<%@ Language=JavaScript %> زهير ماجد شارة النصر الأميركية
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

شارة النصر الأميركية

 

 

زهير ماجد

 

مشهد قد لاتنساه أجيال في عرين " ثورة ": وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في طرابلس ترفع شارة النصر الى جانب مقاتلين ليبيين يرفعون ايضا شارة نصر على استحياء. بتنا لانعرف من المنتصر الحقيقي، أهي ليبيا أم الولايات المتحدة، ام الاثنان معا.. أهي الولايات المتحدة عبر قوات من الليبيين دفعوا أغلى ماعندهم كي يقدموه هدية لتلك الابتسامة الساخرة لتلك الوزيرة التي وهي ترفع شارة نصرها تحدث نفسها بانها قطفت بلدا ودخلت اليه دخول الفاتحين .. صار لها مالغيرها من القيادات الاميركية ان تدوس الارض الليبية، هي مرجعية كبرى مثلما جيفري فيلتمان مهندس في الحراك الليبي في رحاب مؤسستها الخارجية.

تتغير ليبيا، يحدثونك عن الخوف من العساكر الجدد في الوقت الذي كان فيه الليبيون يهابون اللجان الثورية التي افرزها القذافي وحكم بها بلاده اربعين عاما. يهودي ليبي يعيد بناء كنيس في طرابلس كان القذافي قد دمره ابان حكمه مما يعني الكثير في هذا التوقيت الذي يفترض بهذه الثورة الفتية ان تحكم قبضتها من خلال مفاهيمها الوطنية وانتمائها العروبي ان شاء الجدد هذا المفهوم.

ترفع الوزيرة كلينتون شارة النصر وهي ضاحكة من مشهد كان يصعب ان تفعله في ليبيا تحديدا. صار لها ماتشاء بعدما صارت ليبيا بعيون ابنائها دولة أخرى.. ليس انقلابا على العقيد القذافي، انه تغيير شامل بقوة السلاح، وعندما يلعب السلاح دورا فان لتغييره حكاية مختلفة عن الحكايات التي تقولها السياسة وحدها. فمن يهدّيء من نفوس الليبيين الذين امتشقوا اسلحتهم المختلفة ومازالوا وقد يمضي وقت طويل كي يرموه.. تحتاج ليبيا لجيل آخر كي ينسى تلك الايام والشهور المضنية التي مرت وعصفت بكل ليبيا من اقصاها الى اقصاها. فهل حصلت كل تلك الآلام كي تكون هدية للاميركي ليرفع فيها شارة نصره التي لها مفاهيمها الخاصة.

ماتزال ليبيا جريحة، لكن ثمة من يريد قطف حربها الطويلة التي من أجلها سقط خسمون الف قتيل وأكثر من مائة الف جريح اضافة الى خراب شامل في شتى البنى والمؤسسات. وطن جديد يخرج من بين ركام المعارك والقتال المضني والايام الصعبة ستظل ذكرى تتناقلها اجيال، يحكيها الجد لاحفاده والاب لابنائه، وتحكيها النسوة في برامج تلفزيونية جديدة. قصة مجتمع قام بل نهض بكامله على أمل اجتثاث واقع وليس فقط تغييره.

ترفع كلينتون شارة نصرها ليس لتقول بان الليبيين هم المنتصرون ، بل هي اميركا التي ربحت الانتصار.

 

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا