني كلما اتذكره.  لم يحمل رجائي اية مشاعر حاقدة او مريضة تجاه الآخرين مهما اختلف معهم لكن الحقد البعثي الاعمى لا يرق بين القلم و المسدس، بين الفراشة و القاذفة و بين المكتبة و المقصلة.  البعثيون الهمج حاقدون على كل ما هو حي و شريف.

 

لن أنسى رجائي و اهله، أمه الصابرة بعز على ثكلها، اباه المتألم بصمت و شقيقته و أخاه الأصغر اللذين فقدا أخاهم الأكبر. صعب علي أن أزورهم بعد ذلك فلا اقوى على رؤية دموع امه.

 

آليت على نفسي ان لا أزور موقع شهداء حشع اذ يعتصرني الم لرؤية كوكبة من ابناء العراق راحوا ضحية سياسات همجية و أخطاء قاتلة.  في زيارتي الاخيرة رأيت اسماء آل عبد المجيد الخياط و نصير علاء الدين لكني لم أجد اسم عبد المنعم ثاني أو (نه به ز محمد أمين) أو آكوب ليون أو انعتاق رؤوف سالم و آخرين.

 

الاسماء التي قرأتها كانت باردة لا تعكس التنوع الجميل لمجتمعنا العراقي من العرب و الاكراد و التركمان و الاكديين و الآشوريين و أرمن و فرس باختلاف اديانهم و مذاهبهم.  لم يكن هناك ما يخبرنا عن سنة الولادة او محلها و سنة الاستشهاد.

حتى المقدمة كانت أشبه بأمر اداري باهت.  حرّي بمنظمات حشع ان تبادر لتبني تطبيق القرار و متابعة انجازه بدلا من الطلب من عوائل الشهداء ذلك كأن لم يكفها فقدان اعزتها.  يتحدث قادة حشع عن الاتصال بالجماهير و الالتحام بها فلماذا لا يبدأون بعوائل الشهداء اذ قال المثل الشعبي " اللي ما له اول ما له تالي".

 

زيد عبد الصمد نعمان

28 تشرين الاول 2012

z_nuaman@yahoo.com

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا