<%@ Language=JavaScript %> غالب قنديل سورية والإرهاب التكفيري

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

 

سورية والإرهاب التكفيري

 

غالب قنديل

 

يمثل تيار التكفير الوهابي قوة نافية لمكونات التنوع الاجتماعي و الديني و هو في صيغته المعروفة حركة إرهاب و قتل جماعي تنشرالعنف المذهبي و الطائفي، و هذه الحركة التي تتواجد اليوم على الأرض السورية عبر تشكيلات و تعبيرات تعد بالعشرات إضافة إلى تنظيم القاعدة المنتج الأميركي السعودي الخليجي المشترك الذي تناسلت منه أجيال متعاقبة من الإرهابيين تحت رعاية مخطط التوجيه الأميركيو نسخه المعدلة و من خلال تشكيلات تكفيرية إرهابية متعددة الجنسيات تسميها الصحافة الغربية بفصائل الجهاد العالمي هي واقعيا مصدر الخطر الكبير على امن و استقرار دول المنطقة و العالم بأسره.

أولا الإرهاب التكفيري يضم في صفوفه عشرات الآلاف من المسلحين السوريين و الأجانب الذين يرتكبون المذابح و عمليات القتل و التفجيرات المتنقلة في سورية و هم يتبنون على اختلافهم عقيدة تقوم على استباحة الحياة الإنسانية بأبشع الأشكال و الوسائل على قاعدة الاختلاف الطائفي و المذهبي و السياسي كمستند للتكفير و إباحة ذبح الصغار و الكبار و اغتصاب النساء و سلب الممتلكات العامة و الخاصة و إطلاق الفوضى المسلحة في كل مكان تطاله يد الإرهابيين.

ثانيا من المزايا النوعية لتكوين هذه الجماعات و بشاهد خبرة التجربة في أفغانستان و العراق ان السيطرة على رؤوسها من قبل الاستخبارات الأميركية و الغربية و السعودية لا تضمن ضبط بنيتها القاعدية التي تتشكل في الميدان بأنماط تتناسب مع مستوى التعبئة العقائدية التي تلقتها و شحنت بها لتوظف في الخطط التخريبية الأميركية و لذلك فهي تستحيل بعد تجذرها في الميدان أحيانا إلى جماعات عاصية على الأوامر و التعليمات الغربية و تتشكل في ارتباطاتها الشبكية بما يتناسب مع توجهاتها الذاتية و فتاوى مراجعها التكفيرية الخاصة و المحلية و لطالما شهدت تصفيات قيادية متلاحقة لهذه الأسباب بحيث جرى التمرد على العناصر التي اعتمدتها الاستخبارات الأميركية و السعودية للتوجيه أم لإعادة التوجيه.

إن القدرة المتاحة لحصول التكفيريين على المال من الجماعات الخليجية المتطرفة تعطيهم هامشا من الانفصال و الاستقلال عن الحاضن الدولي و الإقليمي هذا مع العلم و بالنسبة لسورية فإن التمويل السعودي عن طريق الحريري و سواه ما يزال مستمرا وفق آلية منتظمة.

ثالثا تشارك في معارك سورية جماعات تكفيرية حشدت من لبنان و العراق و الأردن بالإضافة إلى مجموعات فلسطينية كبيرة و حشود أخرى من ليبيا و باكستان و أفغانستان و تركيا و الشيشان و تونس و الجزائر و تركمانستان و خليط تكفيري قاعدي من الآسيويين والأفارقة حاملي الجنسيات البريطانية و الفرنسية و الألمانية و الكندية و غيرها و الأكيد أن هذه المجموعات المقاتلة متصلة مباشرة بأصولها المحلية في قواعد انطلاقها و هي تحضر للعودة و الانتقال حين تضطرها ظروف المعارك مع الجيش العربي السوري للبحث عن مهرب و هي حينها ستنقل معها خبرات جديدة و أدوات جديدة للإرهاب و التخريب.

رابعا إن الخطر التكفيري يتهدد المنطقة بأسرها و ليس سورية لوحدها فهذه الجماعات تتحرك كشبكة متناغمنة و هي تحافظ على روابط متينة بجماعات محلية و بتنظيمات واجهية تضم شخصيات و رموزا و أطرا سياسية و اجتماعية متعددة يجري من خلالها اصطياد العناصر المهيأة و تجنيدها للعمل الإرهابي و لا يمكن لأي بلد في الإقليم ان يتصدى لمخاطر تحوله إلى ساحة للإرهاب من غير مراجعة الموقف من الوضع في سورية و المبادرة للتنسيق مع الدولة السورية و مؤسساتها الأمنية في مطاردة فلول التكفير الإرهابي الذي استهدف منتجيه و مموليه و رعاته السعوديين غير مرة.

خامسا إن ملامح التحول الأميركي بعد الفشل في سورية ناتجة اولا عن صمود سورية شعبا و دولة و جيشا و رئيسا و تاليا هي ترتبط بظهور المخاطر في تركيا التي ورطتها حكومة أردوغان و جرت إليها التداعيات السياسية و الأمنية و الاقتصادية التي تضعها على حافة هاوية التفكك و ثالثها هي قرينة استشعار الخطر الإرهابي على أمن الغرب انطلاقا من النشاط التكفيري الذي استعمله المخطط الأميركي في سورية و لكن الوصفة الأميركية للجم ما تدعوه كلينتون بالتطرف محكومة بالفشل مسبقا، لأنها تتوسل الاعتماد على الواجهات الليبرالية للمعارضات السورية العاجزة و الفاشلة التي لاتمثل شيئا في المجتمع السوري و لا تمون على شيء في بنية الجماعات المسلحة، فلمجابهة الإرهاب طريق واحد هو دعم الدولة الوطنية السورية و جيشها و مؤسساتها الأمنية لتدفع هذا الشر المستطير عن دول المنطقة و عن العالم بأسره.

:::::

 

 المصدر: أوقات الشام

http://www.shamtimes.net/news_de.php?PartsID=1&NewsID=4885
 

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا