<%@ Language=JavaScript %> موسى الفقي سيناريوهات الربيع العربي

 

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                                

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

سيناريوهات الربيع العربي

 

موسى الفقي *

 

سرقة الثورة من المستضعفين:

  تعد المرونة والقابلية للتكيف وعدم التردد عن استخدام أسلحة وأدوات الخصم، من أهم مميزات المدرسة الرأسمالية " مدرسة السوق " ومكامن قوتها. ففي الوقت الذي يتماهى فيه الاشتراكيون، وكافة خصوم أباطرة السوق، والمستكبرين في الأرض مع المتزمتين دينياً، وينضوون تحت خانة عبيد القيم والأفكار، ويعتبرون المرونة خيانة لقضية المستضعفين. نجد آلهة السوق وقساوستهم في منتهى المرونة والاستعداد لتغير خطابهم الأيديولوجي وتكتيكاتهم، كلما كان ذلك ضرورياً وهم يلجاءون إلى ذلك في حالتين:

1.       عندما تتنامى التيارات الاشتراكية وتحدق الأخطار بحرية أباطرة السوق، ويسيطر عليهم الإحساس بإمكانية خسارتهم للحرب الضروس ضد المستضعفين أو من يتبنى نصرتهم.

2.      عندما يسيطر أباطرة السوق على العالم، وتملاهم نشوة النصر بتحقيقهم لانتصارات جديدة على المستضعفين أو من يرفع لواء نصرتهم.

   وهذه الخاصية التي يتمتع بها أباطرة السوق ومنظريه، مكنتهم من الاستفادة من تنظيرات الخصوم وتكتيكاتهم. وسنقف هنا عند واقعتين تجلت فيهما هذه الاستفادة:

أ‌.        الأخذ بحزمة الإصلاحات الكينزية في كساد الثلاثينات من القرن الماضي: عمد اللورد ماينارد كينز للاستفادة من التجربة الماركسية، التي تعطي دوراً أساسياً للدولة في حل المشكلة الاقتصادية، وذلك من أجل انقاد اقتصاد السوق الرأسمالي. وهو ما انقد فعلاً المنظومة الرأسمالية، ومن ثم انقد أباطرة السوق من الغرق في الأزمات التي خلقوها بجشعهم؛ فكساد الثلاثينات حدث نتيجة انخفاض الأجر الحقيقي للعمال، الذي نتج عن حرص أرباب العمل على زيادة أرباحهم، وذلك برفع مستويات الأسعار في ظل سوق احتكار البيع، وحرصهم على تخفيض الأجر النقدي للعمال، أو على الأقل تجميده في ظل سوق عمل محكوم باحتكار الطلب أو احتكار الشراء، ليأتي رفع الأسعار على الأجر الحقيقي، ذلك أن رفع الأسعار سيأتي على القدرة الشرائية لملاليم الأجر، وهو ما يضعف القدرة الشرائية لأغلبية السكان، وذوي الميل الحدي الأعلى للإنفاق الاستهلاكي. ومن هناك كان تدخل الدولة وعلى نفقة دافعي الضرائب، لزيادة الإنفاق العام والتوسع في التوظيف حلاً ممكناً، لتعزيز القدرة الشرائية للمستضعفين، من أجل تصريف السلع المكدسة في مخازن أباطرة السوق. ورغم كون فكرة منح الدولة دوراً اقتصادياً فكرة ماركسية أو اشتراكية بامتياز، إلاّ أن قادة مدرسة السوق وربابنة سفنه لم يترددوا في الأخذ بها. وهذه الخاصية تسجل لهم، فهم لا تستعبدهم فكرة أو قيمة أو عقيدة؛ ذلك أنهم لا يشركون بالمال والربح شيئاً أو أحداً، ومن ثم كانوا أكثر انفتاحاً على الأفكار والتكتيكات من خصومهم، وقادرين على الاستفادة حتى من تنظيرات الخصوم والأعداء. بينما كان الاشتراكيون من صنف عبيد الأفكار؛ فهم حين ينحازون لفكرة ما يتعاملون معها تعامل الرهبان والمتصوفة، يعشقونها ويعظون عليها بالنواجذ، ويعتبرون الميل لغيرها خيانة لها، ومن هناك أصيبوا بداء الجمود الفكري والعقائدي، ومحاولة إخضاع الواقع للنظريات والأفكار، ولم ينجحوا في خلق علاقة جدلية بين الفكرة والواقع الاجتماعي، وهو ما أدى بالتجارب الاشتراكية إلى الفشل.

ب‌.    محاكاة النموذج الماركسي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي: حاكى أباطرة السوق النموذج الثوري الماركسي بعد انهيار التجربة الماركسية في الإتحاد السوفيتي؛ وذلك حين تم تبني أفكار ميلتون فريدمان ومدرسة شيكاغو، والمتمثلة في حزمة التعديلات الهيكلية لليبراليين الجدد، كعقيدة دوغمائية مضادة للكينزية والاشتراكية في آن معاً. يجري تعميمها بقوة الآلة العسكرية الأمريكية والأطلسية، وتحت لافتات التحرر من الديكتاتورية والشمولية، وفي صيغة ثورات مضادة تستعير مصطلحات الثورة، وحتى استخدام العنف من اليسار الماركسي، وتحول وصفة الليبراليين الجدد حول حرية السوق، والخصخصة والحكومة الصغيرة، إلى عقيدة أو أيديولوجيا على نحو يحاكي الاشتراكية، يتم تطبيقها بالقوة إذا لزم الأمر، وخاصة في البلدان والأمم المستضعفة. وكذلك تم تبني الدعوة إلى أممية رأس المال تحت مسمى العولمة، وأممية النضال من أجل تعميم عقيدة السوق على العالم، على نحو يحاكي أممية البروليتاريا، وهو ما نفذه أباطرة السوق من خلال صناعتهم لانقلابات وثورات مضادة: ابتداءً من الثورات المضادة في أمريكا اللاتينية - المختبر الذي تم التحضير فيه لفايروس الأيدز الاجتماعي للمستضعفين - ، ومروراً بالثورات المضادة في أوروبا الشرقية،  وانتهاءً بالثورات المضادة في بلاد العرب والتي تتبنى حزمة التعديلات الهيكلية لليبراليين الجدد.

لماذا العرب؟

  جاء استهداف العرب بسياسات ما يسمى بالربيع العربي للأسباب التالية: الأول حيازة المنطقة العربية لأهم مخزون نفطي في العالم، والثاني الموقع الاستراتيجي الذي تحتله البلدان العربية، والثالث إن أباطرة السوق المحليين والدوليين غير راضيين على أداء الحكومات العربية. فهذه الحكومات وإن امتثلت لمشيئة الحكومات الغربية وعلى رأسها الحكومة الأمريكية، إلاّ أنها لم تطبق إستراتيجية العلاج بالصدمة وفقا لوصفة شيكاغو؛ حيث تلكأ الحكام العرب في تنفيذ وصفة شيكاغو، وذلك أما لتراخي قبضة مؤسسات برتون وودز عنهم بسبب فورة البترودولار، وعدم وقوعهم في قبضة مؤسسات بريتون وودز، أو بسبب خوفهم من ثورات الخبز. فإذا بثعالب المخابرات الأمريكية، وأباطرة السوق الدولي تسبقهم على الشعب، وتشعل فتيل الثورات المضادة لتصل إلى تطبيق وصفة شيكاغو، وبواسطة استغلال الغضب الشعبي ضد الحكام لغير مصلحة الشعب، إن لم يتنبه لمخاطر تسليم مصيره لأباطرة السوق الدولي والمحلي . وسيعظ الفقراء وذوي الدخل المحدود والذين لا يحسنون تسويق أنفسهم لأباطرة السوق، أو ليس لديهم ما يسوّقون؛ ولا حتى عين كحيلة أو خصر نحيلة، أو قلم مدّاح أو لسان صداح، سيعظون أصابعهم ندماً حين يجدون أنفسهم وجها لوجه أمام سطوة السوق في أعنف حالاته، وقد انفلت من عقاله، وسيندمون يوم لا ينفع الندم على اليوم الذي كانت فيه الدولة تشارك السوق سطوته وتشد قليلا من عقاله رغم سوئها.

 ومن المثير للتساؤل حقا أن تنطلق ثورات السوق في وقت واحد في البلاد العربية وكأن الشعوب العربية فرقة اوركسترا تنتظر إشارة البدء من قائد الفرقة. لا شك أننا سنكتشف لاحقا أن قائد الآوركسترا  الغربي لا يريد للعرب في البلد المستهدف أن يستفيدوا من دروس الثورات التي سبقتهم وتداعياتها ذلك أن الزمن كفيل بإذابة مساحيق التجميل وحبل كذب الفضائيات قصير؛ فالشعب في تونس صار يطرح التساؤلات حول وعود ثورته التي رواها بذمه فإذا به يذبح من قبل أباطرة السوق المحلي والدولي فالأسعار تتضاعف فتأتي على ملاليم الأجر ومعدلات البطالة تزداد وحكومته التي شكلت بعد الثورة تحرمه من المصرف الإسلامي الوحيد الذي يقدم القروض للفقراء بدون فائدة ودون ضمانات ليباع لمستثمر أمريكي وأول الغيث قطرة غير أن غيث ثورات السوق التي سميت بالربيع العربي كالنخلة المعوجة تتساقط قطراته وراء البحر بل ووراء المحيط.

صناعة الربيع العربي:

  حين لاحظ صانعو الفكر وصانعو السياسات في الغرب ظاهرة تنامي جماهيرية الإسلام السياسي في البلدان العربية، وهو ما عرف عربياً بالصحوة الإسلامية، سارعوا إلى تبني سياسات لاحتواء الظاهرة، وهم يوظفون الخبرة الإسرائيلية مع حماس، ويستفيدون من نتائج المعمل الإسرائيلي، ومن هناك تبنى صانعوا السياسات في الغرب سياسات الاحتواء. والتي نتج عنها ما يسمى بثورات الربيع العربي، التي كانت نتيجة جهد مشترك من البنتاغون، ووكالة المخابرات الأمريكية، والشركات الأمنية،  لتضيف بعداً جديداً لسياسات الليبراليين الجدد، وهو خصخصة الثورات المضادة؛ – الثورة هي ثورة المستضعفين على المستكبرين بينما الثورة المضادة هي ثورة المستكبرين على المستضعفين- حيث وظفت الشركات الأمنية أعداد كبيرة من العرب، من خلال وسطاء يحملون جنسيات مزدوجة، ويقيمون في البلدان الغربية، وبواسطة عقود بالباطن أي دون أن يعلم بعضهم بأنهم وظفوا لمصلحة تلك الشركات، ودرّبوا على كيفية إثارة الفوضى، ونشر الإشاعات، حيث يكفي إخراج عشرات الأشخاص، وإحراق إطارات سيارات للفت انتباه الفضوليين وجمعهم، حتى يظهر الأمر وكأن مظاهرة ضخمة خرجت ضد النظام. ثم تتولى بعض العناصر المدربة على القنص، بمجرد محاولة الشرطة التصدي للمتظاهرين، قنص بعض من شارك في المظاهرة؛ وذلك لاستدرار تعاطف النّاس، وإظهار وحشية النظام وخلق الحقد لدى أهل القتيل. يصاحب هذا السيناريو حملة إعلامية؛ تبدأها القنوات الإخبارية العربية اللسان: كالجزيرة والحرة والعربية، وتنقل عنها القنوات الغربية عنوانها: جرائم ترتكب ضد الإنسانية في البلد المستهدف، وإن الأوان قد آن لإسقاط الديكتاتور. وبذلك يتم تضليل الجميع:  المستضعفين، والشعب بكامله، والمجتمع الدولي باستثناء صانعي السياسات الغربيين ومن لديه علم بتلك السياسات. وهذا السيناريو هو ما صاغته الكاتبة الأمريكية دانيا جونستون في النشرة السياسية الأمريكية Couterpunch   على النحو التالي:

تسارع وسائل الإعلام الغربية الرئيسية إلى نقل القصة وفقاً للقالب الجاهز التالي:

1. الحاكم ديكتاتور لذلك فالمتمردون يرغبون في التخلص منه من أجل التمتع بالنمط الغربي للديمقراطية.

2. لذلك فإن الشعب ينبغي أن يكون مع المتمردين.

3. وحين يتحرك الجيش لقمع المتمردين فإن وسائل الإعلام تقول بأن الديكتاتور يقتل شعبه.

4. لذلك فالمسئولية تقع على المجتمع الدولي لحماية المدنيين.

5. الحماية الدولية للمدنيين تقضي بتدخل النيتو لدعم المتمردين وتدمير القوات المسلحة والتخلص من الديكتاتور .

  والنهاية السعيدة تأتي بصرخة ابتهاج من السيدة كلينتون لقد قدمنا وشهدنا موت الديكتاتور. عند ذلك تغرق البلد في الفوضى وتتجول العصابات المسلحة بها، ويعذب المساجين، وتقبع النساء في أماكنهن، والمرتبات لا تُدفع، والتعليم والرعاية الاجتماعية تهملان بينما يتدفق النفط وسيُشجع ذلك الغرب لتحرير بلد آخر!

استراتيجية احتواء الإسلاميين:

  ظهرت فكرة الربيع العربي، ونشر عدوى فايروس فقدان المناعة الوطني والقومي عربياً، بعد أن تم اختباره في فلسطين المحتلة كما أسلفنا. ومارست إسرائيل دور فني المعمل الذي أجرى الاختبار، وبأشراف من الولايات المتحدة؛ حيث اختبروا فرضية كون الحركات الإسلامية غير معادية للغرب، وغير معادية لاقتصاد السوق، وهو ما يعبر عنه بعدم العداء للديمقراطية. مع الأخذ في الاعتبار أن القوى الإسلامية السنية هي أكثر عداء للشيعة من العلمانيين، وهو ما يلائم مخططات الغرب لإشعال حرب طائفية بين السنة والشيعة؛ تكسر شوكة ايران، وتعيق تقدم العرب والمسلمين لقرون قادمة. واختار صانعو الأفكار والسياسات في أمريكا والغرب اختبار هذه الفرضية أولاً في فلسطين، ذلك أنه يراد أيضاً اختبار مدى قبول تلك الحركات للتعامل مع إسرائيل، من خلال تمكين حماس من الوصول إلى السلطة، واختبار ردة فعلها وهي في الحكم تجاه التحدي الإسرائيلي والغربي، وتجاه القضايا الوطنية والقومية والدينية. ولم يقتصر الغرب على ما قدمه لهم المختبر الإسرائيلي، بل أضافوا إلى ذلك نتائج المختبرين العراقي والأفغاني؛ حيث اختبر الأمريكيون مدى استعداد القوى السياسية الإسلامية في العراق وأفغانستان لقبول فكرة التعاون مع سلطات الاحتلال في البلدين، وهو ما وقع وللأسف منهياً بذلك الفكرة السائدة في الغرب وأمريكا، عن عداء القوى الإسلامية الرئيسية للغرب. وكان الهدف من إيصال حماس إلى السلطة الصورية في فلسطين المحتلة، العمل على ترويضها وقبولها التعاطي ببراغماتية مع السلطات الإسرائيلية والغرب، فحماس التي في الحكم ستختلف عن حماس التي في المعارضة؛ ذلك أنها ستحتاج إلى رضا الغرب وإسرائيل لتبقى في السلطة، فالمواطن الفلسطيني يريد من سلطته: فرص عمل وكهرباء ومياه ووقود، وما إلى ذلك من خدمات ومرافق، لا يمكن لها أن توفرها في ظل خيارات المقاومة؛ فهي في حاجة إلى تحويلات الضرائب من الحكومة الإسرائيلية، وإلى فتح منافذ العبور، وكل هذه الإمكانيات بيد إسرائيل والغرب .

وحين ترفض حماس السيناريو الإسرائيلي الغربي تفرض عقوبات عليها وتحاصر، وهو ما وقع فعلاً وأدى إلى إخراجها من الحكم، وإلى اقتصار حكمها على غزة، ومع ذلك ما تزال الضغوط تمارس عليها. وهو ما سيؤدي إلى أحدى نتيجتين: انحدار شعبية حماس، ومغادرتها السلطة حتى في قطاع غزة، أو النجاح في ترويضها وجعلها أكثر براغماتية. وهذا ما سيدفع بعض القوى الإسلامية التي سيأتي بها الربيع العربي إلى السلطة- دون أن تقبل تنفيذ شروط الصفقة الغربية- إلى الخضوع للآملات الغربية إذا ما اتبع الغرب معها نفس السيناريو الذي مورس على حماس.

سيناريوهات الربيع العربي:

  على ضوء نتائج المختبرات الثلاث الإسرائيلية والعراقية والأفغانية قرر الغرب صناعة ثورات الربيع العربي، وسلم ملف الربيع العربي للبنتاغون ووكالة المخابرات الأمريكية والشركات الأمنية، وعقدت تلك الجهات اتفاقاً مع القوى الإسلامية في المنطقة لتدعم المخطط الغربي، شريطة قبولها بأن يُعبد مع الله آلهة السوق. وبتلك الموافقة سجدت الحركات الإسلامية لإلهة الأرض وأعطت بظهرها لإله السماء؛ حين وافقت على علمانية ومدنية الدولة، وعلى حرية السوق وحرية المرأة، وما إلى ذلك من شروط آلهة السوق. وروج الغرب للنموذج التركي الذي جرى تلميعه منذ بداء الغرب الاستعداد لتنفيذ مشروع الربيع العربي؛ وذلك من خلال المواجهة المفتعلة بين أردوغان وبيريز في دافوس، والتمثيلية الذكية حول اسطول الحرية، ومحاولة فك الحصار عن غزة، وغزو الفضائيات العربية بالمسلسلات التركية. هذا النموذج الذي يمثل الزواج غير الشرعي بين الإسلام السياسي والعلمانية ومدنية الدولة، – مدنية الدولة تستبعد الدين على خلاف ما يُروج في فضائيات الربيع العربي-  هو الذي يروج له الغرب ليصوره على أنه المدينة الفاضلة، والغاية من ثورات الربيع العربي. غير أن سيناريوهات الربيع العربي لن تقتدي بالنموذج التركي بالضرورة ومن ثم فهي ستأخذ في تقديري المسارات التالية:

1.      السيناريو الأول- السيناريو التركي: حين تقبل القوى الإسلامية التي ستستلم السلطة الوصفة الغربية كاملة، والتي تتلخص في: حرية السوق، وحرية الإعلام وصناعة الترفيه، وخصخصة وظائف الدولة، والعلمانية، والتعددية، ومدنية الدولة، وحرية المرأة والشاذين جنسياً، والقبول بالخضوع للغرب تحت لافتة التحالف معه، يكون النموذج التركي هو المستهدف. وإن لم تقبل تلك القوى بهذه الوصفة يتم الانتقال للسيناريو الثاني.

2.      السيناريو الثاني- سيناريو حماس:  حين لا تقبل القوى الإسلامية التي تمكن من السلطة الوصفة الغربية؛ وخاصة حرية السوق، وحرية الإعلام وصناعة الترفيه، وعلمانية الدولة ومدنيتها، وحرية المرأة والشاذين جنسياً، يمارس الغرب ضغوطاً شبيهة بالضغوط التي مورست على حماس لإخضاع تلك القوى للأملآت الغربية فإن نجحت تلك الضغوط في تحقيق أهدافها كان بها وإلاّ فإنه سيتم الانتقال للسيناريو الثالث.

3.      السيناريو الثالث- السيناريو العراقي: حين لا تفلح الضغوط الغربية في إخضاع تلك القوى لمشيتها يلجأ الغرب إلى الغزو أو التآمر على تلك القوى، وتطبيق الوصفة الغربية على وقع أصوات قذائف كروز والتوماهوك، والبي 52 وأزيز الأباتشي، كما طبقت في العراق وأفغانستان.

  هذه السيناريوهات يمكن أن تتعطل وتتعطل معها ثورات الربيع العربي وثورات الربيع العالمي، إن استرد العالم توازنه الدولي، وعندها فقط يمكن للشعوب الصغيرة والمستضعفة أن تتوقف عن السجود لإلهة الأرض، وإعطاء ظهرها لإله السماء، وأن تقرر مصيرها دون تدخل من الغرب أو لنقل دون تدخل حاسم منه. أما إذا لم يستعيد العالم توازنه فإن المستضعفين في العالم سيشهدون أحلك فتراتهم منذ بد الخليقة وإلى أن تنتهي سطوة آلهة السوق على العالم.         

     

 

* موسى الفقي

كاتب جزائري مقيم في المهجر

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا