<%@ Language=JavaScript %> خميس التوبي طبول الحرب تدق في المنطقة

 

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                                

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

طبول الحرب تدق في المنطقة

 

خميس التوبي

 

في الوقت الذي تنشط فيه الدبلوماسية الروسية ـ الصينية لحلحلة الأزمة السورية وإيجاد المناخات الملائمة والأرضية المناسبة وتقريب وجهات النظر وردم هوة الخلاف بين النظام السوري والمعارضة من أجل انطلاق حوار بنَّاء وشفاف، تعلن الولايات المتحدة عن خرقها للسيادة السورية بتسييرها عددًا من الطائرات العسكرية وطائرات التجسس بدون طيار في المجال الجوي السوري تحت مزاعم "مراقبة هجمات الجيش السوري ضد قوات المعارضة والمدنيين الأبرياء على حد سواء، واعتراض اتصالات الحكومة السورية وعسكرييها".

ويتزامن مع هذا الإعلان الأميركي إعلان البحرية الإيرانية عن تسييرها سفنًا حربية دخلت البحر المتوسط بعد عبورها قناة السويس، ولم يكشف الأميرال حبيب الله سياري قائد البحرية عن الوجهة الأخيرة للسفن أو مهمتها، مكتفيًا بالقول إنها تحمل "رسالة سلام وصداقة" إلى دول المنطقة "وتظهر قوة جمهورية إيران الإسلامية". إلا أنه يبدو أن وجهتها هي السواحل السورية بهدف إعطاء طهران حليفتها دمشق مزيدًا من الدعم المعنوي، ولإرسال رسالة مفادها بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي إذا ما تعرضت سوريا لأي تدخل عسكري أجنبي، وأنها لا تزال تحترم الاتفاقات العسكرية والأمنية التي وقعتها مع حليفتها دمشق.

المبررات التي ساقتها الولايات المتحدة لتبرير خرقها للسيادة السورية هي أبعد عن مراقبة هجمات الجيش العربي السوري واعتراض اتصالات الحكومة السورية مع عسكرييها، خاصة وأنها تأتي قبيل انعقاد مؤتمر ما يسمى "مجموعة أصدقاء سوريا" التي وصفها نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بجدانوف بأنها مجموعة "هواة" هدفهم التدخل في سوريا بما في ذلك عسكريًّا في أراضي دولة ذات سيادة، يتعارض مع معايير القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وأثناء زيارة توم دونيلون مستشار الأمن القومي الأميركي إلى الكيان الصهيوني لإجراء محادثات تتعلق بقضايا إقليمية من بينها سوريا وإيران. ولذلك في تقديري أن الخرق الأميركي للسيادة السورية بتسيير طائرات عسكرية وطائرات تجسس بدون طيار يحمل عددًا من الأهداف منها:

أولًا: هناك مخاوف إسرائيلية من أن تصل الأسلحة السورية المتطورة الكيماوية والصواريخ إلى حزب الله والفصائل الفلسطينية المقاومة، لأن الكيان الصهيوني يعتقد أن أيام النظام السوري باتت معدودة، وبالتالي انهيار الجيش السوري سيترتب عليه عمليات تهريب لأسلحته الصاروخية والكيماوية المتطورة، أو ربما أن النظام سوف يقوم بنقلها إلى المقاومتين اللبنانية والفلسطينية إذا وجد أن الخناق بدأ يضيق على رقبته، إذ بإمكان هاتين المقاومتين أن تنتقما ممن تآمر على إسقاطه، ولذلك فإن هذه الطائرات ستعمل على مراقبة هذه الأسلحة.

ثانيًا: ثمة تصميم على تسليح المعارضة السورية خاصة من قبل دول عربية ساعية إلى إسقاط النظام السوري، بناء على قرارات جامعة الدول العربية بدعم المعارضة السورية سياسيًّا وماليًّا، وطبعًا يسمح هذا الدعم بالتسليح، وبالتالي ستعمل هذه الطائرات على تقديم الدعم الاستخباراتي وجمع المعلومات ومراقبة تحرك أفراد وآليات الجيش السوري والقوات الأمنية ومقراتها العسكرية والأمنية والتنسيق مع عملاء على الأرض السورية تابعين لاستخبارات غربية وعربية من أجل توجيه هجمات ما يسمى "الجيش السوري الحر"، وبقية الجماعات المسلحة، على غرار ما حدث في ليبيا.

ثالثًا: تمكُّن تنظيم القاعدة من دخول الأراضي السورية وشنه هجمات ضد المنشآت والقوات السورية باعتراف جيمس كلابر رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية الأميركي، يغذي المخاوف من أن تنظيم القاعدة أصبح على حدود الكيان الصهيوني وبالتالي من السهل جدًّا تنفيذه عمليات داخل الكيان المحتل، وكذلك من الممكن أن يصل إلى أسلحة الجيش السوري المتطورة الكيماوية والصاروخية. وهذا من الناحية الأخرى يعطي دلالة على أن المعارضة السورية قد نزعت عن تظاهراتها ومطالبها الشرعية التي طالما تباهت بأن مطالبها وتظاهراتها سلمية.

للرائي والمتابع للأزمة السورية لا سيما المندفع والمتحمس لخيار التدويل والتدخل العسكري الأجنبي والمسارعة إلى إسقاط النظام السوري، له أن يرى كيف أن السحر قد ينقلب على الساحر، وأن سياسة "الكاوبوي" وتدخلاته في قضايا المنطقة، وتحالفه مع الكيان الصهيوني لتفتيت دول المنطقة ونهب ثرواتها ومقدراتها يمكن أن ترتد ضده.

صحيفة (لوموند) الفرنسية المستقلة الصادرة أمس الأول السبت حذرت من تحول سوريا إلى ساحة لصراع القوى الدولية المتنافسة، وإن كانت الصحيفة حمَّلت المسؤولية كلًّا من روسيا والصين، وهذا ليس صحيحًا، فالمسؤولية تتحملها الولايات المتحدة وأوروبا (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) بدعوتهما المعارضة السورية إلى عدم تسليم أسلحتها وتشجيعها على عدم قبول الحوار وعدم تلبية الدعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية.

إن قادم الأيام سيكشف عن مزيد من التطورات قد تفصح ما ستؤول إليه الأحداث، وما إذا كان ما يجري الآن هو دق لطبول الحرب التي كل عوامل الاشتعال موجودة تنتظر فقط من يشعل الشرارة الأولى.

 

الوطن 20/2/2012

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا