<%@ Language=JavaScript %> جمال محمد تقي عن البعد العراقي في الحرب القادمة !

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

عن البعد العراقي في الحرب القادمة !

 

 

جمال محمد تقي

 

 

القيادات الايرانية تتواتر في تحركاتها المباشرة باتجاه بغداد ، وفي كل مرة تأتي وهي  تتأبط رباعيات الضغوط والمقايضات والابتزازات والنعرات الطائفية لتحصن بها تخوم دفاعاتها على ارض العراق ، زياراتهم الاخيرة متزامنة مع مناورات عسكرية كبيرة اجريت بالقرب من الحدود العراقية ، فزيارة نجاد او نائبه او اي مسؤول ايراني اخر تحصيل حاصل لعمليات مد انابيب النفوذ ومنافذه الجارية على قدم وساق والى ابعد نقطة ممكنة ، ليس فقط  باتجاه حكومة بغداد ، وانما نحو الحكومات المحلية في الوسط والجنوب ، والشمال ايضا .

لقد سبقت المناورات العسكرية الايرانية قرب الحدود العراقية زيارات علنية لوزير الدفاع الايراني احمد وحيدي ووفود وزارية مختلفة كان عرابها السفير حسن دنائي الذي يمتاز عن السفير الامريكي القابع في المنطقة الخضراء ، بسعة اتصالاته بالمسؤولين العراقيين وخاصة الفاعلين منهم ، وزيارات سرية لمسؤولين امنيين كبار ، منهم قاسم سليماني المسؤول المباشر عن فيلق القدس المخصص للشؤون الخارجية ، نعم جاء احمدي نجاد وهو لا يحمل في جعبته سوى بشارة تثبيت من يدعمه في الدفاع عن بقاء نظامه نظام ولاية الفقيه ، على حكم بغداد !

كل عناصر الحرب مكتملة في المنطقة ، ولا ينقصها الا الضربة الاولى ، والمرشحة وبحسب اغلب التوقعات لتكون مزدوجة الاداء والمفعول ، وبكلا الاتجاهين ، فوق الحزام وتحته ، فالحرب الناعمة بين قطبي المعادلة قائمة ومنذ سنوات خلت ، اقتصاديا ومخابراتيا وتعبويا وتسليحيا وسياسيا وحتى دبلوماسيا ، ولم تعد ساحات المواجهة تحتمل المزيد من المناورات لا في اليمن ولا في الظهران ولا في مفاوضات الملف النووي ولا في افغانستان بل وحتى في العراق اخذت مسافة المناورة تضمحل ، واما مصدات الردع فيجري اختراقها الواحدة بعد الاخرى ، وعلى اكثر من صعيد ومن كلا الجانبين ، وهذا ما يعزز الافتراض القريب لنشوب الحرب الشاملة ، وتحديدا من جهة القطب الامريكي الاسرائيلي والمتحالفين معه ، خاصة وان حاجز الردع الاول الذي تمثله سوريا يعيش مأزقا يراد منه الوصول الى خلل كلي في توازنات المعادلة اللوجستية لمصلحة امريكا واسرائيل وتركيا ودول الخليج ، باعتبار ان شلل سوريا واخراجها من حلبة الصراع الاقليمي سيؤدي حتما الى قطع الطريق على حزب الله في لبنان ، وانحطاط مصادر تغذيته المادية والسياسية والنفسية ، بالتزامن مع التجييش الطائفي اللبناني بالضد من وجود الحزب المسلح والذي يشكل رادعا بوجه اسرائيل وتهديدا مباشرا لها ، والذي يرتبط اقليميا بحاضر ومستقبل المحور الايراني السوري!

الردع الاسرائيلي الذي تمثل باقامة القبة الحديدية لصد صواريخ حزب الله جرى اختراقها وبنجاح من قبل الحزب نفسه وعلى مسافات قريبة من مفاعل ديمونة .

محاولات ايران للدفع باتجاه تأزيم الاوضاع الداخلية في البحرين والكويت والسعودية وجعلها بكفة متماثلة مع كفة الاوضاع في سوريا ، كشكل من اشكال الموازنة في الاختراقات المتبادلة ، تواجه باختراقات ومصدات مقابلة ، منها الاحتواء الامني والمعاشي ، وانعاش روح المعارضة داخل ايران نفسها من خلال الاستثمار بالصعوبات الاقتصادية التي تواجه الدولة الايرانية والتي تنعكس سلبا على مواطنيها ، ومن خلال دعم منظمات المعارضة ، وكان اخر اجراء بهذا الاتجاه هو سحب صفة الارهاب عن منظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام الايراني .

كان الاحتلال الامريكي للعراق قد وفر لايران فرصة ذهبية لالتقاط الانفاس من التربص الامريكي بها وايضا لتخليصها من ندها العنيد صدام حسين ، اضافة الى فتحه لباب السلطة وعلى مصراعيه امام القوى الطائفية العراقية المرتبطة بها ، لذلك لم تكن ايران سعيدة بهذا الانسحاب ، لانه قطع الطريق على قدرتها المباشرة لابتزاز هذا التواجد واستثماره في اي مساومة قادمة تجعلها بمأمن من التربص الامريكي الاسرائيلي بالتطور النوعي لقدراتها النووية والصاروخية ، ومن هنا نستطيع الجزم بان لا دور للموالين لها في حكم العراق بتسريع عملية الانسحاب العسكري المباشر من العراق ، بل كان الانسحاب  قرارا امريكيا صرفا سببه الكلفة الباهضة والازمة الامريكية التي عمقها احتلال العراق ، والتي كان للمقاومة العراقية وحدها شرف رفع ثمن تلك التكلفة .

بعد ان فعلت العقوبات الاقتصادية الغربية وتحديدا النفطية فعلها على ايران ، ووصل الامر الى حد فقدان عملتها المحلية 70 بالمئة من قيمتها الحقيقية ، وبعد ان تعمق الحصار السياسي والدبلوماسي المفروض عليها من قبل امريكا والاتحاد الاوروبي ، وبعد ان اصبحت مهددة عسكريا وبشكل مباشر، نتيجة لضعف قوى ردعها الداخلية والخارجية ، وبعد ان نشفت سيولتها التي يمكن ان ترفد بها حليفتها التي تعاني هي الاخرى من وضع اقتصادي كئيب ومن حاجة ماسة لشراء الاسلحة ، بعد كل هذا لم تجد بدا من وضع جل بيضها بسلة الروس والصينيين الذين ادركوا خطورة التفرد الامريكي الاوروبي بالنفوذ على كامل منطقة الشرق الاوسط ذات الثروات الحيوية والموقع الاستراتيجي الاهم في العالم ، وراحوا يعيقون اي محاولة لتكرار ما حصل في ليبيا على سوريا ، خاصة وان اغلب النتائج المباشرة لمجريات ماسمي بالربيع العربي قد صبت لمصلحة الغرب وسياساته الهيمنوية ، وبعد كل هذا لم تجد ايران سبيلا الا بالمراهنة على العراق وعلى تناقضات اوضاعه التي اشاعها الاحتلال الامريكي نفسه ، لاعاقة الزحف عليها ، والذي يراودها شبحه مع كل يوم تزيد به جرعة تخصيبها للحلم الذي يراودها بامتلاك اكسير المنعة ورخصة النفوذ ، السلاح النووي !

عند المالكي تتطابق الرؤية الايرانية مع رؤيته للبقاء على رأس السلطة ولاطول مدة ممكنة ، حيث تتعاشق الاهداف وتتجسم الصراعات والمواجهات الاقليمية في الصراعات والمواجهات المحلية ، فهذا البرزاني يقف مع الحلف التركي الامريكي الخليجي ، وهو بنفس الوقت خطر قائم على تطلعات المالكي وهذا الطالباني يقف تحت رحمة الضغط الايراني دون ان يخسر خياره الامريكي ، وهو يحاول ان لا يكون ضحية لاي انخراط واضح لاحد المعسكرين ، وعليه فهو وبحدود معينة ليس خطرا فعليا على نهج المالكي ، اما علاوي فهو خصم للمالكي حتى قبل ان يلتحق بصفوف الخصوم الاقليميين وعليه فان صده والمواجهة معه هي من شروط المواجهة الاقليمية ، اما شركاء المالكي في الحلف الطائفي ، التحالف الوطني ، فان ايران ستتكفل بجعلهم خلف المالكي ومن دون قيود او شروط !

نرى الجعفري يغطي ويبارك ويبرر ويزكي تحركات المالكي من خلال دوره وعلاقاته كرئيس لمجلس ممثلي القوى المنضوية تحت راية التحالف الشيعي ، ونرى عمار الحكيم رئيس المجلس الاسلامي الاعلى والذي كان لا يفوت فرصة الا ويجعلها مناسبة لانتقاد اداء المالكي ، نراه يدعو الى تشكيل حكومة اغلبية لتجاوز الازمات التي يسببها الشركاء المعترضون ، ونرى حزب الفضيلة وهو يتبنى نفس مواقف عمار الحكيم الداعية لقيام حكومة اغلبية تحت زعامة المالكي ، اما الصدريون فان اصدق من يعبر عن موقفهم الفعلي هو بهاء الاعرجي الذي لا يخرج عن الخط الداعي لقيام حكومة اغلبية شيعية بتعديلات لا تغبن حق المكونات الاخرى ، وممثل المرجعية السيد احمد الصافي الذي يحاول دائما الظهور بمظهر غير متحيز و غير متدخل بالشأن السياسي ، فانه وفي كل خطبة جمعة ينتقد السلبيات القائمة لكنه لا يعزيها الى اسبابها الحقيقية الكامنة بفشل قوى الاسلام الطائفي وقوى المحاصصات الاثنية والمناطقية في قيادة البلاد الى بر الامان ، بل يعزوها لبعض الفسدة والجهلة من المسؤولين ، وهو في المحصلة سيفتي بشرعية حكومة الاغلبية مادامت حكومة الشراكة الحالية عاجزة عن تحقيق شيء يذكر غير الفساد المستشري بكل نواحي الحياة بما فيها الدينية.

المالكي يملك الجيش وقوى الامن وهو الان يسيطر وبادوات مباشرة وغير مباشرة على كل الهيئات التي يفترض بها ان تكون مستقلة عن الحكومة ، كهيئة المساءلة والعدالة وهيئة الاعلام  ومجلس القضاء الاعلى ومفوضية الانتخابات واخر المتمة بسط سيطرته على البنك المركزي .

يقول السيد هادي العامري وزير النقل ورئيس منظمة بدر اثناء حديثه عن قضية تفتيش الطائرات  الايرانية : اننا لا نقبل الضغوط ومن اية جهة كانت ، وتفتيش الطائرات الايرانية جاء بقرار عراقي نريد منه البرهنة على مصداقيتنا فنحن نطالب بعدم تزويد طرفي النزاع في سوريا بالسلاح ونعمل على منع من يستخدم العراق معبرا لايصال السلاح لسوريا ، وعلى الامريكان ان يمنعوا تركيا من تسليح المعارضة ، كيف هذا ولم تفتشوا بعض الطائرات الايرانية الا بعد نزول قوات امريكية في مطار بغداد وشروعها بتنفيذ خطة التفتيش ؟

ذكرت تقارير موثوقة بان العراق يساهم بتوفير العملة الصعبة لايران حتى تورد لنفسها ما تحتاجه اسواقها ، وذكر ايضا بان العراق يشهد تهريب اسبوعي للعملة الصعبة وبما يقارب من  800 مليون دولار ، وان هناك عمليات منظمة تديرها شبكات غير رسمية وباشراف مسؤولين متنفذين تتولى بيع النفط لايران عبر انابيب عراقية ، وتبيض الاموال غير المسجلة والمنقولة تهريبا من العراق الى ايران وسوريا ، وان روسيا ستزود سوريا ببعض شحنات الاسلحة التي اشتراها العراق لصالحها !

 ان الاتهام غير المبرر للسيد سنان الشبيبي محافظ البنك المركزي العراقي بالفساد مع مجموعة من كبار موظفي البنك واجراء تنقلات سريعة للمسؤولين عنه ، يشي بصحة المعلومات المتواترة عن رفض محافظ البنك تنفيذ قرارات المالكي الداعية لرفد الحكومة بما تطلبه من عملة صعبة خارج اطار الموازنة العامة ، فهذا الاجراء سيفتح الطريق لاحقا وبشكل شبه رسمي امام شبكات تهريب العملة وسيؤدي لوضع كل امكانيات البنك تحت تصرف الحكومة الفاسدة !

حكم المحاصصة سيجعل للعراق حصة لا يستهان بها في الحرب القادمة وهذه المرة سيتلقى العراق الضربات من امريكا وايران وعلى حد سواء ، ويا للعجب فان من كانوا يعيبون على النظام السابق خوضه الحروب ، اليوم هم يدخلونها وبالوكالة عن غيرهم !؟

 ان الاجدر بالعراق تعزيز سلمه الاجتماعي وتغليب هويته الوطنية على باقي الهويات التي تشعب الولاء وتمده لخارج الحدود ، مما يشظي اللحمة العراقية ويجعلها موزعة على دوامة الصراعات الاقليمية التي تغذيها الاطماع والنعرات .

لقد قالها صريحة احد آلايات الطائفية في العراق : لو تعرضت ايران لهجوم عسكري شامل فان فيلق القدس وفيلق بدر سيقومان بواجبهم الشرعي حيث ستحتل الكويت من قبل الفيلقين وبزمن قياسي !

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا