<%@ Language=JavaScript %>  بسام الهلسه وردةُ الــروح

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

           

 

وردةُ الــروح

 

 بسام الهلسه

 

 

} متى يستريحُ القلبُ: إمَّا مجاوزٌ=

                                   بحربٍ، وإمَّا نازِحٌ يتذكَّرُ؟ {

                  "مجاهد وشاعر عربي قديم"

*    *    *

إلى ذكرى غالب هلسا

*    *    *

- منـذ كــم لــم أرك؟

منـذ غطى الغمامُ الشآمَ

وصاحَ "بِروسِ العَلالي"

حمــامُ الكــــرك

- منـذ كــم لـم أرك؟

*    *    *

     دمعةٌ.. دمعتانْ

     وعيونٌ رَوَانْ

     تبطئ الأرض دورتها..

     ينحني القمران

     وعلى شجر القلب يغفو اليمام

     صِحتُ: من ذا يمرُّ بموكبه مسرعاً،

     موصلاً مأدبا بالشآم؟

     - هل تراه تأخر عن موعدٍ؟

     أم تَعجَّل رحلته الآخرة؟

     أم تذكَّر "ماعينَ" فإنْسلَّ يسألُها المعذرة

     ليحدثها عن بلاد مُضيَّعةٍ..

     عن فتىً طافَ خلف رؤاه

     أنكرته المدائنُ واحدة بعد أخرى

     وأنكرها, ثم عادْ

     باحثاً, في حنايا البيوت القديمة،

     عمَّا تبقَّى من الصبواتِ،

     وعما تبقى من الجمر تحت الرمادْ

     فتعاتبه..

     وتوسِّده حِجْرَها..

     وتغني له: "رِيْدَها.. رِيْدَها"

     وينام

*    *    *

     كان يغرقُ في الصمت إذ يتخيَّلُ

     يَنْحَلُّ في سنواتِ صباهْ

     ثم يمضي وحيداً- كما جاء-

مختفياً في الظلامْ

*    *    *

سنواتٌ مضت..

كنتُ ألقاه في البيت،

أو في المجلة،

أو مكتب الإتحادْ

هادئاً، مُوغِلاً في الحياة

وعميقاً كما الصبر،

لم يُثنِهِ السجنُ والنَّفيُ،

لم تسلبِ الدربُ منه خطاه

وأحاورهُ..

أستفزُّ شهيتهُ للكلام

فتضيءُ الطفولةُ فيه,

يَقُصُّ حكاياه:

عن وطنٍ يشتهي أن يناديه: أُمَّـااااااااااااه

عن كاتبٍ لم يُضِعْ وجهه في الزحام

لم يَخُنْ قلبَه ورؤاه

*    *    *

أذكرُ الآن قهوَتَه..

ورواياتِه في الزوايا..

والسعال الذي يشرخُ الصدر،

أذكرُ منزله المتناثر تملؤه الأدوية

شغلته السياسةُ, والقلقُ المعرفيُّ,

وعبءُ الأسئلة

وإشتباكُ القوى والرؤى

في مدى المرحلة

إذ فلسطينُ تكتبُ للثورةِ العربية عنوانها

والخُطا المقبلة

والكفاحُ المسلح قابلةً..

آهِ من قابلة!

*    *    *

شغلتهُ السياسةُ..

أذكره الآن كهلاً فتِيَّاً

يؤرِّقهُ المتماثِلُ

يفتِنهُ الإحتدامْ

والصراعُ الذي يلِدُ العنفوانْ

كان ممتلئاً بالمكان

يستعيدُ تفاصيله وخباياه

في كلِّ آنْ

يتفتَّحُ في الذاكرة

قال يوماً – ونحن بمصيافَ-

: أشتاقُ للقاهرة

للعيونِ التي خبَّأتني..

لمقاهي الحوار

لجدال اليسار

لإختلاطِ الدُّجى بالنهار

ولبيروتَ وقت الحصار

لوجوهٍ ببغداد أعرفُها..

تتهجَّى لدِجلةَ سيرتها الآتية

لأصابعَ تمنحني الحُب،

لإمرأةٍ حانية

و"لماعِين" في الليل،

والقدسُ تومئُ أضواؤها الدامية

قلتُ: هل ستعود إليها ؟

فتناول سيجارة وتوارى وراء الدخانْ

وترقرقَ كالساقية

وَنَدَتْ في الصمتِ آآآآآآه

*    *    *

سنواتٌ مضت..

نَحَبتْ فرسٌ في الفلاة

جاوبتها جبالُ الشَّراة

دارت الأرضُ دورتها..

إرتحَلَ القمرانْ

رقدَ القلبُ من تعبٍ وإشتياقٍ

غفت مُقلتانْ

وهَوَت دمعتانْ

قلتُ: هذا صديقي..

ألُمُّ بقاياهُ،

أكتبُ مرثيتي فيهِ،

أجْمَعُهُ..

واُشيِّعُ حزني عليه صلاة

وأعللُ نفسي, أُحدثها..

عن نشيدٍ سيأتي..

وعن وردةٍ..

تتغلغلُ في الروح,

تُطلِقُها..

ثم تعلـو

وتعلـــو

وتعلــــو

لتغمِــرَنــا بــالحيــاة

 

 

ــــــــــــــــ

 

alhalaseh@gmail.com

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا