<%@ Language=JavaScript %>  كاظم الموسوي حدثان بارزان قبل الانتخابات الامريكية

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

حدثان بارزان قبل الانتخابات الامريكية

 

 

د. كاظم الموسوي

 

ما حصل في فنزويلا وجورجيا لم يكن حدثا عابرا. حصلت وقائع جديدة تؤكد فيها مصائر ومستقبل بلدان وشعوب. جرت انتخابات رئاسية وبرلمانية دورية واعتيادية ومرت بهدوء ونظام ورقابة وعيون دولية، ولكن نتائجها المعاكسة لما وضعت لها السياسات الامريكية وقبل الانتخابات الامريكية، لها وقعها الملموس. وكذلك تداعياتها على الانتخابات والسياسات الامريكية. فقد شكل الحدثان البارزان، في ما كتب عنهما، ضربة لمخططات الولايات المتحدة وسياساتها، للثورات التي سميت "بالورود" وبالألوان خصوصا. وبيّنا ان تلك السياسات تضر بمصالح الشعوب ولا تخدم تقدمها وتطورها ومكانتها في الساحة السياسية. ولهذا حصل ما حصل، رغم كل الضغوط وآلات الإعلام والمال (هناك اخبار عن مال عربي ايضا، يا للفضيحة المخزية!) والحصارات وحتى التهديدات. حدثان وضعا السياسات الامريكية والغربية عموما امام امتحان جديد.

اثبت شعبا البلدين ارادتهما وردا باختياراتهما على ما خطط لهما وأريد به عودتهما الى مخططات ومشاريع الامبريالية العدوانية ونهبها واستعمارها وإهدارها لحقوق الشعوب وحريتها الحقيقية وكرامتها الانسانية. فكان اعلان نتائج انتخابات فنزويلا وفوز هوغو شافير للمرة الثالثة، في قيادة اكبر دولة مصدرة للنفط في اميركا الجنوبية، وهو على ما عرفت به سياسته ونهجه وخياراته لشعبه ولقارته وللعالم انتصارا لإرادات الشعوب التي تكافح من اجل حريتها واستقلالها وسيادتها والديمقراطية التي تختار فيها ابناءها لقيادتها وإدارة شؤون بلادها بما يحقق مصالحها ويحافظ على خياراتها وخيّراتها وينتصر لحقوق الانسان وتقدمه وآماله بوطن حر فعلا وسعيد حقا. ونجح شافيز بتوطيد شعبيته وسياساته على برامج اجتماعية في الصحة والتربية والإسكان، مما اعطى فقراء الشعب الفنزويلي شعورا بحقوقهم المنهوبة وبكرامتهم الانسانية رغم الصعوبات والحصارات المعروفة.

كشفت الدوائر الاستعمارية وتوابعها عن حقد دفين على الشعب الفنزويلي وإرادته ورئيسه المنتخب ديمقراطيا والذي فضح تآمرها عليه وعلى شعبه اساسا وعلى الحركات الوطنية الديمقراطية وبرامجها التقدمية. فاعتبرت مثلا صحيفة فايننشال تايمز البريطانية (11/10/2012) فوز شافيز الاشتراكي في الانتخابات الرئاسية وبقائه على راس السلطة لست سنوات اخرى كارثة على اسواق المال. ماذا يعني مثل هذا القول ولماذا وصف بهذا الشكل ولم يوصف منافسه به؟. أليس هذا مؤشرا لتوضيح صور المخططات الامبريالية الموجهة بالضد من الشعب الفنزويلي وإرادته الشعبية؟. واصبح اختيار الشعب صفعة لتلك المخططات وسياسات اداراتها العدوانية.

منذ 1982 بدأ شافيز يعد مشروعه الاشتراكي المستوحى من سيمون بوليفار، الشخصية الرمز في الكفاح من اجل استقلال البلاد من الاسبان. وقدم فشل اللفتنانت كولونيل في سلاح المظليين هوغو شافيز في 1992 في محاولة انقلاب على الرئيس كارلوس اندريس بيريز وسجنه حظوة شعبية كبيرة، وفرت له فرصة بعد ست سنوات في قيادة تحالف احزاب يسارية، وفاز بالانتخابات الرئاسية.

هذه الضربة اللاتينية في خاصرة الولايات المتحدة تضاف إلى الضربات الموجعة التي وجهها تلامذة فيديل كاسترو في امريكا اللاتينية، اضافة الى شافيز في فنزويلا، رافاييل كوريا في الإكوادور، وخمسيه مونيكا في الأوروغواي، وايفا مورالي في بوليفيا، ودانييل اورتيغا في نيكاراغوا، وغيرهم، كما أن مشروع "الألبا" الاقتصادي الذي قادته فنزويلا في حقبة شافيز قابل للاستمرار والتطور خلال السنوات القادمة، مما قد يغير خريطة أميركا اللاتينية الاقتصادية أكثر فأكثر.

اما في جورجيا فقد وصف الأمين العام لحلف شمال الأطلسي/ الناتو أندرس فو راسموسن قبل ان تجري الانتخابات البرلمانية خلال مؤتمره الصحفي الشهري في بروكسل (1/10/2012): "الانتخابات في جورجيا هي في الواقع مهمة للغاية لجورجيا، أولا وقبل كل شيء بالطبع. ولكن بالإضافة إلى ذلك فإن الانتخابات البرلمانية هذا العام وكذلك الانتخابات الرئاسية التي ستجرى العام المقبل هي بمثابة اختبار للطريقة التي تمارس فيها الديمقراطية في جورجيا." ولكن بالتاكيد النتائج التي اعلنتها لجنة الانتخابات المركزية في جورجيا بخسارة حزب "الحركة الديمقراطية الموحدة" الذي يتزعمه الرئيس الحالي ميخائيل ساكاشفيلي، وفوز إئتلاف "الحلم الجورجي" المعارض الذي يقوده الملياردير بيدزينا افانشفيلي بنحو 15 في المائة بحصوله على 55 في المائة من الاصوات، لا تسر الحلف ولا اصحابه. لانها هي الاخرى جاءت ضربة ثانية من دولة بذلت كل القوى الامبريالية وذراعها العسكري جهودهما لزرعها خنجرا في خاصرة الاتحاد الروسي. وكانت النتائج والفترة التي ستليها ممارسة اخرى لإرادة الشعب ضد الهيمنة والاستغلال الامبريالي من جهة، وبناء وطن ومستقبل شعب من جهة اخرى. اكدتها تصريحات الزعيم المنتخب إفانشفيلى ومطالبته باستقالة الرئيس الحالى ساكشفيلى بعد خسارة حزبه فى الانتخابات، رغم ان ولايته تنتهي في تشرين الاول/ اكتوبر 2013، وتحديد موعد انتخابات رئاسية مبكرة، حيث قال: ستكون هذه الخطوة منطقية بعد اعتراف ساكاشفيلى بخسارة حزبه. وأضاف أن حزب "الحلم الجورجى" فى حال لم يقدم الرئيس على هذا سيتخذ إجراءات من أجل سحب الثقة منه. وحول العلاقات مع روسيا أكد نيته تطبيعها، وقال: "إن استراتيجية جورجيا لن تتغير، ولا تزال جورجيا تسلك الطريق الذى اختاره الشعب الجورجي. سيبقى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أولوية لجورجيا، والانضمام للناتو أولوية لها فى مجال الأمن..مع ذلك يجب تطبيع العلاقات مع روسيا".

فوز المعارضة فى الانتخابات البرلمانية فى جورجيا، يدل على سعي الشعب الجورجي إلى التغيير السياسي.. ومن جهته اكد رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف: "إن تأكيد هذه النتائج سيؤدي إلى المزيد من التعددية السياسية فى جورجيا.. هذا شيء إيجابي إذ أنه دليل على احتمال دخول القوى الأكثر فعالية ومسؤولية إلى البرلمان. وأضاف أن حزب "روسيا الموحدة" الذى يترأسه مستعد للحوار حول مستقبل العلاقات الروسية الجورجية. وأشار إلى أن الحزب كقوة سياسية رئيسية فى روسيا كان دائما على اتصال مع مختلف القوى السياسية الجورجية".

وقائع ما جرى في البلدين تؤكد اهميتها في كل معانيها ومدلولاتها الاستراتيجية.

 

كاظم الموسوي

30.10.2012

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا