معركة القومية العربية في سوريا

 

 

بقلم:عادل الجوجري

 

افتتاحية مجلة الغد العربي-مارس 2012

 

مايجري على ارض سوريا هو معركة القومية العربية بامتياز،فالقيادة السورية تمثل أخر قلعة للعروبة وأخر راية للفكر القومي بكل تجلياته،والقضية ليست لها علاقة بالديمقراطية أو التغيير السياسي فقد طرحت القيادة السورية برنامجا إصلاحيا متكاملا دستوريا وتشريعيا شمل الأحزاب والانتخابات والإعلام والإدارة المحلية وهو مايعنى "ثورة تطوير" شاملة قادها الرئيس بشار الأسد مستلهما مطالب المواطنين وحركة الواقع وليس املاءات من تلك الجهة أو تلك.

لكن أنصار الظلام لايريدون حريات ولا ديمقراطية ولا تنوعا في أساليب تلبية المطالب الشعبية فهم يريدون تقويض الدولة السورية وتفكيك هياكلها وحرف مسارها من إطار المقاومة والممانعة إلى الخنوع لأميركا وإسرائيل ضمن الشرق أوسط الكبير، ومن هنا يركزون على الفوضى من خلال عمليات إرهابية لايراعون فيها حرمة دم ولا حرمة عرض.

إن القومي العربي الحقيقي مطالب اليوم بحسم موقفه في خندق عروبته،وفي موقف العمل من اجل إحباط المخطط ومن اجل الجهر بالصوت مناديا بحشد الطاقات في معركة الوجود القومي العربي،ولا يجوز لقومي عربي أن يقف في المنطقة الرمادية ا وان يتذرع بشعارات ليس لها محل من الإعراب في مواجهة إرهاب اسود يطال البشر والحجر ويسعى لهدم أعز دولة عربية وهي الإقليم الشمالي كمنا علمنا قائدنا الفذ جمال عبد الناصر.

لقد دفعت سوريا ثمن مواقفها القومية بالدم وليس بالمال أو الغاز أو النفط وليس منطقيا بأي حال أن تكون حكومة قطر المرتبطة بحبل سري مع العدو الصهيوني هي المدافعة اليوم عن حق الشعب السوري وليس منطقيا أيضا أن يحرض ملك السعودية ومعروف تاريخه الأسود من أجل حصار الشعب السوري اقتصاديا،ولايمكن أن نعول على أنظمة حكم سلفية ووهابية مرتبطة بالمشروع الرأسمالي العالمي باعتبارها حامية ديار المسلمين فهي ابعد ماتكون عن ذلك وقد التقى الغنوشي في نيويورك مع أعضاء في منظمة ايباك الصهيونية كما تحدث ممثل حزب النور في مصر مع إذاعة الجيش الإسرائيلي في أول إطلالة له على المواطنين،بعد أن فازوا في الانتخابات التشريعية.

هؤلاء المتأسلمون من أرباب تنظيم القاعدة والذين يحتشدون اليوم على الجبهة السورية هم جيوش الردة والرجعية والتخلف يريدون إعادة الزمن إلى الوراء ،لكن أبناء العروبة سوف يتصدون لهم خلف كل باب ووراء كل جدار ولن نسمح أبدا بتقويض أهم راية للعروبة في وطننا العربي.

نحن مع سوريا شعبا وقيادة وتاريخا وجغرافية ومكانة ومقاومة وصمودا،نحن مع سوريا بالدم قبل حبر الأقلام،ومعها بالروح قبل المال ،ومعها باليد القادرة على حمل السلاح أما الايادى المرتعشة فلامكان لها تحت شمس العروبة التي لن تغيب ابدا.

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا