<%@ Language=JavaScript %> عادل سمارة ديمقراطية آل سعود الآبار كسجون/للطائفة الشاذلية

 

لا

للأحتلال

لا

للخصخصة

لا

للفيدرالية

لا

للعولمة والتبعية

حضارة بلاد الرافدين   

    

                                                

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين                                    

 للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                            

 

ديمقراطية آل سعود

 

الآبار كسجون/للطائفة الشاذلية

 

 

 عادل سمارة

 

عدت ليلة امس إلى قرابة ثلاثة عقود إلى الوراء حينما كنت في لندن وحدث موقف متعلق بالسجون في العربية السعودية ووجدت نفسي أُقارن بين السعودية آنذاك والسعودية اليوم فكان لا بد لي، من قبيل الاعتراف بالجميل والحقيقة أي بما تطور إليه وضع الحريات في موطن الرسول الكريم. فكان لا بد أن أحمد الله واشكره أن منَّ على الأمة العربية بهذا النظام العظيم.

كان ذلك في لندن عام 1986، كنت اعمل في جريدة العرب التي اسسها صاحبها الحاج أحمد الهوني من ليبيا والذي كان وزير ثقافة ايام السنوسي. كان الرجل يمدح القذافي خوفاً منه، لذا أعتقد أن جريدة العرب تحتفل اليوم باغتيال القذافي كما يحتفل كثير من الفلسطينيين الذين إما قبضوا منه، أو قبض آباؤهم او الأمين العام لتنظيمهم. والله أنني متأكد من هذا.

أما، ونحن نجلس 40 صحفياً وصحفية من مختلف الأقطار العربية حول طاولات بشكل دائري وصاحب الجريدة الضخم جدا يجلس كمن يرعى أغنامه، وإذا بالأربعين يقفوا فجأة كما لو كانوا طابورا عسكرياً أُعطي أمراً، نظرت وإذا بالباب رجل ضخم يرتدي الكمباز العربي الأبيض (على بيج) وكوفية حمراء وعقالاً (اي ليس كالقرضاوي بلا عقال – اقصد ان القرضاوي منفلت بكل المعاني حتى مع مطلقته الجزائرية التي فضحت علاقته بالموساد) وعلى كتف الرجل عباءة بين الأحمر والبني من وبر الجمال.

انطلق الصحفيون والصحفيات إلى الرجل هذا يقبل يده وذاك يسلم عليه وينحني وثالث يطوي ركبتيه قليلا كي يتقاصر احتراماً للرجل. أدركت بالطبع أن الرجل مهمَّ لكنني قررت أن ابقى جالساً.

سالتي جارتي محررة شؤون المرأة وهي سيدة مصرية اسمها منى غباشي:

مش حتؤووم؟

- لأ

- حيرفدك (تقصد ان صاحب الجريدة سيطردني)

- مش مهم، إذا جاء الرجل وسلم علي سوف أقف (طبعا الرجل لن يفعل لأن الاخرين لم يعودوه ان يفعل) 

استغرق ذلك دقائق ثم اخذه صاحب الجريدة وخرجا. وقلت لنفسي: إبحث غداً عن شغل إلى أن تنهي الدراسة. 

كان في الجريدة مجموعة من الصحفيين منهم سعيد حيب وطلعت المرصفي وسعيد الفرماوي ومحمد محفوظ (بالمناسبة محفوظ إسلامي وكان على علاقة بالمجاهدين العرب الذين كانوا يذهبون إلى أفغانستان عبر لندن وكانوا يزورونه في الجريدة) وكان حرزي من الصومال وعبد اللطيف من سوريا وعبد الجبار عدوان من فلسطين ومحيي الدين اللاذقاني من سوريا (وهو الذي كاد يأكل علقة قبل ايام من جوزيف ابو فاضل في الاتجاه المعاكس مع فيصل القاسم...الخ).

اقترب مني سعيد حبيب وقال هل تعرف من هو الضيف؟ قلت لا.

قال: هذا الشيخ الشاذلي رئيس الطائفة الشاذلية في العالم وهو ممن يتبرعون للجريدة. وقصة هذا الرجل أنه كان ناصرياً في السعودية ايام الملك فيصل واتهم بأنه يدبر انقلاباً بدعم من الرئيس جمال عبد الناصر فحبسه الملك فيصل في بئر ثماني سنوات.

ولكي تزوره ابنته كان لا بد ان تذهب لأخذ إذن من القصور السعودية وخلال التكرار تعرف إليها الأمير تركي بن عبد العزيز وقرر الزواج منها. وعقاباً له طُرد من السعودية إلى مصر وبقي هناك سنوات طويلة حتى عُفي عنه وعاد إلى السعودية واسسوا له منتدى الجنادرية وهو منتدى لشراء المثقفين العرب بدعوتهم والتمنن المالي عليهم، هذا يقرأ الشعر وذاك يتحدث في الدين...الخ.

طبعاً صاحب الجريدة لم يسألني قطعياً وكأن شيئاً لم يكن.

واليوم بعد أن اصبحت المملكة العربية السعودية منبر الحريات في الوطن والعالم، تضحي بالمليارات لإنقاذ الشعوب الخاضعة للقمع من حكامها وتدفع مبالغ خيالية لأصغر الكتاب شأناً وعقلاً، فليس لي سوى أن اقول الحمد لله. فكم من كاتب اصبح يعيش على شتم سوريا وليبيا والشيعة وعبد الناصر وروسيا والصين وفنزويللا وكوبا...الخ. أليس هذا بفضل السعودية؟ كم من كاتب كان شبه ميت ودبت به الحياة بفلوس السعودية وقطر والكويت والإمارات...الخ فصار قلمه سيفاً!

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا