<%@ Language=JavaScript %> هيفاء زعيتر خطاب أوباما «الكارثي» في الصحافـة الغربيـة
   

صحيفة مستقلة تصدرها مجموعة من الكتاب والصحفيين العراقيين          

 

للمراسلة  webmaster@saotaliassar.org                                                                        

 
 

 

 

لا

للأحتلال

 

 

خطاب أوباما «الكارثي»


في الصحافـة الغربيـة

 

 

هيفاء زعيتر

 

لم يُثر خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخير أمام الأمم المتحدة حنق الشارع العربي، الفلسطيني تحديداً، فحسب، إذ تلقفته الصحف الأجنبيّة من جهتها بسيل من الانتقادات الغاضبة التي وصفت موقف اوباما بالـ«كارثي» في مثل هذه الظروف.
إثر الخطاب، تحوّل «رجل السلام» إلى «رأس الأفعى» في رام الله وغزة وفي العديد من المدن الفلسطينية التي اتهم سكانها الرئيس الأميركي بازدواجية المعايير، هكذا نقلت «التلغراف» البريطانية تحت عنوان «خطاب أوباما يستفز الشارع» موقف الشارع الفلسطيني، مشيرة إلى أن الجميع كان يتوقع أن الولايات المتحدة ستستخدم حق النقض (الفيتو) لمنع ولادة «الدولة»، إلا أن قلة منهم تصوّر أن خطاب اوباما سيأتي على هذا النحو.
لم يكن مفاجئاً كذلك حقيقة أن أوباما كرّس جلّ خطابه أمام الأمم المتحدة ليؤكد على رفضه الاعتراف بدولة فلسطين، كما لم يكن مستغرباً إطلاقاً إصراره على موقفه بأن المفاوضات هي الطريق الصحيح إلى السلام، من دون أن يغيب عن باله تذكير الفلسطينيين بأن «دولتهم» تفتقر للمقوّمات، أو أنهم وعدوا في اتفاقية «أوسلو» بعدم اللجوء مجدداً إلى «حيل» مماثلة للتهرب من المفاوضات.
لكن ما كان مفاجئاً حقاً برأي المدير التنفيذي في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى روبرت ساتلوف هو أن أوباما لم يكتف بالذهاب بعيداً بقوله إن المفاوضات هي الخيار الوحيد، بل جعل من خطابه بمثابة «دعوة تجعل من شعوب العالم أجمع حذاء لإسرائيل، او بالأحرى، للشعب اليهودي».
وتحت عنوان «الوقوع في حبّ إسرائيل»، اعتبر ساتلوف أن أوباما بدا بخطابه وكأنه ينتقم من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس شخصياً لأن الأخير كان رفض طلبه التخلي عن «مناورة» الذهاب إلى أمام الأمم المتحدة ، لذلك أتى إلى نيويورك كحليف لإسرائيل فقط لا غير، وهذا ما جعله، حسب ساتلوف، يطلق «أكثر التصريحات حماسة لإسرائيل في تاريخه كرئيس لأميركا، وحتى في تاريخ جميع من سبقه من رؤساء».
يرى عديدون أن ثمة عوامل عدة قد تكون دفعت بالرئيس الأميركي باتجاه خطاب عاطفي مماثل ضد الفلسطينيين، لكن رداً على مجمل الأسباب التي يمكن أن تساق دفاعاً عن خطاب اوباما على شاكلة «ضرورات استراتيجية» او «التزامات أخلاقية»، يأتي جواب معهد الدراسات الدولية والاستراتيجية بأنه «مهما كانت الدوافع، لا يحق لأميركا أن تكون طرفاً، فهذا ليس بالوقت المناسب لواشنطن أن تتورط في السياسة الداخلية الإسرائيلية.. تورّط من شأنه أن ينفّر العالمين العربي والإسلامي، وبالتالي يهدّد بتقويض المصالح الأميركية الاستراتيجية في الشرق الأوسط».
من هنا ولاعتبارات عديدة، «على الإدارة الأميركية أن تكون اليوم جزءاً من الحل وليس العكس»، أسباب تبدأ بأن تخليها عن السلطة الفلسطينية وتنفيذها لوعيدها بقطع المساعدات عن الفلسطينيين يهدّد بتنامي عدد المتطرفين والإرهابيين في فلسطين»، ولا تنتهي بواقع أن «اوباما قد خسر رأسماله السياسي الذي راكمه في الفترة الماضية لا سيما في خضم ما يشهده العالم العربي، في مصر وتونس تحديداً.. كل ذلك جراء وقوفه إلى جانب اسرائيل».
خسارة أوباما لرصيده السياسي يؤكده نائب الرئيس في مجلس العلاقات الخارجية جيمس ليندسي، الذي يعيد التذكير بأن الرئيس الأميركي تعهد في أيلول الماضي عند ظهوره أمام الأمم المتحدة بالعمل على التوصل إلى «اتفاق من شأنه ان يجعل من فلسطين دولة مستقلة ذات سيادة في الأمم المتحدة»، ولكن أوباما، في خطابه الأخير، «نكث بكل وعوده وتعهداته وخططه، ولم يخجل بأن يجادل بأن الأمم المتحدة لا يجب أن تكون طريقاً مختصراً لطريق الوصول إلى «الدولة»».
كما انتقد ليندسي أوباما لاستعراض المواهب الذي قام به من العراق إلى أفغانستان إلى مقتل أسامة بن لادن و«تحرر» جنوب السودان، إلى تونس وليبيا ومصر.. إلى وإلى، معتبراً أن الرئيس الأميركي فاته قول «المهم» في إطار مساعي السلام. ما أخذه ليندسي على اوباما حقاً هو عدم تقدمه بأي استراتيجية او جدول زمني لجمع الطرفين.. معتبراً أن هذا التصرف كان بمثابة «اعتراف ضمني بان أميركا خسرت معظم أوراقها في المنطقة».
«لوموند» الفرنسية أكدت في افتتاحيتها كذلك أن خطاب أوباما كان بمثابة «اعتراف» ضمني بعجزه.. «حقاً لقد أخفق أوباما كثيراً.. عند وصوله إلى البيت الأبيض، صحيح انه لم يطق الانتظار حتى تسوية هذا الصراع، إلا أنه وعند اول مناوشة مع نتنياهو استسلم، وأمام أول مطبّ فلسطيني، أدار رأسه»، بحسب الصحيفة الفرنسية.
وسط زوبعة الانتقادات التي تلقاها أوباما، خرج صوت وسطي من مجلة «نيوزويك» ليقول إن أوباما قد يكون محقاً بأن يتصور المفاوضات المباشرة كحل وحيد للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي، إلا أن ب.ج. كراولي هو أيضاً لم يستطع إلا أن يرى أن ما يثار من مواقف إزاء خطاب اوباما، يؤكد حقيقة واضحة هي أن الإدارة الأميركية قد دقت آخر مسمار في نعش «قيادتها» لعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط.

إعداد: هيفاء زعيتر

 

 

تنويه / صوت اليسار العراقي لا يتحمل بالضرورة مسؤوليّة جميع المواد المنشورة .. ويتحمل الكُتّاب كامل المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كتاباتهم

 

 

الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا

 

 

جميع الحقوق محفوظة   © 2009 صوت اليسار العراقي

Rahakmedia - Germany

 

 

   الصفحة الرئيسية | [2]  [3] [4] | أرشيف المقالات | دراسات | عمال ونقابات | فنون وآداب | كاريكاتير  | المرأة | الأطفال | حضارة بلاد الرافدين | إتصل بنا