<%@ Language=JavaScript %> زهير ماجد العواصم الثلاث
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

 

العواصم الثلاث

 

 

زهير ماجد

 

 

على خطى الصحافي المصري محمد حسنين هيكل، كان أحد الصحافيين اللبنانيين كلما أراد فهم المعادلات السياسية الدائرة أو استعصى عليه حلها الذهاب الى العواصم المؤثرة مثل القاهرة ولندن وباريس، وهكذا كان يفعل هيكل الذي كان يضيف الولايات المتحدة واحيانا موسكو.

لكن العواصم العربية المؤثرة تاريخيا، بغداد والقاهرة ودمشق، تبدو اليوم مريضة، لكونها انعكاس للأجواء السياسية السائدة ومظهر من مظاهر الازمات المقيمة في المنطقة. كانت تلك العواصم اساس الحراك العربي وخصوصا مصر التي شهدت تاريخا حافلا من الريادة العربية. العواصم الثلاث ظلت دائما وأبدا محط الحراك السياسي العربي، بل القوة المشكلة فيه. وكان ينظر الى العلاقة بين مصر وسوريا على وجه التحديد بانها الامان القومي الذي من خلال لقائهما يصبح العمل العربي آمنا وقويا ومنيعا، فكيف اذا أضفت اليهما بغدا د.

ابان حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لعبت مصر ادوارا كبرى في المنطقة والعالم جعلها الواجهة الفعلية للعالم العربي بل قائدته بدون منازع، وعندما طرحت الوحدة العربية على عبد الناصر كان خياره بلا منازع، سوريا، ولاحقا اضاف اليها العراق، ولو ان الوحدة تحققت بين الاقطار الثلاثة لكان ماكان من ادهاش للعالم على تلك الخطوة التي سيعاجل بالتآمر عليها لوأدها كما فعل مع الوحدة المصرية السورية.

من المؤسف ان العراق في هذه الايام يعيش لحظاته الممزوجة بالصعوبة وبالفرح المبطن.. فهو لم يخرج من أزمته لكنه يتحضر لانسحاب اميركي من ربوعه عله يعود الى حضن أمته معافى كما كان ولو بمصاعب في شهوره الأولى.. واما مصر فتراها كدولة عظمى امام اسئلة ما بعد 25 يناير: الى أين .. دون ان يكون هنالك جواب قاطع ومقنع.. هي تجربة جديدة في الحياة المصرية، قد تحتاج الى وقت ليس بقصير لهضم معطاها، وبالتالي على المجتمع المصري ان يعيش ما يشبه المرحلة الانتقالية كي يتخطاها. تبقى سوريا وهي العمود القوي في ذلك الثلاثي التاريخي.. ذلك القطر يمر ايضا بمرحلة الاسئلة الصعبة والمعقدة وبمخاطر الكيان الذي يواجهه لأول مرة في حياته، مع انه واجه خطرا مماثلا حين قامت الدولة الكبرى بتقسيمة الى دويلات ثم انتزعت منه لواء اسكندرون.

أوجاع تلك البلدان الثلاثة تترك صدى انينها في المنطقة.. لايمكن لأي قطر عربي آخر ان يكون بديلا عنها مهما ظن بقوته المالية او اعتماده المطلق على القوى الخارجية. تبقى مصر الرائدة بلا منازع، كما تبقى العراق سيدة التاريخ العربي الاصيل، وسوريا قلب العروبة النابض. فمصر هي مصر، وسوريا هي سوريا، والعراق هو العراق، وهل غير القاهرة وبغداد ودمشق يصلح لقيادة الأمة؟! ..

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا