<%@ Language=JavaScript %> سعود قبيلات خيبة بعض العرب

 

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                                

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

خيبة بعض العرب

 

 

سعود قبيلات

 

يقول بعض العرب إنَّ ثقته بهيئة الأمم المتّحدة قد اهتزَّتْ بعد الفيتو الروسيّ الصينيّ الثاني; ما يعني أنَّ ثقته بالهيئة الدوليَّة كانت قبل ذلك; أي طوال عقود مِنْ عمرها وإقدام الولايات المتَّحدة على استخدام الفيتو اكثر مِنْ ستّين مرَّة لصالح "إسرائيل" وضدّ الحقوق العربيَّة, كانت على خير ما يرام!

على الأقلّ, الروس والصينيّون استخدموا الفيتو لصالح طرفٍ عربيّ تحتشد ضدّه أطرافٌ دوليَّة إمبرياليَّة لها تاريخ طويل في القهر والعدوان والاحتلال.. حتّى إنْ كان هذا الطرف العربيّ لا يعجب بعض العرب ويعتبرونه خصمهم الأوَّل بدلاً من "إسرائيل". أمَّا الولايات المتّحدة فاستخدمت الفيتو ضدّ العرب جميعاً; أو بكلامٍ أدقّ, ضدّ كلّ مَنْ ينظر منهم إلى "إسرائيل" بوصفها عدوّاً.

ولم يتوقّف الأمر, بالنسبة لبعض العرب, عند حدّ التعبير عن اهتزاز ثقته, حَسْب; بل تجاوز ذلك إلى التظاهر أمام السفارات الروسيَّة والصينيَّة; بل, أيضاً, إلى المطالبة بمقاطعة بضائع تينك الدولتين الصديقتين! ولم نرّ مثل هذه الحماسة مِنْ قبل ضدّ الأمريكيين!

أبناء جلدتنا, هؤلاء, عجيب أمرهم جدّاً; فالفيتو الروسيّ الصينيّ لم يفعل شيئاً سوى أنَّه عرقل خطط التدخّل العسكريّ الأطلسيّ المباشر في سوريَّة, وفتح باباً آخر لحلّ المشاكل الداخليَّة لذلك البلد العربيّ الأساسيّ عن طريق الحوار. بل إنَّ بكّين وموسكو أبديتا استعدادهما التامّ لرعاية هذا الحوار والتوسّط فيه واستضافته على أرض بلديهما. أمَّا القوى الغربيَّة, فلم تفعل طوال الوقت سوى دفع الطرف العربيّ الموالي لها في هذا الصراع إلى التشدّد في مطالبه ومواقفه واللجوء إلى المزيد من العنف, آملةً أنْ يؤدِّي ذلك إلى خلق ظروفٍ ملائمة لها لتشنّ عدوانها العسكريّ الشامل (والمبيَّت) ضدّ سوريَّة, كي تدمِّر جيشها وبنيتها التحتيّة واقتصادها, وتمزِّقها إلى أشلاء هزيلة مسلوبة الإرادة والوزن.

كان أحرى بالعرب, جميعاً, تشجيع استخدام روسيا والصين للفيتو في مواجهة الغرب و"إسرائيل", بمن في ذلك مَنْ يعتبرون أنفسهم خصوماً للطرف العربيّ الذي اُستُخدِم الفيتو لصالحه. هذا لو كانوا يتمتّعون بقدر معقول من الشعور بالمسؤوليَّة وبُعد النظر السياسيّ, ويعبِّرون فعلاً عن مصالح عربيَّة حتَّى لو كانت تخصّهم وحدهم, ولا يستمرئون الذلّ والهوان اللذين أذاقتنا إيَّاهما الولايات المتّحدة و"إسرائيل" طوال سنوات الهيمنة الأمريكيّة الأحاديَّة على العالم. وفي النهاية, فالفيتو الروسيّ الصينيّ لم يغلِّب طرفاً عربيّاً على طرف عربيّ, والأهمّ مِنْ ذلك أنَّه لم يخدم طرفاً أجنبيّاً على حساب العرب أو حتَّى على حساب بعضهم, بل فعل العكس; إذ عزَّز فرص بقاء الصراع في إطاره العربيّ, وجعل الحلّ العربيّ هو الوحيد الممكن والمقبول للخروج من الأزمة.

إنَّ الحرب على الفيتو الروسيّ الصينيّ, بغضّ النظر عن الموقف السلبيّ (أو الإيجابيّ) مِنْ موضوعه, هي في النهاية فعل مساند للهيمنة الأمريكيَّة الأطلسيَّة على المنطقة والعالم; تلك الهيمنة التي تخدم "إسرائيل" ولا تخدم العرب بأيّ حال من الأحوال. ولهذا السبب عبَّر نتنياهو عن امتعاضه مِنْ الفيتو الروسيّ الصينيّ وندَّد به. ولا أهميَّة بعد ذلك لما يقوله محاربو هذا الفيتو عن أسباب مواقفهم الرافضة له; المهمّ هو الآليّات السياسيَّة الفعليَّة التي تطلقها تلك المواقف.

qubailat@yahoo.com

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا