<%@ Language=JavaScript %> انتفاضة الأقصى .. تجربة جهادية خُطت بالدم والسلاح
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

انتفاضة الأقصى .. تجربة جهادية خُطت بالدم والسلاح

 

2011-09-28

القسام ـ تقرير :

أحد عشر عاماً بالتمام تمر اليوم الأربعاء (28-9) على انتفاضة الأقصى المباركة التي اشتعلت جذوتها من رحاب الأقصى المبارك عندما اقتحم المجرم الصهيوني "آرئيل شارون" ساحات الحرم مدججًا بعشرات الجنود الصهاينة في لحظات لم يهدأ فيها بال الفلسطينيون، فأشعلوا النار من تحت أقدام الصهاينة في كل فلسطين، لم يستطيع شارون ولا من جاء بعده إطفاء هذه النار المشتعلة رغم وعودهم بذلك.

تطور الأداء العسكري

مع بداية انتفاضة الأقصى عاد الفلسطينيون لما كانوا يعرفون من عدة وعتاد عسكري قديم، حيث ورثوا عن الانتفاضة الأولى المقلاع والسكين والزجاجات الحارقة والحجارة التي كانت رمزًا للانتفاضة الأولى.

وبعد دخول الانتفاضة سنوات تمكنت فصائل المقاومة الفلسطينية على رأسها كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، من صناعة أسلحة أكثر تطوراً فبدأت بقذائف الهاون ثم انتقلت إلى صواريخ القسام بأنواعها "3،2،1" ، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد زاد التطور مع ازدياد شعلة الانتفاضة، حيث طورت الكتائب والمقاومة من عملها إلى أن صنعت صواريخ أكثر تطوراً لم يكن آخرها الوصول إلى بعض المدن المغتصبة من قبل الصهاينة.

ونجحت كتائب "القسام" في تطوير أداءها العسكري حيث استطاعت أن تصنع صواريخ وقاذفات محلية الصنع فصنعت صواريخ البتار وصناعات "قذائف وقاذفات الياسين" التي جاءت تسميتها تيمناً بشيخ الانتفاضتين زعيم حركة "حماس" الشيخ أحمد ياسين.

وانتقل التطور أيضًا بكتائب "القسام" لحقت بها فصائل المقاومة إلى تصنيع العبوات والأحزمة الناسفة محلياً وليس انتهاءً بالتطور الكبير بحفر الخنادق والأنفاق الأرضية لخطف الجنود الصهاينة وتفجير الأرض من تحت أقدامهم، مما جعل الصهاينة يفرون هربًا من قطاع غزة وجحيم نار المقاومة فيه وذلك بعد خمس سنواتٍ فقط من دخول الانتفاضة.

فلا زال أبناء "حماس" والشعب الفلسطيني يستذكرون حتى هذا اليوم ما قاله الدكتور الشهيد عبد العزيز الرنتيسي قبل استشهاده "أعطونا خمس سنوات وسنحرر غزة بإذن الله" وهذا ما كان بالفعل.

على صعيد الضفة المحتلة فقد تميزت الضفة وتألقت بأرواحهم شبابها وبناتها الذين نالوا بأجسادهم الطاهرة من الصهاينة ما نالوا فكانوا عبارة عن قنابل موقوتة تنفجر بإذن الله لتقتل ما تقتل من الصهاينة الذين احتلوا البلاد وظلموا العباد.

قد يتساءل سأل لماذا لم تنشط كتائب "القسام" والمقاومة في الضفة المحتلة بإنتاج الصواريخ والعبوات وغيرها، فالجواب لدى كل الشعب من طفله الصغير حتى شيخه الكبير بات واضح ألا وهو أن سلطة عباس في الضفة تلاحق المجاهدين وتزجهم في السجون لا بل إنها ارتكبت جريمة بقتل عدد منهم.

الانتفاضة والسياسة

أما على الصعيد السياسي، فيرى المراقبون أن الشعب الفلسطيني استفاد كثيرًا من تجربة انتفاضة الأقصى على كافة الأصعدة، فقد أجمعوا أن تجربة خوض غمار المفاوضات عقيم ولن يجدي نفعًا لن الاحتلال الصهيوني وضع له خططًا لتهويد كافة الأرض الفلسطينية والاستيلاء عليها ولن يتراجع عنها بعكس المفاوض الفلسطيني الذي لازال حتى اللحظة يستجدي المفاوضات ويُصر عليها برغم أنه يرى بأم عينه ما يرتكبه الاحتلال من جرائم لم تتوقف منذ عشر سنوات وأكثر بالإضافة للتهويد والاستيطان واغتصاب الأرض المتسارع بوتيرة غير مسبوقة.

فيما يبقى الطرف الآخر المتمثل في المقاومة التي تقودها حركة "حماس" يردد بأنه لا حل مع الاحتلال سوى عبر فوهة البندقية والمقاومة، معتبرين أن ما يجرى من مفاوضات مع العدو ما هي إلا مضيعة وسلباً للوقت في ظل الاستيطان وجرائم الحرب التي ترتكب ضد أبناء العشب الفلسطيني.

ويرى المراقبون أن الشعب الفلسطيني مع تجربة عشر سنوات من الانتفاضة أصبح أكثر وعيًا من ذي قبل حيث عرف كيف يدافع عن حقوقه، ويسجل المراقبون للمقاومة تطور أداءها وتكتيكها في السنوات الأخيرة عندما تعرف أين وكيف تضرب.

معركة جديدة من نوعها

وفي تطور مرموق يخوض الشعب الفلسطيني معركة جديدة من نوعٍ آخر لم يعتد عليها من قبل ألا وهي المعركة القانونية، حيث أدت زيادة الوعي بأصحاب العقول والمحامين والمدافعين عن هذا الشعب بجمع الوثائق والأدلة التي تثبت تورط العدو الصهيوني بارتكاب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني وتقديمها أمام المحاكم الدولية.

ومع عدم ثقة الفلسطينيون بهذه المحاكم الدولية ومدى انحياز بعضها للاحتلال الصهيوني، إلا أنهم لازالوا على أمل بأن يروا في يومٍ من الأيام قادة الاحتلال خلف قضبان الحديد يلقون عقابهم بما اقترفته أيديهم بحق شعب أعزل على مدار عقود وأزمنة طويلة.

وتبقى "انتفاضة الأقصى" تجربة نضالية فلسطينية بحتة خُطت بالدم والبندقية تستحق الدراسة وتستحق أيضاً أن تجربها الشعوب والدول العربية ليأخذوا العبر والدروس من الشعب الفلسطيني الذي يواصل نضاله ومقاومته دون كلل أو ملل حتى يرحل آخر جندي عن تراب فلسطين.

 

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا