%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال لا للخصخصة لا للفيدرالية لا للعولمة والتبعية |
|||
---|---|---|---|---|
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين |
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |
سيناريو الانتخابات في مجالس المحافظات
يوسف علي خان
لقد وجدت من المفيد بمناسبة الالحاح على اجراء انتخابات المحافظات الضرورية جدا.... جدا .....جدا للشعب.... ان اضع سيناريو مبسط لما قد يحدث في بعض مجالس المحافظات كي يتنبه الناس الغافلون الذين لا زالوا يحلمون بتحسن احوالهم وتحقق امنياتهم في العيش الرغيد على ايدي مجالس المحافظات المباركة بما (( س)) يقدمونه لهم من خدمات من سكن ومدارس منفردة ومستشفيات تتوفر فيها جميع الاجهزة الحديثة وكهرباء يسطع نوره ليل نهارمجانا وهواء عليل مليء بالاكسجين ينعش القلوب ويهديء النفوس فيتنفسوا الصعداء بعد عوز وفقر وكبت وحرمان عانوه خلال عهدين عاشوا فيهما باسوأ حال فهيأ الله لهم في نهاية المطاف مجالس محافظات يتقدم المواطنون تطوعا لانتخاب اعضائها لكي يحققوا لهم كل ما يحلمون به بل وحتى ما لا يحلمون به من فرص عمل وشقق سكنية قد انجزتها الشركات الاستثمارية رية رية رية .... التي تعاقدوا معها منذ اكثر من ثلاث او اربع سنوات فوفرت لكل شاب شقة سكنية منفردة فاخرة ورخيصة يجد فيها الراحة مع زوجته الشابة التي تزوجها منذ عشر سنوات ظل فيها طيلة تلك الفترة محصور في غرفة صغيرة في بيت ابيه ينتظر الفرج .. اوكان قد دفع القسط المحدد مقدما التي طلبته الشركة المستثمرة منه لسد نفقات بناء الشقق وهو لازال في حلمه الجميل عائدا من عمله الذي وفره له مجلس محافظته في احد المصانع العديدة التي انشأها مجلس المحافظة بما خصص له من اموال .. كما وفر له المجلس سيارات نقل متقاطرة لاتتوقف لحظة ودون انقطاع.... لنقل الاولاد الى مدارسهم ذهابا وايابا باسعار رمزية وهيأوا لهم ملاعب واندية ترفيهية تجد فيها العوائل ما لذ وطاب من الانعام والمرطبات برخص التراب يستطيع ان يردها افقر الناس واضعفهم حالا إن كان قد بقي فقير... فقد اضحى الجميع اغنياء بفضل فرص العمل المتوفرة وارباح مبيعات النفط المائة دولارالمخصصة لكل مواطن التي يغدقونها على ابناء الشعب في نهاية كل شهر.... وغيرها من الانجازات التي لا تعد ولا تحصى.. والمشاريع الهائلة التي اقامتها مجالس المحافظات خاصة النافورات التي كلفت الملايين من الدو لارات... لان الشعب قد توفرله كل شيء فلم يعد بحاجة إلا الى النافورات حتى تكمل سعادته... ثم ابتنى له المجالس المطارات في المحافظات حتى يستطيع المواطن العاطل عن العمل او الذي يتقاضى 300 الف دينار شهريا من قيامه بالسفرات السياحية حول العالم للترفيه عن نفسه وعائلته فهي اهم شيء بالنسبة للمواطن حتى لو كان جيبه خاويا ... ..أليس كذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.!!!!!!!...والبنايات الحكومية الجديدة الفخمة مثل ابنية المحافظات التي كان بالامكان بكلفها أن يبنى مئات الشقق السكنية فهل الشعب بحاجة الى بناية محافظة على اخر طراز... ولا ادري هل كلما كانت بنايات المحافظات افخم تنجز معاملات المواطنين بشكل اسرع أم انه بحاجة الى دار تأويه .... والشوارع النظيفة التي تشع بنورها كاشعة الشمس في وضح النهار والمرافق الصحية المتوفرة لمن يتضايق وهو يتسوق او يسير في احد الشوارع ويحتاج الى المرافق فيجدها في كل زقاق ومنتشرة بين الاسواق ومتوفر فيها كل المستلزمات الضرورية حتى الكلنس والمغاسل والصابون وجدرانها سيراميك... فلم يعد بحاجة للبحث عن مسجد او جامع مفتوح فلا يجده إلا مغلق حتى يحين وقت الصلاه .. وباصات مصلحة نقل الركاب في جميع المحافظات تنقل الناس كما هي في بغداد وبكل يسر فتعوضهم عن الباصات الاهلية المهلهلة المترنحة الوسخة التي يضطر اصحاب المصالح والطلاب ركوبها صباح كل يوم وما يسمعونه من كلام بذيء من السواق ومساعديهم من (( السكنية )) الذين يجبون الاجور المرتفعة فيأخذون الورقة النقدية ولا يعيدون الباقي لعدم وجود الفكة كما يدعون... أو ما قد يضطر البعض منهم الى سيارات الاشتراك الشهرية المرهقة الباهضة الاجرة لارتفاع سعر البانزين والكازولين المفقود الموجود ونحن على ابواب الشتاء ... أي المفقود بالسعر الرسمي والموجود بالسعر الكيفي الذي يتجاوز فيه سعر اللتر الالف دينار ... وشركات الاتصالات المنتشرة التي قد ارهقت المواطنين باجورها العالية مع خدماتها السيئة ولا حسيب عليها لكون البعض شريك فيها .. وهكذا تسير الاحوال من جيد الى احسن داخل المحافظات... بهمة اعضاء المجالس وجهدهم الذي لا يفتر في سبيل مصلحة المواطن والسهر على راحته وتوفير الخدمات... وبغض النظر عن عصابات الاتاوات الشهرية المنتظمة ومن لا يدفع فمصيره معلوم.... وعمليات الخطف والسلب والاغتيال المستمرة على قدم وساق واصوات الانفجارات كانها موسيقى بيتهوفن .... واعضاء المجالس في اجتماعات حثيثة وصراخ و احتجاج فكل شيء على ما يرام ...والحكومة المركزية منشغلة داخل الحدائق الخضراء في المناقشات والمفاوضات .. أما صاحبنا الموظف البسيط الذكي والمحظوظ الذي يعمل بعقد في المجلس يمسك بحسابات المصروفات وهو من اصحاب الشهادات العالية الحقيقية والخبير في الاقتصاد و مسك السجلات... فقد يطلع على ما يفعله بعض اعضاء المجالس مثلا ويكتشف الا عيبهم فيسكت عنها بل ويشجعها وهو يراقب الامور بكل دقة ويسجل المخالفات ويخفي الوثائق والمستمسكات التي تدينهم ثم يبدأ هو الاخر بالنهب اسوة بالاخرين مستغل الفرص ... فيتولى جميع العقود والمقاولات والمشتريات لمصلحته حتى يعوض عن راتبه الصغير الذي لا يكفيه لاعالة عائلته فيصبح بعد سنة او يزيد من اصحاب الملايين ويبني لنفسه قصر منيف ويشتري احدث السيارات .. فان اعترض عليه عضو من الاعضاء شهر في وجهه الوثائق والمستندات فيسكت العضو خوفا من الفضيحة واكتشاف الصفقات وتستمر هكذا الامور ولا انجازات ولا مشاريع ولا خدمات .. والشعب ينتظر الانتخابات عسى ان تأتيه بالمعجزات من مجالس المحافظات.... فيذهب شبعان قد ملأ حقائبه كي يأتي جوعان ومعه حقائبه الفارغة وتضيع القلة النزيهة من الاعضاء في معمعة المنتفعين... وهكذا تستمر الحياة وهيئة الانتخابات الجديدة تستعد.... والمرشحون يقترضون الاموال للجولة القادمة عسى أن يسددوا ما يقترضونه من ملايين خلال شهر او شهرين والله الموفق... والشعب يذهب للتصويت مثل الغريق الذي يتشبث بقشة وقد لا يجد حتى القشة بعد الانتخابات .. فهو مسلسل يحتاج الى عادل امام فهو اقدر من غيره على تمثيل المسلسلات فاسرعي ياهيئة الانتخابات لانتخاب مجالس المحافظات فالشعب على احر من الجمر لاستقبال الوجبة الجديدة... فالمواطنون لا يريدون ان يستفيقوا من الاحلام ...!!!
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|