<%@ Language=JavaScript %> اياد عباس ذكريات عراقي بالعامية

   

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                              

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

ذكريات عراقي بالعامية

 

 

 

اياد عباس

 

 

السلام عليكم اخوان وأخوات

رمضانكم مبارك – ألله بالخير- والله يساعدكم ....

مقدما

الشباب طلبوا مني أن أحجي على التراث العراقي ...

فكرت زين .... آني لا كاتب ولا مؤرخ .... وهذي مو شغلتي ... هم أصروا....

التاريخ العراقي والتراث العراقي غني جدا .

غني بنبوخذنصر ، ببدر شاكر السياب ، بالمتنبي وناظم الغزالي ، ببابل وآشور ، بالجواهري ونازك الملائكة ، بألف ليلة وليلة السندباد ، بالنخل ، بالنفط ، بدجلة والفرات  بناسه ، متحفه وأرضه ....وغيرها ... آلاف بل الملايين الأمثلة .... كل واحدة منها انكتب الكثير والكثير عنها ......

فكرت ومرح أحجي عن هذه ، فالمكتبات عامرة بها ولكم الخيار  ....

فقررت أن أشارككم بالتراث الذي تعلمته .... أشارككم بما رأيته في وطني ... في حبي الذي تركته 34 سنة خلت . وأنا ابن ال 19 سنة .... أسماء وذكريات لا حصر لها ولا نهاية ... عندي خمس دقائق    ....

منين أبدي ووين أنتهي ... وهذي صور ببالي... وأولها رح أحجي بالجلفي – يعني بالعامية – لأن هذا جزء مني ... وبلهجتي البغدادية .

الوضع المحزن اليوم في موطني، هذا غريب ، غريب جدا ...لا يمت  لنا بصلة ....

( موطني ... موطني  ) أغنية من احنا أطفال نسمعها بالمدرسة وبالشارع .. نحلم بيها في يوم يكون هذا الموطن نضحك بيه ونلعب بيه ونتربى بيه ونربي أولادنا بسلام .. لمستقبلنا جميعا ..

يا جماعة .. آني عراقي ..ودمي مخلط مشكل يا لوز .. كله موجود .. بس أكثر شيء بغداديا ... وتراثي وتعليمي وما فتحت عليه عيني وتربيت عليه ... ... وكل شيء مدايري والحمد لله ... اليوم أسمع هوايه ناس يقولون نفس الشيء ... لأن هذا هو واقعنا ... وحقيقتنا ... دمنا مخلوط التركي على الفارسي ، الأذربيجاني على الكردي ، والعربي طبعا ، الأرمني على الآشوري وغيرها ( 27 مجموعة ).... ولذلك أكلنا وكلامنا وعاداتنا وتقاليدنا تعكس هذا الوضع ...

تربيت على زيارة الأضرحة بالنجف وكربلاء بالمناسبات وأزور أبو حنيفة والشيخ عبد القادر الكيلاني ... صغير ماجنت أعرف بس أشوف أهلي ياخذوني وياهم ونزور هالعتبات ونقوم بالشعائر المقدسة ... نصوم زكريا ، ونوزع خبز العباس ونروح ويا أصدقائنا وأهلنا لكنيسة نشعل شموع نذر وشجرة عيد الميلاد نزينها بأحلى الألوان ونحط جواها الهدايا ....

وبعاشوراء نزور الكاظم ونسمع كل القصص .... وليمن الواحد عنده نذر كبير يروح الدير متى فوق الموصل يم زاخو ونصعد الجبل مشي ....!!

ويجي رمضان ، ويجون كل الأصدقاء والأحبة صيام ، ونفطر كبه حامض شلغم وكباب ونشرب  عكوس وبانية وتمن وجلفراي ...ومرات باجة عند الحاتي بشارع غازي ونحلي من السما من نعوش بالأعظمية لو كعك السيد من شارع الرشيد لو أنواع البقلاوة  من محلات الشكرجي ( جم واحد بيهم – ما شاء الله ) .....

وهذاك خبز التنور الحار اللي نلف بيه الرشار والكرفس .... ونروح لصلاة التراويح ويه الجيران ونتلاقي براس العكد ويا الشباب نلعب طوبه .... ولمن كبرنا شويه نروح  لابو النشانيش لو للكهاوي نلعب محيبس .....

( وعلى هل العظم .. وهل العظم .. وهل العظم .. وبات يا مضر النبات ) .

والدنيا بارده وتسمع مناك صوت اللميجي ( لا هذا مو داود ) ... لا طلع المسحراتي بطبلته الصغيره ... والأطفال يركضون .. ( ماجينه يا ماجينه حل الجيس وانطينا ) .......  وذاك أبو العربانه يصيح : (  يا لبلبي يا لبلوب والعانه بترس الجيوب )  (طيب ومالح اللبلبي  ) . ونركض وراه واذا ما لحقناه  فنلحق بأبو الشلغم ( مايع حلو ) .....

ويجي العيد الهدوم الجديدة والعيدية ، ونزور اللي ماتو لنا ونترحم  لأهالينا ... والمراجيح وديلاب الهوا .... والكاهي وتشريب الباجلة على الريوق ... وسفره بدجلة ونطلع جماعات اندك  اصبعتين ونركض جوبية والخشابه ويانه ..:. ( والمايزوره السلمان عمره خساره ) ..... وعلى باص المصلحة دعج وهوسة ... ونمر بباب الشرقي ونسمع اسطوانات جقماقجي ... ناظم الغزالي ) .....

نتجمع ونروح بالبساتين بالفحامه لو أبو غريب لو بالحلة .... ندك أصبعتين وتعلك الهلاهل ... ونشتم ريحة الحطال من بعيد يشجرون بيه التنور ...وآنا صغير شغلتي كانت أدير الماي على العاقول الظهرية والكل نايمين على الكاع ، من الحر وتكسب الريحه وهل هوا الطيب الحلو ... يرد الروح ... وبالليل نصعد السطح .... يكولون لا تعد النجم يطلع فالول وفركاس بايدك ....

وهذيج بنت الجيران حاطه القوانه بصوت عالي حتى تسمعني ... مره سليمه باشا لو زكية جورج  لو أم كلثوم ... وآنا أدندن على القبانجي.. من نتمشى جوه الشناشيل ونتفرج على النسوان يقشبن وعياط وصياح وأبو البيت يطلع يركض بالصايه والعبايه وحاط  دشداشته  بجلكه ولابس كاله جايبيلهياه من السليمانية .....

وهناك صوت يوسف عمر  ( وكهوتك عزاوي بيها المدلل زعلان ) ....

ويمر أبو النفط بعربانته اللي يجرها الزمال .... ويلحقه أولاد المحله ... عبالك سوق الصفافير متنقل ...

بس العجبه جانت ليمن يجي أبو الملح وبعيره ... يعني اكو هيجي حيوان اجبير؟  يعني يا دوبك احنى مدبريها على الأبوبريصات والعقارق بالمصايده....

وحاطين بالبيت سبع عيون زرقه عن الحسد ... ويمها لوحه مكتوب ( لا تفكر ولها مدبر ) ... يعني شلون ؟؟ منفكر ؟؟؟ ... ورب العالمين هو اللي يدبر ليناها ؟

جنت محتار... ولمن كبرت كمت افرزن !!!أسأل أم اللبن والحلابات، شايلة وياهن كيمر للصبحية ولمن نجيب الكاهي من حافظ القاضي والشيره تقطر ...... ( اروالتي راحت يا ناس )... أما الراشي والدبس فحدث ولا حرج ... يا كولسترول يا بطيخ ...منو يفكر بهال أشياء ... دكها بأبو خمسه .

وهناك الفواتح ومليون واحد يجي يعزي .... بس هذوله منو ومنين واشجابهم .... وشنو هالملابس الحلوة أنواع وأشكال ... البيكات والسدارة ، وأهل العبي والجراويات والعكل .. كل واحد شكل .. أسود أحمر أبيض رصاصي كل الألوان .....

وأحلى شيء بالفواتح الطرشانه / القيسية ... صدك آني جنت لكامة طرشانه ... ( ولو من الخوف من السكري ، أكلكم تره اذا أحد يريد يدز لي طرشانه لو دولمه ... تره ما عندي مانع ....  وبنهاية الفاتحة الحلو بيها يحطون مي ورد لو قداح ... شلون ريحة ترد الروح .

ونطلع نمشي على شط دجلة حفاي وأصابعنا الصغيره يتخللها الغرين اللي جاي من كردستان يسقي زرعنا ومينا ....

والسفرات اللي نروحها للجبايش وبين هل القصب والمضايف والمشاحيف .... وللحظر والأطلال الرومانية ... ونجمع جمة بالبادية .... ونقطع برتقال من بساتين بعقوبة ... ونتفرج على أشجار الجوز والاوراد الحلوة والماي الزلال بكلي علي بك وسرسنك لو نفتر بالماطور ( وعلى شط العرب نخله  وأغانينا على البصرة )

يا اخوان شاحجيلكم ... شأتذكر حتى ما أتذكر ......

كافي كتاب ( غناء الأم العراقية لأطفالها ) للمرحوم حسين قدوري ( تره ابنه الفنان فرات في دبي ... ما شاء الله عليه ) .

أغنية دللول للأطفال لمن ينامون ... كاتب عليها 80 صفحة ، شلون تغنيها الأم بكل محافظة وكل طريقة وكل لهجة وكل لحن ... 80 صفحة تحجي قصة طفل العراق وشلون تنومه أمه العراقية ........................ والعراق أمنا .....

اخواني ... فخور ( آني عراقي ) ... فخور بأننا جزء من هذا القوس قزح العراق – القوس قزح ما تقدر تغير به لون أو تبدل لون  بمكان لون... هذا الطيف ثابت ما تكدر تحط لون فوق لون ... ولا تقنن من كمية لون ..والا لن يكون هذا هو القوس قزح ... هذا هو الطيف ... هذا هو العراق .لأن الله أراد له هكذا ......لأن الله أراد له هكذا .....

العراق هو القوس قزح ... العراق هو الطيف ... فلننعم به .. ونحمد ربنا ونحرص عليه ونحميه ...والسلام عليكم .

وفي أمان الله .

----------------------------------

اياد عباس – في  تقديم لجامعة الامارات

العين - مايس 2006

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا