جحا وصفقة الاسلحة الروسية 

 

المحامي يوسف علي خان

 

ركب جحا الحمار ومشى ابنه راجلا انتقدوه.... ركب ابنه ومشي جحا راجلا انتقدوه.... فحمل الحمار على ظهره فسخروا منه وانتقدوه.... فهل هناك حالة يفعلها جحا حتى يرضي عنه المعترضون ويكفوا عن الانتقاد .. فعندما امتنع المالكي عن شراء الاسلحة الثقيلة الستراتيجية انتقدوه وقالو هل يجوز أن يترك البلد دون سلاح فعال... فاتفق مع الامريكان على توريد السلاح فماطلت امريكا ولم تزود العراق بغير الرشاشات الخفيفة وسيارات البيك اب وبعض الطائرات المروحية رغم مضي اكثر من عشر سنوات واتهموه بشتى التهم وبتواطئه مع الامريكان وإنه لا يريد تسليح العراق استجابة لرغبة ايران... ..فتوجه الى اوربا وجاء ببعض الاسلحة منها فاتهموه بشراء اسلحة قديمة من مخلفات الحرب العالمية الثانية فتوجه الى روسيا واتفق معها على شراء السلاح الثقيل فاشاعوا بان هناك غش وتدليس ورشاوي وكومشنات تقاضتها هيئة التفاوض التي رافقته .. فماذا يريد المعترضون وما هي اهدافهم من كل هذه الاعتراضات وهل هو الحرص على العراق واموال العراق وهم الذين سبق ان نهبوا مليار وربع ثمن شراء السلاح واختفى اللصوص مع المبالغ وسكت الجميع وخرج علينا احد الكبار على شاشات التلفزيون  ليقول لو صح ما يدعون فاليحاكموا السارق مع انه قد سافر السارق بما حمل الى خارج العراق... فهل بالامكان القاء القبض عليه والمثل يقول (( حرامي الماتلزمة كم عصا تضربة ))  ؟؟؟؟؟؟؟ ...... ثم هناك الاخرون مما لا يريدون أن يحصل العراق على الاسلحة الثقيلة الكفوءة غير الرشاشات الخفيفة مثل الكلاشينكوف مع انهم يمتلكون جميع ما خلفه صدام واستحوذوا عليه من اكثر من ثلاثة الاف دبابة جديدة وصالحة للاستعمال والفي مدفع بعيد المدى واختفت وليس هناك من يتجرأ ويسأل   أاين هي وهل لبست طاقية الاخفاء واختفت في غياهب الجب... ولا تتجرأ أي وسيلة اعلام من الحديث عنها أو الاشارة اليها (( والمعنى في قلب الشاعر )) مع انها بمليارات الدولارات ..ثم على فرض صحة حصول دفع الكومشن كما يشاع الذي قبضه بعض اعضاء التفاوض فهل هم اول من يقبض مثل هذا الكومشن.... فالعديد من السياسيين اشيع بانهم قد قبضوا الكثير من الكومشنات من اضخم الشركات عن اضخم الصفقات ولمختلف المواد ومن كل الكتل والاطياف على مدى عشر سنوات ... فهي ليست اعجوبة او مستثناة .... ثم هل ان هؤلاء المتهمين بقبض الكوميشن بحاجة الى هذه المبالغ التافهة التي مهما بلغت مقاديرها فهي لاتوازي ما يحضى عليه بعض السياسيين من منافع بمليارات الدولارات عن طريق الشركات والمقاولات وايجارات العمارات  وبسرية ودون فضيحة او انكشاف...مقابل مبالغ بالامكان الحصول عليها بوسائل اسهل دون ضجيج .... فهل يورطون انفسهم بامور عرضة للكشف والافتضاح؟؟؟ ثم هل يحق للحرامي أن ينتقد حرامي مثله على فرض صحة الادعاء ؟؟؟ والمثل يقول ((( إذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجارة )))...فقد لهط السابقون اكثر بكثير مما لهط الحاضرون ألا يتذ كر المعترضون  مبلغ المليار والربع الذي خصص لشراء السلاح بصفقات سابقة فإنزل في الجيوب ... أم انهم عن ذلك ساهون؟؟؟ ولكن الشعب لن ينسى ولن ينسى وسوف يطرح الحساب يوم الحساب... ألا يشاهدون ما يجري في مصر من محاسبات ؟؟؟ اوليس من مصلحتهم أن يسكتون ...؟؟؟ ثم فمهما يقال من قال وقيل فإن صفقة الاسلحة الروسية مهما شابها من اشاعات وما دار حولها من شكوك فهي خطوة صحيحة وسليمة فالعراق بحاجة ماسة الى السلاح وقد احجمت امريكا عن تزويده وما طلت ولا زالت تماطل وسوف تبقى تماطل لانها لا تريد أن يكون للعراق أي سلاح ستراتيجي يمكنه بواسطته الدفاع عن ارضه ونفسه فقد جربنا الامريكان فخذلونا فالنجرب الروس لعلهم ينصفونا ويصدقونا وقد سبق ان جربناهم في زمن عبد الكريم واوفوا بالعهد وارسلوا لنا احدث الاسلحة وكذا الحال تم في عهد البعث فهم مستعدون ان يبيعوا بضاعتهم لانهم بحاجة الى المال ولديهم سلاح كثير ولكن فقط على الهيئة المفاوضة أن تكون نزيهة وتشتري الاسلحة الحديثة والمتطورة.... فحقيقة  قصة الكوميشن تثير الشكوك فالمعروف بان الشركات المنتجة للبضاعة الجيدة ليست بحاجة لدفع الكوميشن والرشاوي للمفاوضين إذ ان بضاعتهم مرغوبة ومباعة ولها زبائن كثيرون يتلهفون لشرائها... وهي لا تدفع الرشاوي إلا مقابل تصريف ما كسد وبار ولم يباع من البضاعة فتدفع للمشتري المغريات كي يتقبل هذه البضاعة الكاسدة او الفاسدة كما حصل في مصر في فضيحة الاسلحة الفاسدة التي اشتراها الملك فاروق فقتلت الجنود المصريين وتفجرت عليهم بدلا من ان تقتل الاعداء الاسرائيليين.... فالاتهامات التي تطلق على هيئة التفاوض فبإمكان المالكي ان يتحقق من صحتها بان يرسل هيئة ثانية وثالثة من النزيهين والعراق لايخل من الشرفاء فهم لا زالوا موجودين  للتأكد من سلامة الصفقة وجودتها وقيمها واسعارها الحقيقية وهو امر بسيط جدا ... أما نفس موضوع شراء الاسلحة فهو اجراء ضروري وكان يجب ان يتم منذ زمن بعيد... لكن للاسف بعض المعترضين سرقوا الاموال وغادروا العراق((( بالجمل بما حمل ))) والان نجدهم يعترضون .. فهل يريدون ان يبقى العراق مجردا من وسيلة دفاع عن نفسه وقد سحق الامريكان بعضها وسرق الاخرون جلها وهي لازالت في الحفظ والصون .. في الوقت الذي نجد العراق محاط بالاعداء حتى من بني قومه ..  يستدل من كل ما تقدم بان المعترضين والمتشككين في صفقة السلاح الروسي هو ليس الحرص على اموال العراق فهو امر مستبعد من جميع الجهات المعترضة والتي تتهم بعض المفاوضين في هذه الصفقة بل هي من اجل اهداف خفية فهي في الحقيقة تعترض على اصل الصفقة... فلاتريد ان يشتري العراق سلاحا كي يبقى ضعيفا فتكون في مأمن منه كما تعتقد.... ولا ادري اذا كانت تحسب نفسها جزء من الشعب العراقي فلماذا هذا الخوف والسلاح يشترى لحماية كل العراقيين من جميع الاطياف  داخل جميع حدوده... فليس هناك مبرر للخوف بل على العكس فالمطلوب ان تشجع الصفقة فهي لها ولحمايتها كما لكل العراقيين .. وهي جزء منهم .. اما اذا كانت نواياها الخفية غير ذلك فهو امر خطير .. وهناك مؤشرات على سوء النية بما جرى حول صفقة الطائرات الفانتوم الامريكية التي اعترض عليها الكثيرون وهم يعلمون تماما بانها مجرد كذبة وخدعة امريكية و مماطلة وتسويف من الجانب الامريكي وانهم لايسلمون الطائرات كما وعدوا إلا بعد عدة سنين إن صدقوا في وعودهم ولربما ليس في نيتهم تسليمها الى الابد .... مع ان الطائرات مكدسة بالالاف في ساحات امريكا وفي كل مكان من اراضيها ومعسكراتها المنتشرة في انحاء العالم .... وبامكانهم تزويد العراق بمائة طائرة منها وعلى الفور.... غير أنهم يريدون استلام اقيامها كي يبتلعوها ويحرموا العراق من شراء الطائرات من مصادر اخرى وهكذا يبقى العراق طول الوقت ذليلا خاضعا لوعود الامريكان العرقوبية... وهو ما برسخ اهداف اصحاب النوايا السيئة من هم في الداخل او من الاشقاء العرب المحبين والجيران المتربصين ...فالجميع متفقون ضمنا على ابقاء العراق على ما هو عليه من الضعف والهوان ((( فاين انت يا عبد الكريم كي تنقذ العراق من الذئاب والضباع وابناء اوى اللعين ))) فالمعترضون ينفذون ارادة امريكا في منع العراق من التسلح فهل سيكون بامكان المالكي اجتياح كل هذه الوحوش الضارية العميلة للامريكان من منتسبي فرسان مالطة .. وهل لديه اموال مكتنزة يمكنه بها دفع اثمان هذه الصفقات لان الروس يريدون الثمن فورا .... ام ان كل تلك المليارات قد ذهبت ادراج الرياح واختفت الى غير رجعة... وبذلك فسوف يضطر لاخذ موافقة البرلمان وهنا تكمن عقدة العقد حتى من اعوانه المتألف معهم فلا ايران توافق على تسليح العراق.... فتحرض اعوانها في المحلس على الرفض ولا الامريكان يوافقون على شراء الاسلحة من غير مخازنها وسوف تحرض اعوانها الكثيرون وسوف يقع المالكي بين حيص وبيص..... وهل كل هذه الصفقة المزعومة  هي مجرد مناورة من المالكي  لتحسين صورته امام الشعب اذ هو يعلم تماما بان ليس هناك في المجلس من سوف يمنحه الضوء الاخضرويوافق على الصفقة وتخصيص الاموال لها .... فيظهر نفسه كونه هو الوطني الوحيد وانه قد حاول لتقوية العراق وتسليحه  غير ان الاخرين عارضوه ورفضوا محاولته في تسليح العراق  .. فالعلم عند الله هو العالم في السرائر.... وبامكان اعضاء المجلس ان يوافقوا على الصفقة فيحرجوا المالكي وتظهر حقيقة نواياه إن كان هو فعلا يرغب بتسليح العراق ام كونها فعلا مجرد مناورة .... فتتحسن صورالسياسيين امام الشعب العراقي وبذلك يخلقون لانفسهم فرص جديدة لانتخابهم في الدورات القادمة .. وبنفس الوقت يثبت الخائفون والمتوجسون والقلقون بانهم عراقييون يحبون العراق ويعتبرون انفسهم جزء لا يتجزأ منه ويعود التصافي من جديد وهو ما مطلوب من الجميع اما اذا بقت المواقف على ما هي عليه فالعراق سائر لا محال الى الهاوية ومعه الجميع ايضا .. فالتشبث بالتشكيك وباتهام الهيئات المفاوضة هي مجرد حجج ومحاولة للتسقيط المكشوف الذي قد فهمه الشعب العراقي وعلى الاقل النخبة المثقفة منه وهي ذات تأثير كبير وقد يكون بامكانها أن تقلب الطاولة على المخربين المشعوذين الذين يريدون تدمير العراق وابقاءه في ساحة الفوضى وعدم الاستقرار مجرد من كل وسيلة حماية له فدولة بدون سلاح لاتستقيم !!!

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا