<%@ Language=JavaScript %> وليد حسين المثقف الثوري والمثقف السلطوي...

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

المثقف الثوري والمثقف السلطوي...

 

 

 وليد حسين

 

المثقف: هوذلك الانسان الواعي والمؤهل بالمعرفة والخبرة والتجربة الحية الذي يمتلك رؤية معرفية متميزة، وشجاعة قوية

على نقد الظواهر السلبية في المجتمع ..والمثقف هو ذات المثقف كانسان يمتلك المعرفة والتجربة والخبرة لكنه يختلف من حيث الجوهر والتعامل.. فهو يعرف دوره في عصره وفي حياة مجتمعه والمثقف يتبنى موقفه بعقل مفكر مبدع ينتج ويقدم العطاء لشعبه ووطنه دون منة او مزايدات ..وعطائه مرتبط بعمق.. بتوجهات فكرية وحضارية فاعلة ومتفاعلة مع الحياة.
يتمتع المثقف بدور خطير في المجتمع فاستبعاده عن الانشطة العامة في الدولة والمجتمع يؤدي الى تردي الاوضاع وانحدارها الى الهاوية وتعزيز دور المثقف يعني تنشيط دور الثقافة وبضياع كليهما تنهار مقومات النهوض والتقدم..
ان اعظم خطا ترتكبه السلطة السياسية هو تسييس الثقافة و تجاهل دورها ومحو دور المثقفين النقدي والرقابي الذي هو جوهر العملية الثقافية..
-ان اهم مشكلة يعاني منها المثقف هي حرية التعبير في ظل الانظمة السياسية المعاصرة وان ادعت الدمقراطية وتضييق الحريات العامة وبالذات الحريات الصحفية وحرية المثقفين عموما فلا يمكن فصل الثقافة عن الحرية لان تلازمهما حتمية تاريخية وتجسيد حي لوجودهما في تاريخيا في المجتمع.
الفرق بين المثقف الثوري والمثقف السلطوي، يمثل تجربة جديدة على المثقف لانه كائن إنساني يحافظ على قيمه وان ما يؤمن به يحوله من خلال نضاله اليومي الى إرادة كبيرة، وقوة مضاعفة تنأى به عن هيمنة القوى الاخرى وأبرزها تلك المتعلقة بوظيفته الثقافية داخل بنية الدولة.
يتراجع المثقف عن ابداعاته عندم يتبوأ في موقع المسؤولية وليس في الموقع المعرفي والإبداعي. فلا يمكن ان يتكافأ المثقف الثوري مع المثقف السلطوي أي مثقف السلطة فالسلطة عندما تدخل الثقافة تفسدها والعكس هو الصحيح.
أن الإستبداد السياسي وما يتمتع به رجال السلطة من إمتيازات قد أسهم كثيراً في خلق مناخ سيئ وملوث ، دفع ببعض المثقفين الى التناغم مع السلطة وسلوكياتها المنحرفة و الخاطئة فتعيين المثقف في منصب في السلطة يقابله قبوله بالمزيد من التنازلات على حساب الثقافة والابداع.. ان القهر الذي يمارسه السياسي بحق المثقف، والفجوة الواسعة الفاصلة بينهما من حيث الامتيازات التي يتمتع بها السياسي من اقطاب السلطة وهالة البطانة المحيطة به والمستمد ة من موقعه في السلطة وإمتيازاتها. يخلق فجوة عميقة يسودها التسلط والقهر ومحاربة القيم النبيلة التي تتبناها الثقافة والمثقفون.
فمأساتنا في العراق أن السلطة قد احتلت حيز الثقافة وتحاول إزاحتها من موقعها الاجتماعي المتميز واستئصال المثقفين الحقيقيين وإحلال مثقفي السلطة المتزلفين والمنتفعين من أرباب النفاق.. وهذا ما جعل الكثير من المثقفين الحقيقيين وبالذات المثقفون الثوريون يمقتون السلطة وامتيازاتها ويتجنبون تولي أية مسؤوليات في السلطة فمن طبيعة الحكومات المستبدة تهميش بل اهمال الثقافة والمثقفين واعتبارها سلعة كمالية لا ضرورة لها واجبار المثقفين على تخليهم عن دورهم الثقافي الحقيقي وجعلهم الة تدور في ماكينة السلطة
المسؤول المثقف ومساومات الوظيفة
المثقف الثوري- هو مناضل عنيد ضد الظلم والقهر والاستغلال والاستبداد والاحتلال ولدت في أعماقه معاناة المجتمع وهمومه واقترنت بمعاناته الشخصية والمعبرة عن تطلعاته نحو المستقبل ..ينظر الى السلطة على انها شر مطلق لا تعرف سوى الديكتاتورية و الفردية والاساليب القمعية والنفعية الشخصية رغم مراحل تطور المجتمع... ينأى بنفسه التملق للسلطة والنزول عند رغباتها يرفض الجاه والمال لاجل الشخصنة ويترفع بالنزاهة والاعتداد بملكوته العلمي والثقافي الثر لا يبيعه ولا يتنازل عنه لأي سلطة بل يمنحه لمن يستحقه يمنحه للمناضلين يمنحه للكادحين للوطنين الشرفاء للاحرار الذين يضحون من الشعب.
والمثقف الثوري لا يكتفي بالتنديد بالسلطة السياسية السيئة ..أو الدولة البوليسية ويناضل من اجل اقامة دولة العدل والمساواة بقيادة السلطة السياسية ويؤمن بالتغيير الديمقراطي المتواصل نحو الافضل ويؤمن ان التغيير الجذري الشامل المتطلع المستقبل افضل يواكب حركة الحياة وسيادة واحترام القانون.
ويسخر المثقفون الثوريون من العالم الشاذ الذي يتحكم بمسار الافكار الانسانية ويدعوا الى إستقلالية المؤسسات الثقافية واحترام ثقافات الشعوب ومثقفيها المثقف.
يمتلك الشعور العالي بالمسؤولية دفاعا وتضحية من أجل قيم الحياة و حقوق الإنسان وعن كل القيم الوطنية الكبرى ويرفض المساومات والتد جين ويتحلى بالوعي والجمال والتغيير.
وهو وإن أنيطت به مسؤولية إدارية أو تكنوقراطية أو سياسية سيحافظ على منظومة قيمه الأساسية لانه سينقل الافكار الجميلة الخيرة والنيرة الى ميدان المسؤولية، ويضع دائماً مسافة بين شخصيته بوصفه مثقفاً ثوريا لن تؤثر عليه المسؤولية وبين مسؤولياته الوطنية ، بل ويمنح لعمله الجديد ومسؤولياته الكثير من روحية المثقف الثوري.
لا ينسى بعده الثقافي الذي يحمل هماً ثقافياً جذرياً، ويرتبط بروابط وثيقة بالمجتمع وبالثقافة، يظل دائماً منسجماً الى حد كبير مع ذاته، ومع الوظائف الثقافية والوطنية.
. يطالب بأن يكون إلغاء دكتاتورية السلطة, وشخصنتها نحو الحزبية والفردية أول عمل للتغيير ويؤمن بان الثقافة السلطوبة هي بالتأكيد أكثر الأمور دكتاتورية؛ إنها الفكر الذي يفرض الفعل ويبسط مشيئته على الشعب بواسطة القوة بوسائل سلطوية قسرية يحافظ على حكمه بأساليب ترهيبية لان الحكام يفهمون جيدا ان سلطتهم لا تدوم اذا لم يستعمل القوة ضد الشعب باسلوب يفتقر الى التقيد بالدستور اوالقوانين او حقوق الانسان ويعلمون جيدا ان المثقفين الثوريون هم روح اية ثورة او تغيير ولهذا يصبون جام غضبهم عليهم بأكثر ؟
وتصقل مواقفه من خلال المعاناة و التجارب والعبر والمكتسبة لاثراء الواقع الثقافي المجتمعي غنية تتحقق بالموقف الحي والفكرة التاريخية المبدعة ذات القوة المؤثرة في الوسط الثقافي.. اذن المثقف الثوري هو ضمير الشعب ومجد التغيير.
المثقف السلطوي- إما مثقف السلطة فيتحدث عن أ فكار فضفاضة وسطحية قد يجهل مضمونها ويستخدمها للوصول الى تحقيق ماربه واهدافه الضيقة وقد تسهم أحيانا بإحداث مشاكسات وارهاصات سياسية تسهم بشكل او باخر باحتقان الشارع بامراض وادران خبيثة تؤدي الى تمزيق الوحدة الوطنية و في هذه الحالة فان المثقف السلطوي يخون قضيته الوطنية .. و يتخلى عن ثقافته ودوره بوصفه مبدعا ومنتجا للثقافة والوعي المجتمعي سعياً وراء السلطة والمكاسب الشخصية متخليا عن القيم الثقافية وبهذا فأنه يسترخص نفسه وفكره وعطاءه ويكون على استعداد للتنازل أو التساوم على جوهره الثقافي وبيع قضيته بثمن بخس مقابل امتيازات وقتية او مرحلية تجعله ذيلا سلطويا مقرونا باستخفاف واحتقار السياسي المتربع على السلطة ..ان من يتنكر للثقافة يتنكر لمبادئها وقيمها الحضارية ويصبح شخصا انتهازيا همه الهرولة نحو السلطة ليعرض نفسه وخدماته بالمجان تحت وصايتها ورغباتها وبسهولة مقابل إمتيازات معينة، ومتخليا عن المبادئ التي بني عليها وتربى لعقود طويلة, وعانى مع ابناء جلدته الكادحين من مطرقة الفقر و سندان الوعود والطموحات الاجل.. مثل هذا لا يمت للثقافة بصلة ولا تتشرف الثقافة به اطلاقا انه يمثل ادعياء الثقافة الانتهازية المبتورة.. وليعلموا أن التاريخ في النهاية لابد أن يشطب على أولئك الذين لا يمتلكون حق البقاء.

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا