<%@ Language=JavaScript %>

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            


مؤتمرات ماركسية خلف القلعة الأميركية

 

 

مالك ونوس

 

لا يثير تعجبك قراءة الإعلان عن انطلاق أعمال المؤتمرات الماركسية الإقليمية الأميركية تحت شعار:

 «نريد مستقبلاً اشتراكياً» بدءاً من 27 تشرين الأول الحالي حتى الأول من كانون الأول المقبل، في كل أرجاء الولايات المتحدة الأميركية، ما دمت تعلم أن أهم الكتب التي تنتقد السياسة الأميركية وأهم المقالات بل أهم مراكز الأبحاث والمواقع الإلكترونية التي تخوض في هذا المضمار هي في الواقع أميركية. كما لا يثير ذلك عجبك حين تعلم أن مبادرات كهذه قد تكررت في الولايات المتحدة في السنوات العشر الأخيرة، وتعاظمت بعد الأزمة الاقتصادية التي ضربتها أواخر سنة 2008.
لا يندرج موضوع نقاش هذه الحالة في خانة المقارنة مع أنظمتنا العربية وبعض أنظمة دول العالم الثالث التي كانت ترفع الاشتراكية شعاراً وتزج بالشيوعيين في السجون مستخدمة في اقتيادهم أسلحة موردة من حليفها السوفياتي. ولا في خانة ممارسة الديموقراطية في الولايات المتحدة ومرونة نظامها الرأسمالي الذي يسمح لنقيضه الطبقي بعقد مؤتمرات تناقش سبل بناء الاشتراكية ووسائل النضال المؤدية إلى تحقيق هذا الهدف، تلك السبل الظاهرة في العناوين المطروحة للنقاش أمام هذه المؤتمرات والتي تعتبر في حال تحققها مداميك أساسية لذلك البناء. بل هو يندرج في إطار التشديد على فاعلية حراك المجتمع المدني الذي تبلور وتعزز بعد الحرب العالمية الثانية وتصاعد مع حرب كوريا وفيتنام وصولاً إلى حركة احتلوا «وول ستريت» الاحتجاجية التي انطلقت في أيلول من العام الماضي وشملت الولايات المتحدة بأسرها وامتدت إلى دول العالم الرأسمالي رافعة الشعارات المناهضة للرأسمالية.
يخال القارئ أن من سيدعو لعقد هذه المؤتمرات هو الحزب الشيوعي الأميركي، الحامل للفلسفة الماركسية كمنهج عمل، أو أنها ستعقد في أقبية نائية ومعتمة خوفا من البطش. كما أنه حين يعلم أنها ستعقد جميعها في عدد من الجامعات، يعتقد أنها ستناقش الأمور التي تخص النخبة فقط. إن من دعا إليها هي منظمة الاشتراكية الدولية واشتراكيو جامعة هارفرد. وقد واظبت المنظمة على عقد فعاليات كهذه في صيف كل عام. وستعقد في قاعات الجامعات الكبرى وساحاتها في إحدى عشرة مدينة أميركية على مدى ستة أيام بالتزامن في ما بينها أو بالتتالي. ويستمر كل مؤتمر يوما واحدا طويلا وستطرح على جدول أعمالها قضايا للنقاش يتميز طيفها بالاتساع بحيث تقع ضمن اهتمام عموم الشعب الأميركي، إضافة إلى شعوب الدول الأخرى. وسيناقش الحضور مواضيع من قبيل: النشاط النقابي في ظل الصراع الطبقي، وإعادة بناء الحركة العمالية، والأزمات البيئية والصراع الطبقي، كما ستطرح مواضيع: العنصرية في الولايات المتحدة، ولينين والحزب الثوري، والماركسية والحركة النسائية وقضايا تحرر المرأة، وهل الماركسية اختزالية، والماركسية ونظرية الأزمة، والعنصرية والطبقية إضافة إلى حركة الحقوق المدنية. والإمبريالية: كراهية في الداخل وحرب في الخارج. وماذا تعني الماركسية، وأي نوع من الأحزاب نريد، وكيف يصبح العمال ثوريين؟ وهنالك موضوع لافت هو تغيير العالم دون استلام السلطة، والدولة والثورة اليوم. كما ستطرح قضايا محددة من قبل: روسيا، دراسة حالة: قوة الطبقة العاملة والثورة، جنوب أفريقيا والنضال من أجل التحرر، وغيرها الكثير من المواضيع.
ولن تكون كل المواضيع مطروحة للنقاش في كل مدينة، فلكل مدينة مواضيع ستعالجها. فعلى سبيل المثال سيعالج مؤتمر مدينة بوسطن الذي سيعقد في جامعة هارفرد موضوعاً مهماً وهو لماذا الطبقة العاملة، ومواضيع أخرى مثل: تحرير السود والاشتراكية، وجذور الاضطهاد الجنسي، والجبهة الموحدة، والاشتراكية ونضال عمال اتحاد التجارة، وما هو شكل المجتمع الاشتراكي المأمول، وبناء بديل اشتراكي؟
يندفع المنظمون، كما جاء في الدعوة التي وجهوها على نطاق واسع لحضور مؤتمرهم، من أن: «الماركسية تقدم فهماً ثورياً واستراتيجية لتخليص المجتمع من الاستغلال والقهر مرة واحدة وإلى الأبد. ولذلك نريد أكثر من مجرد المقاومة، نريد النصر». وهو ما يمكن اعتباره توجهاً جديداً للطبقات المسحوقة، لإعادة التفكير ببدائل للنظام الرأسمالي المأزوم، والذي لم يقدم أية حلول للمشاكل التي تمر بها المجتمعات الرأسمالية.
أما منظمة الاشتراكية الدولية فهي منظمة على مستوى البلاد ولها فروع في كل الولايات، ينغمس أعضاؤها في المساعدة على بناء عدد من جبهات النضال مثل الحركة لإيقاف الحرب على العراق وحركة مقاومة العنصرية واستهداف المهاجرين والنضال من أجل حقوق المرأة مثل حقها في الإجهاض والنضال من أجل حقوق العمال. وتسعى لبناء يسار من أجل عالم بديل من العالم الذي تسوده الحروب والفقر والعنصرية. ولها رؤية تسير وفقها وهي تحقيق الحرية والعدل كخطوة نحو تحقيق الاشتراكية

 

السفير 25/10/2012

 

 

 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا