<%@ Language=JavaScript %> محمد نور الدين أردوغان يطلق «الثورة المضادة»: نريد تنشئة جيل متدين ومحافظ

 

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                                

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

أردوغان يطلق «الثورة المضادة»:

 نريد تنشئة جيل متدين ومحافظ

 

محمد نور الدين 

 

جمهورية أتاتورك تترنح... هذا ما بدا من إشارات عملية مباشرة تستهدف منظومة الأفكار التي جاء بها وفي رأسها العلمانية التي نصح أردوغان بها المصريين فإذا هي على كف عفريت في منشئها.

 

 وإذا كان مجرد وصول حزب إسلامي إلى السلطة مؤشرا إلى التهديد الذي يمكن أن تتعرض له العلمانية، فإن تفكيك الدولة «الكمالية» يمضى بنجاح على قدم وساق من دون أي كلل أو ملل.

 

 وبعد شطب نفوذ المؤسسة العسكرية التي كانت العمود الفقري للدولة الكمالية، والتي كان آخرها سابقة سجن رئيس الأركان السابق ايلكير باشبوغ وطلب المؤبد له، ومن ثم إخضاع القضاء لوصاية الحكومة، صدرت دعوة غير مباشرة من نائب رئيس حزب العدالة والتنمية والمتحدث باسم الحكومة حسين تشيليك إلى إلغاء قانون أتاتورك الذي يمنع التهجم على مؤسس الجمهورية.

 

 وفي مقابلة تلفزيونية، قال تشيليك «إن وجود قانون يحمي أتاتورك من التعدي عليه هو وضع غريب. إن رجلا مثل أتاتورك انشأ الجمهورية من بين أنقاض الإمبراطورية هل يوضع قانون لحمايته؟ أليس هذا غريبا ومسيئا لمؤسس الجمهورية؟ هل توجد حاجة لمثل هذا القانون؟ إذا كنت لم تستطع أن توطّن أحدا طواعية في قلبك فلا يمكن ان توطّنه بقوة الدولة وبقوة السلاح».

 

 وقال تشيليك إن الجنرال كنعان ايفيرين، قائد انقلاب عام 1980، وعد بأن «يدخل أتاتورك داخل كل رأس، ففرض مادة مبادئ أتاتورك وتاريخ الثورة في كل المدارس من المرحلة الابتدائية إلى نهاية المرحلة الجامعية. فماذا حدث؟ لا يمكن أن تحب أحدا بالإكراه والإملاء».

 

 وأشار تشيليك إلى القَسم الذي يتلوه الطلاب يوميا في المدارس وهو من خطبة إلى الشباب كان وجّهه يوما أتاتورك، فقال «هل يجوز هذا؟هل هو آية قرآنية؟». ورأى أن «هناك الكثير من الإساءات التي توجه للنبي محمد ومع ذلك ليس من قانون لحمايته، فهل يعقل أن يكون هناك قانون لحماية أتاتورك؟ البعض يقول ان اتاتورك الانسان هو الديموقراطي الأول في العالم، والبعض يقول انه كان دكتاتورا».

 

 لكن موقفا لرئيس الحكومة رجب طيب اردوغان اثار عاصفة من السجال لم تهدأ حتى الآن عندما قال في مطلع شباط الحالي انه يريد «تنشئة جيل من المتدينين والمحافظين».

 

 واعتبر معظم الكتّاب ان اردوغان بهذا الكلام يؤسس لمرحلة جديدة من تاريخ تركيا قوامها شباب مؤمن ومتدين وليس شبابا علمانيا كما يقتضي النظام مع احتفاظ كل فرد بحريته في التدين من عدمها. وقال محمد علي بيراند في صحيفة «حرييت» ان تركيا تنتقل من مرحلة الشباب المؤدلج عسكريا الى مرحلة الشباب المؤدلج دينيا و«هذا أمر يخيفني».

 

 وكتب سميح ايديز في «ميللييت» ان كلام اردوغان عن جيل متدين يتناقض مع كلامه في القاهرة من ان «الفرد ليس مضطرا أن يكون علمانيا لكن الدولة يجب ان تكون علمانية». وبذلك لم يقف اردوغان خلف كلامه الذي قاله في القاهرة والذي أثار استياء المتدينين. واليوم يسير اردوغان بعكس ما قاله في القاهرة وهو ان على الدولة ان تربّي جيلا متدينا. وهو بذلك يدخل في قائمة الاسماء الذين يريدون أجيالا من المتدينين ومنهم المرشح للرئاسة الأميركية نيوت غينغريتش، كما يؤكد كلام المرشح الرئاسي الذي انسحب لاحقا حاكم تكساس ريك بيري من ان تركيا يحكمها «ارهابيون اسلاميون». وقال ايديز ان «كلام اردوغان هذا يثير الخوف لدى الكثير من الناس». وينهي ايديز مقالته بالقول ان «السعي لدى حزب العدالة والتنمية لخلق «نموذج واحد» من الفرد في تركيا لا يفيد سوى في التحضير لمناخ الصدام الاجتماعي. وتركيا تحتاج الى أجيال تحترم الحقوق الفردية والديموقراطية والعقلانية والمعاصرة». وقال انه «اذا كنا نريد لأطفالنا ان يكونوا متدينين فهذا في اطار الخيار الشخصي. أما القول بأننا نريد «جيلا متدينا» وبيد الدولة فهذا اعتداء على الحضارة المعاصرة».

 

 لكن رد الفعل الأقوى جاء من الكاتب المعروف حسن جمال الذي قال انه بعد «الجيل الأتاتوركي» ها نحن امام «الجيل المتدين». وسأل جمال اردوغان: «اذا لم أرغب في تنشئة ابني ليكون متدينا فماذا علي لأفعل؟».

 

 وتابع «أن يكون رئيس الحكومة متدينا فهذا شيء وأن يدعو رئيس الحكومة الى تنشئة أجيال متدينة شيء آخر... وهذا يقلق الديموقراطية».

 

 وسأل جمال رئيس الحكومة عما اذا كانت الديموقراطية والعلمانية الحقيقية متحققة اليوم في التربية الدينية. «أليس الدين يتم اليوم تحت اشراف الدولة وعلى مستوى رئاسة الشؤون الدينية؟ هل هذا علمانية حقيقية؟ ألا تقتضي الدولة في بلد ديموقراطي وعلماني أن تكون على مسافة واحدة من كل المعتقدات متدينين وغير متدينين؟ هل توجد عندنا مثل هذه المسافة الواحدة؟ هل عندك ما تقوله في هذا الصدد؟ أليست رئاسة الشؤون الدينية مؤسسة على اساس المذهب السنّي؟ أليست العلوية مبعدة كليا؟ هل الدولة على مسافة واحدة تجاه العلويين؟ انت في السلطة منذ عشر سنوات فلماذا لم تصحح هذه الأخطاء؟ أم انك تماما مثل اتاتورك الذي وضع الدين تحت رقابة الدولة وربّى اجيالا اتاتوركية وها انت تواصل الأمر نفسه تضع الدولة تحت رقابة الدين وتنشئ اجيالا متدينة؟ اذا كان الأمر كذلك فإن من حقنا ان نسألك أين هي الديموقراطية من هذا وأين هي العلمانية من هذا؟».

 

 

الكاريكاتير عن مجلة التايم

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا