<%@ Language=JavaScript %> خميس التوبي إطالة أمد الأزمة السورية وعسكرة المنطقة

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 


إطالة أمد الأزمة السورية وعسكرة المنطقة

 

 

خميس التوبي

 

هل تدور مهمة الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا في حلقة مفرغة فعلًا حسب ما وصفها الإعلام السوري؟
واقع الحال لا ينفي الوصف، فالحماس الذي أبدته الأطراف المتدخلة في الشأن الداخلي السوري وفي مقدمتها الولايات المتحدة لخلافة الإبراهيمي سلفه كوفي أنان لم يكن إلا في سياق سياسة التخفي التي تجيدها واشنطن وراء التصريحات الإعلامية والمصطلحات والبيانات التي تطلقها بصورة متتابعة ومتقطعة أحيانًا، وما هي إلا عبارة عن خطل الكلام، ولا يكاد يمر يوم إلا ويلتصق المزيد من العوالق بمهمة المبعوث الأممي، في وقت يُنتظر فيه أن تلوح بارقة أمل حقيقية.
ولا يكثر الخطل الأميركي إلا إذا كان في الجعبة الأميركية أهداف أبعد مما علق من أحلام ولذات زائفة لأولئك الذين يتوهمون تحققها على يد الأميركي، والذين تحولوا إلى عملاء وسماسرة ومحاربين بالوكالة، فمعروف عن الولايات المتحدة وبالتوافق مع حلفائها من قوى الغرب أنها قادرة على اجتراح الحلول إذا كانت عازمة على ذلك وفيه مصلحتها ومصلحة حليفها كيان الاحتلال الصهيوني، وغادرة بالحلول إذا انعدمت مصلحتها ومصلحة الكيان الصهيوني. وبالنسبة للأزمة السورية لا تريد الولايات المتحدة وحليفاتها الغربيات بلوغ الحلول وإنهاء الأزمة؛ ما لم تر أن كل البيض قد أصبح في السلتين الصهيونية والأميركية.
وما من شك أن إدامة الصراع في سوريا بدأت تفرز حقائق على الأرض تنطوي على أهداف استراتيجية أبعد مدى تتمثل في إحكام السيطرة الكاملة والمطلقة على المنطقة بأسرها ومنها:
أولًا: تدمير الجيش السوري؛ لأنه الجيش العربي الأقوى والأوحد بعد تحييد الجيش المصري، وحل الجيش العراقي، والعمل على تقسيم سوريا على أساس طائفي (كردي، علوي، درزي) لمواجهة أي احتمالات انفلات للتيار الإسلامي المتطرف الذي يجري إنباته على الأرض السورية، وذلك بناء على توصيات المسؤولين والخبراء الصهاينة وعملًا بها.
ثانيًا: إنشاء قواعد ثابتة ودائمة لحلف شمال الأطلسي "الناتو" تتوزع في أكثر من بقعة في المنطقة ولكنها مدروسة بعناية ودقة وذلك لإحكام السيطرة، ومن بين هذه الأماكن: الحدود السورية ـ التركية حيث يجري نصب منظومات صواريخ باتريوت كمقدمة لقاعدة دائمة للحلف الأطلسي، بحجة تأمين المدن والقرى التركية من هجمات صاروخية قد تشنها الحكومة السورية انتقامًا للدور المدمر الذي تقوده حكومة العثمانيين الجدد ضد سوريا بتهريب السلاح والمرتزقة والإرهابيين لتمزيق سوريا، وكذلك بزعم احتمال أن تقوم الحكومة السورية بتحميل صواريخها مواد كيماوية، وما هي في الحقيقة سوى أكاذيب لإيهام المترددين وزيادة وهم الواهمين، وحسب السلطان العثماني الجديد رجب طيب أردوغان فإنه سيتم نشر ست منظومات صاروخية على حدود سوريا.
ومن غير المستبعد أن يتم إقامة قواعد دائمة لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان ونصب منظومات صاروخية، ولذلك فإن محادثات السلام التي ترعاها فرنسا بين حكومة قرضاي وحركة طالبان وبقية المعارضات الأخرى ليست بريئة، فهي حمالة أوجه، إذ من المحتمل أن يراد منها تأمين الهدوء في تلك المنطقة ليتسنى للحلف الأطلسي إقامة قواعده ونصب منظومات صواريخه، وبالتالي توقف الخسائر البشرية والمالية التي يتكبدها جراء الهجمات التي تشنها طالبان، مقابل دخول الحركة في تشكيل الحكومة، ما سيسمح تاليًا بتشجيع مسلحي الحركة على الدخول إلى سوريا بجانب العصابات الإرهابية هناك. كما أن الكويت ـ وحسب الشيخ صباح خالد الحمد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي ـ قد خصصت أرضًا لحلف شمال الأطلسي ضمن مبادرة اسطنبول، ومن ينظر إلى مثلث هذه القواعد الأطلسية يجد أنها تهدف إلى تحقيق أهداف صهيونية بالدرجة الأولى وأميركية بالدرجة الثانية، فالقاعدة على حدود سوريا يراد منها حماية كيان الاحتلال الصهيوني، وشل فاعلية المنظومة الصاروخية لكل من روسيا وإيران وسوريا، والقواعد في الخليج لشل صواريخ إيران باتجاه كيان الاحتلال الصهيوني بالأساس، وليس كما يروج أنها لحماية الخليج، فهذه الكذبة تشبه كذبة أن عراق صدام حسين يهدد جيرانه في حين كان المقصود بالجيران هنا كيان الاحتلال الصهيوني، وأما القاعدة في أفغانستان، إذا ما أقيمت بالفعل، فسوف تمثل تهديدًا لكل من الصين وباكستان وكذلك إيران. وإذا تحققت هذه الأهداف الاستراتيجية، فساعتئذ يمكن للولايات المتحدة اجتراح حل الأزمة السورية وفرض شروطها.
لكن يبقى كل ذلك مرهونًا بما ستقدم عليه كل من روسيا والصين وإيران مجتمعة أو منفردة لمنع المخطط الأميركي ـ الغربي، إذ بإمكان روسيا اتخاذ خطوات تصعيدية بنشر صواريخ إسكندر داخل الأراضي السورية، وإتمام صفقة صواريخ (أس 300) المتطورة لإيران، وربما خرق معاهدة حظر الانتشار النووي وتمكين طهران من الحصول على القنبلة النووية، كما أن الصين بإمكانها أن تتخذ خطوات عقابية اقتصادية بسحب أرصدتها من الولايات المتحدة وأوروبا، إن رأت هذه الدول أن أمنها القومي معرض للخطر. ولذلك ستواصل مهمة الإبراهيمي الدوران في الحلقة المفرغة ما لم يضمن صاحب المصلحة مصلحته في معركة التوازنات
.



 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا