<%@ Language=JavaScript %> يوسف علي خان هل ستعود الحرب الباردة بين القطبين

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

هل ستعود الحرب الباردة بين القطبين

 

 

يوسف علي خان

 

ان احداث سوريا بدأت تغير قواعد اللعبة التي استمرت لاكثر من عشرين سنة بعد زوال الاتحاد السوفييتي على يد كرباتشوف وتفتت دول اتحاده التي نشأت  بعد نجاح الثورة البولشفية ونمت وتطورت من خلال مساعدة دول الحلفاء التي وقفت الى جانبها مضطرة خلال الحرب العالمية الثانية لاتحاد المصالح والاهداف في مواجهة الخطر النازي حتى اذا انتصرت في الحرب بهزيمة هتلر برزت الولايات المتحدة كقوة بديلة عن بريطانيا والدول الاوربية الاخرى وكادت ان تكون الدولة العظمى الوحيدة في العالم بانفرادها بامتلاك السلاح النووي لولا استطاعة الحكومة السوفييتية من الانتباه الى المخاطر التي ستحدق بها إن لم تعمل على للوقوف في وجه هذا البعبع الجديد وتمكنت من صنع قنبلتها النووية وتطويرها فوقفت في وجه الادارة الامريكية وحلفائها .. وازرتها في حينه الصين  في بداية الامر ورضيت  أن تكون تابعا للاتحاد السوفييتي موقتا من منطلق الفكر الشيوعي الذي طبقه ما وتسي تونك الذي انشغل في تطوير بلاده واصلاح بنيته التحتية فلم يقف متصديا للولايات المتحدة عسكريا وبقي في شبه حياد حيث اختلف في العديد من المواقف مع الاتحاد السوفييتي نفسه الذي اراد فرض الهيمنة عليه كبقية الدول الاشتراكية .... اما  القيادات الروسية التي رفضت ان تكون تابعا للادارة الامريكية...فقد انفصم عرى التحالف بينها فور انتهاء الحرب اذ ارادت ان يكون لها معسكرها الخاص بعد ان استولت اثناء تقدمها في ازاحة الجيوش النازية الغازية التي كانت قد استطاعت حصار العاصمة السوفييتية نفسها ثم تمكنت الجيوش السوفييتية من كسر الحصار والقيام بهجوم معاكس على الالمان ثم تقدمت تلاحق فلول الجيش الالماني  ... فبتقدمها احتلت العديد من الدول الاوربية مثل بولندا وجيكوسلوفاكيا والبانيا وهنكاريا ( المجر )  ثم نصف المانيا الشرقي  واقامت حكومات شيوعية في تلك الدول تخضع في حقيقتها لارادتها... وبذلك فقد تمكنت ان تصبح دولة عظمى بدأت تنافس الولا يات المتحدة الامريكية التي اعلنت نفسها وصية على العالم باطلاقها مشروعها السيء الصيت وهو مشروع مارشال وبدأت تفرض نفوذها من خلاله محاولة اختراق الحاجز الحديدي الذي فرضته الحكومة السوفييتية على مناطق نفوذها .. ومن هنا بدأ الاحتكاك والتحدي يبرز اكثر فاكثر تحاول من خلاله الادارة الامريكية باموالها ومساعداتها اغراء الدول التي وقعت تحت النفوذ الشيوعي  الانظمام اليها فتمكنت ان تخرج يوغسلافيا بزعامة تيتو من عباءة الاتحاد السوفييتي ليعلن الحياد الايجابي داخل دولته المستقلة متحديا الاتحاد السوفييتي... غير ان الدول الاخرى التي حاولت التخلص من هذا النفوذ عجزت عن تحقيق ذلك حيث فشلت المحاولات التي قامت بها تجاه  القوة الكبيرة  السوفييتية  التي ارسلتها وخاصة في  هنكاريا   وجيكوسلوفاكيا فقضت على انتفاضتهما وبقي الاتحاد السوفييتي مسيطر على جزء كبير من اوربا متحديا الدول الغربية وعلى رأسها الادارة الامريكية فبدأت الحرب الباردة تتأجج شيئا فشيئا والتي استمرت ما يقارب الثلاثين سنة..... اوشكت في الستينات من القرن الماضي  ان تنقلب الى حرب عالمية ثالثة ايام الرئيس الامريكي كندي والرئيس الروسي خروشوف لكن الامور مرت بسلام واستمر الحال بين دفع وجذب حتى تولي كرباتشوف حكم الاتحاد السوفييتي حيث تم في عهده انفصال الدول السوفييتية المتحدة عن بعضها واستقلالها باداراتها وقد ادى هذا الاجراء الى زوال القطب الثاني عن الساحة الدولية واصبح هناك قطب وحيد يتمثل في الولايات المتحدة الامريكية التي اخذت تتسيد العالم دون منازع تحرك الامور بالطريقة التي ترتأيها و التي تحقق مصالحها ثم اطلقت مشروعها الجديد لاعادة ترتيب خارطة العالم مستغلة اولا ضعف الدولة الروسية الاتحادية التي كانت تعاني في اخر عهد الاتحاد السوفييتي بضائقة مالية شديدة كان هو السبب المباشر بتفتت الاتحاد السوفييتي نفسه بعد ان استمر لاكثر من سبعين سنة  اذ  لم تعد بامكانها مواجهة الادارة الامريكة التي ضلت محتفظة بقواها واقتصادها المتين  فاستغلت الادارة الامريكية  احداث سبتمبر واعتبرت ماحدث ذريعة لتنفيذ هذا المشروع حيث قامت بغزو افغانستان ثم اعقبته بالعراق ثم بدأت مستمرة بتنفيذ مشروعها (( الشرق الاوسط )) باشعال الثورات في المنطقة  دون ان تجد من يقف في مواجهتها فقد اعتقدت بانه لم يعد هناك من يتجرأ بالتصدي لها بما ترغب ان تفعله خاصة وان الدول الاوربية تقف الى جانبها مؤيدة لها في مشاريعها وان الصين قد انصرفت الى الناحية الاقتصادية الانمائية  وقد تغيرت نظرتها الى الامور السياسية والتوازنات الدولية كما ان الروس ليس بمقدورهم  الوقوف بوجهها مع امتلاكهم للقنابل النووية فهم في معمعة مشاكل متعددة خاصة التراجع الاقتصادي والازمات الداخلية فليس بامكانهم مساندة اية دولة تحاول الاستنجاد بهم... تأكد ذلك بتقاعسهم وعدم قدرتهم  الوقوف ضد الثورة التونسية ثم امتناعهم عن التدخل في الثورة الليبية ضد القذافي والوقوف على الحياد سوى ببعض الاحتجاجات والمناقشات التي لم تجدي نفعا.. كذلك بالنسبة لما  حدث في مصر واليمن..... غير ان الامر يبدو قد اختلف في الاونة الاخيرة فقد شعروا بان الامور قد اضحت غير محتملة وان الامور التي حدثت نتيجة الثورات في ليبيا قد اثرت على اقتصادياتها ثاثيرا بالغا حيث كانت ليبيا هي احد الاسواق المهمة للاسلحة الروسية حيث كانت تستورد منها سنويا بمليارات الدولارات  وكذا الحال بالنسبة لمصر فان الكثير من تجهيزات جيوشها هي من الاتحاد السوفييتي السابق ومن الاتحاد الروسي حاليا.... وان الامر اليوم  قد وصل الى سوريا وهي الدولة التي تعتمد في تسليح جيوشها بالكامل على اسلحة الاتحاد الروسي وان سقوط النظام السوري والذي سيعقبه السيطرة الاسلامية التي سوف تتخلى بالتأكيد عن التجهيز الروسي وسوف تتجه الى الاسلحة الامريكية للتعاون الكبير بين الحركات الاسلامية التي تتزعم  ثورات الربيع العربي وتسيطر على الانظمة فيها بعد نجاحها مما سيضع الاتحاد الروسي في مازق اقتصادي خطير... اذ ان الروس يعتمدون بانعاش اقتصادهم على مبيعات الاسلحة للدول العربية والاسلامية بشكل عام فتوجه الدول العربية بعد هيمنة الاسلاميين على الحكم سوف يخلق لهم مشكلة اقتصادية خانقة خاصة بالنسبة للجيش السوري المعتمد كليا على الاسلحة الروسية مما جعلها في موقف لا تحسد عليه وان الامر قد اضحى بالنسبة لها قضية حياة او موت اضافة لما اخذت تشعر به من تغول الادارة الامريكية واستخفافها بالقوى العالمية الاخرى... كما وقفت الى جانبها الصين لما شعرت به هي الاخرى من وجوب وقف الادارة الامريكية عند حدها وعدم السماح لها بالتمادي بغيها وانهما يشكلان عامل ضغط قوي خاصة في مجلس الامن لما يمتلكانه من حق النقض اضافة للقوى العسكرية التي لايستهان بها والقوة الاقتصادية المنتعشة التي باتت تتمتع بها الصين في الاونة الحالية مما يجعلها قوة مؤثرة بامكانها الى جانب الاتحاد الروسي التصدي للولايات المتحدة ودعم حكومة الاسد المدعومة بنفس الوقت من ايران الدولة التي استطاعت ان تتحدى الادارة الامريكية وتنفذ مشروعها النووي مع كل التهديدات التي وجهتها لها الادارة الامريكية وحلفائها الاوربييين فانها سائرة غير مبالية بكل هذه التهديدات التي اكتشفت بانها جوفاء لاقيمة لها على ارض الواقع كما شعر الاتحاد الروسي بان سيطرة الحركات الاسلامية سوف يخلق مشاكل داخلية لهم ويحرض الخلايا النائمة في دولهم على التحرك كما حدث في الشيشان وهي فصائل اميل الى الطائفة السلفية  المتشددة...  مما يتطلب منها اتخاذ موقف حازم بدعم النظام السوري المناويء للحركات السلفية  القائم ومساعدته بكل الوسائل الممكنة والوقوف الى جانب ايران التي تدعمه علنا  لكي تخلق قوة مواجهة للقوى الاوربية وفرصة جيدة لاثبات وجودها واظهار نفسها كقوة مجابهة فعالة كي تخلق  توازنا سياسيا ظاهره اقليمي يختص بسوريا لكن بحقيقته هو اجراء وموقف جديد يبدو فعلا ان الاتحاد الروسي قد قرر اتخاذه في وجه الامبريالية الاوربية محاولا اعادة مجده السابق كقطب ثان كما كان في عهد الاتحاد السوفييتي  قبل انهياره على يد كرباتشوف وقد استطاع حتى الان من عرقلة تفوق الثوار رغم الدعم الكبير من الدول الغربية ومن تنظيمات الاخوان المسلمين الداعمة بقوة لهذه الثورة التي مر على انتفاضتها اكثر من سنة ونصف وهو موقف لابد وان تتخذه روسيا للدفاع عن اقتصادها المرتبط ارتباطا وثيقا بالسوق العربية التي امتصت معظم الروسية من الاسلحة التي اثبتت كفائتها على عكس بقية المنتجات الروسية التي اتضح ردائتها مما ادى الى ضألة مبيعاتها في الاسواق العالمية وغير مرغوبة فيه... فالاسلحة الروسية هي اقل كلفة من الاسلحة الامريكية ومساوية لها بالكفاءة اضافة أن الادارة الامريكية تقتصر على تصدير الاسلحة الخفيفة او من الاجيال القديمة  والاقل كفاءة من الاسلحة الروسية ومع ذلك تبيعها باسعار باهضة وبتلكؤ ظاهر في التجهيز ... مما دفع الدول العربية للاتجاه الى المعسكر الشرقي لتوريد احتياجاته من الاسلحة .. لذا فقد عمدت الادارة الامريكية بطرح مشروعها الشرق اوسط الجديد الذي تهدف منه اولا الهيمنة على منابع البترول المتواجدة في المنطقة واحتكار الاسواق العربية لنفسها بتصدير جميع منتجاتها المكدسة في مخازنها عن طريق الحكومات الموالية التي تنصبها بدلا من الحكومات السابقة التي تمرد الكثير منها عليها كما فعل صدام والقذافي والرئيس السوداني مما جعلها تفضل التيارات الاسلامية التي ابدت استعدادها للتعاون معها وتحقيق مصالحها بالشكل الذي ترتأيه واستطاعت ان تكتسح زعامة العديد من الدول حتى تنبه الاتحاد الروسي ووجد انه لابد وان يوقف هذا الزحف الامريكي وهي مناسبة  ايضا لاظهار قوته من جديد وتمكن ان يعرقل هذا الزحف الغربي  ويخلق هذا التوازن الذي لربما قد يستطيع في نهاية المطاف من افشال المشروع الامريكي ويزيح بنفس الوقت كل الحكومات التي نصبتها الادارة الامريكية ويعيد الاجواء الى ما كانت عليه في الستينات من القرن الماضي وتكون المعركة في سوريا هي الحد الفاصل والنهاية الحنتمية للغرور الامريكي المستبد ....!!!

 

يوسف علي خان

16.10.2012

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا