%@ Language=JavaScript %>
|
لا للأحتلال لا للخصخصة لا للفيدرالية لا للعولمة والتبعية |
|||
---|---|---|---|---|
صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين |
||||
للمراسلة webmaster@saotaliassar.org |
لمَنْ تقرع طبول الحرب في بلاد الرافدين؟
حيدر قاسم الحجامي *
بدد افكاري منذ فترة طويلة الانشغال بمتابعة الاحداث السياسية الساخنة ومحاولة ملاحقتها في بلاد تجري فيها السياسية كتيار لهب مندفع الى اشعال المزيد من الحرائق في غابة متيبسة ومستعدة للاحتراق بالكامل.
هكذا هو الحال في بلاد الرافدين التي غيبت نفسها اضطراراً عن مواسم الحروب ، خلال عقد، وانشغلت بحروب داخلية صغيرة مع "بقايا البعث، القاعدة، المجاهدون العرب الذين يبحثون عن الجنة الضائعة، السنة الفاقدين للسلطة، الشيعة الذين يشعرون بالاغتراب عن عملية سياسية ركبتها أميركا في البلاد على مقاسات قوى بعينها"؟ كل هذه عناوين حروب صغيرة، كانت البلاد تخوضها بأنهار من الدم ولأكثر من 3000 الاف يوم متواصل، انها حروب النهايات المتأخرة كما يبدو لحربي الخليج الاولى والثانية.
بالكاد خرجت البلاد من أتون تلك الحروب الدامية، لتستيقظ على رغبة الطرفين في حكومتي "الاتحاد وشمال العراق" لاستكمال نهايات متأخرة وضريبة مستحقة لحروب السبعينات بين السلطة المركزية في بغداد والشمال المتمرد.!
وهكذا تجدنا منذ أشهر نعيش على وقوع طبول تقرع بلا توقف لاعلان الموعد المحتوم للاصطدام العنيف بين القوات العراقية وقوات الدكتاتور مسعود برزاني الذي كان يؤجل على ما يبدو المواجهة الى استكمال عدته وعدده لاشعال الحرب الدامية، التي يظن انه الان في افضل حال لإعلانها والانتصار فيها والسيطرة على كركوك والاراضي التي "تغتصبها" حكومة المركز التي اكتشفها مؤخراً بأنها ظالمة ودكتاتورية ومستبدة!حسب التوصيفات الان.
لحظة فارقة ومهمة في تاريخ البلاد التي قاد دستورها الذي كتب في غضون شهرين واجبرت فتاوى المراجع "شيعة العراق" وضغط الحزب الإسلامي "سنة العراق"، وطمع الاكراد، جميع السكان على التصويت عليه، على الرغم من الفخاخ والالغام التي زرعت بداخله كقنابل موقوتة، ولم يقل لأي عراقي حينها أن هذا الدستور الذي كتبتهُ لجنة جُل اعضائها لم يكونوا قد شاركوا لو بندوة دستورية معتد بها على مستوى العالم المتحضر، لم يُقل للشارع الذي اُقتيد للتصويت، أن هذا الدستور هو امتداد ووليد شرعي لقانون ادارة الدولة المؤقت الذي كتبتهِ سلطة الاحتلال لتمثيل مصالحها وتنفيذ مآربها.
بل قيل لهم أن هذه الوثيقة ستضمن وحدة البلاد واستقلالها وحريتها وأمنها، وستمنع أي انقسام، وقيل للشيعة بعبارة صريحة أنها ستمنحكم الحق المطلق في حكم البلاد.
وقيل للسنة أن عدم تصويتكم على الدستور سيعني عزلة تاريخية عن بلاد ينفرد بحكمها الشيعة والأكراد.
قيل للأكراد ان هذا الدستور ضامن لقيام دولتكم التي تحلمون بها.
لكن لم يقل للناس أن هذه الوثيقة التي "سلقت سلقاَ" تتضمن تنازلات مروعة لطرف على حساب العراق، واحتوت مبادئ تمهد لاقامة دولة مستقلة للأكراد موازنتها من العراق وتتصرف على عكس المصالحة العراقية بالتمام والكمال.
دولة تسمى تخفيفاً "أقليماً" تمنع مرور جندي عراقي في محافظات الشمال وتسمح بمرور وزير خارجية دولة جارة الى كركوك والقيام بجولات وصولات دون ان تعلم الحكومة الاتحادية شيئاً.
اقليم يمنح تراخيص لشركات نفط بعمولات هائلة ويصدر النفط عنوة، ويتحكم بالحدود والمطارات الاتحادية وينهب سلاح الجيش العراقي الثقيل ويحارب الجيش الاتحادي ويمنع تسليحه، وبل ويعترض على عدده، ووو...
أقليم يسمح بتدريب الاف المقاتلين على اراضيه للاشتراك في الحرب الاهلية الدائرة في سوريا، دون ان تعلم حكومة الاتحاد التي تصر على مواقف الحياد مما يجري في سوريا، في تجاوز صريح على وثيقة الدستور التي يؤمن الكرد ببعضها ويكفرون ببعضها، حسب مقاسات المصلحة فقط، والمصلحة لا غير.
ولا يكفي مجرد مقال كهذا لاستعراض تعديات وتجاوزات الاقليم المستقل بصمت على سيادة وكرامة البلاد واقتصادها وسيادتها ووحدتها وهو الاهم من كل شيء، فالاقليم لا يكتفي بما هو فيه، بل يحرض ويقف وراء كل دعوات الانفصال والتقسيم وتأجيج المشاكل، ولعل اخر مثال بارز ما قام به زعيم الأتحاد الكردستاني جلال طالباني بتقديم قانون ترسيم الحدود بين المحافظات، واضعا خطا تحت كلمة ترسيم في خطوة واضحة لنقل الصراع وتوسيعه على كل رقعة البلاد، بل وايجاد فتنة مذهبية خطيرة تقسم العراق، ولا ادري هل المحافظات العراقية دول مستقلة بنظر "الرئيس" ليعاد ترسيم الحدود بينها، ام أنها محافظات ادارية فقط وتبقى الارض كلها ضمن سيادة الدولة العراقية يحق لاي عراقي الانتقال فيها والعيش بها.! فلماذا الترسيم، وفي هذا التوقيت الخطير. "أسالوا الرئيس ".
السياسة التي تتبناها ادارة الاقليم ومن ورائها الحزبين الكرديين تقود لا محالة الى الصدام العنيف الذي سيبدد في أوله حلم الاكراد الازلي وسيعني هزيمة كبرى لهم ولمنجزاتهم التي حققوها، فهم لم ولن يستطيعوا أن يهزموا القوات الاتحادية، ولن تتمكن الاخيرة ايضاً تحقيق ذات الهدف، بل سيؤدي الاصطدام في حال وقوعه الى المزيد من الانشطارات وافتراق القوى السياسية التي جمعتها العملية السياسية الى الابد.
وسيؤدي هذه المرة الى قيام تمرد شعبي في قسمي البلاد العربي والكردي على هؤلاء الساسة الذين يقودون الشعب العراقي الى الاصطدام ببعضه والتحارب الداخلي.
ستفلت مناطق الاقليم من يد مسعود وسيخسر زعماته العشائرية والحزبية التي توارثها، ومازال يحكم قبضته عليها بالنار والحديد، وسينفرط عقد التحالفات المشكلة للخارطة السياسية في بغداد، وينتهي بالعراق الى صومال جديد، ولن تجد اي من هذه القوى المتصارعة سوى المزيد من الوهم والدم يملئان الشارع.
فهل من متعظ؟ لا يبدو ذلك على الاقل قبل أن يرى الجميع سيل الدماء من الطرفين الكردي والعربي، فالحوار بلا قرابين لن يكون بنظر هؤلاء الزعماء سوى مضيعة للوقت، أذن فلينتظر العراقيون اختبار القوة. وليحددوا بعدها مصيرهم جميعاً.
* كاتب وصحفي من العراق
تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا
جميع الحقوق محفوظة © 2009 صوت اليسار العراقي
الصفحة الرئيسية | [2] [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا |
|
---|