<%@ Language=JavaScript %> مازن السيد حوار مع أمين سر «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديموقراطي في سوريا»
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

النظام يسعى لكسب الوقت ويتصور أن الأزمة خارجية

 

أمين سر «هيئة التنسيق» في المعارضة السورية لـ«السفير»:


ندعم المبادرة العربية ونعارض التدخل وعسكرة الثورة

 

مازن السيد

 

في هذه المرحلة الحساسة من تحولات الأزمة السورية، مع دخول المبادرة العربية مرحلة جديدة، وتصاعد وتيرة الحديث عن «التدخل الخارجي»، ينقل أمين سر «هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديموقراطي في سوريا» رجاء الناصر، رؤية أكبر الكتل السورية المعارضة في الداخل، في حوار مقتضب مع «السفير»، أكّد خلاله دعم المعارضة لمبادرة الجامعة العربية كمخرج للأزمة ومانع للتدخل الأجنبي، محذراً في الوقت نفسه من اتباع النظام السوري لسياسة «كسب الوقت وإنهاك الخصوم» باعتماده على «التوازنات الخارجية».
^ كيف تنظرون إلى المبادرة العربية؟

{ نحن في قوى التغيير رحبنا بمساعي الجامعة العربية من أجل ايجاد مخارج للأزمة واعتبرنا هذه المساعي مدخلاً لمنع التدخل الخارجي، ومنع الأطراف من التوجه إلى حرب أهلية. خصوصاً أن ما طرح في مبادرات الجامعة العربية تضمن جزءاً مهماً من المطالب الأساسية للحركة الشعبية وهيئة التنسيق، بإيجاد مناخات تسمح بالعمل السياسي، والحل السياسي على حساب الحل الأمني الذي ينتهجه النظام.
وبالتحديد لأن الجهود تركزت على طلب وقف العنف والافراج عن المعتقلين والسماح بالتظاهر السلمي وسحب الجيش. هذه المطالب هي كما قلنا ركيزة الحلول السياسية، ولكننا نتوقع ونأمل أن تتفق جميع الأطراف على هذه المساعي بشفافية وأن تتفاعل معها بوضوح وبسرعة، للانتقال في ما بعد إلى المرحلة الثانية، وهي مرحلة التفاوض على رسم صورة مستقبل سوريا، وكيف سيتم الانتقال إلى نظام ديموقراطي تعددي والتخلص من النظام الشمولي الراهن.
هذه المبادرة جاءت متأخرة، وكنا نفضل أن تأتي عبر موقف واع من القيادة السياسية للأحداث، وعبر فهمها بأنه لا مكان للحل الأمني العسكري وأنه مهما بلغت قوة السلطة وأداة قمعها إلا أن الحركة الشعبية باتت أقوى من السيطرة عليها أمنياً.

^ ما هي توقعاتكم لتجاوب النظام مع المبادرة؟

{ إننا في هيئة التنسيق نؤكد على ضرورة أن يتم التجاوب الجدي مع المبادرة وعدم وضع عراقيل أمامها، انطلاقاً من الاعتراف الحقيقي بضرورة خلق مناخات حوار سياسي والتعامل الجدي مع المعارضة، وعدم اعتماد أسلوب المناورة في التعاطي مع هذه المسألة.
لا يزال النظام حتى هذه اللحظة يتعامل مع المبادرة بطريقة كسب الوقت، فعلى سبيل المثال كان المفترض أن يتم إيقاف فوري لعمليات القمع وقتل المتظاهرين السلميين وملاحقة النشطاء السياسيين. بل حتى هذه اللحظة تستمر آلة القمع مما يضعف الثقة بوجود رغبة لدى النظام بحل أزمته الداخلية. وهو يتصور أن الأزمة خارجية بإمكانه أن يحلها عبر توازنات دولية وليست عبر تحقيق إصلاح جدي حقيقي في الداخل يسمح بالانتقال السلمي إلى نظام جديد. وهو رغم ما يدّعيه من اعترافه بوجود معارضة وطنية في سوريا، يقوم في الوقت ذاته بحملة تشهير ضد رموز المعارضة ويعتقل عدداً كبيراً من كوادرها، ومنهم أعضاء في المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق. وانطباعنا انه يتعامل مع الأمور ليس وفق نظرة سياسية بل وفق آلية كسب الوقت وإنهاك الخصوم على حسب الحل الوطني.
ونعتقد أن هذه السياسة واستمرارها سيعمق الازمة الداخلية، وخصوصاً لجهة عسكرة الثورة واستخدام العنف المضاد الذي تتسع رقعته كل يوم كرد فعل مباشر على ممارسات النظام، وهي حالة تنذر ليس فقط باستمرار الازمة بل أيضاً بخلق واقع مدمر لا تمكن السيطرة عليه. كما أن ذلك يفتح المجال أمام تدخل خارجي مستقبلي على طريقة الحماية الدولية أو الحظر الجوي، ويضع سوريا تماماً في الصورة الليبية رغم اختلاف بعض التفاصيل الجزئية.
ومن هنا نرى أن على النظام أن يبادر فوراً ومن دون تلكؤ إلى تنفيذ المطالب الشعبية، وهي بمعظمها نفس مطالب الجامعة العربية، واعتماد الحل العربي لأنه يشكل ضماناً مقبولاً نسبياً من كل الأطراف الوطنية، على عكس التدويل والتدخل الخارجي الذي نشعر في هيئة التنسيق أنه قرار خطير لأنه يؤدي إلى تدمير المجتمع السوري وليس النظام فحسب.

 ما هي العلاقة التي تربطكم بمعارضة الخارج؟ وإلامَ تتطلعون في التعامل معها؟

{ يوجد في سوريا الآن إطاران واسعان للمعارضة: الاول في الداخل متمثلا بهيئة التنسيق التي تضم معظم الاحزاب والأطر والشخصيات المعارضة من مختلف أطياف المجتمع السوري، والثاني تجمعٌ آخر يضم معظم القوى المعارضة في الخارج وخصوصاً التيار الإسلامي وبعض الشخصيات الليبرالية وله بعض الامتدادات في الداخل. وهذان الإطاران يحملان رؤية واحدة في جوهرها وهي تغيير النظام وبناء نظام جديد. إلا أن هناك اختلافاً حول بعض المسائل، خصوصاً تلك التي تتعلق بالتدخل الخارجي. وبالنسبة لهيئة التنسيق، فنعتقد أن التدخل العسكري مهما كانت شكلياته فهو من المحرمات الوطنية ولا يفيد الثورة بل يُخسرُها بتحويلها من ثورة التغيير الديموقراطي إلى مجرد ثورة إسقاط نظام. كما ترى هيئة التنسيق أن استخدام السلاح لا يفيد الثورة بل يفيد خصومها وخصوصاً النظام، لأنه يرى أن العنف المضاد يسمح له بمزيد من العنف ويبرر سلوكه القمعي بالأساس، رغم أننا ندرك أن النظام يتحمل المسؤولية الأولى عن خلق الظروف المؤهلة لاستخدام العنف والتدخل الاجنبي.
ونحن قد دعونا إلى ضرورة وحدة المعارضة أو التنسيق بين أركانها وأطرها على قاعدة برنامج وطني واضح يقوم على التغيير الشامل لكل مرتكزات النظام ورموزه وعلى رفض التدخل العسكري وكل ما يدفع إليه ويستدعيه بأي صورة كان هذا التدخل ومن أي طرف كان.
كما لا يحق لأي طرف أن يدّعي أنه الممثل الشرعي والوحيد للشعب
السوري، لأن هذا يتعارض مع المنطق الديموقراطي الذي قامت الثورة من أجله وينسف فكرة الاحتكام إلى صندوق الاقتراع ليكون وحده المعبر عن تطلعات الشعب

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا