<%@ Language=JavaScript %> المحامي يوسف علي خان النادي الاولمبي في الاعظمية

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

النادي الاولمبي في الاعظمية

 

 

المحامي يوسف علي خان

 

تأسس في الخميبنات من القرن الماضي وكان هو النادي الرياضي الوحيد الذي كانت تؤمه العائلات وتقضي فيه اوقاتا ممتعة مساء كل يوم اضافة للعديد من الشخصيات العامة والمسؤولين الكبار من الوزراء ورءساء الوزارات والمدراء العامين وكبار رجال الدولة  وعوائلهم من هواة النشاطات الرياضية المختلفة التي لم تكن متوفرة في بداية الخمسينات في غيره من النوادي التي يمكن للعائلات والنساء بشكل عام  ارتيادها بحرية ودون ادنى حرج... وذلك لعدم توفر الوسائل الرياضية او الساحات والقاعات المتخصصة للرياضات التي ترغب بممارستها تلك الشخصيات وغيرهم من الطبقة الراقية والمثقفة في البلد ..وعدم استطاعة هذه الشخصيات من ممارسة هذه الهوايات في غيره من النوادي العامة التي كانت متواجدة فليلا والتي تؤمها عامة الناس.. ما يتعذر على هذه الشخصيات ارتيادها... كما كان هناك  العديد من النوادي الراقية الاخرى التي كانت تتواجد في ذلك الوقت غير انها لم يكن تتوفر فيها المرافق الرياضية التي توفرت للنادي الالمبي  إذ كان نشاطها  يقتصر على الفعاليات الاجتماعية وبعض الماكولات واقامة الحفلات الغنائية او الموسيقية وعرض الافلام والعاب الدنبلة الاسبوعية كنادي المحامين الذي ينحصر رواده بشكل عام على المحامين وقلة من اصدقائهم الذين يرافقونهم بتزكية خاصة منهم ويقدم فيه المشروبات الكحولية مما يصعب على العائلات المجيء اليه شأنه شأن بقية النوادي ... ولم يكن يتوفر في ذلك النادي منشأة رياضية يكون بامكان الهواة من الشخصيات الرفيعة ممارستها فيها كما كان هناك نادي المشرق الذي يقتصر اعضائه على الطائفة المسيحية وقلة قليلة جدا من المسلمين اصدقاء الاعضاء الذين يثقون بهم ومن المثقفين والطبقات الراقية والهيئات العلمية واساتذة الجامعات كما كان هناك نادي العلوية الذي اقتصر على الاعضاء الاجانب من الهيئات الدبلماسية والشخصيات العامة العراقية اضافة الى نادي YMCA  الذي كان يوفر فيه بعض الساحات الرياضية مثل السلة وكرة الطائرة ... كما كان هناك نادي الرفق بالفقير ونادي الارمن وكلها نوادي لا يتوفر فيها المستلزمات الرياضية إلا نادرا مثل البليارد او قاعة لاقامة الحفلات الاسبوعية وفي بعض الاحيان قاعة للتنس  فقد كان النادي الوحيد المتوفر فيه  كل المتطلبات التي ينشدها الرياضييون من المسؤولين هي في النادي الالمبي في الاعظمية  ولم يقدم فيه أي مشروب كحولي .. وحتى مع وجود بعض النوادي الرياضية الخاصة في المصارعة الحرة ورفع الاثقال  أو الملاكمة  او كرة القدم  فهي لم تكن ملائمة لاستقبال الشخصيات الرفيعة او او لارتياد عوائلهم فيها أو النساء الاخريات من السيدات الفضليات من الرائدات للحركات النسوية او الاديبات والشاعرات واساتذة جامعة بغداد...   بسبب  تواجد اعداد غفيرة فيها من شرائح المجتمع الشعبية اللذين تتحرج الفئات الوجيهة بالاختلاط بهم خشية تعرضهم لما يمس كبريائهم او يجرح كرامتهم وما يتداول بين هذه الشرائح من كلام قد يخدش الحياء فاقتصر تواجدهم على هذا النادي الراقي والمتوفر فيه كل ما يبتغونه من عدد وادوات ووسائل ترفيهية بعد أن افتتح بحفل كبير حضره العديد من الشخصيات والمسؤولين الكبار السابقين والمتواجدين في الحكم انذاك حيث اضحى العديد منهم اعضاء دائميين في ذلك النادي لوجاهته ولقربه من الدور التي كانوا يسكنونها في محلة الوزيرية او شارع طه حيث يقع هذا النادي على ساحة عنتر في الاعظمية  ..

فهو بحق وحقيق نادي النخبة الفاضلة والمثقفة والقيادية في العراق .. فقد تواجد فيه حديقة كبيرة مزروعة بالثيل ومليئة بانواع الزهور....  وداخل هذه الحديقة ساحة للتنس ومسبح كبير نظيف ومؤهل لاستقبال الضيوف في كل وقت كما يوجد ساحة لكرة السلة والطائرة وكازينوا لطيفة يجلس فيها الاعضاء يحتسون الشاي ويتناولون الحلوى او بعض الماكولات الطيبة  والساندويجات اللذيذة  .. حيث يلعب فيها المسؤولون بكامل حريتهم وبالشورت ودون حرج وبديمقراطية منقطعة النظير ثم يجلسون بعد الانتهاء مع عوائلهم أو مع بعض المتواجدات من النساء دون أي تكليف .... كي يتبادلوا الاحاديث الشيقة مع بعضهم البعض دون تفرقة او حواجز تحجبها مراكزهم الرفيعة كما يتواجد في داخل النادي قاعة للمصارعة والملاكمة ورفع الاثقال والبليارد وجميع العدد الرياضية كما تجري المسابقات الدورية في لعبة الشطرنج .. ومن المظاهر الملفتة للنظر تواجد اعداد غفيرة من النساء قد يكون اعدادهن في بعض الاحيان اضعاف ما يتواجد من الرجال فيجلسون في الحديقة يتبادلون الاحاديث ويقضون فيه اسعد الاوقات دون أي احتجاج او اعتراض من متشدد أو متزمت يغتاض من جلساتهم العائلية الاخوية دون وضع حجاب... فكن النساء يجلسن سارحات الرأس سافرات مع أن معظمهن من الفضليات والشخصيات الاجتماعية المعروفات انذاك ومن الطبيبات والمحاميات والمهندسات والمدرسات ومعظمهن مسلمات واشتهر العديد منهن في ريادة الحركات النسائية ونشر الوعي الثقافي والعلمي  أو نساء المسؤولين الكبار في الدولة...  مؤمنات بان الاسلام في الجوهر وليس في المظهر...

فالتشرنق ليس دائما دليل الفضيلة والخلق الرفيع  والسفور ليس دائما دليل الفساد .. هناك فرق بين السفور وبين الخلاعة والتعري والاستهتار ..والكثيرات من رواد النادي الالمبي قد قمنا بقيادة العديد من الجمعيات النسوية النهضوية  ورفعن من المستوى الاجتماعي الحضاري والتقدمي داخل المجتمع العراقي  الى مصاف ارقى الدول الاوربية في مضمار التطور  وكان لهن الفضل الكبير في التخلص من العباءة السوداء التي كانت تلف النساء العراقييات فيضهرن كاشباح  منذ عصر التخلف العثماني وحتى النصف الاول من القرن العشرين وفي بغداد والعديد من المحافظات العراقية...  ونشرن السفور وخرجت المراة الى الحياة وفعلن كل ذلك بمنتهى الاخلاق والشرف والفضيلة والادب بانتزاعهن ما كان يفرقهن عن اخوانهن الرجال ويحط من كرامة المراة وهو ما فعلته والحق يقال الحركات الاشتراكية التقدمية التي انتشرت في العراق فترة من  الزمن واستطاعت أن تخلق ثقافة اجتماعية ووعي شعبي عارم غير أنها اجهضت صبيحة الثامن من شباط للاسف الشديد وجاءت الرجعية والخيانة لتحكم البلاد بالنار والحديد وقضت على كل ما وصل اليه العراق من تطور وتقدم   ..  ما عجزت عن فعله اليوم المتشرنقات اللواتي ساعدن في اضافة تخلف اخر اكثر عنفا لما خلفه البعث في حينه... بعد أن  حققت المراة في الخمسينات من القرن الماضي معظم حقوقهن فاستطعن اقتحام كل مجالات عمل الرجال فكان النادي الالمبي اضافة لكونه نادي رياضي فقد كان مركز اشعاع وتنوير للعديد من الشرائح الاجتماعية من خلال الندوات والمحاضرات والاحاديث التي كانت تدور بين الرواد من كلا الجنسين ...ولو بقيت الاوضاع على ما كانت عليه وهي سائرة في مجال التطور قبل أن يتلقفها الاحتلال  باتكاسته التي خربت كل ما بني قبل سيطرته على البلاد لاصبح العراق اليوم قبلة الانظارغير انه انتكس بما جرى وحل به ولا زال واصبح النادي الالمبي العتيد الذي كان يشار اليه بالبنان  مهزلة ومركز للشراذم ومقرات اعتقال في صبيحة الثامن من شباط 1963 حيث اعتقل فيه جميع الشخصيات المثقفة واصحاب الشهادات العالية من اساتذة الجامعات والسيدات الفا ضلات وقد كان احد حراسه البعثيين احد السياسيين الكبار الذين جاءوا  بعد الاحتلال اذ اعتقل حتى مدرساته اللواتي درسنه في مدرسة ....... ولم يتمسك بالمثل القائل((( من علمك حرفا ملكك عبدا))) بل اصبح فرعون عليهم.......  فخرب ذلك النادي واصبح بؤر فساد واجرام بعد أن كان مركز اشعاع ونور وملاذا لطيفا لهواة الرياضة والمتميزين فيها يلعبون به شتى لعبهم الرياضية ويجلسون يتسامرون ويقضون فيه اروع الاوقات بكل حشمة ووقار واحترام متبادل بين جميع الزوار واستطاع ان يخلق نهضة تربوية واجتماعية ورياضية على اعلى المستويات ...  

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا