<%@ Language=JavaScript %> النجم الحزين جمهورية صابرين

 

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                                

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

جمهورية صابرين

 

 

بقلم : النجم الحزين

 

صبحكم الله بالخير 

 

منذ نعومة أظفاري تعودت على سماع كلمة (( أصبر )) بين الحين والاخر بمناسبة او من غير مناسبة ، لأتفــه الامور أو أشدها ، وفعلا كنت أصبر كما كانت توصيني دوما والدتي رحمها الله.

صبرت على أيذاء زملائي في المدرسة الابتدائية عندما كانوا يضربوني بسبب أو من غير سبب ، وصبرت أثناء فترة الامتحانات الوزارية ، وصبرت أيام أبو طلال عندما كان السيد يوزع مفاتيح الجنة على مستحقيها .

وفي كل مرة كان نداءا في داخلي يهمس لي (( ما بقه شي وراح تفرج )) لكن  يوما بعد آخر أكتشف  أن هذا الصبر ما هو ألا أكذوبة نقنع بها النفس لتحمل المزيد من الضغط النفسي والاجتماعي والمادي ...حتى أصبح العراقي كالبالون الممتلىء بالهواء ، لكنه للاسف غير قابل للآنفجار.

صبرنا على حرب الثماني سنوات ، وعلى عدوان العلوج وحصارهم  في التسعينيات وصبرنا على كل ما صاحب عبور أسراب الشاذين جنسيا حدود العراق وهم يدنسون أرض المقدسات ، صبرنا على السلب والنهب والقتل والتهجير المذهبي ، صبرنا على المفخخات واللاصقات والعبوات ، صبرنا على أنعدام الامن وانعدام الكهرباء والماء والصرف الصحي وصار كل منا يعيش في كومة أزبال محلته ... صبرنا على الاقتتال بين الاحزاب السياسية صبرنا على بطالة ابنائنا الذين تخرجوا من كلياتهم واصبحوا عالة على عوائلهم لانهم بلا وظائف ، وسعيد الحظ منهم من استطاع ان يحصل على ( جمبر ) في الشورجة أو أن يعمل عامل بناء أو حتى يبيع ( الخضورات ) في سوق شعبي .

صبرنا وما زلنا صابرين .... نحلم أن نعيش يوما حياة كريمة بدون التفكير في خط المولدة ، أو البحث عن لترات من النفط أو استلام حصة الطحين والرز المعفن أو أنتظار الراتب التقاعدي البائس .

صبرنا على نشرات الاخبار الكاذبة بتحقيق احلامنا الوردية وجعل العراق ( جنة عدن )

صبرنا على قيادة شعبنا من قبل عصابة لا هم لهم الا سرقة أموال الشعب ، والاقتتال فيما بينهم ليس من أجل مصلحة العراق ، بل من أجل مصالحهم هم أنفسهم .

صبرنا على تولي وزاراتنا أشخاصا أميون جهلة قتلة وأصحاب الشهادات العليا مركونين مغيبين هذا أن كانوا لا يزالون على قيد الحياة .

عجبا أيها العراقيون ... كل هذا وصابرون؟

حتى الصبر ملّ من صبركم

ألم تسمعوا كوكب الشرق وهي تغرد أنما للصبر حدود؟

ألم تسمعوا أو تشاهدوا ما جرى في تونس ومصر وليبيا ؟

هل نغير أسم جمهوريتنا من ( جمهورية العراق) الى ( جمهورية صابرين) ؟

لماذا أنتم صامتون ؟ وعلى الذلة راضون ؟

ألم يقل فيكم الامام علي عليه السلام ((يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق وموطن سوء الاخلاق ))  كلماتٌ أنشبت أظفارها في جلودكم ، فألِفتموها حتّى أحببتوها ، ولم تثر فيكم  حكّةً أو حساسيةً ، رُبما تشهد عليكم الرقصات والمسيرات التي كنتم ترددون فيها : بُوش بُوش إسمع زين ، كُلْنا نحب صدام حسين !!

أفيقوا أيها النائمون ، فالعيب فيكم لا بغيركم (( نعيب زماننا والعيب فينا ))

كسروا حواجز الصبر كما كسرتم المدارس والمستشفيات والملاعب والممتلكات الحكومية

أسرقوا حقوقكم من عيون حكامكم كما سرقتم المصارف والمدارس والجامعات

أحرقوا الارض تحت أقدام عصابات القتل التي تقودكم كما أحرقتم المتاحف والمعارض والمسارح وكل المرافق الحضارية والثقافية .

أما أن كنتم راضون بذلك ، فبالعافية عليكم .. واليجي من أيده الله يزيده ...

أودعناكم أغاتي ...

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا