<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان لماذا يخسر فريق كرة القدم العراقي بشكل دائم

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

لماذا يخسر فريق كرة القدم العراقي بشكل دائم

 

 

يوسف علي خان

 

لعبة كرة القدم هي فن كبقية الفنون الاخرى مثل الرسم والموسيقى والنحت وغيرها لاتختلف عنها باي شيء على الاطلاق ... ولو بحثنا في حياة الفنانين المبدعين واطلعنا على مسيرة حياتهم الفنية لاكتشفنا بان الموهبة التي يتمتعون بها والتي اوصلتهم الى تلك الشهرة التي عرفوا بها وانتشر صيتهم بفضلها بين الناس لم تكن كافية لوصولهم الى تلك المكانة الرفيعة داخل مجتمعهم او في العالم اجمع .... بل إن مممارساتهم وتدريباتهم المستمرة والمكثفة والتي لم تنقطع حتى اخر لحظة في حياتهم او الى نهاية توقفهم  عن الانتاج... هي السبب في تفوقهم واكتسابهم تلك الشهرة وتلك القدرة على الابداع .. فمن دون الممارسة الدؤوبة المتلاحقة سوف لن تتطور قدراتهم... بل إن انعدمت الممارسة  فسوف تبقى كل تلك الموهبة مركونة في ادمغتهم راكدة حتى تغيب مع غيابهم في موتهم ولا تبرز للعيان ويبقى صاحب تلك الموهبة مجرد انسان مغمور لا يعلم عن موهبته هذه احد... فيولد مغمورا ويعيش مغمورا دون أن يقدم لامته ومجتمعه نتاج تلك الموهبة المخزونة والتي لم يعرف كيف يستغلها ويوظفها لخدمة نفسه باعتبارها ثروة ذاتية قد تكسبه الشهرة وتدر عليه اموالا طائلة كما وجدناها عند العديد من المشاهير ...فلا عب كرة القدم مثله مثل أي فنان اخر لا تكفيه الموهبة او ما يتلقاه من دروس اكاديمية ومحاضرات في اسلوب وطرق هذه اللعبة من مدربيه إن لم يواكبها التمرين المتوالي المضني دون انقطاع.... فالتمرين والممارسة هي اساس كل خبرة وكفاءة يحصل عليها اللاعب لكي يحقق الفوز في ساحة المعركة مع خصمه في اية مباراة ويكون ندا قويا له والخبرة لا تتكون إلا بالممارسة الحثثيثة دون أي تهاون او تقاعس ...فقد ظهر على شاشة التلفزيون قبل عدة سنوات احد مدربي الفرق العالمية لكرة القدم التي فاز فريقه في احد المباريات على كأس العالم... وقال جوابا على سؤال من مقدم البرامج .. إن سبب فوز فريقي هو التمرين المستمر حيث كنت اقسم اللاعبين الى فريقين واجري لهما مبارتين يوميا تفصل احداها عن الاخرى استراحة لا تتجاوز الساعتين ومهما كان البعض يتذمر ويبدي التعب والارهاق فلم اكن استمع اليه واهدده بالفصل إن لم يستمر حتى اصبح فريقي بهذه الكفاءة التي مكنته من الفوز المؤزر .. فقد صدق ذلك المدرب الذي كان يدرب ابناء بلده ولم يكن اجنبي عنه وهكذا كانت تستمر الحالة يوميا دون كلل او ملل او توقف حتى موعد المباراة الحقيقية بين الفرق فيحصل على نتيجة الفوز بجدارة بفعل قدراته وكفاءاته العالية ... اما مدربينا والمشرفون على لعبة كرة القدم من اعضاء الهيئة الادارية فتجدهم يتحججون بفشلهم المستمر  بعدم كفاية الاموال المخصصة او بعدم وجود ساحات لعب جيدة او انهم لعبوا في ساحات غير ملائمة وغيرها من الحجج الواهية الغير صحيحة وليس لها ذلك التأثير الذي يحدد نتيجة اللعبة... فالخسارة تقع على اللاعب في ساحة المباراة وضعف كفائته وقلة خبرته على المناورة الصحيحة فيتفوق عليه الخصم المدرب تدريبا جيدا وصاحب الخبرة العالية واللياقة البدنية الممتازة .. فينطبق عليه المثل الذي يقول (( المايعرف يرقص يقول الكاع عوجة )) فاللاعب المتمكن لاتهمة الارض إن كانت(( عدلة ام عوجة)) .. فالشاعر الفطحل لا يهمه ان يكتب ابيات شعره على أي نوع من الورق الابيض او الاسمر او كان قلمه حبر او رصاص فالعبرة بقدرته على نظم الشعر ورفعة معانيه وحبكة كلماته ووزنه وهكذا الحال بالنسبة لجميع الفنانين من الادباء والروائيين والرسامين والموسيقيين .. فاعرف موسيقيا ملحنا لحن اروع الالحان التي غنى له العديد من المطربات والمطربين المشهورين لحن كل تلك الالحان على عود قديم مهلهل قد اكل عليه الدهر وشرب لكنه قدم اعظم الالحان كما اني لا زلت اذكر صديقى الفنان العالمي عامر المحاويلي  الرسام المبدع حينما كنا نجلس في احد النوادي ونحن شبان صغار فوجد حائط النادي الذي كان يزيد طوله على العشرة امتار فامسك بقلم الفحم ورسم منظرا رائعا عليه مستغلا عدم وجود الكثير من الزوار الذين انبهروا برسمه وصادف ان كان احد المسؤولين الاجانب من بين الجالسين فجاء وصافحه بعد أن توقعنا التوبيخ من قبل الادارة فاطرى عليه ذلك المسؤول اطراءا عظيما وعرض عليه ارساله الى الخارج لاكمال دراسته حيث لم يكن عامر انذاك سوى خريج الاعدادية .. فسافر فعلا واصبح احد الرسامين العالميين في ذلك الوقت وكان سبب قدراته الفائقة وعبقريته هو التمرين الدائم... إذ كان خلال جلساتنا يمسك بالقلم والورق التي لم تكن تفارقه ليرسم ما يشاهده امامه حتى اصبح بهذه الكفاءة العالية ..فلا عب كرة القدم كذلك لا يعيقه نوع الساحة أو جو المكان أو تأثير المشجعين كما يدعي المرجفون من المعلقين إذا كان ذو مهارة وكفاءة عالية .. فالتدريب والممارسة المستمرة من خلال مباريات تجرى بشكل متواصل يوميا كي تصبح لديه الخيرة  والكفاءة من خلال الموهبة المختزنة في دماغه هي التي تجعل منه لاعبا ماهرا ... فاجتماع العاملين  هما الذان يخلقا اللاعب المتمكن والمقتدر على مواجهة الفرق القوية والفوز عليها .. فليست هذه التدريبات العقيمة التي يجريها مدرب اجنبي لبعض الوقت ويقبض الملايين ولا يهمه اللاعب العراقي بل ولا يهمه العراق برمته فمهما يكن(( فزيكو)) يمكنه أن يكون حريص على فريق برازيلي غير انه لا يعقل ان يكون حريص على فريق عراقي لا تربطه به اية رابطة او مشاعر او احاسيس تدفعه لدفع الفريق العراقي الى النصر وهذه حقيقة لا يجوز تجاهلها... فالمثل يقول (( ما حك جلدك مثل ظفرك فتولى انت جميع امرك )) فيجب أن يعين مدرب عراقي اصيل  كفوء لا يكون قد عين لا نتمائه العرقي او الطائفي بغض النظر عن كفائته وخبرته بقواعد اللعبة واصول التدريب فمثل هذا المدرب الجاهل  لايمكنه ان يخرج فريقا جاهزا ومقتدرا على مواجهة الفرق الاخرى ... فالنظام الرياضي في العراق نظام فاشل هو الاخر .. فعلى الحكومة أن تعين هيئة مشرفة نزيهة وكفوءة ومخلصة  على فريق كرة القدم لكي تعين هي بدورها مدرب عراقي متمكن متخرج من المعاهد العالمية الاجنبية يدرك بان اساس الفوز هي الممارسة والتدريب الصحيح .. وعليه الضغط على الفريق بتدريبات شبيهة بما قام بها المدرب الاجنبي الذي ذكرته والذي كان يقسم فريقه الى قسمين ويقيم لهما مبارتين بينهما يوميا ففاز بكأس العالم أما إن بقينا على زيكو وبيكو من الاجانب فسوف نكون في خسران دائم ونسير الى الحضيض كما هي احوالنا الاخرى في هذه الايام والتي يسيرنا فيها الاجانب من كل جانب ...!!!!

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا