نداء صريح وحل مريح

 

 

 المحامي يوسف علي خان

 

شاهدت مساء امس المؤتمر الذي عقدته القيادات العسكرية العراقية مع القيادات الكردية في وضع مشين ومذل ... فهل كان من الوضع القانوني للفدرالية أن تتفاوض الحكومة المركزية مع اقليم تابع لها بالشكل الذي جرى  كما ادعت... أم انها قد أمنت واستسلمت بان ما تدعي بكونه اقليم تابع لها قد اصبح دولة مستقلة لا علاقة له بالحكومة العراقية . . .. تتعامل معه كما تتعامل مع اية دولة جارة مثل ايران وتركيا... وان كانت تعتبره دولة مستقلة فما هو التكييف القانوني لنسبة 17% التي يتقاضاها ما تطلق عليه بالاقليم من عائدات النفط العراقية التي تدفعه الحكومة المركزية الى اقليم كردستان سنويا اضافة الى رواتب البيشمركة ((( الذي له اوصاف جيش دولة اخرى )))  .. وهل هو مشابه للتعويضات التي تدفعها للكويت عن الاضرار التي سببها لها صدام .. فان كانت تتعامل مع كردستان كدولة مستقلة فلا يجب أن تدفع لها أي مبلغ من اموال الشعب العراقي إذ ليس هناك مبرر لهذا الدفع   .. اليس هذا هو  العدل؟؟؟؟؟؟؟ اما اذا كان المالكي يصر على ان كردستان هي جزء لا يتجزأ من العراق فكيف يجيز لنفسه ان يتفاوض مع ادارة عراقية هي تحت حكمه وخاضعة للحكومة المركزية خاصة في الشؤون العسكرية الصرفة التي هي مع القبول بالنظام الفدرالي فتكون تحت السيادة المباشرة للحكومة المركزية وتكون قيادة القطعات المتواجدة داخل الاقليم تحت امرة القائد العام للقوات المسلحة وهو المالكي .. فكيف يستكين ويتخاذل ويجلس كي يتفاوض حول وضع القوات وتحركاتها داخل منطقة عراقية صرفة بل وليس حتى داخل اقليم كردستان بل في كركوك والاراضي الخاضعة رسميا للحكومة المركزية .. ثم ما دخل هذا الامريكي الذي جلس بين المتفاوضين في قضية داخلية وهل هو يمثل المعتمد السامي البريطاني الذي كان يحكم العراق هو والمس بل ؟؟؟؟؟... وهل نحن لا زلنا تحت الاحتلال ؟؟؟؟؟؟؟  فان كان كذلك الم يكن من واجبات القيادات الوطنية العراقية تكثيف المقاومة ضد الاحتلال  وعلى رأسها المفروض ان يكون المالكي .. ام ان المقاومة جاهزة فقط لقتل العراقيين بكواتم الصوت وتفجير سياراتهم بالعبوات الناسفة وهدم دورهم ... الى متى يبقى الناس يضحك بعضهم على بعض وهناك الملايين من ابناء الشعب العراقي مهجرين في الدول بعيدين عن اوطانهم وهم يخافون العودة اليه خشية تعرضهم لما يسمعونه في كل يوم من قتل بالباقين داخل العراق متحملين وزر ما فعله صدام ...وما اكمله واضاف اليه  بعض الساسة الجدد من عملاء الامريكان .. وهل سيبقى المالكي مغلول اليدين لا يستطيع أن يطالب الامريكان بعدم التدخل في شؤون العراق الداخلية ويفرض ارادته وصلاحياته التي منحها له القانون في فرض النظام على كل شبر من ارض الوطن ..اليس من حق  المالكي أن يتخذ كافة الاجراءات العملية لا خضاع من يحاول أن يبتز الشعب العراقي برمته ويخرج عن طاعته فلماذا هذا الضعف وهذا الهوان ..؟؟؟؟؟؟  ولماذا ترضى لجيشك يا مالكي  أن يذل بهذا الشكل المزري وينسحب ويتخاذل عن حماية اراضيه ويحفظ الامن في ربوع البلاد ...ويجابه أي تمرد او عصيان من اية جهة  كانت ....كما تصدى في الاربعينات والخمسينات من القرن الماضي بكل شرف وكبرياء واخضع المتمردين بجيش لم يكن يملك غير البنادق ولكن كان يملك العنفوان والروح الوطنية ... هل فرأت عن ذلك ام ان ذلك قد اضحى في طي النسيان والكتمان... اولم يمنحك هذا الدستور مع عوقه الصارخ الحق بصفتك القائد العام للقوات المسلحة ورئيسا للحكومة المركزية أن تمسك بزمام الامور وفق نفس نصوص هذا الدستور ويكون ضمن صلاحياتك المباشرة وزارة الدفاع وقيادة الجيوش في كل انحاء العراق وتكون با مرتك وتتحرك وفق اوامرك كما هي الحال في جميع الفدراليات في العالم بل حتى في الكومفدراليات وكذلك وزارة النفط والخارجية  والمالية وهي وزارات سيادية لايمكن التفريط بها...ويجب الدفاع عنها حتى بدمك.... وهل ترضى لنفسك ياسيادة الرئيس هذه المذلة التي شاهدناها على شاشات التلفزيون وشاهدها العالم باسره.. ولماذا لا تحسم الموقف مع الاكراد بالاستقلال والانفصال او بالاعتراف الحقيقي بالحكومة والارتباط بها والخضوع لقياداتها بشكل عملي  وليس بالادعاء... وماذا تنتظر كي تتحرك  أم انهم الامريكان هم الحائل والمانع.... والى متى سنبقى ملطشة للامريكان واعوانهم من  المراوغين ومتى ستضرب بيد من حديد على اللصوص والمزورين والخونة المتامرين ....؟؟؟؟؟؟؟

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا