<%@ Language=JavaScript %> الجماهير/ جريدة الحزب الشيوعي الاردني 02 شباط 2012 تدخل اجنبي في سوريا...بقرار عربي

 

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                                

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

تدخل اجنبي في سوريا...بقرار عربي

 

 

 

الجماهير/ جريدة الحزب الشيوعي الاردني

 02 شباط 2012

 

 

وانكشفت أخيراً النوايا الحقيقية، وتبين بكل وضوح أن اطرافاً عربية صممت بكل ما أوتيت من قوة ونفوذ على تلبية املاءات واشنطن وغيرها من الدول الغربية وتركيا في فرض التدخل الاجنبي في سوريا.

ويبدو ان الدول الخليجية وفي مقدمتها قطر لم تتعظ أبداً من مآسي التدخل الاجنبي في بعض البلدان العربية والكوارث التي احدثها هذا التدخل في العراق واخيراً في ليبيا.

والكيفية التي تقرر بموجبها الذهاب الى مجلس الامن تثير كل مشاعر الغضب وتكثف الشعور بالخطر، وتكشف المهانة التي يلحقها النظام العربي بقيادة دول النفط بالشعوب العربية وبقضاياها العادلة. إذ بدلاً من ان يناقش مجلس الجامعة العربية تقرير بعثة المراقبين العرب الى سوريا، ويستخلص بالاستناد اليه الاجراءات الواجب اتخاذها لتسوية الازمة السورية ووقف نزيف الدم والحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً بدلاً من ذلك ضرب بتقرير المراقبين عرض الحائط، وقدم مبادرة جديدة لتسوية الازمة!!! تستند الى عزل الرئيس السوري كمدخل لمنع ووقف الحرب الاهلية المحتملة!!!. وتطلب من مجلس الامن المصادقة على هذه المبادرة – المؤامرة –لتكتسب صفة شرعية بدعم دولي. ويعرف اصحاب المبادرة، ان مبادرتهم مرفوضة من سوريا اولاً، وتتاقض مع ميثاق الجامة العربية ثانياً، وتحول دون وجود حل سوريا أوعربي للأزمة ثالثاً.

وهكذا وللمرة الثانية يتوجه النظام العربي الى مجلس الامن خلال الحراك الثوري العربي، طالباً دعمه، وبالتالي تدخله. في المرة الاولى طلب النظام العربي تدخل مجلس الامن في ليبيا، وجرى تسليم ثروات البلاد وخاصة النفطية الى الاحتكارات الغربية وتم تدمير البنى التحتية وقتل الآلاف وتولي حلف الاطلسي تدمير ما تبق من الدولة الليبية. ونحن نرى ان آفاق الصراع الداخلي في ليبيا قد فتحت بقوة وستؤدي الى مضاعفات يدفع الشعب الليبي ثمناً باهظاً فيها.

وأما المبادرة الجديدة، التي ذهب بها قادة دول النفط الى مجلس الامن باسم الجامعة العربية، فهي تكرار للمأساة والجريمة التي ارتكبوها بحق الشعب الليبي وان الاستماع الى دعوة رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم وامين عام الجامعة العربية نبيل العربي، الى تدخل دولي فعال، يكشف تقاطع موقف هذه الاطراف مع مواقف الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وبقية الدول الغربية. ويلاحظ ان خطابات مسؤولي الجامعة العربية ركزت على تعميق وتأجيج الصراع الداخلي، وعلى ضرورة تنفيذ التغييرات السياسية في سوريا، بدلاً من بذل الجهود لتشجيع الوصول الى تسوية سياسية داخلية من أجل وقف نزيف الدم وحماية وحدة وأمن سوريا والسير في طريق بناء سوريا الديمقراطية والموحدة. وقد لقيت مقترحات جامعة الدول العربية تأييداً شاملاً من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول الغربية الكبرى، لأنها تتقاطع تماماً مع مواقف وسياسات هذه الدول التي تستهدف اجراء تغيير شامل في ميزان القوى في المنطقة تمهيداً لبسط سيطرة واشنطن وبقية حلفائها على امكانات المنطقة الاقتصادية والسياسية والعسكرية. ولذلك فإن الصراع في المنطقة يتركز حول ميزان القوى التي تستهدف الدول الامبريالية اخضاعه لمصالحها ونواياها، وان التغيير السياسي في سوريا يعتبر مدخلاً مهماً واساسياً لذلك. وهكذا فإن جامعة الدول العربية بمواقفها الاخيرة بقيادة قطر والدول النفطية، انما تنحاز كلية للمخطط الامبريالي، وليس دفاعاً عن الشعب السوري او العمل على وقف نزيف الدم في سوريا.وبالعكس فان مقترحات جامعة الدول العربية والتأييد الغربي لها ودعم الاعمال العسكرية للمعارضة من شأنه توسيع واراقة الدماء وتهديد أمن واستقرار سوريا والحاق اضرار كبيرة بالمواطنين المدنيين. وان خطة الجامعة والتأييد الغربي لها يضعف كل فرص الحوار داخل سوريا، الذي تؤكد جميع القوى الحريصة على مصالح الشعب السوري ومستقبل المنطقة برمتها، انها السبيل الوحيد للخروج من الازمة المعقدة التي تعيشها سوريا في الوقت الراهن.

وتدرك روسيا والصين والكثير من الدول الصديقة للشعوب العربية ان حل الازمة يجب ان يتم محلياً وفي نطاق عربي. ولذلك ترفض روسيا كل المقترحات التي تستهدف تغيير الرئاسة في سوريا باعتبارها المدخل للتسوية، وترى في الحوار الوطني الشامل الوسيلة الاهم والأكفأ لمعالجة الازمة. وتطالب جميع الاطراف ليس فقط دعم مبدأ الحوار بل وتسهيل تحقيقه بمختلف الوسائل الممكنة، وعدم اللجوء الى تعميق الفجوة الداخلية.

وفي حين تؤكد روسيا على الدور السلبي للمسلحين المعارضين داخل سوريا، وعلى خطورة تأييدهم من الخارج على امن سوريا والمنطقة، فإنها ترى في عدم الاعتراف بتأثير المسلحين على تطورالاوضاع محاولة لتحميل النظام كامل المسؤولية ومعاقبته بموجب مقترحات جامعة الدول العربية المؤيدة للدوائر والقوى الامبريالية.

ونحن لا نقلل ابداً من دور النظام السوري في زيادة الصعوبات التي تعترض التسوية الهادئة للأزمة والوصول الى طاولة الحوار الوطني الشامل وذلك جراء اللجوء الى الاسلوب الامني في مواجهة المطالب العادلة للشعب في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية. فقد لعب الاسلوب الامني دوراً هاماً في تعقيد معالجة الازمة من جهة وفي مواجهة الهجمة الامبريالية الرجعية الظالمة ضد سوريا وضد الشعب السوري من جهة ثانية. وان القوى الامبريالية والرجعية العربية تتكئ على هذه القضية لتبرير دعم المعارضة المسلحة، والمطالبة بتغيير النظام ورفض مبدأ الحوار رغم ما يسببه ذلك من زيادة سفك الدماء والحاق اضرار فادحة بالمدنيين وبمقدرات البلاد الاقتصادية، اضافة للتهديد الجدي لأمن ووحدة سوريا وامن المنطقة برمتها.

وقد كشف السجال في مجلس الامن، التطابق الكامل بين مواقف قطر وامين عام جامعة الدول العربية من جهة ومواقف الدول الغربية الرئيسية من جهة ثانية. وان تأييد هذه الدول ودعمها للمشروع العربي يكشف عن نوايا تحقيق التدخل الاجنبي بمختلف اشكاله لحل الازمة السورية، حيث غاب عن مواقف هذه الاطراف بذل الجهود لمساعدة السوريين، من خلال الحوار على التوصل الى تسوية سياسية شاملة للأزمة فيها استجابة للمطالب المحقة للشعب السوري وفيها صيانة لأمن واستقرار سوريا ووحدتها أرضاً وشعباً وتخليصاً للمنطقة العربية من شبح المزيد من التبعية والرضوخ للتحالف الامريكي الاسرائيلي .

ان محاولات الالتفاف الامريكي والامبريالي على النهوض الثوري العربي قد نشط دور القوى الرجعية العربية للمساهمة في الدفاع عن خطط واستراتيجية القوى الامبريالية. ويبدو جلياً ان الجهود الامريكية المحمومة والسريعة لتغيير تحالفاتها مع مختلف القوى في المنطقة وخارجها تستهدف منع تحقيق الاهداف الحقيقية لهذا النهوض او اعاقته في اسوء الحالات. وينطبق هذا على الدور الذي اخذت تمارسه جامعة الدول العربية في ظل النهوض الثوري، من خلال تكبير دور الدول النفطية وزيادة التأثير السلبي للمال النفطي الذي اصبح يوضع اكثر فاكثر في خدمة الدول الامبريالية، ليس لمساعدتها في التغلب على ازماتها المالية والاقتصادية فحسب بل وكذلك لتسهيل تمرير مخططاتها السياسية والعسكرية وتبديل موازين القوى لصالحها عربياً ودولياً.

ويؤدي سلوك الدول النفطية هذا، واستخدام اموالها في المعركة الحاسمة بين الشعوب العربية والتحالف الامبريالي الصهيوني في شق عميق للصف العربي غير مسبوق، ويؤدي الى ايجاد دور جديد للجامعة العربية منافٍ لميثاقها ومعارض بوضوح كبير للاهداف التي أنشأت من اجلها.

فالفرز الكبير والحازم الذي تسجله الدول النفطية الخليجية في البلاد العربية، ينسف كل قواعد العمل العربي المشترك ويحدث حالة سياسية جديدة في المنطقة. إذ من المعروف ان الدول النفطية اعاقت بالدرجة الاولى غالبية اشكال العمل العربي المشترك وساهمت في اضعاف الجامعة وسلبيته مما أدى الى غياب هذا الدور في الكثير من المناسبات وتحديداً في التصدي للعدوانية الاسرائيلية وجرائمها المعادية للانسانية، كالعدوان على غزة والهجوم البربري على لبنان. ووقفت مؤيدة لمذابح حلف الاطلسي في ليبيا وقبل ذلك صمتت على جرائم امريكا في العراق. وفي حين تشن حملة مجنونة ضد سوريا بالتعاون مع القوى الامبريالية، فإن الدول النفطية تستخدم قوتها العسكرية لقمع الشعب في البحرين، وتصمت على المجازر التي ترتكب بحق الشعب السعودي في القطيف وغيره الكثير.

ان الدور الذي تقوم به جامعة الدول العربية حالياً بقيادة الدول النفطية وتحت توجيهات واملاءات الولايات المتحدة لا يحمل في طياته خطر انهاء دور الجامعة كمؤسسة قومية تعمل على تجميع وتنسيق مواقف الدول العربية سياسياً واقتصادياً ، بل كذلك يؤكد على نشوء تهديد لأمن واستقلال دول المنطقة وبما يؤدي الى حماية دور اسرائيل وتعزيز تحالفها مع الولايات المتحدة الذي يحمل كل اشكال التهديد للقضية الفلسطينية وحقوق شعبها المشروعة ويهدد امن واستقرار واستقلال الاردن على وجه التحديد. الأمر الذي يتطلب من الاردن اتخاذ مواقف سياسية داخل الجامعة وخارجها تصون استقلال وامن الاردن وتساهم في التمسك بالحل العادل للقضية الفلسطينية الذي يعني التمسك بالدفاع عن استقلال الاردن، والابتعاد عن الاصطفافات الملغومة التي تحاول بعض الدول النفطية فرضها على المجموعة العربية.

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا