<%@ Language=JavaScript %> المحامي يوسف علي خان الثقافة واثلرها في حيا ة الشعوب

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

الثقافة واثارها في حياة الشعوب

 

 

المحامي يوسف علي خان

 

تحدثنا في مقالات سابقة عن خطورة الامية وتأثيرها المدمر في حياة الشعوب وانها ظاهرة المجتمع المتخلف الاقرب الى البهيمية منه الى الحياة البشرية .. فالانسان يتميز عن الحيوان بقدراته العقلية مع ما يقال بان الانسان هو حيوان ناطق ..فانا اميزه بالعقل المفكر ..وبالخزين من المعلومات التي يكتنزها داخل عقله وقدرته على الاستنباط والتفكير واصدار القرار الارادي .. الذي بكل هذا المحتوى يمكنه بناء الحضارات وقدراته على الابتكار والتطور حتى وصل الى ماعليه من مظاهر المدنية الحافلة بما نجده اليوممن  بتوفير ضروف ملائمة لحياة مرفهة ومريحة ووضع قاعدة انظمة  اجتماعية سليمة لهذه المجاميع البشرية المنتظمة في دول تحكمها قوانين واسس ثابتة.. تحدد حقوق وواجبات كل فرد فيها.. على عكس حياة الحيوانات التي بقيت متخلفة طيلة ملايين السنين لم تستطع أن تبني ما بنته البشرية من حضارة حيث بقي عالم الحيوان تحكمه شريعة الغاب المبنية على الفوضى وتسلط القوي على الضعيف دون روادع او مصدات إلا بقدر قوة الحيوان الجسدية .. غير ان البشرية نفسها لم تستطع أن تسير بنظام واحد منسق فقد اختلفت درجات تقدمها وتطورها من مكان لاخر ومن مجتمع الى اخر.. فقد تمكنت المجتمعات الاوربية أن يكون لها قصب السبق في التقدم على باقي شعوب العالم.. كما انه لا زالت هناك بعض الشعوب تعيش الحالة البهيمية خاصة في مجاهل افريقية وفي بلدان العالم الثالث كل بدرجة متفاوتة.. بل وقد اختلفت درجة التطور حتى داخل البلد الواحد ..فكان لسكان المدن الحضوة في ظاهرة التقدم والتطور عنه في الارياف والقرى... فقد بقي العديد من ابناءه في حالة تخلف وتأخر كبير .. وقد يكون الفضل كل الفضل في تقدم شريحة عن الاخرى هو العلم والثقافة وتخلف الاخرين بسبب الامية وعدم معرفتهم القراءة والكتابة.. وانعدام وسائل التثقيف  المؤهلة لتعليم هذه الشرائح الريفية اصول القراءة والكتابة وبقائها جاهلة متخلفة ..فلولا العلم والمعرفة ووجود المؤسسات التي تزود الانسان بانواع المعرفة ووصوله الى  هذه الدر جة الرفيعة من الثقافة في مختلف انواع المعرفة من العلوم والفنون والتكنلوجيا وغيرها من مظاهر الحضارة لبقي الانسان مجرد كائن حي هو جزء من هذا التنوع الحيواني الذي يعيش حياته البهيمية البدائية المعتمدة على القنص والانقضاض بعضه على بعض... فالقتل واعمال التخريب الذي يقوم بها بعض البشر في بلداننا في الوقت الحاضر هي امتداد للحالة البهيمية التي كان يحياها البشر منذ ملايين السنين .... وانها تمارس من قبل الناس المتخلفين الذين يرفضون حالة التطور ولا زالوا يعيشون حياة الماضي وهم متمسكون بها كي تستمر دورة الحياة البهيمية في نفوسهم راسخة لا يمكنهم انتزاعها رغم مرور تلك القرون السحيقة  ...ونجد هؤلاء المتشبثين بالماضي  لا تتعدى  نطاق حيا تهم عن امرين... هو البحث عن الطعام من اجل البقاء... والتزاوج لاكثر من امراة من اجل التوالد واشباع الغرائز ..وهي لا تختلف عن الحياة الحيوانية البهيمية التي لا تتعدى هذين الامرين .. فلا يستطيع مثل هذا الانسان البهيمي النزوع الى افاق العلم والمعرفة والتطور وهي الصفة التي يتميز بها الانسان عن بقية الاحياء على هذه الكرة الارضية ..فعندما نقول بان اكثر من 70% من الشعب العربي هم اقرب الى الحياة البهيمية فبالطبع لانروم الانتقاص من كرامته فنحن جزء لا يتجزأ منه فهم اهلنا وعشيرتنا لكن لا بد أن نقول الحقيقة كي نتمكن أن نقدم لهم ما يطور حياتهم وينشر الثقافة في رحاب مجتمعهم المتخلف .. كي يتخلصوا من حياتهم البهيمية المبنية على القتل والعدوان والعنف وعدم قدرتهم على الاندماج والتأقلم مع الحياة المجتمعية المتطورة المبنية على التفاهم وقبول الرأي والرأي الاخر... والخضوع للقوانين والانظمة وادراك قيمتها في تنظيم حياة البشر .. وهو في الحقيقة ما يجب أن تتنبه اليه الحكومات من اجل تغيير هذا الواقع المؤسف الذي تعيشه النسبة العظمى من شعوبنا والمتمثلة بسكان الارياف الذين لا زال الكثير منهم يعيش حياة البداوة بعيدا كل البعد عن مظاهر التقدم إلا اللهم بما تهيأ لهم من مظاهر الحضارة  التي وصلت اليهم بطريقة خاطئة فاساؤوا استعمالها لعدم معرفتهم المسبقة بماهيتها .. لا يغالهم في حالة الامية والجهل إذ كان الاولى أن تسبق كل ما دخلهم من مظاهر التطور الصناعي والتكنلوجي أن تدخلهم الثقافة وتزاح عن ادمغتهم الامية المتجذرة في عقولهم وتنشر الحكومة المدارس قبل أن تنشر السيارات والدرّاسات والثلاجات وتغدق عليهم الاموال الطائلة كما فعل صدام لانه جاهل مثلهم فقد كان الاولى أن ينشر المدارس في كل قرية ويلزم الجميع بالتعليم الاجباري ويملأ ادمغتهم بالعلوم واشكال المعرفة المختلفة  وينقل الانظمة والقوانين والادارة المحكمة في ربوعهم  ثم يمنحهم هذه الالات التي تحتاج الى مهارة في ادارتها غير انه نقل الالاف منهم من الحمير الى السيارات فارتكبوا عشرات الحماقات لجهلهم ..كما  اننا  تجد الملايين من سكان الريف لا يفهمون ما هو القانون ولا يعترفون به .. فكثير ما يقولون عندما يقال  لهم إن القانون يقول كذا ..... فيجيبون (( قانونكم لا يمشي عندنا في الريف فهو يمشي عندكم فقط  في المدينة نحن هنا في القرية عندنا قانوننا الخاص ولدينا المشيخة تحل مشاكلنا فيما بيننا ))... فبهذه العقلية الساذجة يعيش القروي وبهذا التفكير يرتكب الجرائم وينشر الخراب ..فهو يتصرف وفق  دوافع انعكاسية كردات فعل وليس عن طريق تفكير سليم فدماغه خال ليس فيه خزين من الضوابط التي تحكم تصرفاته فيعيش كما تعيش البهيمة بين اقرانها من الوحوش بعضها يهاجم الاخر... أو تهيج فيها  الشهوة فيبحث عن الجنس الاخر للتزاوج معه   ..أما دماغه فمعطل فارغ لا حاجة له به ..فلذلك فهو يندفع تحت طائلة اي تحفيز يثيره الى القتل او التخريب كما يفعل الحيوان تماما ولكن الحيوان يقتل غيره ليفترسه وهذا الانسان البهيمي يقتل غيره باثارة  من الاخرين... مع أن هناك قبائل افريقية لازالت تفترس الانسان لتاكله لانها تعيش حياة البهائم لا تعرف شيئا عن الحضارة فهي بعيدة عنها  ولا تصل اليها .. فالثقافة هي التي تنقل الانسان من الحياة البهيمية الى الحياة الاجتماعية المتطورة.... فالثقافة هي برامج حياتية منظمة تشحن في مخ الانسان فتحرك فيه ملكة التفكير التي تكون معطلة إذا كان المخ خاويا فارغا ..فمحو الامية وتعليم القراءة والكتابة  غير كافية فهي مجرد وسيلة تمكن المرء من استيعاب ما يتلقاه من علوم ومعرفة ...فعن طريق القراءة يمكنه أن يملأ به مخه من المنعلومات وبالكتابة يستطيع أن ينقل ما في دماغه من معلومات الى الاخرين ..وقد اصبح بالطبع للتفلزيون دور مهم في نشر الثقافة العامة غير أن هذا الجهاز هو سيف ذو حدين فيمكن أن ينشر من خلاله ما يسء الى البشرية ويوجه الناس الى المساويء والرذيلة وحتى الى ارتكاب الجرائم كما بامكانه أن ينشر المحبة والمودة والسلام والعلم والثقافة والمعرفة ويطور من حياة الناس .. فواجب الحكومات أن تتوجه الى ناحيتين أهمها محو الامية كي يتسنى لجميع مواطنيها القدرة على القراءة والاطلاع على ثقافات الامم وما تكتنزه الكتب من نتاج الاخرين .... وما تنشره الصحف والمجلات من اخبار وعلوم وغيرها من جوانب المعرفة.... فتتوسع مداركهم... وثانيا فالكتابة يمكن أن تكون وسيلة اتصال اضافية بين المرء والعالم.... فالقراءة والكتابة هما الركيزتان الاساسييتان لتطور وتقدم الامم... فبدونهما لا يمكن أن نخلق الاطباء والمهندسين والمدرسين... ويتعذر بالاجمال أن نبني حضارة متكاملة من جميع الوجوه ..وللاسف الشديد فإن العديد من الحكومات لا زالت تتخبط في عشوائية الفوضى في هذا المجال وهي كغيرها من المجالات التي اخفقت بها وبقيت عاجزة عن بناء صرح الثقافة أو على الاقل محو الامية بين النسبة الغالبة من طبقات الشعب.... فاخفقت في بناء المدارس ونشرها في القرى والارياف التي هي بامس الحاجة لها وتخصيص المعلمين الكفوئين لاداء هذا الواجب الوطني ..فالحكومات تقاس وطنيتها بثلاث اركان متدرجة ومتسلسلة بحسب اهميتها.... واهمها وعلى رأسها العلم والثقافة فهي الركيزة التي ينطلق منها الشعب نحو افاق التطور فمن دون العلم والثقافة يظل الانسان عاجز عن فعل أي شيء على الاطلاق... والركن الثاني هو الكهرباء .. فلقد اضحى ركيزة التقدم والتطور فمن دونه تتوقف عجلة التطور والانتاج...فكل شيء الان يسير بالكهرباء فبانعدام الكهرباء تتوقف الحياة ويظل الانسان يعيش حياة الغاب البدائية البهيمية.....  اما الركن الثالث فهي الخدمات فمظاهر الحضارة تقوم على ما تقدمه الدولة من خدمات لمواطنيها إذ هي تشمل النواحي الصحية والاقتصادية والعمرانية والاجتماعية والبيئية وكل ما يتعلق بالحياة المدنية الراقية .. فإن تخلفت الحكومة عن اداء أي مرفق من هذه المرافق تعتبر مثلومة في وطنيتها اما اذا تخلفت عن ادائها جميعا فهي حكومة خائنة وعلى شعوبها التصدي لها واسقاطها ..فالحكومات تقيم بما تؤديه على ارض الواقع.... وليست بالسرائر والنيات فما تقدمه للناس هو معيار وطنيتها واخلاصها لشعوبها ..والثقافة والعلم أول ما يجب أن تهتم به وتبدأ بالطبع بمحو الامية من كل فئات الشعب ثم تتدرج في مختلف نواحي الحياة الاخرى .. وهذه تقتضي وقفة جماعية من قبل جميع مكونات الكابينة الوزارية فهي ليست من اختصاص وزارة واحدة فإن كان فتح المدارس من واجب وزارة التربية فهي بحاجة الى جميع المرافق السكنية وهي من اختصاص وزارة الاسكان كما تحتاج الى مستوصف مجهز بما تحتاجه من اجهزة ومعدات وهو واجب وزارة الصحة وتحتاج الى شوارع وهو من اختصاص وزارة النقل كما يحتاج أي مجتمع الى وسائل ترفيهية وهي من اختصاص وزارة البلديات ... فإن لم يتكاتف الجميع على نشر التعليم ومحو الامية ونهيأ كل المستلزمات المرافقة  فلا يمكننا أن نخلق شعبا مثقفا واعيا يعرف كيف يتحكم بارادته...  ويعرف كيف يستعمل عقله بالشكل الصحيح... إذ سوف تبقى الفوضى ويستمر الخراب ولا يتوفر الاستقرار حتى لو حشدت لذلك جيوش العالم باسرها ..فالجهل والتخلف اقوى من كل سلاح وافة العصر ووباءه  الفتاك ولن نتخلص منه إلا بالثقافة والعلم .. فالثقافة لها مفهومها والعلم له مفهومه فقد يكون هناك عالم وخبير في اختصاصه غير ان ثقافته العامة محدودة .. فالثقافة هي استطاعة المرء أن يكون له خزين من جميع المعلومات العلمية والاجتماعية والادبية  ولكن في نطاق محدود وضيق كمعلومات عامة تصبح له القدرة على التحاور في أي مجتمع يجلس فيه  وتكون له القدرة على التحكم بارادته واصدار قراره الخاص ولا يكون تابعا يتلقى ما يوجهه به المشعوذون... فالثقافة هي الانسان فمن دونها فهو بهيمة مثل ملايين البهائم   ولا شيء غير الثقافة تؤكد انسانيته على الاطلاق .....!!!!!

                                                                 المحامي يوسف علي خان

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا