<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان الخطط الامبريالية في السيطرة على المنطقة

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

الخطط الامبريالية في السيطرة على المنطقة

 

 

يوسف علي خان

 

لقد قرر الغرب من اجل حماية نفسه وبقاءه في عنفوانه وقوته وحجمه الدولي الكبير وتفوقه على العالم اجمع ان يتفق فيما بينه ويضع استراتيجية معينة ثابتة مبنية على الاسس التالية

1- تجزأة الدول الحالية الى اصغر كتل ممكنة وتقسيمها وفق تنوعات عرقية او دينية او طائفية

2- منع تطورها وتقدمها علميا وثقافيا واغراقها في الجهل والامية قدر الامكان ومقاومة اية محاولة داخلية من قبل بعض القادة او المنظمات بشراء ذممهم باغراءات متنوعة لصرفهم عن المحاولة او ابتزازهم او القضاء عليهم عند فشل كل المحاولات

3- منع قيام أي صناعة متقدمة في بلدان العالم الثالث خاصة الثقيلة منها والستراتيجية والسماح لها فقط ببعض الصناعات التكميلية الخفيفة التي قد تكلف  الدول الغربية  كلف يمكن الاستغناء عنها او انها ليست ذات جدوى اقتصادية بالنسبة لهم أي للغرب .. كي تكون دول العالم الثالث بحاجة ماسة مستمرة للصناعة الغربية لتصريف جميع ناتجها الكبير المكدس في مخازنها والتي قد تسبب لها كسادا اقتصاديا كما حدث في بعض الاحيان وبالاخص المنتجات الرديئة التي لا تلقى رواجا في بلدانهم

4-انتزاع جميع الموارد الاولية والثروات الطبيعية وخاصة النفط والمعادن الثمينة الغير متواجد مثيل لها في بلدانهم او ما يتواجد لديهم  لا يسد احتياجاتهم الصناعية  كي تستمر تلك البلدان بفقر مدقع وفاقدة لمكنونات بلدانهم عن طريق ربط البلدان بامتيازات وعقود طويلة الاجل يبرمها الخونة من الحكام

5- خلق الصراعات المستمرة وعدم افساح المجال لايجاد فترات استقرار واشغالهم بشكل متواصل بهذه الصراعات المتنوعة

6- الاستفادة من بؤر الخلافات وتبنيها وتجسيدها وتضخيمها واثارتها على شكل فتن عرقية او طائفية او عقائدية دينية اوفكرية  او غير ذلك من التشبثات التي يمكن ان تجدها وتثيرها خلال الثغرات التي يمكنها احداثها بين الفصائل

7- خلق حالة من الخوف والرعب والفزع المستمر عن طريق اشخاص او منظمات خفية تلبسها مختلف انواع اللبوسات وتحاول تغيير جلودها واقنعتها من وقت لاخر كي تخلق حالة من الضعف والقنوط والاستكانة في نفوس الشعوب داخل بلدانهم وقد ادى هذا الاجراء دورا مهما في احباط الشعوب وعدم قدرتهم على العمل

8- انتزاع القيم الاخلاقية والعرفية المتوارثة وأشاعة ظاهرة الخنوثة المتعمدو بين الشباب  ومحاولة نشر قيم غريبة ونشرها كصور من اشكال الفساد الاخلاقي لانتزاع مشاعر الغيرة والكرامة  والانفة والاباء  وهي القيم التي تكون الشخصية الذاتية للانسان وتجرده عن ادميته وانتمائه الوطني او العرقي او الاجتماعي

9- تهجيرالعقول الذكية والمتميزة والمتفوقة من مواطنها واستقبالها في البلدان الغربية  بمختلف المغريات وعدم السماح لها بالبقاء في مواطنها الاصلية  لتقديم خبراتها وكفائتها لبلد انها... ثم منع بعد ذلك من يريد العودة لخدمة بلده بعد نيله الشهادة العالية التي حصل عليها في البلدان الغربية وتصفية من يصر على العودة واغتياله إذا اقتضى الامر

10- ضرب الدين الاسلامي وانهائه باعتباره العدو اللدود الحقيقي الذي يهدد التفوق  الغربي واستقراره ويعرقل خططه في السيطرة على منابع الطاقة النفطية  المركزة معظمها داخل المجتمعات الاسلامية المرتبطة ارتباطا وثيقا بالمركز الرئيسي للمسلمين وهي الكعبة المشرفة في مكة المكرمة التي لابد من تدميرها وازالتها من الوجود وهو المخطط الماسوني القديم .. ولكن القضاء عليه بشكل مباشر يكاد أن يكون مستحيل مع بقاء الدول الاسلامية المتعددة والمتمسكة به ولو انتماءا على الاقل   إن لم يكن عبادة وايمانا صادقا ... والذي سيقف بلا شك مدافعا ومستميتا عن هذا المركز الديني الذي يقدسه ببقاء هذا الزخم الشعبي الهائل واستمرار تواجد الدول الاسلامية الممتدة الاطراف شرقا وغربا فبوجود هذا المعلم الاسلامي الكبير الذي يتوجه اليه الملايين من المسلمين سنويا للتبرك به والفوز بالجنة باعتباره اهم الفروض الاسلامية واركانه الخمسة .. فلا بد للغرب من اجل القضاء على هذا الدين عليهم قطع الاذرع التي تدعمه وتدافع عنه وهي الدول الاسلامية باضعافها وتفتيتها واذابة المشاعر الايمانية فيها وازالتها بتشويه صور المقدسات او ايجاد البدائل لها في اماكن اخرى  ... وتسفيه المعتقدات ونشر الاكاذيب حولها كي ينصرف الناس عنها.... كذلك  خلق الانقسامات في صفوف المسلمين وزرع الفتن   والاكثار من المرجعيات والتنوع بالتفاسير لتشويش افكار المسلمين واغراقهم بالخرافات والخزعبلات البعيدة عن مقاصد الدين واهدافه  الانسانية.... فبتحقيق هذين الهدفين اضعاف الدول وتشويه الدين سيكون بالامكان قطع الاذرع المدافعة عن الاسلام فيسهل السيطرة على المنطقة ونهب مواردها ..

 .. فلو دققنا لما يحصل اليوم بعد ان اعلنت الادارة الامريكية التي تتزعم العالم الغربي في الوقت الحاضر بمشروعها (( الشرق الاوسط الكبير )) لرأيناها تطبق جميع هذه الفقرات بشكل ممنهج وبخطوات ناجحة .. بدأتها باسقاط الشاه في ايران واستيلاء التيارات الدينية الشيعية على الحكم .. حيث بدأت بعملية انزال فاشلة مقصودة حاولت ان تجعلها الشرارة الاولى لاشعال المنطقة .. فقد استطاعت أن تحرك صدام لمواجهة النظام الاسلامي الجديد باغراءات وعهود اكتشف زيفها فيما بعد... فقد ابدى استعداده لتنفيذ هذا المشروع الخطير ولكنه ومهما حاول خلال الثمان سنوات التي حاول خلالها اسقاط الحكم الديني فقد فشل من اجل الفوز بالجائزة التي وعدته بها الادارة الامريكية غير انه لم يستطع الاطاحة بهذا النظام وهو ما ارادته الادارة الامريكية في حقيقة الامر فهي لم تكن تريد اسقاط النظام الشيعي بل رغبت باضعافه فتحقق لها ذلك كي تجعله دائما في مواجهة الحكم السعودي السني وفقا للخطة المرسومة...  فقد نفذت عكس ما كان يطمح به صدام من مجد يسيطر من خلاله على المنطقة باسرها ويكون زعيمها الاوحد... وهو ما لاتريده الادارة الامريكية ولم يكتشف نوايا ها الخفية  لجهله وغباءه .. فهي كانت تدعم ايران بنفس الوقت الذي كانت تزوده بالسلاح لمحاربتها  ثم بدأت الادارة الامريكية بايجاد المبرر العالمي الذي يسكت أي اعتراض على ماتريد تنفيذه فهيأت الاجواء لاحداث سبتمبر ونجحت في هذه المرة ايضا... وبدأت بالتحرك للسيطرة على افغانستان واشاعة الفوضى فيها وقد تحقق لها ذلك... ثم انقضت على العراق واطاحت بصدام وخلقت كل الضروف التي ارادتها وفق البنود والاهداف المرسومة التي ذكرناها وبمساعدة العديد من اللدول العربية التي لم تتنبه هي الاخرى الى الخطة الامريكية ووقعت في فخها واعتقدت بانها بو قوفها الى جانب امريكا سوف تسلم وتكون خارج اللعبة والمخطط المرسوم... فخاب ضنها.... فاتجهت الخطة بعد تصفية العراق وافغانستان مباشرة الى الغرب العربي الافريقي  لابعاد الشبهات عنها بكونها تستهدف المنطقة فاشعلتها في تونس ثم اتجهت الى ليبيا فمصر واليمن والان في سوريا والخطة تسير على ما يرام ولا زال هناك من يعتقد بكونه بعيدا عن هذه النيران وفي منأى عن هذه الخطة الخبيثة غافلا او متجاهلا ولكنه سوف لن يسلم... فستصله النيران عاجلا وعن قريب ..فالاقتصاد الاوربي مهدد بالخطر والانتاج فيه مستمر وهو بحاجة الى اسواق وليس هناك خير من اسواق دول النفط الشرق اوسطية والتي بامكانها ان تستوعب كل منتجات الغرب .. فاذا اكتفت هذه الدول من المشتريات في وقت من الاوقات وإمتلأت اسواقها بالبضاعة الاجنبية .... اشعلت فيها الحروب كي تقوم بتدمير ماهو موجود كي تعيد البناء بتصدير المخزون من جديد وهكذا تمضي اللعبة طالما هناك الاطنان من المنتجات الغربية وهي في ازدياد مستمر ..فلا بد من القضاء على ما تمتلكه هذه الدول الغنية كي تستنزف اموالها وتسحبها اليها فتحقق الهدفين هدف الاضعاف وهدف التصريف .. لانه ليس هناك صناعة وطنية في هذه الدول الضعيفة تعوضها عن المستهلك لديها .. فتبقي دول المنطقة منشغلة بصورة دائمة في صراعاتها مع بعضها... وفي داخل حدود بلادها مع اطيافها وفرقها .. ولم يعد هناك فرص للعمل والانتاج في اجواء الخوف والرعب والفوضى بل وتدفع العلماء والكفاءات الى الهرب الى بلدان الغرب المستقرة كي يجدوا فيها احسن الفرص وهكذا تسير الامور ويبقى الشرق الاوسط بكل فصائله وشرائحه معرض للتدمير والتخريب ولن تكون هناك منطقة امنة بعيدة عن المخاطر حتى في الاماكن التي لا زالت ساكنة فهي تحاول أي امريكا ومعها الامبريالية العالمية أن تشعل فيها النيران ولكن خطوة خطوة .. فحتى كردستان العراق التي يعتقد الاكراد بانها لن تصلها النيران فهي قادمة اليها لا محال .. وسوف يحتدم النزاع بين الفرقاء والاحباب والحلفاء وتعم فيها الفوضى .. ومع ما يعتقده الكثيرون بان مثل هذا الكلام هراء  .. فكل سخيف سوف يصبح في يوم من الايام كلام حصيف .. فليس هناك من مستحيل كما قال نابليون إلا في قاموس المجانين... فالجميع عقلاء فليس بينهم مجنون.... فالحروب تحتدم بين العقلاء وليس بين المجانين وما سيحدث في كردستان سوف يحدث في ايران.... والحي منا سوف يرى و ينظر عن قريب .. وهو عين ما سيحدث في السعودية وعمان وستتساقط ابراج الدول التي فيها ابراج ....  فابراجها ليست اقوى من ابراج التجارة العالمية التي تهاوت خلال دقائق ولحظات .. فليس هناك موقع حصين فالعقول البشرية تستطيع ان تخترق امنع الحصون وامتن القلاع ..فكيف استطاعت طائرة حزب الله ان تطير فوق مفاعل ديمونة في اسرائيل وكيف تمكن السادات ان يحطم خط بارليف فكل ما يصنعه البشر يمكن اختراقه وتحطيمه من قبله .. فالخطة سائرة على قدم وساق وسوف تسقط امامها كل المباديء والقيم فحركة التاريخ في نشاط دؤوب واطماع البشرية لا حدود لها وهي مترسخة في النفوس وهي سبب كل هذا الخراب ...!!!   

 

31/10/2012

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا