كلمة رثاء للفنانة المبدعة عفيفة اسكندر

 

 

يوسف علي خان

 

ولدت عفيفة اسكندر في مدينة الموصل وفي محلة باب السراي في بيت شرقي  صغير مكشوف  يتكون من غرفتين حيث كان يعمل والدها في صناعة الاعواد واصلاحها كما تعلم عزف العود ايضا .. ونشأت عفيفة في ذلك البيت مع شقيقتها انطوانيت اسكندر التي غادرتهم الى سوريا حيث برزت كمطربة مشهورة هناك خلال الثلاثينات والاربعينات منن القرن الماضي .. ..

كما عمل والدها كعازف عود في احد ملاهي مدينة الموصل في شارع حلب في الموصل ضمن فرقة موسيقية وكان يشترك في اقامة بعض الحفلات للاعراس التي تقيمها بعض العوائل بصورة خفية ..

وقد اشتهرت الشقيقتان منذ صغرهما في حلاوة صوتهما وعذوبته حيث كانا يغنيان داخل الدار فيجلبا انظار الشبان الذين يتجمعون حول الباب لسماع اصواتهما وهن في سن الثامنة او التاسعة ما كان ذلك يثير المشاكل مع العوائل المسلمة التي كانت تجاورهما مما اضطر اسكندر لمغادرة الدار للضروف المتشددة في الموصل في ذلك الزمن وبقي دار اسكندر قائما في باب السراي حتى هدم في الستينات من القرن الماضي ليبنى بدله سوق ودكاكين اسأجرت لصاغة الذهب في الوقت الحاضر ...

ثم بدأت رحلة الفن في بغداد بالنسبة لعفيفة وفي دمشق وحلب بالنسبة لانطوانيت ... ومن المفارقات العجيبة أن معظم الفنانات والفنانين هم من اهالي الموصل ثم ينتقلن الى بغداد للتشدد الصارخ في هذه المدينة والاجواء الفسيحة في بغداد .. قد يكون هذا دليل على ان التشدد يفجر الطاقات في معظم الحالات فالرحمة والمغفرة لكل المبدعين والمبدعات ممن قدموا ويقدمون لشعوبهم ما عجز عن تقديمه الاغيار ...

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا